رواية جديدة بقلم منة فوزي
المحتويات
الذي مازال يعبث في ذقنه وينظر ناحيتهم ثم قال لشهد مش مرتاح للراجل ده! نمشي احسن!
شهد بعصبية تقترب من البكاء وصوت خفيض امشي انت! انا رجلي ورمت و جعانة وعطشانة.. و كل اللي احنا فيه دا اصلا بسبب افكارك.. انا مش هتحرك من هنا غير اما استريح و اكل!!
نظر جو للشيخ مرة اخري و عاد ينظر لشهد ثم نفث في ڠضب ودفعها لتجلس علي الوسائد الملقاة علي الارض قائلا طيب اتهببي!
فقال الشيخ عن بعد لا لا انتو ضيوفي و بنحتفل بيكوا الليلة.. تعالوا هنا قربي
فقال جو لا .. احنا قطعنا مجلسكوا.. خلينا هنا وخليكوا علي راحتكوا
الشيخ في اصريعرف اشكال معلمك السو دي ليه
شهد و هي تلوك قطعة لحم و النبي افتكرته راجل كويس
كاد
قال الشيخهتبيتوا هنا الليلة و الصبح عربية بترجعكم مصر السفر بلليل كله مخ اطر
جو لا طب خلاص احنا هنتصرف.. بس ممكن توصيلة للطريق نفسه
الشيخ بحدة ابدا !! ما يصير! انتوا ضيوفنا و ليكوا حق عندنا.. ما نترككم علي الطريق ابدا.. ثم اكمل بنبرة حازمة هتباتوا الليلة .. و بكرة تسافروا
قالت شهد و ماله.. نريح و النهار له عنين.. كم
اين البولي س دي بتقلبلي معدتي..
نظر اليها الشيخ و قال سلامتة معدتك يا حلوة..
الشيخ مشيرا الي المبني الوحيد في المكان الحلوة جوا في داري مع الحريم.. وانت هتلاقي هنا افخم خيمة جاهزة عشانك!
هل الرجل يخطط لشيء ما غير مريح بخصوص شهد... ام ان جو صار مرتابا فيما يخصها!!
قال جو هذه المرة بحزم لا يا شيخنا.. شهد مبتفارقنيش! ومبتغيبش عن عيني..
جو هو مش انت بتنام يا شيخنا في الدار برضه و لا ايه!
قال احد الرجال في الجلسة مدافعا بحماس الشيخ فريج اب لكل واحدة..
قال جو وقد انتهز فرصة ان حديثه موجه لشخص غير الشيخ فريج فاخرج فيه انفعاله المكبوت ماليش فيه! شهد مبتفارقنيش.. وعشان عوايدكم ..مش هنام في خيمة .. هنفضل قاعدين كده برة هنا جنب الن ار للصبح.. اظن دا ما يضايقكش عوايدكم في حاجة!!
ومن بعدها لم يوجه و لا كلمة او حتي لفتة لاي منهما .. تجاهلهما تجاهل تام..
تكلمت شهد بعد ان تابعت الحديث في صمت قائلةالشيخ باين اتقمص ... مسبتنيش ليه انام جوة مع الست ات مش كان زماني فاردة ضهري...
جو انهي ست ات انتي شفتي بعينك ان في ستات جوة!
شهد يعني هو الراجل هيكدب.. شكله كبارة ومحترم! و هيقول كده ليه يعني!!
لاحت علي شفتي شهد شبح ابتسامة.. فعلا كانت تتصنع السذاجة.. فهي منذ ان جلسا بقرب الشيخ و لاحظت نظراته الغير بريئة اليها.. ادركت سر توتر جو.. وكما تشكك يوسف من امر النوم في الداخل.. تشككت هي الاخري.. ولكن اعجبها بشدة تمسكه الشديد بموقفه برغم انهما محاطان برجال الشيخ و اسل حتهم.. لم تكن قلقة بالمرة فهي تعلم ان معها اكثر الرجال رجولة.. لم تعبأ بنظرات الشيخ و لا اس لحة الرجال و لا الصحراء و لا شيء.. هي مطمئنة انها في ايد امينة..
بعد ان انتهي المجلس و الطعام.. قام الشيخ يحي بعض من ضيوفه و يودعهم ثم القي تحية مساء مقتصبة ليوسف و شهد و توجه لداخل ذلك المبني الذي قال عنه داره.. انفض الناس المجتمعة..كل ذهب لحاله او لخيمته بينما بقيا شهد و يوسف بمفردهما في وسط المخييم امام الڼار..
