رواية تائهة بين جدران قلبه للكاتبة دعاء الكروان
المحتويات
زينة مباشرة متجها بسيارته الى الفيﻻ
دخل الفيﻻ فوجد عمه جالسا فى البهو شاردا يبدو على وجهه التعب و الحزن فتوجه ناحيته و قال له
يوسف بقلق السﻻم عليكم مالك يا عمى شكلك تعبان
راشد بتعب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته انا كويس يا حبيبي متقلقش
يوسف مقلقش ازاى حضرتك شكلك زعﻻن قولى بس مين اللى مزعلك و أنا هملصلك ودانه اوعى تكون البت سهيلة
يوسف ليه بس يا عمى ايه اللى جد
راشد بعصبية جايلها عريس مناسب جدا و من عيلة كبيرة و قمة ف اﻻخﻻق و اﻻحترام و اﻻنسة مش موافقة دا عاشر عريس ترفضه مبقتش عارف اعملها ايه !
ارتبك يوسف للغاية و تمنى فى هذه اللحظة لو ان تنشق اﻻرض و تبتلعه فهو يعلم جيدا سبب رفض ابنة عمه للزواج و يعلم ايضا ان عمه على علم بذلك اﻻمر احمر وجهه من الحرج و تحدث ناظرا للارض فلم يجرؤ أن ينظر فى عينى عمه و فال احم متشيلش هم يا عمى أنا هقنعها طالما حضرتك شايف ان العريس كويس
نظر له قائﻻ متشغلش بالك انت بس بالموضوع دا و روق كدا
راشد بقلة حيلة ربنا يهديها و يريح قلبها
زادته هذه الكلمات من عمه حرجا فقد كان عمه يقصده فهو على يقين أن زواجه منها هو ما سيريح قلبها
يوسف احم انا طالعلها يا عمى بعد إذنك طبعا ! راشد اتفضل يبنى و ابقى طمنى
يوسف أنا يا سهيلة
عندما سمعت صوته انتابتها حالة من الحزن و الفرح فى آن واحد و قامت سريعا لترتدى اسدال الصﻻة على مﻻبسها البيتية و هى تقول ثوانى يا يوسف
يوسف ماشى براحتك
فتحت له و نظرت له بدهشة شديدة فهو قلما يأتى غرفتها سرعان ما تحولت هذه الدهشة الى فرحة عارمة و ابتسامة واسعة شقت وجهها حتى أنها ظلت تنظر له و هو مازال واقفا على الباب و نسيت تماما ان تدخله
سهيلة احم اانا اسفة اتفضل و أفسحت له المجال لكى يدخل و كادت ان تغلق الباب و لكنه صاح بها انتى بتعملى ايه ! سيبى الباب مفتوح
سهيلة سورى نسيت
قال لها تعالى نقعد ف البلكونة احسن
سهيلة اوكى فهو على قدر كبير من الحياء الذى يمنعه من الجلوس بغرفة فتاة فربما يوجد بالغرفة اشياء خاصة بها كمﻻبس او غيره ﻻ يصح أن يراها
سهيلة انت اللى بتسال يا يوسف !
