روايه اشرقت بقلبه بقلم ډفنا عمر
المحتويات
أشرقت أنا دافع في الأكلة دي مبلغ محترم بس مش خسارة فيكي يا حبيبتي
ابتسمت له رغم كل شيء تكفي محاولته إرضائها كان يمكن أن يعود بها لبيته لينال بغيته دون عناء أو غرامة لشئ فحدثته بتقدير أي حاجة تعملها عشان تفرحني هتخليني مبسوطة منك يا عزت صدقني انا سهل تراضيني اتقي الله بس فيا وعاملني گ بني أدمة وانا هكون ملك ايدك وتحت رجليك واعمل كل حاجة تسعدك و تريحك.
ثم نهض مستقيما أمامها بغتة يلا بقا نرجع البيت قبل ما مفعول الأكلة يروح عايزنها ليلة مبروكة.
ابتسمت له بدلال وعيناها تعده بالكثير والكثير أليس زوجها وواجب عليها إسعاده فليجرب و ينصفها دائما وهي كفيلة بجعله ملكا متوجا علي عرش قلبها.
في الصباح ذهب عزت لعمله بينما مكثت أشرقت بفراشها تشعر بكسل كبير قررت أن تكمل نومتها الهانئة لكن لم تمهلها والدته تلك الفرصة و هي ټقتحم غرفتها دون استئذان صائحة بتهكم جري ايه ياختي! انتي هتنامي للضهر وتعمليلي فيها لسه عروسة ولا ايه يا حلوة
تابعتها أشرقت وهي تغادر غرفتها لتدمع عيناها بحزن و شعور المهانة لا يزال يطعن كرامتها و ينحر قلبها ماذا لو كان لها منزل وحدها هل كان استحل أحدا خصوصيتها بهذا الشكل الفج تنهدت پقهر و استعاذت من الشيطان الرجيم وقامت تتحمم و تتوضأ قبل ان تصلي وتدعو الله ان يعطيها القدرة و الصبر لتتحمل ظلم والدة عزت المستفحل.
حدجتها بحنق وهي تصب عليها القليل من استنكارها
وانا هغسلهم واعمل كل ده لوحدي يا حماتي ما تخلي بنتك تغسل وتكوي وتنضف قصادي ونخلص سوا.
صاحت ساخرة هانم قولي خدامة بقا.
واستطردت بتهكم عشان كده خليتي ابنك يجي يرجعني البيت مش كده
احتدت ملامح والدة عزت وهددتها انتي شكلك عايزة ترجعي لبيت اخوكي تاني أهو علي الاقل اما تخدمي ام جوزك أحسن ما تخدمي مرات اخوكي وتشتري الخضار وتشيلي أنبوبة البوتاجاز علي كتافك وتقفي في فرن العيش بالساعة والساعتين تجيبلها العيش أقول كمان ولا كفاية كده انتي فاكراني معرفش كنتي عايشة ازاي هناك
وواصلت تنمر عليها أخلصي بقا وشوفي اللي وراكي وكفاية ضياع وقت لحد كده ولو مش عاجبك لمي هدومك وعلي بيت اخوكي بس المرة دي يمين بالله ما هتعتبيها تاني يا أشرقت وانتي عارفة اني اقدر عليها فاهمة ولا لأ
أتعرفون شعور القهر حين يتحول لنصل قاسې ينحر فيك القلب والكرامة والروح هو ذاته ما أنتاب أشرقت وهي ترمق تلك السيدة البغيضة الظالمة المتجبرة عقلها يحرضها ان تترك كل شيء و تنجو من هذا الچحيم
والذل وتعود لبيت شقيقها جلال لكن كيف تفعلها وتعود بعد يوم واحد فقط من رحيلها لن تستبعد حينها ان تطردها رباب صراحتا فلم تنسي ذاك الصباح الذي سمعتها مصادفة تشكوا لأخيها من مكوثها الذي طال لديهم وأن الشقة بالكاد تكفيهم هما و صغارهما والاكثر إيلاما كان تلميح رباب لأخيها جلال انها تحقد عليها لأنها فقدت طفلها بينما هي تتمتع بسلامة الصغير بأحشائها يومها كادت ان تلم أغراضها. ترحل خانعة لبيت عزت لكنها تراجعت حين تذكرت كيف رحلت من عنده وقررت أن تصبر و تتغاضى وتفعل ما تقدر عليه كي تتقبلها رباب لحين عودتها لمنزلها معززة مكرمة لزوجها وهاهي عادت. لكن عادت للذل والاستغلال و الظلم.
تنهدت بعمق ونهضت تحضر المياة الممزوجة بالصابون وراحت تسكبها فوق السجاد ثم أمسكت الفرشاة وراحت تنظفها لتزيل عنها الغبار وهي شاردة بحالها لا تشعر پألم معصمها من فرط الجلي لكن حين أنتهت من كل شيء كان الألم بسائر جسدها و عظامها لا يطاق.
مضي شهر منذ عودتها لمنزل عزت لم يتغير شيء من روتين معيشتها القاسېة المجهدة مازالت مجرد خادمة تلبي طلبات الجميع وازداد الأمر عند تحديد فرح شقيقته وصار لازما عليها اعداد ولائم طعام ضخمة تكفي الأهل و الضيوف المهنئين وهاهي ليلة زفافها اليوم ستنقشع الافعى الصغيرة أخيرا ليخف الضغط النفسي عنها ولو قليلا.
تفقدت الثوب الرخيص الذي اشترته بالنقود الزهيدة التي أعطاها لها زوجها لكن رغم هذا كانت طلتها غاية في الرقة والجمال بثوبها الأسود ووشاحه الفضي البراق وعيناها الواسعة تتألق بكحلها الأزرق فلم تسلم من نظرات الجميع. خاصتا رفاق زوجها التي تعرفهم جيدا وقاحة أحدهم تعدت الحدود بنظراته لكنها تجاهلتها گ صاحبها حاولت الاستمتاع بالحفل الذي أقيم بقاعة راقية جدا زوجها منشغل عنها تماما بالمدعوين والرقص مع رفاقه لمحت تلك الشرفة بإحدي الزوايا فذهبت إليها و وقفت تنظر للأشجار المرصعة بالزهور وانتباتها حالة من راحة الأعصاب أغمضت عيناها كي تحتفظ بتلك اللوحة الربانية بجدران عقلها تنسمت العبير حولها بظمأ للحظات أسقطت من ذاكرتها كل شيء قاسې تكابده في حياتها كأنها مازالت شابة صغيرة لم تخدش برائتها تخيلت نفسها وهي ترتدي ثوب أنيق تدور داخله كالفراشة شارعة جناحيها بالفضاء وشخص ملامحه مبهمة لكن روحه جسدته مثل فارس الأساطير ينحني أمامها ويقدم لها وردة حمراء التقطتها و غرستها بين ثنايا شعرها لا يزال حلم يقظتها القصير يبتلعها بطياته والابتسامة الصافية تفترش شفتيها أجفانها المسدلة تخبيء تفاصيل ما تراه بروحها.
والعجيب أن بذات اللحظة تواجد أحدهم و شاركها كل شيء عيناه الثاقبة تتأملها بانجذاب غير مفهوم.
أشرقت انتي يا أشرقت
أجفلها نداء زوجها فانتفضت كالعصفورة من حلمها الياقظ وأشرعت عيناها سريعا منتشلة روحها من التحليق في عالم يقظتها وصاحت تجيبه نعم يا عزت انا هنا.
_ يلا عشان العرسان
متابعة القراءة