رواية تائهة بين جدران قلبه للكاتبة دعاء الكروان
المحتويات
يميل لما غبت يومين زى ما قولتلى خلى رامز السكرتير يكلمنى و بلغنى انه قبل ما أغيب اقدم طلب أجازة اكيد يعنى مش كل ما موظف يغيب هيتصل بيه يبقى دا معناه ايه يا باشا!
على بسعادة معناه ان السنارة غمزت أيوة كدا يا زوزة مش قولتلك انتى متتقاوميش بس كويس انك روحتيله المستشفى عشان يحس انك بتحبيه انتى كمان
زينة باستنكار انت بتراقبنى يا باشا!
ابعدت الهاتف عن فمها و نظرت له و قالت بصوت خاڤت مشمئز اهو انت اللى زفت و ستين زفت
على بتقولى ايه يا زوزة مسمعتكيش
زينة و لا حاجة يا باشا دا انا كنت بعطس
على اها المهم الراجل اللى بيراقب سى يوسف هو اللى بلغنى انك زورتيه عجبتنى دماغك و اتأكدت ساعتها انى اخترت صح
زينة لعلى تلميذتك يا باشا
على تمام يا زوزة لو فى جديد تتصلى بيا علطول ماشى!
زينة ماشى مع السلامة
أنهت المكالمة مع على ثم تمددت على تختها تفكر كيف سيكون حالها بعد نقلها من مكتبه كيف سيمر يومها دون أن تراه ترى ابتسامته نظرته الحنونة تسمع كلماته الرقيقة تشعر بحنانه الذى يغمرها يالها من أيام عجاف تتمنى لو تنقضى سريعا و لكنها لن تيأس و سوف تختلق الحجج و المبررات لتراه
بعدما انتهت وصلة المرح قال يحيى نتكلم جد شوية بقى!
يوسف عايز تقول ايه!
يحيى فكرت كويس فى موضوع زينة و اللى قولتهولك امبارح
يوسف بضيق فكرت كلامك كله انا واخدة ف اعتبارى حتى من قبل ما احكيلك على أى حاجة بس كان ناقص أنفذ بس
يحيى و نويت تنفذ امتى!
يوسف انا كلمت زينة لما انت كنت ف الكافيتريا و فهمتها انى هنقلها لقسم تانى بس كنت قاسى ف كلامى معاها اوى و اتضايقت من نفسى جدا اول مرة اكلمها بالطريقة دى
يوسف انا حاسس ان انا اللى بټجرح مش هيا حسيت ان فى سكاكين بتتغرس فى قلبى و هى بتدور على اى حجة عشان تشوفني بيها كل يوم و أنا اتعصبت عليها و قولتلها لا مينفعش و داست على كرامتها و قالتلى عادى أنا راضية انا طلعت ندل أوى يا يحيى
تألم لألم شقيقه و قال له أنا مش عارف أقولك ايه يا يوسف بس انا مش هفكرك تانى بعمك و لمتنا اللى هتتهد بارتباطك بزينة عمى راشد ميستاهلش كدا منك طول عمره بيتمناك لبنته و انت عامل نفسك مش واخد بالك لو حد غيره شايف بنته رافضة كل العرسان عشان خاطرك كان طلب منك تتجوزها و ساعتها مكنتش هتقدر ترفض لكن هو سايبك براحتك و مش عايز يفرضها عليك و أظن لو اخترت بنت أفضل من سهيلة تتجوزها هيكون هو اول واحد هيباركلك انما زينة!!! مينفعش نهائى
بالآلام و يبكى فراق حبيبته و ينعى حبه لها الذى وأده بكامل إرادته
رد على أخيه قائلا ربنا يصبرنى الأيام اللى جاية دى هتبقى ايام صعبة اوى عليا و عليها بالظبط زى الأيام اللى بتعدى على المدمن و هو بيتعالج من الادمان
يحيى ربنا هيهون عليكو ان شاء الله عشان انت قاصد خير
أراد يحيى أن يغير الحالة المزاجية السيئة التى أحلت بهما على إثر ذكر تركه لزينة فقال له يلا يا بيبى عشان اكتبلك ذكرى حلوة كدا على الجبس دا
يوسف بيبى!! انت مالك قلبت سوسن فجأة كدا ليه !
