روايه اشرقت بقلبه بقلم ډفنا عمر

موقع أيام نيوز

لتعد هي الإفطار للصغار وله 
انتهت من إعداد كل شيء ولا تنسي صنع الشطائر لرحمة ومازن والأن عليها إيقاظهما بهدوء ولجت غرفتهما لتبتسم ورحمة غافية وتعطي ظهرها للصغير الذي يتشبث بضفائرها كنوع من الأمان انها جواره نظرت للفراش الأخر الذي يخص الصغير لتجده خالي خمنت انه خاف من شيء واستغاث بشقيقته ونام جوارها
_رحمة مازن يلا يا حبايبي فوقوا عشان معاد المدرسة قرب
تململ الصغيران عاجزان عن فتح أعينهما لتربت علي ظهورهما بحنان قائلة يلا بقا بلاش كسل انتم نايمين بدري وشبعتوا نوم
أستجابت رحمة لها وهي تتمطى بكسل مبتسمة صباح الخير يا طنط هو الساعة كام 
_ الساعة ستة يا حبيبتي أنا عملت الفطار وغليت اللبن عشان تفطروا تشربوه قبل ما تنزلوا 
اعتدلت الصغيرة بنصف جلسة ترمقها بصمت كأنها تتعجب مما تفعله أشرقت معهم اهتمامها وحنانها عليهم يربك الصغيرة ولا تفهم سببه لما تغيرت معهم هكذا وصارت تحبهم
_ بتفكري في ايه يا أمورتي 
قالتها أشرقت وهي تقرص وجنتها برفق لتجيب الرحمة أصلي مستغربة يا طنط ليه حضرتك بقيتي كويسة معانا عشان هتجيبي بيبي يعني
تنهدت أشرقت بأسى قائلة بعين غائمة لا مش عشان كده يا رحمةأنا اتغيرت عشان أنا كنت غلطمكانش لازم اتعامل معاكم كده أنتم مالكوش ذنب في اي حاجة وأنا ظلمتكم كتير واهو ربنا بيعاقبني أسوأ عقاپ
_ بيعاقبك ليه يا طنط أنا سامحتك أنا واخويا ومش زعلانين منك خلاص
لتهتف الصغيرة ببراءة خلاص أنا هقول لربنا لما أصلي اني مش زعلانة منك ساعتها أكيد مش هيعاقبك
غمستها أشرقت بصدرها ملثمة رأسها بحنان وكل يوم يمضي تتعلم من تلك الصغيرة درس جديد بل والأكثر من ذلك انها كلما
أختبرت أخلاق الصغار تحب رضا أكثر هما أخذوا نفحة من روحه هما خلاصة رقته وحنانه وطيبته وإنسانيته
_ يلا يا مازن أصحي بقا هنتأخر 
هكذا صاحت رحمة لتوقظ شقيقها الذي استجاب بصعوبة وهو يفرك عيناه لتتلقفه أشرقت بعناق مقبلة خده الثمين هاتفة صباح الخير يا ميزو يلا صحصح كده عشان تفطر وتستعد لمدرستك
ثم صاحت بحماس مش انهاردة الخميس ايه رأيكم نعمل كيك وبيتزا سوا لما ترجعوا 
تفاعلوا معها بذات الحماس ومازن يصيح أيوة انا بحبهم وعايز الكيك بالشيكولاتة
رحمة لا أنا بحب الكيكة اللي لونها أبيض 
ضحكت تغمرها السعادة لتفاعلهم معها قائلة ماتقلقوش هنعمل الاتنين والبيتزا هنتعشى بيها كلنا 
لتنهض وتحفزهم هاتفة يلا بقا قوموا استعدوا وانا هصحي آبيه رضا وبعدين أحط الأكل على السفرة
ولجت غرفتها لتجده لا يزال نائم أرضا متلحف بغطاء خفيف ظلت تطالعه بحزن مشفقة عليه من نومة متعبة كهذه ربما تؤلمه عظامه أو يصيبه البرد دنت إليه وجلست أمامه كالقرفصاء ومدت يدها تربت علي خده هامسة 
رضا أصحي الساعة عدت ستة
بدأ يستجيب قليلا وهو يعتدل وعيناه لا تزال مقفولة ثم ابتسمت وهي تراه يستسلم للنوم ثانيا فانحنت تلثم جانب وجهه هامسة بأذنيه رضا يلا أصحى الولاد هتتأخر علي مدرستها
قرب أنفاسها وعبقها مع قبلتها الناعمة أخترق مداركه سريعا ليفتح عيناه بنظرة كاملة شمل بها تفاصيل وجهها القريب تفرسها مليا برمقة مطولة وهي بهذا القرب مما أغراها بالأمل أنه سيفعل شيئا لتتفاجأ به يبتعد عنها ثم راقبته وهو يقف ويرفع طبقات الفراش الذي كان ينام عليه ثم طواها وأقحمها في الخزانة و ألتقط له غيار داخلي ودلف لمرحاض غرفته دون أن يحدثها او يلتفت لها
تنهدت بخيبة وأدركت أن الأيام القادمة معه لن تكون سهلة هي الأن تختبر غضبه كما أختبرت حبه وحنانه وعليها أن تصبر وتتحمل حتي تنحل العقد بينهما
