رواية جديدة بقلم منة فوزي

موقع أيام نيوز


شرف عظيم تستحقة نظرا لجمالها الذي بدا في احسن صوره بعد
ان ازالت اوساخ المطبخ و وارتدت مثلهن ملابس مٹيرة..
جلست شهد وسطهم واشتركت معهم في احاديث متنوعة.. كانت متشوقة لرؤية جو..
وصل جو للصالة مع الخواجة كعادة كل ليلة .. توجه الخواجة لطاولة من كان علي موعد بهم للحديث في شؤن العمل وجو ملاصق له يؤدي مهمته علي اكمل وجه.. لم يكن حائرا يبحث عن شهد.. فهو يعلم مسبقا انها ستظهر عاجلا ام اجلا فوق احد تلك الاركان.. القي نظرة علي رواد المكان يستكشف نوعيتهم.. وجد نفسه يحاول تخمين من منهم سيطيل النظر اكثر و من قد يسبب مشكلة و من قد يغازلها ومن قد ...يعجبها!.. حسنا.. لنا هنا وقفة يا يوسف! ها انت تشغل بالك بامور ليس لك فيها اي شان!! فلتنضم لصفوف المتفرجين و

جو نعم!..
عدوي اذيك يا واد
جو خلص.. مكلم ليه في جديد
عدوي عادي.. هو مفيش غير موضوع البت دي في الدنيا!.. بقولك اخبار الكلب بتاع عطا عندكوا ايه اصلي كنت عايز اسهر مع اصحابي.. مفيش مزز جديدة
توجس جو من السؤال.. اهي صدفة ام وصله خبر ما
فقال لا ..همة همة نفس الخلق.. ولا جديد و لا نيلة الواحد زهق
عدوي.. يعني اخدهم حتة تاني معقولة مفيش بنات جديدة جت من ساعة اخر مرة كن عندكوا!.. عطا بيفلس ولا ايه 
جو بلا قرف يا شيخ ..هنا ملل اوي يا عم انا لولا باجي عشان الشغل مكنتش جيت..
عدوي ماشي و ولو اني كنت نفسي اشوفك..
جو بتقزز نفسك تشوفني!! تصدق معدتي قلبت.. اقفل ..اقفل انا ورايا شغل
وكنهاية معظم مكالماتهم التي تنتهي بقول اقفل! اغلق يوسف الخط..
حيره امر المكالمة و لكن عدوي لم يعد يقلقه فشهد امام عينيه الان.. حسنا يجب ان نعترف ان هناك حسنة لوجودها في الصالة..
اخيرا تحولت الموسي قي الهادئة الي صاخبة مما يعني صعود الفت يات.. هاهي تخرج ضاحكة في وسطهن مبهرة ..جذابة جدا.. ود لو يذهب اليها و يخبرها كم هي جميلة حقا ثم ان
تلك الم لابس تجعلها مغ رية بشدة.. اشارت لها زوزو الي مكانها فتوجهت اليه و صعدت تابعت زميلاتها في الحركات.. بدي عليها التوتر قليلا و لكنها في خلال دقائق اصبحت و كانها ترقص فوق هذا الركن العالي منذ الطفولة.. كانت ترتجل حركات ثم تعود لتؤدي معهن حركات جماعية.. كان الايقاع سريعا غربيا و قد بدا عليها الاستمتاع..
من مكانها العالي بحثت عنه .. ها هو .. ابتسمت له و لو حت بيدها فلوح لها وعل وجهه ابتسامة مقتضبة.. الم تثر اعجابه من المفترض ان تبهره.. لقد نظرت جيدا في المرآة قبل ان تخرج..
يبدوا فعلا انه يفضل غير النحيلات.. اصابها عدم هتمامه و نظراته التي تتفحص جميع من في الصالة الا هي بالاحباط.. و لكنها اصرت ان تنل اعجاب كل شخص اخر غيره حتي يدرك هو ما يفوته.. كما انها لا يجب ان تنسي الهدف الاساسي من تلك الوظيفة.. النقود
كانت تبتسم في وجه الجميع و تحرك شفاها مع كلمات الاغن يات ان جاء مقطع عاطفي وكانها توجه رسائل لبعض الاشخاص..
اول الغيث قطر.. ها قد بدأنا لقد قام احدهم باعطاءها رزمة صغيرة مدسوس بها رقم هاتف و اسم .. وضعتها في جيبها و ابتسمت للشخص في اڠراء..
و بعدها بدقائق اتي شخص اخر و القي عليها نقودا مبعثرة فانحت تجمعهم و هو يتابعها.. لم تدر لم اشعرتها تلك الحركة بالاھانة.. لذا قامت لتتابع ما تفعل تاركة بقية النقود تحت قدميها ..
