روايه وتين للكاتبه ياسمين هجرسى
المحتويات
يسحب كف يدها ويحتضنها بين كفيه ...
فرت الدموع من عينها وهي لا تعرف من هذا الذي يقف أمامها ويتحدث بهذا الحنان ..
هل هذا زوجها الذي كان يتجمل امام الناس ويمن عليها بحنانه الزائف ... ام هو تغير ورق قلبه لها ولعشقها الذي كان ومازال يحرقها ..
انتبهت لصوته وهو يهتف باسمها ويجذبها له اصتدمت بصدره العريض الذي مازال قوي رغم تقدمه في العمر.
هزت راسها له بتشتت من قربه الذي يحرقها بشده
والتقت أعينهم في نظره طويله ... تكاد تطيح بها في أعماق بحار العاشقين الغارقين مثلها في عتمت قاع الظلام ...
كادت تعلن ضعفها أمامه ككل مرة يقترب منها ...
ولكن دق العقل ناقوس الخطړ لتسعيد وعيها و يفيق قلبها من غفوته .. دفعته بعيد عنها
لو فكرت بس أنك تلمسني ساعتها متلمش غير نفسك يا سياده اللواء ..
كريمه القديمه ماټت على ايدك واخدت عزاها.... كريمه اللى داقت مزلة حبك خلاص مبقاش ليها وجود .... روح دور على حب عمرك اللى انت عايش عمرك مش لاقيه ... انا دالوقت ابعد لك من نجوم السما ... اللى بينا الولاد و بس .. غير كده انت متلزمنيش.. كان فى وخلص ..
ولكن أين الراحه و الراحه فقط فى قربه ..
ولكن ليس بعد الآن... لقد اكتفت من مزلة الحب واهدار الكرامه ...
حدث نفسه يعاتبها على تسرعه انت دخلت بطريقه غلط .. انت كده بتثبت لها انك متغيرتش و شعورك نحيتها اللى بيحركه شهوة جسد مش اكتر ..
فوق كده واعترف ان كريمه اللى وقفه قدامك الوقتى مش هى كريمه اللى كانت بتستحمل وتعدى زمان .
مش هى كريمه اللى كانت بترضى بالقليل اللى بترميه ليها من وقت او حتى مشاعر كدابه ... كنت بتلجئ ليها راجل عايز ست .. لكن مش حبا فيها .. للاسف فوقت وعرفت قيمتها متأخر ...
هتف يردد بنبره منكسره وهو يزفر الهواء لعله يرتاح ...
خاليك عارف ان طريقك صعب ومستحيل توصل لها بسهوله ..
ابتدأ طريق الشوك اللى انت زرعته من زمان وان الاوان انك تحصد نتيجة زرعك ..
حث نفسه عالصبر لينال رضاها والعفو والصفح عنه ..
اخذ
الحلقه الرابعه و العشرون
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
في صباح يوم تشرق شمسه تدفئ أشعتها القلوب الباردة.
فى فيلا كريمة السيوفي
أعينهم اتسعت فى ذهول من مفاجأة ما شاهدوه.. ينظرون فى تشويش هل ما حدث حقيقه ..
وحولت نظراتها الي صبا قائله
شوفتي أبوكي عمل ايه انا متاكده أنه بيعشقها...
ضيقت صبا ما بين عينها وهي تبتسم ببلاهه واندهاش قائله
أبوكي بس وأمك دى طلعت مش سهله ..
انا طول عمرى بقول هي عايشه معاه عشنا... بس لاااا دى طلعت بتعشقه...
استرسلت باقى كلامها فى اندهاش يالهوى باللى عليكى يا كريمه اخدتى بالك دى طلعت مش سهله ...
بعد ما اندمجت معاه اتمردت عليه لولا معالي اللواء واقف زى الجبل كان وقع لما زقته بعيد عنها..
بس هم بيقوله إيه انا مش سامعه.
سحبتها صفا بسرعه البرق هاتفه ماما جايه علينا مش عايزين نجرحها وتتكسف مننا بس تعالي نقسم عليهم شويه .
رفعت لها صبا حاجبها پغضب ظاهر علي ملامحها قائله
انتي اټجننتي وبعدين ازي نحرجهم عيب دا غير أن جدو وتيتا جوه اهدي.
وضعت صفا يدها علي كتفها وهتفت ماما تعبت ولازم ترتاح ..
واحنا فهمنه دلوقتي أنها استحملت كل دا عشان بتحبه ..
انا شفت في عيون بابا نظره اشتياق ل ماما .. طول ما هو واقف عيونه مبتتحولش عنها ..
دا غير حنيته معانا اللي واضح منها أنه أتغير
ومش معانا أحنا بس لا مع جدو وتيتا ...
دى أول مره يمسك ايد جدو وتيتا ويساعدهم ينزلوا من العربية..
انا بقول لازم نساعدهم يتصالحو مع بعض مادام هو أتغير وبدأ يقرب لينا خطوه دورنا اننا نقرب منه ونقربه ل ماما اكتر .
نظرت لها صبا بتردد وحيره وأخرجت تنهيده ثقيله علي قلبها قائله
كل دا كويس وانا معاكي فيه... بس المشكله ان ماما مش هتسامحه علي كرامتها اللي داس عليها السنين دى كلها .... ولازم هتعقبه ولا هتنسي أنه عذبها عشان بيحب واحده تانيه ...
الأيام الجاية صعبه أوي عليهم هما الاتنين وعلينا احنا كمان لازم نكون عاملين حسابنا .
ردت عليها صفا وصوت العقل يحثها على المحاوله ولكن يظل القلق واضح علي ملامحها ليأتي قلبها يؤكد لها انها لابد أن تساعدهم مهما كلفها الأمر هتفت قائله
دا أكيد هيحصل بس لازم نحاول نصلح بينهم ده حقهم علينا..
بس تعالي الأول نقسم نفسنا ... يعني أنا يبقي مسؤوليتي بابا وانتي مسؤوليتك ماما ..
نأثر عليهم وايا كان اللي هنواجهه المهم نقربهم لبعض... يا صبا كفايه عليهم غياب راكان ... مش هننكر أن بابا مهما كان قاسې في معاملته معانا بس عمره ما تخلي عننا ... ولا كان بيسمح لحد أن يتطاول علينا .
اومات لها صبا بالموافقه وهي تهز رأسها قائله
تمام نبقي كده متفقين وامسكت يدها تجذبها للداخل وهى تهتف
طيب تعالي عشان احنا سيبنهم بقالنا كتير وزمانهم قت..لو بعض ..
من لحظه ما ماما دخلت ... وانا مش مرتاحه لشكلها ..
سارت صفا بجوارها الي الداخل متحمسه لتنفيذ مخططها هى واختها ..
هرولت صفا وجلست بجوار جدتها ضمت زراعيها واحتضنتها بحب واستندت برأسها علي كتفها هاتفه
وانتي كمان وحشتيني يا قلب ستك .
وحولت نظرها الي جلال بخبرة ام ترى علي وجهه ابنها الارتباك والحيره كمن يبحث عن شيء فقده هتفت تحدث صفا
الا قوليلي يا سوسه انتي واختك المفتش كرومبو كنتم بتخططو لايه...
وامك داخله زي القطر ليه كده وكأنها عامله عمله
متابعة القراءة