رواية اسلام بقلم سارة منصور
المحتويات
وقد شعرت بالآلم فيها فوقف
رامي مقابلا لها وهو يقول
_ اللى هتقول عليه هنفذه
رد عليا متبصليش كدا
_ دى حياتك وأنت حر مدخلنيش فيها
_ ايه
رجعت ياسمين الى الوراء وهى تراه ينظر اليها بغرابة حتى شعرت بالخۏف منه نظرت حولها لتجد أن النادى فارغا فالتفتت مسرعة تخرج
_ لو فى حاجه قولى متخبيش عليا إحنا مش أصحاب يأاسلام
بدأ يوم جديد محملا بالهموم قامت من الفراش لتقف على قدمها لتصيح پألم منها
فقد تورمت كثيرا من تأثير الوقعة مررت يدها عليها لتشعر پألم أكثر وعقلها يذكرها بما حدث البارحة من فعل رامي
_ سيف قاله انا حساه عرف ولا أنا اللى مكبرة الموضوع ممكن اقوله أنه رباط لۏجع الظهر
تنهدت ومن ثم جحظت عيناها وهى تتذكر تلك الكرة التى دفعها رامي اليها لتصيب أسفل بطنها وضعت يدها على فمها وتتذكر أنها لم تبدي أى ردة فعل فشهقت وأقبلت تصيح
_ زمانه عرف أنا غبية ازاى مخدتش بالي طول عمرك أصفر يا رامي
فى تلك اللحظة علا صوت رنين الهاتف ينبأ برقم رامي
فرجعت على الفراش تتقلب من الخۏف والتوتر
_ أقوله أيه فكري
_ الو نعم أأأه
_ انت كويس
عضت على شفتياها وهى تسب نفسها وقالت بسرعه مش كويس ابدا أنا تعبان جدا من كل اللى حصل امبارح
_ بجد
_ ايوة بجد
قامت ياسمن بغلق الاتصال لتسب كل شئ حتى وقفت امام الباب لترى أن اليوم هو يوم الاجتماع عند طبيب النفسي وأنها تأخرت ساعتين
ذهبت وهى تتسأل هل هذا الاجتماع سيترك أثر أيجابي مثل ماقال الطبيب أم لا
وعندما دخلت الى تلك الغرفة الكبيرة وجدت تسع فتيات وشاب يجلسون مقابلا لبعضهم
أشار اليها الطبيب أن تأتى وتجلس معهم
وكان الدور على هذا الشاب فوقف يقول
_ أنا هالة عندى عشرين سنة طلعت من المدرسة وانا عندى 15
طبعا زمانكم مستغربين منى عشان شكلى زي الولد وصوتى مش ناعم زيكم بس أنا مريضة باضطراب الشخصية ولو محدش يعرفه فأنا هقولكم
أنا عندى هرمون الذكورة أعلى بكتير من الأنوثة برغم أن جسمي بنت واعضائى كلها صحيحة الا أن شايفه نفسي ولد مش بنت وزي ما أنتو شايفيني أنا خفية نفسي بالبس دا
وأنا جيت هنا عشان عاوزة أتعالج وأعيش طبيعي زي بقيت البنات أنا نفسي أخف بجد عشان تعبت وتعبت من كل الناس اللى ضدي ومش عرفين أن دا مش بايدى وأن زيادة الهرمونات دا بيبقي عيب خلقي كان نفسي أهلى يكونوا معايا هنا عشان يشجعونى بس للأسف أهلى أتبروا منى محتاجة منكم تدعمونى عشان أكون كويسة
وعندما جاء الدور الى ياسمين توترت كثيرا
وابتلعت ريقها وقصت عليهم حياتها بالكامل والدموع تظهر لهم الدليل
وبعد انتهاء التعرف على كل شخصية منهم
كان كل شخص منهم يخبرهم باموره وحياته المعقدة والاخرين يعطوا لهم حلا والطبيب يصفق
كانت ياسمين تضحك وتبكي مع كل كلمة تخرج من أحدهم شعرت أنهم عاشت معهم وشعرت بالآمهم من جلسة واحدة فقط
وعندما خرجت من هذا الاجتماع وعلمت أن الجميع لديهم فجوة وأن كانت تتفاوت فى أحجامها الا أن الجميع يحزن ويبكي
وأن السعادة تأتى وتذهب كما الحزن تماما
كانت ياسمين الأكثر تأثرا بحاله هالة فهى وحيدة مثلها تتشابهم ظروفهم
قصدت ياسمين الموقف الخاص بالحافلة حتى تذهب الى البيت فصعدت الى أخر كرسي تميل برأسها الى الشباك وتفكر فى
كلمات الفتيات لها بأنها يجب أن تعطي نفسها فرصة
فهى تستحق أن تكون فتاة وليست كأى فتاة فهى تملك قدرا من الجمال والبراءة فى عيناها تجعل الجميع يعترف بأنها أميرة
كانت تتابع أشعه الشمس والمارة حتى وقفت الحافلة لترى فتاة تعرفها جيدا ولم تنسي ملامحها فهى تشبهها فقد رأتها منذ عدة سنوات عندما ذهبت مع والدها الى الطبيب
تذكرت سخرية الشباب من تلك الفتاة بأنها تشبه الرجال وانها وان صححت العيب بجسدها ستظل رجلا
نظرت ياسمين لها عن قرب لترى أنها ليست سوي فتاة جميلة رقيقة رأت أيضا بجانبها رجلا وفتى صغيرا
يظهر أنهم كانوا فى نزهة
تتابعتهم بعيناها وهم يجلسون فى الحافلة وتتابع نظرات هذا الرجل الي تلك الفتاة التى تقطر حبا الذي عرفت أنه زوجها من خاتمه الذي يتشابه مع خاتمها
وعند نزولهم الى الطريق نزلت وراءهم ياسمين واستمرت تتابعهم فى الخطى
حتى شعرت تلك الفتاة بأن ياسمين تتابعها فالتفتت تذهب اليها فوقفت ياسمين كالرمح تنظر الى تلك الفتاة وهى تأتى اليها
_ فى حاجة
مالت ياسمين رأسها بالنفي
_ أومال ماشية ورانا ليه لو سمحتى روحي لحالك
صمتت ياسمين لدقائق
متابعة القراءة