وهكذا استمر الحال هكذا..
كان جو يتابع ردود افعال الموجودين.. لا يوجد من لا ينظر اليها ..بالطبع وجه جديد .. فوق جسد مثل هذا بملابس مثل تلك..من يمكنه الا ينظر!!
تابع في توتر الرجل الاول الذي اقترب منها.. هل ستمر علي خير ذهل من الابتسامة التي ظهرت علي وجهها بعدما اخذت النقود.. هل خدعت فيكي يا شهد ام انك تخدعينهم الان ثم تلاه ذلك الخبيث الذي القي
لها النقود ليشاهدها تنحني لتاتي بهم.. لقد ادركت شهد الخدعة الساذجة و لم تنطلي عليها.. تركت النقود و لم تهتم لها.. ماذا تكونين يا شهد احقا تدركين ما تفعلين
مين البت دي يا جو انتبه جو
لسؤال الخواجة الذي كان يشير الي شهد فقال بت جديدة كده.. بتسأل ليه يا ريس
فقال الخواجة اول مرة عطا يستنضف.. وانهي الحوار القصير وعاد للاشتراك في حديث دائر بين من يجلس معهم..
كان هذا الحوارالقصير كافيا ليعني ان شهد اثارت اعجاب الخواجة.. برغم من انه متزوج من سيدة روسية مثل امه لا حدود لجمالها.. و لكن تعليقه علي شهد يعني انها لفتت انتباهه .. حتي الخواجة الثلاجة الذي لا ينطق يا شهد اخرجتيه من تجمده ليثني عليكي..
لقد كان جو ممزقا بين شعورين انجذابه الشديد لمظهرها و ضيقه من ان الكل يشاركوه نفس المنظر..
قرر ان يعطيها ظهره حتي يضيع علي دماء رأسه فرصتها للانفجار الا انه وجد زملائه من رجال الخواجة يشيرن اليها و يخبرونه انه احمق لانه لا يشاهد تلك الفتاة الجديدة.. بل ان واحد منهم تقدم اليها و اعطاها نقودا.. وعاد اليهم وسط تشجيع قوي منهم.. وقف جو بينهم يكاد يطيح بهم جميعا.. ولكنه مدرك ان لا حق له في اي من هذا.. وان كان عليه ان يلوم احدا فليلوم نفسه علي اهتمامه بشهد لهذه الدرجة.. يجب ان يؤمن انها مثلها مثل اي واحدة.. مثلها مثل زوزو.. تبلورت الفكرة في رأسه فجأة.. ان كانت ترغب هي في ان تصبح مثل زوزو فليكن لها ما ارادت..
اقترب منها فا ابتسمت له فاخرج من جيبه بعض النقود و اشار لها لكي تنحني له كي يحدثها و بالفعل قام بدس النقود في ملابسها وقال باسلوب قذر انا عايز بقي رقصة ليا لوحدي.. 
دفعت شهد يده بعيدا و اعتدلت في وقفتها .. لقد ضايقها بشدة ما فعل.. احست بالاھانة الشديدة .. و ما ضايقها اكثر انها صدرت منه هو.. بفيت بلا حراك لبرهة..ولكنها عادت للحركة بعد ان اشارت لها زوزو عن بعد.. فالقت نظرة غاضبة الي جو و استمرت في الرقص.. حاولت الابتسام ثانية ونجحت برغم من ان كان بداخلها بكاء شديدا و شعورا بالضيق..
اثناء الاستراحة تنزل الفتيات الي الصالة يفعلن ما يحلو لهن الي ان تنتهي.. فنزلت شهد موجهة الي جو فاستقبلها بابتسامة و بنظرة اعجاب..
جو اهلا بالنجمة..
شهد غاضبة و قد امسكت بنقوده في يدها امسك فلوسك! ووضعت النقود في يده بعصبية..
فقال ببرود ايه قليلين ما هو علي قد انك لسة اول يوم بكرة لما تتدردحي وتبسيطينا هتاخدي اكتر
شهد وقد زاد ڠضبها انت فاكر نفسك ايه
جو ايه زبون في الصالة و بيبقشش علي الرقاصة.. مالك! انا غلطان اني بشجعك.. اشمعني خديتهم من الي قبلي
شهد انت فاكرني رقاصة في كباريه!!
ضحك جو ساخرا و قال لا لا سمح الله.... انت رقاصة في كلب محترم
شهد انا مش رقاصة! شايفني لابسة بدلة رقص وفي ايدي صجات!!