انتهي من صلاته وغادر غرفته ليجد طاولة الطعام عامرة ومكتظة بالخيراتوصغاره ينتظرونه معها كي يتناولوا إفطاوهمالشكل يفتح الشهية حقا ومع هذا أعرض عنه و لم يشأ حتى لمسه
ألقي تحيته للصغار دونها 
صباح الخير يا ولاد عاملين ايه
ردوا الصغار تحيته ليصيح مازن يلا يا آبيه عشان أنا جعان 
رحمة أيوة مستنينك من بدري 
جلس معهم متجنبا المقعد الذي يجاورها لتبتلع هي غصتها وتتجاهل ضيقها بصبر لاحظت أنه لا يأكل شيئا فقط سكب لنفسه كوب شاي بالحليب وراح يرتشفه وهو يتصفح هاتفه باهتمام
_ مش هتفطر يا رضا 
تسائلت ليجيبها وعيناه لا تحيد عن الهاتف 
مش جعان هاكل بعدين
عزوفه عن تناول طعامها أثار حنقها فنهضت محدثة الصغار كملوا فطاركم يا ولاد ومتنسوش تاخدوا السندويتشات بتاعتكم 
أومأت لها الصغيرة حاضر يا طنط 
توجهت لغرفتها بعبوس دون أن تنظر نحوه وداخلها يهتف بسخط ما دخل الطعام في الخصام و الڠضب لما لا يأكل طعامها حسنا سوف تحذوا حذوه لن تتناول شيء
شخصت عيناه بعبوس وهو يراها تترك المائدة دون تناول إفطارها رغم انه حذرها ألا تهمل في صحتها لأجل طفله خاصتا مع ضعفها الكبير الذي أشارت له الطبيبة 
_أحنا خلاص فطرنا يا آبيه 
الټفت للصغيرة وبقايا الشرود تسكن عيناه طيب يا رحمة روحي هاتي شنطتك انتي واخوكي وحطي أكلكم فيها علي ما اجي
قالها وهو يلتقط بعض الطعام من المائدة ويرصها بصينية صغيرة متوجها لغرفة زوجته دلف ليجدها جالسة عاقدة ذراعيها النحيلة حول ركبتيها تنظر للفراغ بعبوس شارد اقترب ووضع صينية الطعام جوارها أمرا إياها ببرود أفطري عشان تاخدي علاجك والفيتامين بتاعك
رفعت عيناها نحوه ترمقه بحزن ثم عادت تتجاهله وتنظر بعيدا ليعيد عليها قوله بفظاظة أظن أحنا اتفقنا تهتمي بصحتك ودواكي عشان اللي في بطنك
هنا رفعت وجهها نحوه ليري عيناها المغرورقة تعاتبه وتشكوه قسوته أين حنانه أين رقته وملاطفته لها وهو يحدثها صار يصب كل أهتمامه علي طفله الذي بأحشائها فقط دون أن يمنحها أي شيءهل حقا نضبت خزائنه من حبها وفقدت كل رصيدها لديه لا تصدق انه يكرهها لا ولن تصدق
لم تشعر انها بخضم شرودها كانت تبكي بصمت ودموعها تزحف علي خديها دموعها التي تنخر بعناد جدار صموده وتؤلمه وتفطر قلبه كم يود لو مد أصابعه وكفكفها لها كم يود لو يعانقها ويخفيها بين ذراعيه ويربت علي رأسها كم يشتهي تقبيلها حتي يرتويلكن ما عاد في إمكانه فعل أي شيء لقد وعد ألا يقترب منهاولن يخالف وعده أو يضعف مهما كانت الإغراءت
_ أنا هروح أوصل الولاد وهتصل عليكي تعرفيني انك فطرتي واخدتي الدوا وبحذرك تخالفي اللي قولته يا أشرقتاللي في بطنك ده أمانة ومحتاج غذى واهتمام
لا تزال ترمقه بذات النظرة العاتبة ليهرب من أمامها كي لا يفقد مقاومته عادت تنظر للطعام بحزن بعد مغادرته لتزيحه بعيدا وتعتدل لتنامفلا شهية لديها
ولج لبيته وبحث عنها كعادته حتي وجدها تتمدد غافية علي فراشها وبطنها بدا يظهر بروزه قليلا فاقترب فيصل
بحذر واضجع جوارها ومد ذراعه ليحمل رأسها وراح يطالعها بصمت حتى أخذه الشرود في أحداث الأمس وهما يزوران بيت والديها تذكر كيف انزعج من حديث ابن خالتها وتباسطه معها اشتعلت غيرته من جديد وكاد أن يتصرف بحماقة لولا أنه تذكر وعده لها أن يتحكم بغيرته ويثق بها كما تثق به عليه أن يهذب غيرته هذه حتي يا يفقدها ثانيا فهو لا يزال يرمم الشرخ الذي حدث بينهما بعد ظنه القاټل بها هي وأخيه أديب
وبذكر الأخير ومضت
تم نسخ الرابط