أسرار عائلتي لاروى مراد

موقع أيام نيوز

حديثه بإهتمام وهو يذكر قلقها عليه ويدها التي كانت ترتجف كثيرا عندما رأت إصابة ذراعه حتى تحولت ملامح سيف إلىالحزن فجأة وأردف 
_ بس زمايلي ساعات بيتريقوا عليا ويقولولي اني ابن خدامة .. هو شغل ماما عيب يا ياسر 
قال الأخيرة بنبرة قريبة للرجاء وهو ينظر إلى ياسر فشعر هذا الأخير بغصة في حلقه بسبب حديث كتلة البراءة الجالسة بجواره ونفى برأسهفواصل سيف كلامه ببسمة 
_ عارف .. هما الي مش عارفين هي بطلة في نظري ازاي ماما اشتغلت هنا عشاننا وعشان نكمل دراستنا ومسمحتش لرحمة انها تشتغلوتسيب دراستها واختارت انها تتحمل مصاريفنا كلها لوحدها .
إزدادت إبتسامته فجأة وهو يختتم كلامه قائلا 
_ ماما إنسانة عظيمة فعلا !
شعر ياسر بدمعة تكاد تطل من بين جفنيه والندم قد بدأ يأخذ مكانه في قلبه خاصة عندما قارن بين ما فعله هو في حياته وبين ما فعلته تلكالتي كان يعتبرها مجرد خادمة تنفذ ما يطلب منها فقط .. شعر في تلك اللحظة أن الله قد أرسل إليه هذا الصغير ليعلمه معنى الأخلاقولينبهه عما كان عليه من تكبر على الناس .
إبتسم بحزن ثم خاطب سيف قائلا 
_ عارف عايز لما يبقى عندي ولد اجيب واحدة زي مامتك تربيه
عشان يبقى شبهك كده !
إبتسم سيف مرددا بعفوية 
_ ممكن تجيب رحمة تربيه رحمة برضه شبه ماما وهي عسل اوي وهتحبها هي بس بتبقى شريرة سيكا لما حد يضايقني أنا والا ماما .
ضحك ياسر قائلا 
_ مع انها تبان كيوت ومش شرسة بس المظاهر خداعة !
ضحك معه سيف بخفة ثم تفاجأ بياسر يقول بنبرة مترددة 
_ هو أنا ممكن احضنك 
طالعه سيف لثوان ثم أومأ هاتفا قبل أن يلقي نفسه بين أحضانه 
_ طبعا !
إحتضنه ياسر بحب نما في قلبه ناحية هذا الطفل سريعا وإستمع إليه وهو يردف 
_ احنا هنبقى صحاب أصلا صح 
أومأ ياسر مجيبا ببسمة هادئة 
_ صح !
_ يامن طلب ايدك للمرة التالتة يا دينا .
قالها عامر وهو يجلس مقابل دينا بغرفة الجلوس ومعهم رشاد وهناء وعلا وظن بأنه سيتلقى الرفض هذه المرة أيضا لكن دينا فاجأت الجميعحين قالت 
_ أنا موافقة .
إبتسم عامر وكذلك علا ورشاد بإرتياح ثم تساءل 
_ يعني اقولهم يجوا بكرة 
أومأت برأسها موافقة فصاحت علا بفرحة 
_ أخيرا عقلت يا بنتي وهتتجوزي واطمن عليك في بيت جوزك .
إبتسمت لها دينا بتكلف ولم تعلق ثم عادت لتشرد في ما سمعته من حديث بين خالها وجدها والذي علمت من خلاله ما حدث لهناء قبلفقدانها الذاكرة ..
إنتبهت هناء لشرودها فإقتربت منها وسألتها بهمس 
_ مالك يا دينا انت لسه مش عايزاه 
نفت دينا برأسها وهي تحاول أن تكبح دموعها ألما على حال أختها فإستفسرت هناء بإستغراب 
_ امال ليه حاسة انك هتعيطي 
إبتلعت دينا ريقها ثم أخذت نفسا عميقا وأجابت كاذبة 
_

أنا بس مش عارفة افرح وانت في الحالة دي ..
إستغربت هناء كلامها ثم إبتسمت قائلة 
_ هو أنا صحيح مش فاكراك بس أنا ببقى كويسة لو شوفتك مبسوطة .. يعني افرحي عادي ومتشغليش دماغك بمشكلتي .
طالعتها دينا بحزن لكنها أرغمت نفسها على الإبتسام قائلة 
_ حاضر .
_ تجي نلعب 
_ يلا ..
كعادتهم كل مساء إجتمع كل من بالقصر في قاعة الجلوس وتفاجأ محمد بوجود يمنى فعلا والتي ستستقر هنا بأمر من والده حتى تكونقرب إبنتها وكذلك أبنائها .. حاول حينها الإنسحاب من بينهم لكن عبد الرحمن أوقفه قائلا حين رآه يستعد للذهاب إلى غرفته 
_ رايح فين 
إستدار محمد إليه مجيبا إياه بهدوء 
_ رايح اوضتي محتاج حاجة 
_ لا بس هتقعد هنا معانا .
ظهر الضيق على وجه محمد وتمتم بإعتراض 
_ بابا صدقني أنا مش قادر اقعد هنا طول ما هي موجودة .
رفع عبد الرحمن كتفيه بلا مبالاة ثم همس وهو يمسك بذراع إبنه ليجبره على الجلوس ثانية 
_ طب متبصلهاش عادي ركز بس في الي لازقة في ابنك هناك .
جلس محمد رغما عنه وهو ينظر حيث يشير عبد الرحمن فوجد ليلى تجلس بجوار خالد وهي تكاد تلتصق به وتحادثه وكأنه صديق قديم .. تضايق من إلتصاقها به وكاد يفتح فمه بنية الحديث لكنه توقف وهو يرى نظرات يمنى المصوبة نحو خالد وقد بدا الضيق على وجهها هيالأخرى .
أبعد نظره عنها سريعا ثم إلتفت إلى والده قائلا بسرعة 
_ أنا آسف يا بابا بس مش قادر ..
وقف عند نهاية كلامه وإتجه إلى غرفته سريعا قبل أن يسمح لعبد الرحمن بالإعتراض فتنهد هذا الأخير ثم همس ببسمة 
_ اهرب يا محمد اهرب بس برضه هترجعلها وأنا متأكد من ده !
أما عند خالد وليلى فقد كان يجلس بجانبها غير مهتم لثرثرتها معه وكأنها إعتبرته صديقها منذ أن حدثها لأول مرة فقط ليستغلها لإشعالغيرة بدور .. لكنه كان ينظر إلى رسلان الجالس بجوار أكرم ويبدو أنه يحدثه في شيء مهم ثم حول أنظاره إلى بدور الجالسة مع عائشةويمنى قبل أن يعود بهم إلى ليلى
تم نسخ الرابط