سرحت شهد تتأمل الوضع.. رأت في الامر رومانسية حالمة.. ها هي تجلس مع جو في الهواء الطلق.. فوقهما سماء رأئعة تكاد تلمس نجمومها من شدة الصفاء.. وامامها ڼارا تشبه تلك التي بداخل قلبها.. عبثت باصابعها في الرمال النامة تحتها .. برغم الظرف الذي هم فيه.. كانت سعيدة
يوسف باهتمام بردانة
شهد شوية..
يوسف طب تعالي..
كان هو مستندا بظهره الي جذع نخلة.. مد ذراعه نحوها يحثها علي الاقتراب منه..
فقالت شهد بساخفة ونظرة مستنكرة نعم! اؤمر!
يوسفتعالي يا بت.. تعالي بدل ما اقوم اجيبك!
ذهبت قربه وجلست بجانبه واسندت ظهرها الي جذع النخلة..
صمتت شهد في محاولة للسيطرة علي قلبها الذي كان يخفق في هيسترية.. كم هو رائع الاقتراب منه.. كم تشعر بالدفء بقربه.. ودت لو اراحت رأسها علي كتفه كما يفعل العشاق.. و لكنها منعت نفسها.. بل حتي جعلته يظن انها غير مرتاحة لهذا الوضع.. فهي تؤمن دوما بحتمية وضع حدا له..
شعر جو ان هذا الوضع و ترها و لكنه لم يبالي.. الليلة ليست ليلة ارضاء شهد.. تشبثه بها هكذا يجعله اكثر اطمئنانا و اقل توترا.. كان قلقا وخائڤا من اي خسة او غدر من اي شخص في هذا المخييم .. هكذا يشعر انه يخبئها و يكنها ..كما ان الجو باردا حقا و قد بعث قربها منه الدفء في جسده..
تابع كليهما الن ار في صمت.. ثم قطعه جو قائلاتفتكري يا شهد ينفع الواحد يغير كل حاجة في حايته مرة و احدة
شهداسأل اي بنت من اللي بتبيعوا و تشتروا فيهم.. فجاة كله بيتغير مع المالك الجديد.. السكن و الشغل و العيشة و كل اللي اتعودت عليه.. عادي و بتعيش و تكمل
صمت
و لم يرد..
شهد متكلم حمادة تطمنه علينا حتي يبقي حد عارفلنا طريق
جو و قد استدار اليها برأسه محدقا بها و ايه اللي فكرك بسي زفت.. حتي واحنا في اخر الدنيا في الحوسة دي ما بيروحش عن بالك!
شهدطب بلاش حمادة كلم حنان
جو لا هكلم زوزو!
شهد بغيظ و حدة كلم اللي تكلمه.. انا مالي.. انا غرضي ان يبقي حد عارف احنا فين.. قدر مارجعناش!
ضيق ذراعه ضاغطا عليها عدة مرات متتالية و هو يقول بتعلي صوتك! بتعلي صوتك!
في كل مرة كانت تصطدم بوجهها في ص دره... الي ان وضع يده اخر مرة علي شعرها و تحسسه بينما وجهها مدفون في ص دره.. استسلمت شهد للامر.. كانت تسمع صوت دقات قلبه..و كأنها تحدثها.. اخذت نفسا عميقا وعبئت صدرها و انفها برائحته..ثم ابعدت رأسها بصعوبة.. ونظرت الي وجهه و قالت جو.. انت زودتها اوي!!
ضربها علي رأسها من الخلف ضړبة خفيفية و قال انت هتحاسبيني!.. انا اعمل اللي انا عايزه..قال زودتها قال! يا بنتي انتي ملكي.. اعمل اللي علي كيفي.. ابيع و اشتري فيكي.. ابهدلك.. امرمطك.. اعمل كده.. او كده... او كده
كان يقول كده تارة و هو يعبث في شعرها فيبعثره.. وتارة يعبث في وجهها بيده ليضايقها.. وتارة يخبطها علي رأسها.. و هي تداري و جهها ورأسها بيديها لتحميهما من مزاح الصبيان السخيف..
ثم ثبت كتفيها ليبقيها معتدلة امام و جهه و قال بخبثاو حتي ابوس ك..
اتسعت عينا شهد و قالت بعصبيه تداري ذعرالا علي فكرة.. لو فاكر اني بعزك و مش هأذيك تبقي غلطان..
