رواية بقلم دهب عطية
المحتويات
القلب.... وانا اكيد
لو بعيدت هتنساني.... وضعت يداها على
معدتها قائلة بۏجع....
واكيد هتكرهني لو اخدتهم وبعدت عنك...
نظرت له مره آخره في ظلام الكاحل
وهمست داخلها پضياع....
اكيد مش هتقدر تسامحني.... بس لازم تفهم ان دول
اكتر حاجه هتصبرني على فراقك.......
اكيد هتكرهني وتنساني وبعدها وهتكمل حياتك
عادي...... نزلت دموعها پقهر على إحساس اليتم
الذي ستتذوقه من جديد....
العلاقة بينهم اصبحت يشوبها الهواجس ويجتاحها
الماضي وشيطانه بدون رحمة....ولا احد منهم قادر على تخطي الإختبار...... هي تريد الهروب.... وهو يريد نسيان عشقه لها...... ولا احد يحارب لأجل
ملاذ وقسۏة..... العشق ملاذ... والقسۏة الماضي
بشيطانه..... وااه من عڈاب حب دمرنا جميعا !!! ..
..................................................................
بعد مرور أسبوع.... لم يتغير شيء بينهم بالعكس
أصبح البعد والجفاء محور حياتهم.... وقلة المعاملة
ولحديث بينهم أصبح واضح امام كلن من في البيت
على سفرة الغداء.....
جلست راضية وهي تهتف بابتسامة حنونة....
اخيرا سالم هياكل معانا......
أبتسم سالم بهدوء........ كانت ملامحه متعبة
وجهه قاتم ألون حزن وضياع من البعد عنها
وحتى ان كأن يتشاركون الفراش سواين
مزالت قلوبهم واجسادهم يشوبها الفراق وشوق اجتاحهم بدون رحمة !......
نهض سالم وهو يمسك هاتفه في يداه....
طب عن اذنك ياحنيي.... هعمل مكالمه مهمه
وراجع.....
اومات له راضية وهي تقول بحنان...
طب ياحبيبي بس بلاش تتأخر ....زمان ورد وحياه
نزلين دلوقتي....
اومأ لها وهو يخرج ....ليقف في صالة البيت الكبيرة
يولي ظهره لدرج البيت المؤدي الى غرف النوم...
بابا..... صاحت ورد بحماس وهي تركض على الدرج وتمسك يد امها بعد ان رأت سالم يقف يتحدث
في الهاتف ويوليها ظهره ......
استدار اليهم سالم بعد ان اغلق الهاتف ناظرا لهم ....
لكن كانت عيناه تلتهم وجه المهلكة .....
ملاذ الحياة الخاص به...... كانت ترتدي عباءة محتشمة وحجاب يلتف بإتقان حول رأسها....
وجهها الشاحب وجسدها برغم من أنه يختفي
داخل هذهي العباءة الا أنها فاقدة لوزنها واضح
هذا جدا من قسمات وجهها.....
حرك وجهه لناحية الآخرة وهو يزفر بضيق من
عاد على هذا الطفل الذي سياخذ نصيب من
أهملها حتما !!......
رجع بنظره لها حين سمع صړاخها وهي تزمجر في
ابنتها.....
ورد بلاش جري كده على سلالم... هقع.... ااااه..
تركتها ورد وركضت على اخر درج سلالم....
وبدون ان تلاحظ حياة وضعت قدميها على اطراف
عبائتها لتتعثر في نزول وتكاد أن تقع.....
ااااه سالم..... هتفت باسمه تلقائيا.....
وقبل ان يستقبلها درج السلم الصلب...كانت
رفعت عيناها إليه.... نظر سالم لها بقلق ليمرر يداه على وجهها قائلا بحنان....
حياه انتي كويسه في حاجه ۏجعتك....
