روايه اشرقت بقلبه بقلم ډفنا عمر
المحتويات
أرضاتوقف صاحبها مسرعا نحوه
_ أنت كويس يا أستاذ
أومأ له رضا ولا يزال مأخوذا بما كاد ان يحدث شبح المۏت كان قريبا منه كثيرا
ليمر بعقله أطياف خاطفة لأخوته الصغار
وهي!
_ الله يسامحك في حد يعدي وهو سرحان كده
أخيرا وجد رضا صوته قائلا بخفوت أنا أسف
ربت الرجل علي كتفه ولا يهمك يا ابني قدر ولطف تعالي اوصلك مكان ما انت رايح
ثم مضي والرجل يصيح خلفه طب خد بالك وانت معدي الطريق
______
_ آبيه لسه مجاش يا طنط
بقلق تسائلت الصغير لتجيبها أشرقت بقلب منقبض مجاش يا رحمة وقلبي مش مرتاح خاېفة يكون
هنا أنتبهوا لصوت المزلاج يتحرك وأعقبه دخول رضا فهرولت الصغيرة نحوه وتعلقت بخصره هاتفة وهي تبكي أخويا حبيبي كنت فين خۏفت عليك أوي
_ مش مهم يا آبيه أهم حاجة انك رجعت وشوفتك أصلي حلمت بكابوس وحش اوي وخۏفت خالص بس فضلت أستعيذ من الشيطان زي ما علمتني
تراقبه بلوعة وهو يحدث صغيرته دون أن يرفع
عيناه إليها أو يكترث لها وكأنها غدت أمامه سراب لتنتبه بغته لمظهر ثيابه المتسخ بالثرى وذاك الخدش الذي امتد بطول ساعده لتصيح بجزع حقيقي وهي تدنوا إليه
رفع عيناه ليرمقها بنظرة ڼارية كأنه يستاء من تظاهرها بالقلق عليه ثم جذب شقيقته لغرفتها موصدا خلفهما الباب بوجهها متجاهلا إياها تماما لتعود غرفتها هي الأخرى تختفي خلف بابها خائبة الرجا وماذا كانت تنتظر منه غير ذلك
الشرخ الذي صار بينهما اتسع وابتلع كل صبره وحبه وحنانه الذي كان يغرقها بهم تشعر بحاجز غير مرئي ارتفع بينهما وحجب عنها نعيم عشقه الذي كانتحتاج كل قواها لتحطيمه لا تدري كيف سيؤل حالهما بعد ذلك
لم يعد ذاك الحنون الذي كان يعانقها بنظراته قبل ذراعيها
قسۏة نظراته وعتابه أخبراها بأي چحيم ينتظرها
والچحيم هنا ليس سوي بعده عنها
هذا هو جحيمها الحقيقي الذي تخشاه
_
_ طنط حامل يا آبيه
صاحت بها رحمة بفرحة بعد أن تسلقت الفراش جواره ليهتف مازن الذي استقبله بعناقه أنا مبسوط اوي يا آبيه عشان هيكون عندنا بيبي نلعب معاه أنا هحبه خالص
عرفتوا منين
رحمة طنط أشرقت هي اللي قالتلنا انها حامل
لتستطرد الصغيرة عارف يا آبيه طنط مش طلعت وحشة اوي زي ما كنت فاكرة لما لقيتني بعيط وانا خاېفة عليك حضتنتي جامد وقالتلي أنها أسفة عشان زعلتنا وأخويا حضنها كمان صح يا مازن
صاح بعناد برييء لأ أنا حضنت البيبي اللي في بطنها بس
_ لأ أنا حضنت البيبي بس هي لأ
صفقت الصغيرة كفيها متهكمة واد عبيط
ينصت لهما رضا مدهوشا حقا مما سمع منذ متي تعانقها وتهتم لأمرهما ولما أخبرتهما بأمر لا تكترث له من الأساس
_ آبيه أنت ليه متعور في دراعك
نظر رضا شاردا للخدش الكبير الذي شمل بقعة كبيرة من جلد ساعده وغمغم ده چرح بسيط يا رحمة
نهضت باهتمام حاني طيب هروح أنادي طنط تعقمه مش هي قبل كده ساعدت اخويا مازن لما اټعور
_ رحمة تعالي هنا متناديش حد
قالها بصرامة لتتراجع الصغيرة هاتفة بقلق
طيب روح للدكتور يا آبيه
زفر بضيق ثم يضمها لصدره مقبلا رأسها مټخافيش يا رحمة ده خدش بسيط ومش حاسس بيه أصلا
في چروح پتألم أكتر بكتير من الخدش ده
قال جملته الأخيرة شاخصا لتتسائل الصغيرة عن مقصده فيجيبها ماقصدش حاجة أنتي فطرتي انتي واخوكي
أومأت له أيوة طنط عملت لينا سندويتشات وأكلتها أنا ومازن
أومأ برأسه دون تأثر ثم تنحي من موضعه متجها للنافذة وعيناه تتابع السماء بشخوص
