رواية ل اسراء عبد اللطيف

موقع أيام نيوز


يا ابني 
رفع عمر وجهه و نظر إلي أمه ب حزن قائلا
_ هو ممكن الواحد يحب مرتين يا أمي !
أبتسمت عفاف و مسدت علي شعر عمر قائله 
_ لأ يابني مش ممكن اللي بيحب بجد عمره مايشوف حد غير اللي بيحبه حتي لو كان اسوأ واحد في الدنيا لكن ممكن يعجب مره و أتنين و تلاته 
عقد عمر حاجبيه متسائلا 
_ أزاي بقي مش لم يعجبني حد أبقي بحبه و لم أحب حد يبقي عاجبني !
_ عمر ما كان الأعجاب هو الحب ده شئ و ده شئ تاني خالص لم تعجب بحد هيعجبك حاجه معينه فيه ممكن شكله طريقته دمه أو حتي أفعاله لكن لم تحب حد مش هتلاقي سبب علشان تحبه هتلاقي قلبك بس اللي بيتحكم مش هتبقي حاسس حتي بتصرفاتك معاه ڠصب عنك هتضايق لم تلاقي حد تاني معاه و من غير ما تحس هتفرح ب قربه منك 

أبتسم عمر قائلا ب مزاح 
_ الله يرحمك يا خيري خليت أمي فيلسوفه بحبك هههههه
ضړبت عفاف عمر علي كتفه ب خفه قائله 
_ عيب كده يا عمر اسمه بابا مش خيري 
ضحك عمر و حك فروة رأسه قائلا 
_ للدرجه دي كنت بتحبي بابا !
أطرقت عفاف رأسها في حزن و أبتسمت أبتسامه باهته قائله بحنين 
_ خيري ده كان دنيتي عمري ما حبيت غيره بس سابني بدري بدري و سابك ليا و أنت عندك سنتين و ماټ 
أمسك عمر كف والدته و قائلا 
_ ربنا يخليك ليا يا أحلي أم 
رفعت عفاف كفها و جففت عبراتها التي خانتها قائله ب أبتسامه 
_ مش هتقولي بقي أيه اللي حصل 
أخذ عمر نفسا طويلا و زفره ببطء قن نظر إلي والدته ب عمق قبل أن يقول 
_ بص يا ستي اللي حصل إن 
سرد عمر كل شئ صار معه لوالدته ف هي بالنسبه له خزانة أسراره و ملجأه و مدبرة أي مأزق يتعقر به 
عبثت تقسيمات وجه عفاف قبل أن تقول ب نبره معاتبه 
_ ماكنش يصح ابدا يا عمر إنك تكسف البنت و تقولها كده 
أطرق عمر رأسف في خزي قائلا و هو يلوم نفسه علي ما بذر منه 
_ عارف يا أمي أنا حاسس نفسي وحش أوي باللي عملته ده حاسس إني من
غير مشاعر ماكنتش أعرف إن الحب بيبقي ڠصب عننا كده بس أنا دلوقت بقيت بفكر فيها كتير أكتر من نور تقريبا نور مابقتش بتيجي في بالي حاسس إني عايز أتكلم معاها و اتأسفلها علي اللي قولته ليها 
أبتسمت عفاف قائله ب حكمه 
_ أوعي تتكلم معاها دلوقت و لا تعترف بحاجه ليها لأن ممكن يكون أحساسك ده شفقه مش حب 
عقد عمر حاجبيه متسائلا 
_ طيب هعرف أزاي إذا كان حب و لا شفقه !
وقفت عفاف قائله ب أبتسامه 
_ أصبر و أوعي تاخد قرار من دماغك بحاجه زي كده لأن الحب مش سهل و مش سهل تعلق حد بيك و حكم قلبك 
توجهت عفاف ناحيةالمطبخ و تركت عمر جالس ب مكانه و أبتسامه عذبه تزين ثغره 
ب مشفي معتز الخاص 
كان معتز جالس ب غرفة مكتبه مرتدي نظارته الطبيه و يعبث ببعض الملفات أمامه علي المكتب حتي أوقفه صوت طرقات علي باب المكتب ف صاح قائلا دون أن يرفع 
_ أدخل 
و بمجرد أن فتح الباب و رفع معتز رأسه ليري من حتي وقف مذهولا و أنفرجت أسارير وجهه ليظهر شبح أبتسامه علي ثغره هاتفا ب 
_ ز ينا !
تقدمت زينا ب خطوات ثابته و جلست علي أحدي المقاعد المتواجده أمام المكتب و رفعت وجهها ناحية معتز قائله ب هدوء 
_ أسفه إني جيت من غير معاد بس عايزه أتكلم معاك شويه لو ينفع يعني و مش هعطلك !
ألتف معتز حول المكتب ليجلس علي المقعد المواجه ل زينا و أستند ب مرفقه علي ركبتيه و مال ب جذعه قليلا ناحيتها و ظل يتطلع إليها ب شوق قائلا ب أبتسامه 
_ كنت عارف إني مش ههون عليك و هترجعي 
ثم مد يده و أمسك ب كفها و وضعه بين كفيها قائلا ب حنين 
_ وحشتيني جدا 
توترت زينا بشده و ألتفتت برأسها حولها ثم سحبت يدها من بين كفيه ب هدوء و أبتلعت ريقها ب صعوبه قبل أن تقول 
_ مفيش داعي يا معتز للكلام ده 
رفع معتز أحد حاجبيه مستفهما 
_ يعني أيه مفيش داعي ثانيه بس هو هو أنت جايه ليه بالظبط يا زينا !
بللت زينا شفتيها بطرف لسانها و أستجمعت قواها قائله 
_ علش علشان نتفق علي الطلاق !
أنفرجت شفتي معتز من الصدمه و وقف مذهولا و أولاها ظهره و هو يفرك وجهه ب
 

تم نسخ الرابط