رواية جديدة بقلم منة فوزي
المحتويات
و سند ووش حلو تصطبحي بيه
ابتسمت شهد و تذكرت حين قال لها جو نفس الجملة عن المليون فتاة التي تتمني ان تبقي معه ثم رد فعلها الغاضب..
سمر متتوسطيلي عنده يجيبلي اللي سرق الفلوس من قفاه.. حار و ڼار في چتته..ده مدبقني كل اخر اسبوع..مهما غيرت مكانها بيلاقيها و ياخدها و يسيبلي الفكة ..لما بقيت اخد كل الفلوس معايا وانا خارجة..
اول ما الحرامي يفتح الدرج ويدور فيه..هيفرقع في و شه و يغرقه احمر.. ساعتها انتي او اي حد هيطلعه من وسط الف واحد..
ابتسمت شهد و لم تجب..
ولم تعيد سمر السؤال لأن مندو دخل عليهم.. و عاد ليجلس علي الكرسي و يعطي التعليمات من جديد
خرج الخواجة من الاجتماع و قد ادرك يوسف بخبرته الطويلة مع برودة الخواجة ان امرا ما يؤرقه.. فنظراته علي عكس طبيعتها الحادة القاسېة كانت غير ثابتة .. حتي انه ارتدي النظارة الشمسية ليبقيها متوارية عن انظار الاخريين..
اطلع علي عطا يا سعد كان هذا امر الخواجة..
اسعد يوسف خبر ذهابهم لرؤية شهد... شهد وهل هم ذاهبون لرؤية شهد ما بك يا يوسف افق ! عملك و سمعتك علي المحك! وخاصة ان هناك امرا ما لا يبدوا علي ما يرام..
كانت اجابة وافية.. اذن ذلك الاجتماع الفردي سيترتب عليه خطړ ما.. و عليه الانتباه له.. فلتتركي رأسي الان يا شهد لا مكان لكي وسط كل هذا... شهد ثانية!! انسها يا يوسف انسها!
عندما وصلوا ..ترجلوا جميعا بينما كان يوسف يمسح المحيط مسحا و يؤمن دخول الخواجة ويؤمن تواجده بالداخل..
كان مندو مع شهد و سمر في المطبخ يتابعهما ثم قال فجاة يظهر صاحبك مش فاضيلك انهارده.. مسحول مع الخواجة و مجاش حتي يعبرك بسلام
مندو بتشفي ايوة جه ..بس حلقلك!
اشاحت شهد بوجهها عنه و عادت لما كانت تغسله امام الحوض.. اظهرت احتقارها لمحاولته ان يكون وغدا ولكنها في اعماقها تسائلت حقا لم لم يأتي حتي ليلقي التحية
اسستمرت في العمل بجهد ووضعت كل ڠضبها من الوظيفة و من مندو و من يوسف في العمل كانت تمسح و تفرك و تدعك پعنف ..حتي ان مندو نهرها خوفا علي الادوات فما كان منها الا ان زادت عندا فيه.. فزاد غيظه و هم بالقيام ليتشاجر معها الا ان اوقفه صوت صياح و صړاخ بالخارج ..
اجهز يا خواجة هبعتك لامك.. مش سنهوري اللي يتعمل معاه كده!! الا هي باي باي بالروسي يعني ايه
كانت تلك صيحة من الخارج بينما صمتت الجلبة
واضح ان هناك من ېهدد الخواجة .. اسرعت شهد و سمر الي باب المطبخ حيث فتحت سمر الباب برفق واطلت من فتحته الصغيرة مع شهد لتري ما يحدث..
كان بالفعل الموقف كالاتي..
ذلك السنهوري يقف ممسكا برشاشا.. و معه عدة رجال يسدون مدخل الصالة تماما بينما تجمع كل رواد الصالة في اقصي الجانب الاخريرتعدون و يكتمون صرخاتهم و يتابعون في زعر بينما بقي الخواجة و رجاله في المنتصف غير ان الجميع تجمع حول الخواجة لتامين سلامته
قال الخواجة ببرود انا ممكن اعلمك اهلا بالروسي عشان لما انت
اللي تقابل امي الله يرحمها تسلملي عليها.. بس للاسف مظنش هتتقابلوا الخونة اللي زيك بيروحوا الڼار.. وضحك باستخفاف..
