لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
إيه
حركت فتون رأسها بتأكيد ترفع كفها نحو جبينها تمسده
فتون خليكي جانبها وياريت سليم يفتكر إنه اتجوز شهيره وهي اكبر منه وخلف منها كمان المفروض يكون أكتر واحد داعم لعمته
بترت جنات بقية حديثها حانقة من تلك التهمة التي الصقها سليم بصديقتها فما دخل فتون بغضبه ليخبرها إنها كانت على علم بأمر علاقة عمته بشقيق زوجها
مش هتعرفينا على الحلوه اللي معاكي يا ست سعاد
طالعت سعاد بسمه بابتسامة واسعة تقربها من إحدى نساء البلدة
الحلوه ديه قريبة جسار بيه ديه خالتك فوزيه يا بسمه صديقه عزيزه وغاليه
اقتربت بسمه من المرأة بتوتر فاسرعت في احتضانها مرحبة
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
تصلب جسد بسمة في حضڼ المرأة تومئ برأسها فما عساها أن تفعل إلا ذلك فهى بين هذه العائلة لا محل لها من الإعراب إلا كلمة فارغة توضع لتجمل الجملة
تلاقت عيناها بعينين السيدة سعاد فقد ازدادت أسئلة صديقتها بفضول
مالك يا فوزية شغاله سين وجيم في البنت أنت مش هضيفينا ولا إيه
شهقت السيدة فوزية تلطم صدرها فكيف تناست أصول الضيافه
اخص عليا صحيح أنت عرفاني يا سعاد بنسى نفسي مع الحبايب أنتوا هتتغدوا معايا النهارده
رحلت السيدة فوزية وهي تنادي على زوجة ابنها حتى ترحب بصديقتها الغالية
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
استرخت السيدة سعاد في جلستها تنتظر الأحباب تزفر أنفاسها بحنين للذكريات
أهل البلد كانوا وحشني أوي
يا داده خليني أمشي وخليكي أنت مع حبايبك وأهلك
انتبهت سعاد اخيرا على ملامح بسمه القلقه فقد انستها فرحتها بملاقات الأهل أمر بسمه ولكن لماذا هى قلقة وقد اتفقوا على كل شئ قبل مجيئهم
أنت أعملي بس زي ما اتفقنا يا بسمه ومترديش غير على قد السؤال
توقفت السيدة سعاد عن الحديث وهي ترى دلوف الوافدين وقد تعالت أصوات الترحيب
طالت الجلسة التي شعرت فيها بسمة بالألفة وانبسطت ملامحها ولكن كل شئ اختفى وقد أصم الحديث أذنيها
والسيدة سعاد تجيب عليهم بل وتصف لهم العروس المرتقبة ومواصفات العروس لا تنطبق إلا على واحدة واحدة تعلم تماما إنها من تناسبه
اغمضت عيناها تقاوم ذلك الشعور الذي احتلها فور أن انفردت بحالها لقد عادت تلك الأحلام تحتل فؤادها
حتى الحلم ده صعب يا بسمه أنا مكنتش عايزه راجل من الأساطير أنا كنت عايز راجل يحبني يشوفني كبيره في عينه
زفرت أنفاسها تستمع لصوت عقلها يخبرها بالحقيقة الموجعة
لكن أنت حبتي راجل مش ليكي يا بسمه حلمتي حلم مش من حقك اوعي تكذبي على نفسك أنت مش عارفه تتحرري من حبه ولا هتتحرري طول ما أنت عايشه معاه هيفضل الأمل يكبر جواكي
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
شعرت باليأس وهي تفكر في طريق رحيلها عن منزله وطلاقها منه دون خسارة والعودة لبطش فتحي
اخرجها رنين هاتفها عن شرودها تنظر للرقم المضاء أمامها تضغط على زر الإجابة بلهفة
بشمهندسة ميادة
تاني بشمهندسة يا بسمه قولتلك قولي ميادة وبس ولا لسا مش بتشوفيني زي ملك
هتفت بها ميادة بعدما غادرت غرفة والدتها واتجهت نحو غرفتها
أبدا والله أنتوا الاتنين غاليين عندي أوي عمري ما هنسى وقفتكم معايا
ترقرقت الدموع في عينين بسمة تنظر لتلك اللوحة المعلقة أمامها
حاسه من نبرة صوتك إنك مش كويسه
يا بسمه وعشان كده هدخل في الموضوع علطول واقولك على سبب اتصالي عشان افرحك