يوسف بعصبية سهيلة فوقى بقى و طلعينى من دماغك اللى انتى بترفضى الجواز عشانه دا مش هيحصل
امتلأت عينيها بالعبرات و ردت بصوت متحشرج للدرجادى ليه ليه يا يوسف بصلى كدا
ظل يستمع اليها دون ان ينظر لها فصاحت به مرة أخرى قائلة لو سمحت بصلى يا يوسف
فنظر لعينيها مباشرة فقالت هو أنا وحشة قولى ايه اللى فيا وحش و انا هغيره قولى ايه اللى ممكن يخليك تغير نظرتك ليا و انا هعمله و بينما كانت تحدثه كان محدقا بعينيها يتذكر صاحبة تلك العيون التى تشبه عيونها الى حد كبير و حاول أن يكبح بسمته على اثر تذكرها فسوف تفهم بسمته فى هذه اللحظة شيئا اخر
بينما سهيلة أحست من شدة تأمله لعينيها أنه بدأ يلين لها فأكملت حديثها بأمل جديد قد دب لتوه بداخلها قائلة يوسف أنا مش هقدر اعيش مع حد غيرك لو مش هتجوزك مش هتجوز خالص و دا آخر كﻻم عندى
يوسف بهدوء و تعاطف مع حالتها يا سهيلة افهمى حبك ليا دا حب مراهقة عشان مش شايفة اهتمام من حد غيرى عشان محدش بېخاف عليكى قدى
محدش بيهتم بكل تفاصيل حياتك زيى انتى شوفتى دا كله من ناحيتك حب بس انا من ناحيتى كنت بعمله من منطلق احساسى بالمسؤلية و اﻻخوة بس لو انتى اديتى لنفسك فرصة تتعاملى مع شخص تانى و تقربى منه ف عﻻقة رسمية طبعا صدقينى هتحسى بفرق و احساسك من ناحيتى هيبدأ يتﻻشى واحدة واحدة لحد ما هتوصلى للمرحلة اللى انا فيها دلوقتى و هى إن أنا مش أكتر من أخ ليكى فهمتى بقا
كانت تستمع لكل كلمة منه بعقل مشوش و قلب منكسر و ذهن شارد فهل من الممكن أن يكون منطقه صحيح
عندما وجدها شاردة فى حديثه قال لها انا هسيبك تفكرى ف كﻻمى كويس و لينا قاعدة تانى مع بعض ماشى
أماءت له باﻻيجاب و تركها تفكر فى حديثه و انصرف الى غرفته لكى ياخذ قسطا من الراحة و يلملم شتات امره
الفصل الحادى عشر
وصلت زينة الى مسكنها الكائن بالملهى الليلى و توجهت مباشرة الى غرفتها وفتحت الباب و دخلت ثم أغلقته و جلست على اﻻريكة المجاورة للباب جلست تستريح قليﻻ ثم نهضت من مجلسها و نزعت ربطة شعرها و توجهت للخزانة انتقت منها مﻻبس بيتية مريحة و من ثم توجهت للحمام الصغير بالغرفة حتى تستحم و تريح أعصابها قليﻻ
انتهت من حمامها و خرجت و التقطت حقيبة اليد خاصتها و أخرجت منه الهاتف الذى اعطاها على الرفاعى اياه خصيصا من اجل ان تتواصل معه فيما يخص مخططهما ضد يوسف
قامت باﻻتصال عليه حسب اتفاقهما و وضعت الهاتف على أذنها فى انتظار الرد
زينة ألو ايوة يا على باشا أنا لسة واصلة يا دوب من نص ساعة بس
رد عليها متلهفا ها عملتى ايه طمنينى !
قصت له زينة كل ما حدث الى ان وصلت لامر سؤاله لها باحضار السيرة الذاتية و قلقها بشأن ذلك اﻻمر لم يتعجب على كثيرا من
هذا الطلب فهو يعرف ان يوسف يتمتع بقدر كافى
من الذكاء و لن يمرر أمرها هكذا دون ان يستقصى عن حقيقتها لذلك لم يفته امر تحضير خطة بديلة و كان قد أعدها بالفعل تحسبا لذلك اﻻحتمال و بالفعل حدث ما كان يتوقعه من يوسف فرد عليها بعد قليل من التفكير
على اسمعى يا زينة انا كنت متوقع الطلب دا من يوسف و عامل حسابى كويس عشان كدا مش عايزك تقلقى خالص و سبيلى انا موضوع السى فى دا هجهزهولك و ابعتهولك مع واحد من رجالتى
زينة باستفهام طب مش تفهمنى يا باشا هتكتب فيه ايه
على بدهاء هكتب فيه إسمك وسنك و عنوانك و المؤهل بتاعك و كل حاجة طلبها منك تكتبيها
زينة بتستغراب و هتكتب ايه ف العنوان
على عنوان الكباريه
زينة بدهشة يا لهوى يا باشا انت كدا عايزه يكشفنى
على افهمى بس يا زوزة انا ﻻزم اكتب كل بياناتك الحقيقية ﻻنه هيبعت حد يتاكد من صحة البيانات دى و
قاطعته قائلة و لما يعرف انى عايشة ف كباريه هيسيبنى اشتغل عنده كدا عادى
متابعة القراءة