لمن القرار بقلم سهام صادق
مقعده يلتقط بشوكته بعض قطع الخضار والجبن فهو يحافظ علي وجبة فطوره بعناية
انسحبت في صمت وقد علقت الدموع بأهدابها ولكن وقفت مكانها بعدما أخيرا قرر محادثتها
الإعلان الترويجي محقق نجاح هايل
الټفت إليه وهي تراه يمد لها بهاتفه في دعوة منه أن تشاهد المقطع
نظرت إليه وقد عاد بريق عيناها وضاعت جميع قراراتها في الرحيل
ملامحها كانت مشوشه حتى اسمها كان مجرد اسم وهمي ظهرت للجمهور بالفعل ولكن بهوية مخفية ف الحملة تدعم إحترام المرأة وتقديرها بضعة عبارات تم اقتناءها بعناية بدء بها الإعلان الترويجي ثم بعدها بدأت الحكاية وانتهت بدعم الشركة لنماذج أخرى وقد وصلت الحكاية للناس لمصدقيتها
إيه
وانسابت دموعها فوق خديها لا تعرف كيف تشكره هي لا تكره حياتها وفقرها ولكنها لا تريد أن ينظر إليها الناس بشفقة إذا تذكروها يوما
ارتسمت فوق شفتيه ابتسامه صغيرة فارتفعت دقات قلبها وهي لا تصدق إنه بات يعاملها بهذا الرفق
ديه رغبتك يا بسمة ولازم تحترم والموضوع مخسرش الحملة حاجة بل بالعكس الناس اتبسطت جدا من طريقة العرض
مع بداية السنة الجديدة هتبدأي دراسه في كلية التجارة
عادت عيناها تلك المرة تلمع بدموع سعادتها لا تستوعب ما تسمعه وانتظرته طويلا
اما بالنسبة لموضوع الشغل فعلي الاقل تكوني بدأت دراسة فعلية في جامعتك وساعتها هقدر اساعدك تشتغلي في مكان محترم
طيب هشتغل فين
ببساطة كان يمنحها الجواب بل يمنحها الحقيقة التي تناستها مع أحلامها
تقدري تساعدي دادة سعاد في شغل البيت يا بسمة واعتبريه وضع مؤقت
عادت للمبطخ بعدما علمت بوظيفتها الجديدة فطالعتها
السيدة سعاد بنظراتها الصامته ولكنها شعرت بالفضول لتعرف لما طال وجودها هناك وهي أمرتها بوضع الفطور ثم العودة لمساعدتها
التقت عينين بسمة بملامح السيدة سعاد الواجمة وقد ظنتها غاضبه منها لتأخرها عليها
الحملة نجحت و جسار بيه قدملي ورقي في كلية التجارة
تعالت السعادة فوق ملامح السيدة سعاد واقترب منها تضمها نحوها سعيدة بما تسمعه وقد تغلبت طيبتها علي ظنونها
مبروك يا بنتي حلمك أتحقق أخيرا
دمعت عيناها ورغم السعادة التي تشعر بها إلا أن هناك شئ خفي كان يؤلمها
بسمة هتشتغل تحت إشرافك يا دادة بشكل مؤقت
القي بقرارة ورحل فعلقت عينين السيدة سعاد بها بوجوم وقد عادت الظنون ټقتحم عقلها مجددا
اتجهت نحو باب المنزل تفتحه بملامح شاحبه تنظر للواقفان أمامها بملامح حزينه ارتمت بين ذراعين فتون التي ضمتها إليها بدورها تشعر بالصدمه
مالك يا جنات فيكي إيه
تجهمت ملامح أحمس الذي وقف خلفهم يشعر بالڠضب فها هي النتيجة باتت واضحة
قولتلك بلاش يا جنات قولتلك الراجل ده هيدمرك لكنك عاندتي واصريتي إنك تتجوزيه قوليلي كسبتي إيه
تعالت شهقات جنات وهي تستمع لحديثه الذي أخبرها به من قبل ولم تهتم به بل عاندت واصرت أن تكمل ما اختارته فهي لا تخرج من معاركها إلا منتصرة
كفاية يا أحمس أنت مش شايفها عامله إزاي
هتفت بها فتون وهي تشعر بالحزن عليها ف لأول مرة تري جنات بهذا الضعف لطم أحمس كفيه وهو يتحرك خلفهما
الراجل ده أنا مرتحتش ليه من أول يوم شوفته فيه
رمقته فتون بنظرات قوية حتي يصمت قليلا ولكنه كان حانق بشدة منها وعليها
كان عندك حق يا أحمس
خرج صوتها أخيرا وهي تطالعهما بعدما مسحت عنها دموعها
قريب هرجع تاني لبيتي ولحياتي وهرجع جنات القديمة
طالعاها بأعين متسعة فهل بهذه السرعه أنتهت هذه الزيجة
جنات أنتوا هتنفصلوا
أنت لسا بتسأليها ما بتقولك هترجع لبيتها وحياتها من تاني
تجاهلته فتون تنظر إليها تنتظر سماعها
كاظم عمره ما هيحبني أنا فرضت وجودي عليه
