روايه اشرقت بقلبه بقلم ډفنا عمر

موقع أيام نيوز

زين نشوف اللي ورانا احنا كمان. 
_ معاك يا أديب باشا. 
..
بشرفة رفيقه صنع لنفسه كوب شاي ساخن وجلس يرتشفه بهدوء والليل قد ألقي أستاره المرصعة بالنجوم أخذه الشرود بتلك الجميلة كم كانت رقيقة بطلتها حين صادفها صباحا كل شيء بها يجذبه حتي طريقة سيرها الهادئة الواثقة ابتسامتها الخلابة عيناها السوداء التي اكتحلت فتألقت گ نجمتان في سماء صافية تذكر شعوره الغريب بالغيرة وهي تضحك لزين رغم ان علاقته بسارة ليست لها اي ملامح او تاريخ يذكر فقط بضعة صدف قدرية تجمعهما من حين لأخر ومع هذا وخزته الغيرة كيف أذا لو كانت حبيبته او زوجته
هنا غامت عيناه بحزن وهو يتذكر غيرة أخيه والشرخ الذي صار بينهما بعد ظنه السوء به نيران غيرته أفقدته صوابه فبطش دون أن تبصر عيناه عواقب بطشه 
أنت كمان خاېن
انتفض جسد أديب وصدي الكلمات في عقله ټصفعه من جديد وتعيد عليه شعوره الصاډم من أخيه فيصل.
نعته له بالخېانة ذبحه ذبحا كيف تصل به الظنون لتلك المواصيل لا يزال لا يستوعب ما حدث لا يجد مبررا له سيدرا لم تكن له سوي أخت تمناها يوما يشهد الله كم معزتها بقلبه واحترامها الذي يساوي أحترامه لأخيه. 
تنهد وهو يعد نفسه ألا يتباسط معها بعد اليوم. 
مراعاة لشعور فيصل سيقدر غيرته بعد ذلك.
_ أديب يلا عشان نتعشى. 
أخرجه صوت صاحبه من شروده ليهتف 
مش جعان يا زين كل أنت. 
جذبه الأخير عنوة مع قوله قوم بس ل لقمة معايا ده كلها كام سندويتش وكوبايتين لبن يلا بقا بلاش غلاسة. 
رضخ له ليطالعه بامتنان مغمغما مش عارف من غيرك كنت هعمل ايه يا زين سامحني لو كنت متقل عليك. 
ضړب كتفه بخفة صائحا عيب عليك يا أديب ده بيتك يا ابني وبعدين هو انت كنت تقدر تلجأ لغيري 
ابتسم له بتقدير ثم تبعه ليتناولا عشائهما سويا.
_ انت رايح فين يارضا
أجابها مبتسما هشوف بقا اكل عيشي يا أشرقت عايزة أي حاجة اجيبهالك وانا جاي
رمقته بغموض قبل ان. تلقي ما لديها
أنا مش عايزة منك غير حاجة واحدة بلاش تعتمد عليا في حاجة تخص اخواتك ان كنت اتجوزتك ده مش معناه اكون خدامة ليهم يعني انا مش ملزمة ناحيتهم بشيء بعرفك بس عشان تبقا فاهم نظامي من أولها يا رضا شوف كنت بتراعي اخواتك ازاي وراعيهم زي ماكنت الاول.
صمتت تراقب رد فعله متوقعة منه ثورة أو تقريع أو حتى تعدي بالضړب كأنها تحاول دفعه دفعا إليه عله
يظهر بواطنه الحقيقية كأنها تضعه باختبار لتتأكد هل هو حقا بتلك الطيبة والشخصية الفريدة التي ټلمسها كل يوم
لكن للعجب لم ترى بنظرته نحوها الأن ڠضب أو حقد بل كأنها لمحت شئ يشبه الشفقة فثارت هادرة مستاءة من نظرته المشفقة ماتبصليش كده يا رضا أنا مش مچنونة وده هيكون حالي من هنا ورايح لو مش عاجبك الحل في ايدك ممكن تطلقني!
من جديد انتظرت أن يثور عليها بعد حديثها المبالغ به عن الطلاق وقد أعترفت داخلها أنها خير مثال للزوجة النكدية لتجده يهتف بهدوء ونظرة متفهمة كأنه يراها مجرد طفلة ثائرة لا تزن ما تقوله أو تفعله عايزة تقولي حاجة تانية ولا خلصتي كلامك
حدقته ببلاهة و رده أذهلها بحق ألن يتشاجر معها كما تنتظر ألن يظهر وجهه الأخر 
وجدته يدنو نحوها ويميل مقبلا وجنتيها برفق هامسا 
أنتي هنا مش خدامة يا أشرقت أنا اتجوزتك عشان تكوتي ست البيت اللي مش عايزة تعمليه بمحبة منك مش هغصبك عليه ابدا. 