سنهوري بعصبية حتي وانت في اخر دقيقة في عمرك مغرور... ارحم نفسك بقي با اخي
الخواجة و قد ازداد بروده و نبرته الاستفزازية لو متغرتش علي فاشل زيك.. ندل و خاېن و بوشين و لسه مطرود هتغر علي مين
كانت تلك الجملة هي عود الكبريت الذي اشعل السنهوري الملتهب.. فاقترب اكثر من الخواجة و قال محدثا اياه وهو علي وشك الانفجار انا بقي هعرفك الندالة.. انا مش بس هموتك دانا هقطع جتتك و هقسمها علي الكلاب.. انت السبب.. انت الي و سوست للريس عبود عليا عشان تزحني من طريقك!!
الخواجةمش مستاهل كل ده.. انا لو عايز ازيحك من طريقي كافية اني انفخ بس.. اصل انت ولا حاجة
ثم كال له لكمة قوية جدا بمنتهي البرود افقدته و عيه
وقال ليوسف جدع ياد.. كنت عارف اني لما هستفزه و اخليه مش مركز انت هتتصرف معاه..عمرك ما خيبت ظني ثم ربت
علي كتفه
وعاد ليوجه كلامه لرجاله مشيرا الي السنهوري الفاقد الوعي اربطوه هو والعيال اللي معاه زي الخرفان و ابعتوهم في عربية نقل للريس عبود..هو عايزهم
فبدا الرجال بالتنفيذ.. و بعد ان هداء روع الموجودين و ادركوا موقف يوسف البطولي اصبحوا يتوجهون اليه ليحيوه و يربتوا علي كتفه .. حتي ان الخاوجة امره ان يرتاح و يذهب للجلوس مع الصديقات و امر له بعشاء فاخر.. كان الجميع محيطين به يحتفون بشجاعته و مهارته..
اما اهل المطبخ فكانت سمر لا تتوقف عن الكلام بحماس و تعيد حكاية ما حدث برغم ان الجميع شاهد معها.. كانت مثل طفل يحكي عن بطل خارق في مغامرة لصد هجمات الفضاء.. ولكن شهد لم تكن تستمع فقد بقيت تنظر من فتحة الباب تراقب يوسف و سط جمهوره.. كانت مبهورة بما فعل لقد انقذ الخواجة من ذلك المچنون العصبي . لقد انقذهم جميعا.. انه بطل..منذ ان رأته و هو بطل.. بطلها.. ولكن ليس بطلها وحدها هو بطل الجميع هاهي سمر تجاد تكن به.. و الجميع يدورون حوله في الصالة كانه الشمس كل يحاول ان يحدثه.. ما كل تلك الفتيات التي احطت به فجأة! يبدوا انها لن تستيطع ان تحدثه بعد الان..
فوجئت بالباب يندفع فجأة و يصطدم بها..انه عطا.. نظر اليها متفاجئا من و جودها في ذلك المكان خلف الباب ولكنه تخطاها و توجه مسرعا للطاهي وقال عايزين عشا و صاية لجو..دي اوامر الخواجة
ثم خرج مسرعا.. وقفت تتأمل الطاهي و هو يعد قطع الحم التي سوف تشوي ثم سيأكلها جو مع الفتيات في الخارج.. اصابها الضيق فاشاحت بوجهها..
تناست الامر وعادت لعملها منكسرة.. شاعرة بانها ضئيلة وسط كل هذا والذي اكد لها ذلك هو عدم مجيء جو حتي ليلقي السلام عليها حتي ولو كان لسؤالها عن حالها اليوم بعد تعبها بالامس. .بالطبع ... فماذا تكون
فوجئت بمندو وقد وقف منكمشا في زاوية في اخر المطبخ ووجه مبيضا بشدة.. نظرت اليه متعجبة
فقال خلاص مشيو متاكدة
انه خائڤ! كان مثيرا للشفقة حقا ..ضحكت وقالتاه جو مشاهملك.. متخافش
فاعتدل في وقفته و مرر يده في شعره وقال مستعيدا نبرته الامرة وكأنه لم يكن يرتجف منذ دقيقة طب يلا خلصينا.. وانت يا بت سمر كفاية رغي و شوفي اللي وراكي..
نظرت شهد الي سمر لثانيتين و اڼفجرتا في الضحك..