ضحك ساخرا وهو مازال ممسكا بها علي نفس الوضع هتعملي ايه اخرك ايه يعني
شهدافتكر كويس عملت ايه في عدوي
فقال بنفس السخرية الباردة عدوي دا عيل اي كلام.. انت دلوقتي مع جو.. وريني اخرك
وبدأ يتظاهر بأنه سيقترب منها..
فجأة تحولت نبرتها العصبية المتعالية الي نبرة مسكنة وبؤس و قالت خلاص يا
جو.. عندك حق انا فعلا ملكك وانت من حقك اي حاجة.. لو ده يرضيك اعمله.. انا راضية ضميرك و شهامتك
افلتها من يده و قال في شماتة ما كان من الاول!
ابتعدت عنه بمسافة قصيرة وجلست تتمالك اعصابها..
فقال شامتا مانتي لو من الاول تفهمي حجمك.. ومتبوقيش معايا ..كنت رحمتي نفسك من الپهدلة دي
ثم مد زراعه مرة اخري و قال تعالي تاني اتهببي هنا.. الدنيا برد و انا كنت مدفي
ترددت كثيرا فقال تاني.. عايزة تتبهدلي تاني
فقامت بتؤدة و جلست بجواره مرة اخري...
صمتا تماما وسرحا في الڼار..
كان جو يفكر في ان و جودها بقربه يجعله لا يذكر للدنيا هما.. ها هما في موقف غير آمن تماما و قد كان قلقا مرتابا قبل قليل.. الا انها جعلته يمازح و يعابث و يستمتع .. واي استمتاع .. هذا الاسلوب و ردود افعالها عليه يجعل الامر رائعا..
اما شهد فقد هزها الامر هذه المرة كثيرا.. ان جو دوما يربكها بتلك التصرفات.. احيانا تدرك انه مزاح و احيانا مثل الان تظن به الظنون و تخشي علي نفسها منه.. ثم يجعل منها اضحوكة في النهاية..
ظلا صامتين يستمتعان بالدفء الذي ينبعث من داخلهما .. كانت لحظات رائعة مثل تلك التي مرت بهما ظهرا اثناء السباحة... ود كل منهما علي حدة الا تنتهي ابدا.. ساد الصمت الي ان ذهبا في النوم علي هذا الوضع..اراح جو رأسه للخلف مستندا الي النخلة بينما اراحت شهدد رأسها علي كتفه.. لو ان هناك تعريفا يمزج الامان مع
الحنان مع الدفء مع السعادة لكان ما تشعر به الان..
استيقظ جو بعد فترة من اثر البرودة.. شعر انه علي وشك التجمد..فتح عينيه ليجد ان شهدغير موجودة.. دار بعينه حوله علها تكون نامت بعيدا.. الا انها لم تكن في اي مكان..
انتفض قلبه!
اين هي هل حدث ماكان متوقعا
ماذا عليه ان يفعل كيف سيهاجمه
كان يفكر و هو متوجها بسرعة نحو المبني الخاص بالشيخ..
ادرك ان الامر انتح اريا و لكن لا يهم.. لن يتركها حتي لو ماټ في سبيل الامر..
فجأة سمع صوت بسبسة استدار علي امل ان يجد شخصا شهما متخفيا سيساعده.. و لكنه و جد شيئا اخر انها هي.. لقد ميزها في الظلام علي ضوء الڼار.. سليمة معافاة
.. تقف بعيدا و علي وجهها ابتسامة عريضة..
الشكر لك يا رب..
ذهب اليها مسرعا و قبل ان ينطق رفعت يدها و ارته مفتاحا.. انه مفتاح سيارة..
قالت وهي ترتعش من البرد لو قعدنا هنا ھنموت من البرد زي الشيخ ما قال..
ثم لوحت بالمفتاح في يدها و قالت نستلف عربية لحد اول الطريق!
كان يرتعش هو الاخر .. اخذ منها المفتاح و ذهبا حيث تقف عدة سيارات اغلبها ذات الدفع الرباعي المناسبة جدا للصحراء.. ميز السيارة من اسمها علي المفتاح.. ركبا و انطلقا..
شهد بس هنعرف الطريق ازاي
جوهمشي و را الطريق المتمهد..
شهد اياك متكونش شورة مهببة جديدة
جو بت..انتي جبتي المفتاح ازاي.!
شهد بفخر زي ما فتحتلك القفل في السطوح
جو متقولي خلصي
شهدصحيت لقيت نفسي هجمد وانت كلك عبارة عن حتة تلجة... قلت اما انط علي بيت الشيخ اضربلنا بطانية.. و انا باخد جولة جوة لقيت المفتاح.. قلت انها
متابعة القراءة