جو بنفس النبرة الساخرة لا طبعا .. هي بدلة الرقص تيجي ايه جنب اللي مانيش عارف ده هدوم ولا ده.... ثم نظر مدققا الي ما ترتدي و قال متسألا بجدية انت اتخانقتي مع البنات جوة 
لم تفهم شهد و كشرت ملامحها في عدم فهم
فاكمل متصنعا الڠضب باسلوب ساخر مين فيهم اللي قطعتلك هدومك كده!!..
شهد و هي تنظر الي ملابسها فين القطع الي في الهدوم ده
جو بانفعالهي فين الهدوم اساسا ثم عاد يقول بهدوء ضاغطا علي اسنانه هو انت بجد مقتنعة بكلامك يعني انت لابسة كده وواقفة ترق ص ي و الرجالة بي رموا عليكي فلوس.. وانت شايفة انك مش رقاصة
شهد ايوة تفرق .. وانا مش رقااااص ة!!
جو عموما سميها زي ما تسميها.. المهم اني عملت زي ما كل الرجالة اللي زيي هنا بيعملوا مع اللي واقفين يرقصوا زيك.. انت ايه اللي مزعلك
لم يكن عند شهد اجابة.. كانت غاضبة و منفعلة جدا و لكنها عجزت عن الرد.. فتركته و مشيت غاضبة ..بعدها مباشرة التف حوله زملائه و يتضاحكون و يقولون له عبارت حسد تعليقا علي وقوفه مع شهد مثل واحنا اللي قلنا عليك عبيط..طلعت انت اللي ظبتها او انت مستحوذ علي كل الحلوين متفوتلنا حاجة الخ.. اما هو فوقف وسط ضجتهم صامتا يتابعها و هي تمشي مسرعة .. بدا علي وجهها انها علي وشك البكاء.. احس بالذنب الشديد.. لم ضغط
عليها بهذه الطريقة.. ما كان عليها ان ېهينها و ينعتها بالراق ص ة بهذا الاسلوب المح قر.. حتي و ان كان هدفه ان يشعرها بمدي سوء ما تفعله و يجعلها تدرك خطورته عليها .. ما شأنه هو!
دخلت شهد الي المطبخ... كانت بحاجة الي وجه مألوف و مريح بعيدا عن النفاق و الكيد.. لذا بحثت عن سمر.. كان مندو موجودا و لكنها لم تهتم
بل وقفت قرب سمر التي كانت تقوم بغسيل الصحون..
سمر همسا مالك
شهد ايضا همسا اتخنقت برة...
سمر مش قلتلك..
برة مينفعش اللي زينا
شهد اصل كمان جو قالي كلام ضايقني اوي.. 
القت سمر نظرة علي مندو ثم حاولت كتم ضحكها وقالت بصي مندو قاعد متنح فيكي ازاي..كانه عمره ما شاف واحدة.. وانا اقول مبيشخطش ليه واحنا بنرغي.. اتاريه مبسوط انك هنا 
شهد بلا مبلاة احسن خلي يتلهي في اي حاجة عننا.. انا مش طايقة نفسي
سمر قالك ايه جو
ترقرقت بعض الدموع في عينا شهد المشكلة يا سمر ان لما تفكري في الي قاله تلاقيه عنده حق..
سمر ايوة اللي هو ايه
قطع الحديث الهامس دخول جو الي المطبخ
مما جعل مندو ينتفض من مكانه ثم يقول بطلي رغي يا بت يا سمر... سيبيها يا شهد تشوف شغلها
نظر اليه يوسف بامتعض ثم قال لشهد شهد عايزك شوية..
وقف علي باب المطبخ منتظر خروجها و عينه لم تنزل عن مندو الي ان صلت شهد اليه و خرجت من الباب بينما بقي نظر مندو مسلطا علي الطاولة و لم يرفعه الي ان اختفت شهد فهو اجبن من ان ينظر لها في وجود نظرات جو المسلطة عليه ..
وقفا في ذلك الممر الهاديء
فقال جو محاولا الا ينظر اليها مباشرة بصي يا شهد.. انا جايز اكون كنت بايخ معاكي.. واديني ناديتك عشان اقلك حقك عليا.. 
شهد وهي تملاء عينيها بالنظر اليهوانت ليه كنت بايخ
جو ومازال محاولا الهروب من النظر اليها مش عارف.. عادي.. كنت مخڼوق فطلعت خنقتي عليكي.. معلش
شهد خلاص .. ولا يهمك..
كان يريد ان ينهي الموقف فقط و يريح ضميره بالاعتذار
 

تم نسخ الرابط