ليصمت قبل ان تكتسب نبرته بعض الصرامة بس اللي مش هسامح أو أتهاون فيه إنك تعاملي اخواتي بقسۏة إياكي تجرحيهم بكلمة واحدة وإلا وقتها هتشوفي ليا وش تاني خالص دول ولادي مش اخواتي وبس. 
معنديش استعداد حد يضايقهم حتي لو انتي.
تركها ورحل لتمكث علي طرف فراشها تفكر ردة فعله وهدوءه وحتي صرامته في تحذيره الأخير جعلها بحالة حيرة تحاصرها ما هذا الرجل لو قص لهم أحد عن صفات مثل صفاته لظنتها خيالا لا تسكن سوي الأساطير والخرافات رضا تركيبة رجل لما تصادفه من قبل بأب او شقيق أو زوج متفرد بطبيعته وتصرفاته وصبره حتي ابتسامته التي يطفيء بها دائما نيران ڠضبها غريبة علي عالمها الذي أتت منه.
تنهدت وهي تتمدد بفراشها براحة شاردة بما قالته عن الصغار تدري انها خالفت طبيعتها الحانية وعاندت فطرتها كأنثي لتبدي عصيانها عليه باكرا إن حاول فرض مسؤلية الصغار عليها ناطحته بفظاظتها فقابلها برقته المفرطة قذفته برمح قسۏتها ليصد رماحها بدروع حنانه وحبه الذي سكبه علي خديها بقبلة ناعمة يعاملها گطفلته التي لا يسوءه منها شيء مهما فعلت كأنه يخبرها أنه سيكون لها ليس فقط زوج بل أب يرعى وصدر يحتويها مهما ثارت عليه.
ألف مبروك يا عريس وشك نور علي الجواز
رضا ببشاشة وهو يجيب الله يبارك فيك يا رفعت عقبالك
_إن شاء الله انت ابن حلال يارضا وانا فرحتلك من قلبي ربنا يجعلها جوازة العمر يا صاحبي وتكون أشرقت أم لاخواتك الصغيرين. 
خبت بريق ابتسامته قليلا وهو يتذكر ما قالته صباحا هي لن تكون ام لصغاره كما تمنى وكم حلم ان تعوضهم حرمان ابويهما معه لكنها تعتقده تزوجها لاجل هذا الأمر ويستغلها لهذا لن يعتمد عليها بشئ يكفي أن تكون زوجته وتحبه وتشعر به وتصدق اختلافه عن عما سبقه وهو كفيل بعلاج كل ندوب روحها مع الأيام لن يطلب منها أي مقابل قبل ان تؤمن انه تزوجها لأنه فقط يحبها وليست خادمة للصغار.
_ ياعم سرحت فين طبعا اكيد في العروسة الله يسهلوا ياعريس.
ضحك له ضحكة قصيرة بطل قر يا عم انا ماشي جنب الحيط مفيش حاجة اتحسد عليها أصلا. 
قال رفعت ببعض الجدية والصدق بالعكس يا رضا انت طول عمرك بتتحسد على أخلاقك وطيبة قلبك انت ضحيت بباقي طموحك بعد دراستك عشان تكمل مشوار الدك في المطعم ده وتكبره وتربي اخواتك أنت أطيب قلب عرفته واتمنى أشرقت تبقي عارفة قيمة الشخص اللي معاها ويكون وشها حلو عليك.
هتف له بتواضع كبير بلاش مبالغة انا أقل من العادي وان شاء الله ربنا يرزقك ببنت الحلال قريب انت كمان يا رفعت.
_ بإذن الله.
ثم ربت علي بطنه مازحا ألحقني بقا بتلاتة طعمية وفول وبطاطس احسن بطني بتزغرد من الجوع 
ابتسم له قائلا عيوني هجهزلك طلبك بنفسي. 
_ تسلم عيونك ياغالي.
مرات اخويا دي مش حبيتها يا رحمة
قالها مازن لشقيقته الأكبر التي وافقته ببراءة 
ولا انا كمان كنت فاكرها هتلعب معانا وتحبنا.
مال الصغير على شقيقته هامسا 
اقولك سر وانا راجع من الحمام الصبح سمعتها قالت لآبيه رضا انها مش هتعملنا حاجة وانها مش خدامة لينا أكيد زعلت اخويا قبل ماينزل احنا كمان مش لازم نكلمها يا رحمة.
_ ماشي بس اوعي يا مازن تعرف اخويا انك سمعت كلامهم الصبح احسن يزعل منك هو قال عيب اللي يسمع حاجة من حد ينقلها.
_ مټخافيش يا رحمة مش هقول حاجة خالص.
تشعر بصداع رهيب يكتنف رأسها منذ الصباح حاولت النوم وفشلت بإسكات هذا الألم الذي يمثل مطارق تدق جانب
تم نسخ الرابط