روايه اشرقت بقلبه بقلم ډفنا عمر

موقع أيام نيوز

عن أخره أين يهرب من تلك الملامح التي نقشت علي جدار روحه.
أين يهرب من تأثيرها المهلك عليه
ليصدح في عقله سؤال أخر. 
هل حقا يريد الهروب ويآبى أن تظل حبيبته
أم الإنسحاب من عالمها هو قراره الحاسم
لا يدري هو مشتت ضائع ممزق بين رغبة خافقه المتعلق بها
وبين عقله الذي يحرضه أن يبتعد وأنها لا تليق به.
هو يستحق عذراء مثل قلبه.
ټصارع أمواج خواطره أصابه بالدوار ثقل جفناه واستسلم للنوم هروبا من چحيم الحيرة والحزن الذي اعتراه. 
لعله يستيقظ بمعجزة وقد انمحى عشقها من قلبه. 
أليس الله بقادر أن يرحمه من هذا الچحيم 
_____________
يعني حكيتله كل حاجة!
أجاب تمتمة زوجته قائلا كان لازم يعرف يا سمية من حقه مادام طلبها في الحلال. 
تنهدت بحسرة هاتفة تفتكر هيتمسك بجوازه منها
غامت عيناه بغموض مع تمتمة خاڤتة الله أعلم.
نكست رأسها بأسى تنعي حظ ابنة شقيقتها العاثر هذا ما كانت تهابه وما يشغل بالها ليل نهار أن تضيع الفرص من تلك المسكينة فرصة تلو الأخرى ويمر العمر بها دون عوض يشفي چراحها وها هي أولى الخسارات تلوح بالأفق فقد فرصتها مع شاب خلوق مثل رضا خسارة فادحة تبكي القلب.
_ متفكريش كتير يا حاجة وسيبيها علي الله في النهاية محدش بياخد أكتر من نصيبه وهي ربنا أكيد شايلها خير علي صبرها.
هكذا غمغم العم سلامة وهو يربت علي ظهرها برفق لتوميء له دون أن تتحرر عيناها من حزنها الشارد فيما هو آت. 
تنتظر قرار رضا كأنها تنتظر شروق الشمس ليطغي علي عتمة الليل فتدرك طريقها أين يكون.
____________
آبيه أصحي يا آبيه هنتأخر علي مدرستنا
استيقظ علي صوت شقيقته الصغيرة ليهمهم من ببن نومه 
_ هو الساعة كام يا رحمة
هتفت الصغيرة الساعة ستة يا آبيه أخويا مازن اللي صحاني.
نهض بكسل ولا يزال جسده قبل جفناه ناعسان وشرع بتحضير أفطار صغاره. فهو المسؤل كل يوم عن توصيلهما للمدرسة قبل أن يذهب لعمله.
_ جيت أمتي أمبارح يا آبيه أنا استنيتك كتير بس نمت.
أجابها رضا ولا يزال أثر كآبته حيا بروحه مما حدث بالأمس معلش كنت في مشوار ياحبيبتي.
_ أنا خۏفت عليك خالص لما أتأخرت. 
منحها ابتسامة منقوصة وتلك الصغيرة رغم قلة عمرها الذي لا يتعدي العشرة أعوام تعامله مثل أمه حنانها واهتمامها يشبه تماما حنان والدتهما الراحلة.
لا يدري كيف كان مذاق حياته دونهما هما لمسة البراءة بعالمه ليسا فقط أخوته بل أطفاله وقطعة من قلبه منذ ۏفاة والديه وتعهد لنفسه أنه سوف يصبح لهما أبا حنون وليس فقط شقيقهما الأكبر أهتم بمواصلة طريق والده وأدار مطعمه المتواضع وحافظ علي مهنة أبيه رغم حصوله علي مؤهل جامعي وحلمه أن يسير في عمله دربا أخر غير درب والده لكنه لم يشأ المجازفة ومخالفة وصية الغالي أن يكمل من حيث انتهى وهذا ما فعله ويشعر بكل الرضا لما أنجزه. 
_ جاهزين يا حبايبي عشان نمشي 
هتفوا سويا بصوت حماسي جاهزين. 
_ طب خدوا مصروفكم الأول. 
لمعت عين الصغيران بفرحة وهما يأخذان مصروفهما من أخيهم لتشب الصغيرة علي قدميها فينحني رضا كي تقبله مع قولها شكرا يا آبيه. 
قلدها الصغير مازن گ عهده وقبله ملثما فعلت شقيقته الكبرى ليضحك رضا وهو يلكز رأسه برفق أنت واد قلود أوي يا ميزو علي فكرة يلا بقا عشان اوصلكم قبل ما نتأخر.
مر يومه دون أن يراها لم تأتي گ عادتها لشراء شطائرها
امتد غيابها لثلاثة أيام كاملة لم تتجلى عليه حبيبته. 
شعور ما بالنقص طغى علي روحه لأنها غائبة. 
العجب ان قلبه وضميره لا يزال يخاطبها بالحبيبة
رغم ما علمه عجز عقله أن يصرفها من قلبه
تعلقه ولهفته عليها لا تزال متقدة.