صمتت ميادة لثواني فاعتدلت بسمه في تسطحها تنتظر سماع ما سيفرحها ولكن من أين سيأتي لها الفرح وكأن كتب عليها ألا تفرح
أنا لقيت ليكي شغل في الشركة اللي بشتغل فيها يا بسمه ومتقلقيش من موضوع الشهادة أنا وضحت لحسام كل شئ
عنك وإنك مازلتي بتكملي دراستك
بعبارات قصيرة قصت لها ميادة عن طبيعة عملها في الأمور الإدرايه لتساعد سكرتيرة المدراء الثلاثة وهذه فرصة لها تتعلم أكثر عن مجالهم عن قرب
دلفت السيدة سعاد تخبرها أن تستعد في الصباح ليغادروا المزرعة ويعودوا للمدينة
شيفاكي مبسوطة يا بنت وعينك بتلمع من السعادة
تسألت السيدة سعاد وهي تجلس جوارها متحمسة لرؤية السعادة فوق ملامحها
أنا هشتغل يا داده في شركه وهما موافقين على شهادة الثانوية العامه
ضاقت عينين السيدة سعاد للحظات وسرعان ما كانت تنفرج شفتيها بابتسامة واسعة
هتشتغلي يا بنت وهتطلعي تشوفي الناس وتكبري وتحسي إنك منهم وعقلك يكبر أكتر ومتحتاجيش لحد
حركت بسمه رأسها ترى نظرات السيدة سعاد الدافئة التي لا تؤكد لها إلا شيئا واحدا السيدة سعاد لا
تريد لها إلا تحقيق أحلاما تمنت لو حققتها لا تريدها أن تحصد ما حصدته وتنتظر أن يراها السيد ويقع في عشقها فالجميع ليسوا محظوظين لينالوا الحب
السيدة سعاد بقوة تذكرها بعباراتها الدائمة
مش عايزاكي تربطي نفسك بالوهم يا بسمه زي في شبابي شوفي علامك ومستقبلك يا بنت هو ده الست قوتها في تعليمها وناجحها
صمتت السيدة سعاد تبتلع تلك المرارة التي تذكرها بحلمها الضائع في حب السيد عبدالرحيم والد جسار
مش كل ست فينا محظوظة عشان تلاقي الحب وراجل يعشقها لكن كل ست تقدر تكون نفسها وتبني ذاتها
تردد صدى الكلمات داخلها تنظر في عينين السيدة سعاد بعدما ابتعدت عنها تمسح فوق وجنتيها برفق
راجل يحبها يعشقها هكذا كانت هي تحلم كلما نظرت لصورتها المنعكسة في مرآتها
تجهمت ملامح كاظم يقبض فوق هاتفه بقوة يستمع لثورة شقيقه فهو سيعود وسيواجه سليم النجار وليس جبانا
هقول تاني وتالت وعاشر وهقولها قدام سليم النجار أنا بحب خديجة النجار مش بحبها بس أنا بعشقها أنتوا بقى عندكم عقد نقص وشايفين إن حبي ده كذبه أنتوا أحرار
وهى لو كانت بتحبك مكنتش نزلت مصر مع إنكم اتفقتوا تواجه العالم كله سوا
هتف بها كاظم بتهكم فعن أي حب يتحدث شقيقه وهناك طرف تخلى عن الأخر هو لا يثق في شقيقه بسبب نزواته القديمه العديدة حتى حب خديجة لشقيقه لا يثق فيه ربما هي لحظة ضعف منها قادتها لتقع في شرك هذا الزواج
صمت أمير فقد خذلته خديجة بتخاذلها لمرات عدة يتسأل داخله لما هي قوية في كل شئ إلا في حبهم
ساكت ليه عشان عارف إنها لو بتحبك كانت وجهت الناس وأولهم سليم ومتخلتش عنك افهم يا أمير خديجة اتخلت عنك خلاص
ابتلع كاظم بقية حديثه وقد اصابته تلك التنهيدة القوية التي زفر بها شقيقه أنفاسه
اسمع الكلمه ديه منها وهي عينها في عيني
بلاش تنزل الفتره ديه يا أمير خليني احل الموضوع مع سليم الأول وقبل ما تقول خاېف على الشړاكه اللي بينكم اوعاك تنسى السبب الأكبر في ڠضب سليم النجار منك أنا وأنت وهو عارفين السبب كويس
اطبق أمير فوق جفنيه بقوة لما يحاسبه هذا الرجل على أفعاله القديمه هو مثله تماما إذا أعجبته فتاه يركض خلفها حتى ينالها
بيحاسبني على الماضي وهو إيه ملاك
أمير سليم النجار بيتجوزهم حتى لو في السر لكن أنت
خلاص يا كاظم كفاية تأنيب فيا اه ربنا انتقم مني أنا دلوقتي عاجز أني أكون مع الست اللي بحبها لو كنت حبيت جنات بجد كنت فهمت أحساسي