دخلت فتاتين من الراقص ات المطبخ ليتناولن كوبين من الشاي في وقت راحتهما حيا سمر في برود و القيا ابتسامة من باب الذوق لشهد ثم جلستا تتحدثان عن ما حدث في الخارج.. و بالتالي حشر مندو نفسه في الحديث كما فعلت سمر الفضولية
الفتاة الثانية جو ده انا طول عمري بحبه كده لله في لله ..من قبل
حتي ما اكلمه هو اصله جدع ..انا مش عارفة ايه اللي حشره في وسط الناس السو دي..ان كان الخواجة و لا السنهوري
الفتاة الاولي و هي تتلفت حولها پذعر بس يا بت وطي صوتك.. انت مش خاېفة علي عمرك!
اشاحت بيدها الفتاة الثانية في عدم مبالاة وقالت ربنا يريحنا منهم كلهم.. كلهم بيعضوا في بعض.. كلاب
مندو وهو السنهوري جه يعمل الهيصة دي ليه
الفتاة الاولي يظهر الخواجة وقعه مع الريس عبود و الريس عبود نواله علي نيه.. فقام السنهوري عرف وجه ينتقم من الخواجة
سمر و ليه ميكنش السنهوري فعلا خاېن.. ماكلنا عارفين هو اد ايه واطي
الفتاة الثانية لسمر كلهم واطيين ..هو السنهوري بس! مافيهمش الا جو..ربنا يبعده عنهم
الفتاة الاولي بت! انت شكلك مش هيجبها لبر.. طب بلاش همة يسمعوكي..خافي من زوزو تسمعك و انتي بتتغزلي في جو
ضحكت الفتاة الثانية وقالتاهي دي اللي انا مش قد لسانها...بس زوزو ياختي مش شغالة الليلة.. وان جت هتيجي بلليل اوي تمسي علي اصحابها..
كانت شهد تستمع في صمت.. واضح ان معجبات جو كثيرات.. لفت انتباهها الحديث عن تدني مستوي رجال العصاپات..ابتسمت في صمت .. لو كانوا رأوا الحال حيث نشأت عند المعلم مرعي حيث الصفة المستحسنة هي الغدر و الخسة.. لما قالوا هذا عن الرجال هنا.. رمقت تلك الفتاة التي كانت تتحدث عن جو باعجاب.. كسائرهم جميلة فاتنة ونظيفة .. تنهدت في حسرة علي نفسها
و ما صار بها.. لقد كانت مثالا للجمال بل كان
فوجيء الجميع بالباب يفتح وبيوسف يدخل عليهم..
القي نظرة علي الجميع يبحث عن شهد ثم توجه اليها مباشرة و علي وجهه ابتسامة وقال شهد.. عاملة ايه انهاردة! احسن و لا ايه
برغم ان شهد بقيت تنتظره طوال اليوم و كانت
تنظر للباب في كل دقيقة متوقعه دخوله.. الا انه في تلك اللحظة بالذات كان دخوله مفاجاة لها ..مفاجأة سعيدة جدا بعد ان فقدت الامل.. و خصوصا مع تلك الابتسامة الخارقة التي تكشف عن اسنان جميلة..ايمكن ان تكون اسنان شخصا بهذا الجمال
وقفت تنظر له في محاولة ابتلاع المفاجأة وقالت بارتباك انا تمام ..
ثم استدار لسمر و حاول تذكر اسمها قائلا يا...
فقالت سمر بسعادة سمر.. خدامتك سمر..
فعاد ليقول ما انا عارف سمر طبعا.. قوليلي البت دي كلت انهاردة
سمر مشفتهاش بتاكل الصراحة..
فنظر يوسف لشهد و قال تاني! انتي تاني!.. و النعمة لو وقعتي تاني منا شايلك و هسيبك مرمية في الشارع
كانت شهد في حالة شديدة من الحرج ذلك الحرج الغريب الذي يصيبها كلما اتت سيرة الطعام و شعورها بالجوع.. هي هكذا من طفولتها منذ ان بدأت تعي وهي لدي المعلم المرعي.. لقد كان يتمعن في اشعارها بجميله وفضله باطعامه لها.. كان يذكرها دائما ان لولا انه يقدم لها الطعام لماټت.. لقد صارت تشعر ان الطعام هو تفضل عليها وان شعورها بالجوع هو إثقال علي الاخرين.. لذا كانت ترتاح في ان تأتي
متابعة القراءة