يحيى باستنكار سوسن بقى انا سوسن يا چو! ماشى هعديهالك عشان انت تعبان بس
يوسف و لو مش تعبان بقى هتعمل ايه!
يحيى بمرح و لا حاجة يا باشا دا انا بوق ع الفاضي انت متعرفش و لا ايه
يوسف هههههه ايوة كدا اتعدل
انخرط الشقيقان فى وصلة أخرى من المرح و المزاح فيحيى وحده من يستطيع قلب مزاج يوسف من النقيض الى النقيض
الفصل الخامس و العشرون
مر أسبوع آخر على الأبطال فيوسف قد تحسنت حالته و خرج من المشفى و عاد الى الشركة و لكن ذراعه الأيسر مازال يحمله بحمالة ذراع
أنهت زينة دورتها التدريبية فى المحاسبة باقتدار و من المفترض أن تنقل اليوم الى قسم الحسابات
فى مكتب يوسف
تجمع عدد من موظفى الشركة لكى يهنئوه على شفائه و عودته سالما للعمل و بعدما انصرفوا استدعى زينة
كان يجلس على مقعده بتوتر من لقائها المنتظر فهو لم يراها طيلة الأسبوع الماضى و لم تتصل به إلا مرة واحدة بعدما أحست منه الجفاء فى الحديث يريد أن يكون جاد و صارم أمامها و أن يتغلب على اشتياقه الشديد لها فهو قد وضع نفسه فى اختبار صعب و لا بد أن يتخطاه بنجاح
طرقت زينة الباب فأذن لها بالدخول فدخلت و جلست فى المقعد المقابل لمكتبه فأدار هو دفة الحديث
بملامح حاول أن يظهرها جامدة فقال الأستاذ عا
قاطعته و هى تنظر لعينيه بعمق قائلة حمدالله على سلامتك الشركة كانت مضلمة من غيرك و
رجعتلها الروح برجوعك بالطبع كانت تقصد نفسها
فهم ما ترمى اليه فجف حلقه و ابتلع ريقه بصعوبة من نظراتها و طريقتها فى الكلام و من كلامها ذاته الذى يحمل بين طياته شوقا بالغا فقال لها بثبات زائف متشكر احم انتى هتتنقلى قسم الحسابات النهاردة
ردت بحزن و هى منكسة الرأس عارفة الأستاذ عادل بلغنى يوم الخميس ثم رفعت نظرها اليه و قالت بعيون متلئلئة بالدموع و ابتسامة مڠتصبة ان شاء الله أكون عند حسن ظن حضرتك
أحس پسكين انغرست بقلبه عندما رأى دموعها التى أبت النزول و ود لو قام من مكانه و احتضن وجهها بين كفيه و قال لها لا تتركينى سأفتقدك سأشتاق إليكى ستأخذين روحى معكى و لكنه قال لها لكى يخفف عنها قليلا لو احتاجتى أى حاجة أنا موجود متتكسفيش تمام!
أماءت له موافقة بصمت فصوتها قد اختنق من الدموع و لم تستطع تحريره فودت لو تهرب الآن من أمامه لتترك لدموعها و لصوتها العنان تريد أن تبكى و تصرخ
حال يوسف لا يقل ألما عنها فنهض سريعا من مقعده و أولاها ظهره فهو لم يعد يتحمل رؤية الدموع الجامدة فى عينيها و قال لها تقدرى تتفضلى دلوقتى
فرت سريعا من أمامه و كأنها كانت أسيرة و أطلق سراحها و خرجت من الشركة بأكملها لا تعلم أين ستذهب و لكنها تريد أن تختفى فى هذا الوقت لكى تتخلص من كل ما بداخلها من مكبوتات
فى منزل لينا
جاء اليوم المحدد لاتمام عقد قران لينا و رأفت كان حفلا بسيطا أقيم فى شقتهم الصغيرة اقتصر على حضور اسرة لينا و اعمامها
متابعة القراءة