استمر كاظم في التحديق بهاتفه يزفر أنفاسه يأمل أن يصدق شقيقه في وعده وألا يأتي البلاد إلا بعدما يتمكن من الحديث مع خديجة النجار بنفسه
كاظم
أتاه صوتها فهاهى زوجته العزيزة التي لا يحكمها شئ قد أتت
اقتربت منه بخطوات بطيئة تأن من الألم الذي لا تعرف له موضع
أنت كنت بتكلم أمير خلي ينزل خديجة في المستشفى لازم يكون جانبها في وقت زي ده
حاولت إخراج كلماتها بترتيب حتى لا تخطئ وتفصح عن حمل خديجة فقط عليها أن تخبره إنها بالمشفى وسبب مكوثها لا تعرفه فليبحث هو عن السبب بعلاقاته
استمر تحديقها به وقد ضاقت عيناها في حيره لما يقف هكذا دون أن يلتف نحوها أو يتحدث
أنت واقف زي الجماد كده ليه يا كاظم
وسرعان ما كانت ترتسم أبتسامة بلهاء فوق شفتيها تخبره عن معاناتها في طفولتها في تلك اللعبة التي تمثل التماثيل وعلى الرابح أن يظل لأخر اللعبة كالتمثال حتى يكون الفائز
وقفتك ديه فكرتني بلعبة كنا بنلعبها وإحنا صغيرين كنت ديما بطلع أول واحده من اللعبه عمري ما كسبت
سرحت في ذكريات طفولتها فلم تشعر بحركته ومتى أصبحت عيناه الجامدتين عالقة بعينيها
حمدلله على السلامه يا هانم ما كنتي قضيتي باقي اليوم بره البيت
سقط حذائها من يديها وقد خلعته عند ترجلها من سيارة الأجرة بعدما أزداد ألم قدميها
تصدق كنت بفكر في كده انا مصدقت رجعت مصر حاسه إن كل الشوارع وحشاني
تجهمت ملامحه وكأنه كان يحتجزها في الصحراء
أنت بتتعمدي تخرجي أسوء ما عندي يا جنات
اماءت برأسها تضحك داخلها وهي ترى الڠضب مرتسم فوق ملامحه ولكنه يجاهد في السيطرة على غضبه
جنات
صړخ بها يجتذبها إليها بقوة إنها تزيد غضبه بصراحتها فكيف لها أن تتعمد أفعالها معه
جنات أنا معنديش حد عزيز مش معنى إني بقيت مستحمل تقلباتك وبراضيكي وعايز حياتنا تنجح يبقى خلاص تفتكري هكون لعبه في أيدك تقدري تتحكمي فيها أنا كاظم النعماني
تجمدت في وقفتها رغم وقع الكلمات عليها تنظر إليه بعتاب
انتظر حديثها ومناطحتها بعدما اخرج ما قبع داخله من ڠضب تستحقه
استدارت بجسدها تجر قدميها بصعوبة
أنا خلصت كلامي لسا صوتك مش طالع عشان عارفه نفسك غلطانه
تعالا صياحه فاكملت خطواتها تعلم إنها مخطئها ولكنه هو من جعلها تعود لشخصيتها القديمة قوية لا يهمها إذا فارقها أحد
جنات
قبض فوق ذراعها يديرها نحوه زافرا أنفاسه بقوة هى لا تتعمد الخلافات فقط بل
تتعمد تجاهله
مش بتكلم معاكي
ولكن بقية الحديث توقف على طرفي شفتيه وهو يرى ترقرق الدموع في مقلتيها
أنت تجاهلتني أول ما وصلنا فضلت أرن عليك وأنت مبتردش
ارادت الحديث ولكن الكلمات علقت في حلقها وهي تراه يتحسس خديها برفق
وطبعا قولتي تردي ده ليا وزي ما تجاهلتك تتجاهليني
رغما عنه كانت تشق ابتسامة خاطفة شفتيه وهو يراها تحرك رأسها تأكيدا على حديثه
لكن ديه مش هتكون حياة يا جنات المفروض إننا بنصلح علاقتنا
انكمشت ملامحها وهي تستمع له حتى ضاقت عيناه وهو يرى الألم مرتسم فوق ملامحها
طبعا تعبانه بعد مغامراتك طول اليوم ورحلة سفر طويله عايزه تكوني عامله إزاي ارحميني يا جنات وياريت مسمعش صوتك
هو لم يعطيها فرصة للحديث حتى يسمع لها صوت انحنى يحملها برفق ويتحدث بهدوء بعدما كان الڠضب يحركه فهذا الرجل يحيرها
يخبرها أنه ليس لديه عزيز ولا تنتظر منه المزيد من الصبر وهاهو يحملها ويسير بها نحو الدرج ورغم معاتبته إلا أن
عتابه أصبح لينا
توقف كاظم منتصف الدرج يستمع لصوت صديقه جلال وهو يسأل الخادمة عن مكان وجوده وقد كان الجواب واضحا أمام عينيه
صديقه صار
متابعة القراءة