هزت رأسها بي لا .... ولم تدري بنفسها وهي
تتأوه
بخفوت........ وعيناها تتشربان رجولته التي
اشتاقت لكل ملمح منها......
وحشتني...... همست بخفوت بها أمام وجهه ....
أغمض عيناه بعذاب من كلمتها الكفيلة بحړق قلبه
العاشق لها وهدم رجولته الراغبة للحظة حميمية معها..... ولكن أبتعد عنها بجفاء ولبس قناع القسۏة البارد قائلا بجمود....
حاولي تاخدي بالك اكتر وانتي ماشيه..... حافظي على الأمانه الى تخصني.... لانه لو جرا ليها حاجه
هتدفعي تمن اهمالك.....
ابتعد عنها وحمل ورد وهو يقول بحنان....
حبيب بابا عامل إيه بقه....
ردت عليه ورد بتزمر طفلة.....
الحمدلله يابابا وحشتني اوي .... بس انت لي دايما بترجع متاخر من الشغل انا مش بلحق أشوفك عشان بنام بدري.....
هحاول ارجع بدري عشان خاطر عيون الورد
الجوري....
أبتعد عن حياة وهو يدلف الى غرفة السفرة...
اغمضت عيناها بتعب وانسابت دمعتان ثقيلتان من
عينيها على وجنتيها ببطء.. جلست على درج السلم..... وهي تنظر الى شيء وهمي..
وداخلها تهمس پضياع...
شكلنا عمرنا ماهنرجع.....ولا هننسى
..............................................................
عمل إيه المحامي مع وليد ياخيرية....
قال بكر حديثه وهو يستلقي على لفراش بتعب
لسه الحكم النهائي لقضيته كمان شهر ادعيله
المحامي مش مطمن بسبب المسجل الى في اعتراف
وليد پقتل حسن...
مسك بكر قلبه وهو ينزعه المۏت نزعن......
انا تعبان اوي ياخيرية انا حاسس اني خلاص نهايتي قربت......
اقتربت منه خيرية بقلق قائلة
مالك يابو وليد...... انت هتقلقني عليك ليه إنشاء الله خير الدكتور قال الضغط واطي بس مش
اكتر خد العلاج وانشاء الله هتبقى بخير....
مسك قلبه وهو يوصيها بتعب ووجه شاحب من قلة
الهواء الذي إنسحب من أمامه فجأه.....
قولي لي امي تسامحني ياخيرية قوليلها
تسامحني.....
انسحبت الروح لخلقها ...
كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال ولاكرام
بكر .....بكر .....ابو وليد رد..... بكر ...
صړخة في أرجاء البيت لتدوي الصړخة النجع باكمله
..............................................................
وضع قطعة من الحم كبيرة في الطبق أمامها وبعضا
من الأرز وشربة الساخنة وهو ينظر لها قائلا بأمر
ياريت تخلصي الأكل ده كله.....
قالت پصدمة يشوبها الاعتراض ...
بس ده كتير أوي.....
ضاحكة راضية وهي ترد على حياة بمزاح...
المفروض يملى الطبق مرتين تلاته....
فغرت حياة شفتيها وهي تهمس پصدمة
مش لدرجادي ياماما راضية..... انا مش هقدر اخلص
الطبق ده أصلن......
وضع سالم معلقة الارز امام فم ورد قال بحنان
افتحي بؤق ياورد الجوري....
انت الى هتاكلني يابابا.... سائلة الصغيرة
وهي
تلتهم مابي لملعقة...
رد عليها سالم بنبرة ذات معنى...
ااه انا الى هاكلك اصل ماما لازم تاكل كويس وتهتم
بصحتها عشان اخوكي ينزل بخير ويكون كبير وشاطر ذيك كده ..
هتفت ورد بحماس....
وعنده عضلات زيك.... صح ياريت يابابا يطلع شبهك
هحبه اكتر.....
أبتسم لها بحنان وهو يكتفي بايماءة
متابعة القراءة