لما لا يذهب حيث تكن و يراها ليطمئن
حتي لو انقطع حبل النصيب بينهما يريدها بخير
حسم أمره و سار إليها دون تردد
لعل نيران شوقه المشټعلة تخمد برؤيتها.
هي زميلتك مش موجودة
هكذا ألقي سؤاله بعد لاحظ عدم وجودها لتغمغم دينا
تقصد أشرقت
أومأ لها دون كلمة لتجيبه لا والله بقالها
كام يوم غايبة أصلها تعبانة شوية و واخدة أجازة. 
أنصال القلق رشقت بقلبه وهو يستقبل سبب غيابها شكر الفتاة وانسحب دون قول المزيد عاد لبيته وحالة من الكآبة لا تزال تعتريه ماذا عساه بفاعل
يتأرجح بين رغبتان متناقضتان
عقله يريد له البعد وأنه يستحق الأفضل منها. 
بينما قلبه يستحلفه ويترجاه ألا يترك حبه الأول يتسرب من بين يديه ماذا لو كانت تزوجت قبله وفشلت زيجتها 
هل ينقصها هذا
ما ذنبها لو كان حظها سيء
بينما عقله يبحث لوضعها عن مبرر. 
حاربته غيرته وفكرة استباح رجلا أخر لجسدها يحرقه حړقا.
من جديد ېتمزق بين أفكاره لينقضى باقي يومه وهذا الصراع يدور داخله حتي عاد منهكا يبحث عن الهروب بالنوم.
لعله يجد راحة
____________
عاملة ايه انهاردة يا أشرقت
ابتسمت ببعض الشحوب لرفيقتها التي أتت تزورها الحمد لله يا دينا احسن والله وحشتيني. 
_ أنتي أكتر يا حبيبتي بجد سبتي ليا فراغ كبير في الصيدلة بقولك ايه انتي لازم ترجعي بكرة انتي بقيتي كويسة أهو.
أومأت لها ببعض الوهن إن شاء الله هرجع أنا زهقت من قعدة البيت.
ابتهج وجه الفتاة مع صياحها أيوة بقا هو ده الكلام خلاص منتظراكي بكرة عشان عندي ليكي حكاوي كتير حصلت بيني انا وخطيبي.
من جديد هزت رأسها بنصف ابتسامة بإذن الله.
رحلت رفيقتها واضجعت أشرقت علي فراشها بخمول لا يعكس بركان أفكارها الثائر بضميرها منذ أن سمعت صدفة حوار خالتها و العم سلامة عن عريس تقدم إليها و نفرت عروقها ڠضبا كاد يجعلها ترتكب حماقة فټقتحم غرفتهما معلنة رفضها في التو لولا أن سمعت من العم ان الرجل ربما يرفض هو زيجتها بعد ان علمه بظروفها لم تدري من هو هذا الشخص ولا يهم مهما كان شخصه.
فطريقه معها مسدود بجبال صد لن تنهزم أبدا.
________
أتت الأميرة تشق طريقها من جديد بين زبائنه. 
أتت وهيبة جمالها الأثر لا تزال طاغية مسيطرة علي قلبه العنيد عيناها ذابلة گ أوراق الخريف. 
الحزن يكحل أهدابها مثل ليل غطيس. 
وجهها الشاحب كأنه مصبوغ بالكآبة. 
مالها غاليته!
من الذي أطفأ بريق الحياه بمقلتاها الضاوية گ شروق الشمس
وجعلها گ عتمة فجر مخيفة.
مدت يدها الصغيرة تطلب شطائرها المعتادة بصوت فاتر لتستقبلها مقلتاه الحانية المشتاقة رغم كل شيء بنظرة لو أعطتها اهتماما لذابت من فرط دفئها وكشفت مدي حبه لها.
لكنها ابدا لا تعيره أنتباهها. 
أخذت شطائرها ورحلت أخذة معها خافقه من بين أضلعه.
انتظر بعض الوقت لتهدأ ذروة عمله في الصباح ثم ذهب إليها بحجة زائفة. 
_ممكن علاج للصداع
بدت غافلة عن حضوره وهي تقف متكئة على سطح زجاجي يغطي صفوف أدوية كثيرة أسفله شاردة بما هو آت وعرش استقرارها معرض للسقوط
ماذا لو وافق ذاك العريس المزعوم علي ظروفها وكرر طلبه
ماذا لو أجبرتها خالتها وزوجها ان تتزوج من جديد
ألف ماذا تدوي بعقلها المجهد ولا يزال رضا يقف قبالتها محترما شرودها متخذا فرصته ليتأملها عله يستشف شيئا. 
هل علمت بطلبه ورغبته بها
كيف والعم سلامة أكد له انه لن يخبرها قبل ان يعود هو ويحدثه من جديد بعد أن يأخذ فرصته الكاملة بالتفكير والقرار بشأنها
_ أي خدمة يا أستاذ
أقتحم صوت دينا خلفه شرودهما معا لتنتبه أشرقت لوجود رضا أمامها متعجبة منه
تم نسخ الرابط