مش عايزاه
كلما تذكرها بصوتها ودموعها تشاركها الحزن يشعر ان قلبه ېنزفكم تزود بالصبر وراهن أن الأيام وعشرتها معه ستغيرها وتجعلها تحبه لكنه كان واهم
رفع وجهه للسماء يخاطب ربه بما في خاطره رغم صمت شفتيه ثم ارتشفت عيناه تلك الدمعة التي تقاتل لتسقط من عيناه ناعية فرحته المکسورة
لن يبكي ما لا يستحق دموعه الغالية
أما هي فكانت تنتظره بلهفة أعدت عشرات الكلمات لتطيب خاطره بها تعاقبت الساعات وأستار الليل أسدلت ولم يعود غلبها النوم أخيرا ولم تعد تشعر بشيء حتي سمعت صوت الصغار بالخارج وهم يستعدون للذهاب للمدرسة تبينت الوقت الذي صار السابعة صباحا مؤكد هو يحضر لهما افطارا الأن ستخرج لتحتك به ربما هدأ قليلا بعد مرور تلك الليلة وسيتقبل اعتذارها
هندمت هيئتها سريعا وخرجت لتجد الصغيران يتناولان افطارهما لكن هو ليس معهم طافت الزوايا عله هنا او هناك دخلت المطبخ فلم تجده
_صباح الخير يا ولاد
حدجها مازن بتردد دون رد بينما منحتها رحمة التي لم تنسي عناقها بالأمس نظرة ود قائلة صباح الخير ياطنط
دنت منهما وتمتمت فين رضا
_ نزل يشتري حاجة وقال هيستنى تحت ننزله أنا واخويا
اعتصر قلبها غصة ألهذه الدرجة يتجنبها ولم يعد يطيق رؤيتها كم جرحها نفوره منها لكنها تخطت هذا وهي تحدث الصغار طيب تحبوا اعملكم حاجة اخدتوا سندويتشات
رحمة ايوة معانا أخويا عملها وحطها في شنط المدرسة بتاعتنا سلام بقا ياطنط عشان مش نتأخر
_ مازن
استوقفته أشرقت وهي تلاحظ عزوفه عنها قائلة
مش هتحضن البيبي وتقول صباح الخير
نظر لشقيقته ثم لها وقال انتي ضحكتي عليا وقولتي اني بحضن البيبي لكن رحمة قالت اني بحضنك انتي كمان
ابتسمت وهي تجسوا علي ركبتيها هاتفة بحنان
طب وفيها ايه مش أنا والبيبي واحد
التزم الصغير الصمت لتعاجله باعتذار حقك عليا يا مازن أنا عارفة انك زعلان مني خلينا نتصالح وأوعدك مش هزعلك مني تاني
لبرهة تردد الصغير وشقيقته تدعمه بنظراتها كي يقبل فقال ولو صالحتك مش هتزعلي آبيه تاني
أطرقت برأسها حزينة وهي لا تدري كيف تعده وقد نفذ الأمر من بين يديها وأخيه بالفعل غاضب منها
_أكيد مش
هتزعله تاني يا مازن يلا بقا أحضنها عشان هنتأخر علي أخونا تحت
لحظات قصيرة من التردد لم تدم والصغير يندفع يعانقها وهو يعلم انه يعانقها هي تلك المرة
وليس ضيفهما الصغير القابع بأحشائها
رحلوا الصغار وتركوها لبؤسها وچحيم ضمير يجلدها جلدا
دوار شديد اكتنف رأسها من جديد تذكرت أنها لم تأكل شيء منذ ليلة أمس وحالتها النفسية صفر وتشعر بمغص شديد عند مثانتها أعراض غريبة تتوالي عليها كأن جسدها يؤكد لها ان صارت تحمل روحا أخرى
ولجت المطبخ لتفعل شئ تشربه فلا تشعر بالجوع أمسكت القداحة وأشعلت عين الموقد التي استدارت بالنيران ليداهما المزيد من الدوار وتلف بها الدنيا وتفقد سيطرتها علي جسدها الذي سقط أرضا وهي لا حول لها ولا قوة
أربعة فول بالبيض وواحد كوكتيل يارضا
تلاتة بطاطس واتنين طعمية يا رضا
الزبائن تتوالى امامه وهو يحاول إنجاز طلباتهم سريعا لكنه مشتت وفاقد كل تركيزه شعور مبهم يثير قلقه بقوة ويحرضه ان يذهب ويتفقدها الأن
صاح على الغلام الذي يعمل معه حسن تعالى مكاني شوية وشوف طلبات الزبائن وانا نص ساعة وجاي
عبر بشقته وجالت عيناه بالزوايا لم يجدها ذهب لغرفتها وجدها خالية
متابعة القراءة