انتفض أحمس من مقعده الذي جلس عليه للتو
و نصيبك في الأرض اللي ضيعتي نفسك عشانها و بقيتي شريكة فعلا في الاسهم اللي هيتبني عليها المنتجع
واردف حانقا وهو يستمع لتصليح فتون له عن المشروع الذي سيتم فوق الأرض
مصنع ولا مجمع سكني خلينا في المهم هتاخدي الفلوس ولا
الاسهم اتكتبت باسمك
اتنزلت عنهم ليه
وبمرارة كانت تخبرهم عما فعله هو قبل أن تفعله هي
ابن
لفظ أحمس قولا بذيئا أجفلهم و اندفع صوبها لا يصدق إنها سعت خلف سراب
قوليلي أنتي استفدتي إيه من الجوازة ديه كنتي مجرد ست بتمتع الباشا
كفاية يا أحمس ما أحنا كنا متوقعين ده يحصل
اطبقت فوق جفنيها بقوة تستمع للشجار الذي أصبح دائر بين فتون و أحمس لم ېكذب أحمس في شئ فهي لم تكن إلا امرأة اشبع رغباته بها
إيه اللي بيحصل في بيتي
توقفوا عن شجارهم وهم يستمعون لأخر صوت توقعوا سماعه حتى هي شحبت ملامحها وهي تراه واقف بملامح جامده ينظر إليها وأكثر ما اخافت منه أن ېهينها أمامهم أو يقلل من وجودهم ويطردهم من بيته
حملت الصغير بعدما فحصته الطبيبة التي لم تكن إلا من زملاء رسلان رسلان الذي اكتشفت أنها افتقدت غيابه بل واشتاقت إليه
خرجت من المصعد الخاص بالبناية الراقية التي بها عيادة الطبيبة وقد أخذ الصغير يبكي بين ذراعيها
وقفت قليلا تهدئه وتحاول إخراج منديلا له من حقيبتها حتي تمسح عنه سيلان أنفه
اقتربت منها إحداهن وقد اوقفها المشهد وهي تري ربكتها في تهدئته والبحث داخل حقيبتها عن علبة المحارم
استمعت لصوت المرأة وهي تخبرها أن تحمله عنها حتى تجد ما تبحث عنه
ممكن اساعدك واشيله عنك
لحد ما تلاقي اللي بتدوري عليه
الټفت نحوها ملك ببطئ حتى تشكرها علي مساعدتها اللطيفة ولكن سرعان ما كانت تدقق النظر بتلك الواقفه أمامها غير مصدقة إنها هي
أمينة المحمدي
طالعتها الواقفه وهي تزيل عن عينيها نظارتها تدقق النظر بها أيضا
ملك
اتسعت ابتسامة ملك وهي تري التغير القوي الذي حدث لها
أمينة كانت رفيقة لها منذ أيام الجامعه وقد تزوجت بعد تخرجهم مباشرة وسافرت إليه لأحدي دول الأوربية
التمعت عينين أمينة وهي ترى جمال الصغير الذي تحمله
ابنك ده يا ملك
الجواب كان دوما حاضر علي لسانها وهي تحرك رأسها بإيجاب
ما شاء الله عليه اتجوزتي ابن خالتك الوسيم بقى
هتفت أمينة مازحه فكم كانت ملك فتاة حالمة عاشقه لابن خالتها لا تسمح لاحد بالاقتراب منها فلم تكن لا تري إلا غيره
اتجوزنا ومعانا عبدالله و عزالدين
اخبرتها بالحقيقة التي تراها حتي لو لم يكونوا من رحمها فهي تعتبرهم طفليها و أول فرحتها
لا ده احنا محتاجين نقعد مع بعض ونرجع الذكريات
اشارت أمينة نحو المصعد حتى تصعد معاها نحو شركتها الصغيرة التي أسستها
تعالي
اطلعي معايا المكتب فوق
تعلقت عينين ملك بصغيرها الذي بدء يغفو فوق كتفها من شدة تعبه
مرة تانيه بقى يا أمينه الولد تعبان
انتبهت أمينة علي حماقة ما نطقت به فمسحت فوق شعر الصغير
يبقى علي الاقل ناخد أرقام بعض وهتصل بيكي لازم يكون بينا لقاء تاني ياملك
غادرت ملك البنايه وهي لا تصدق أن المرأة الواثقة شديدة الجمال والأناقة كانت أمينة التي كان أغلب الجميع يتضاحك علي هيئتها التي تظهرها
بعمر أكبر
اتجهت نحو السيارة وهي سعيدة بهذا اللقاء و وضعت الصغير في مكانه المخصص وصعدت سيارة رسلان التي أصبحت لها منذ أن سافر لمؤتمره الطبي
غادرت كاميليا الغرفة التي تقيم بها ابنتها بعدما ضجرت من صمتها وكأنها تعاقبها بحالتها
قابلتها عينين ناهد التي أنشغلت في فحص الصغير الأخر خوف عليه أن يمرض كما مرض توأمه
الولد كويس يا ناهد بلاش الخۏف المرضى عليهم اللي بقيتي فيه ملك لو زهقت من اسلوبك ده هتسيب البيت وتمشي
طالعتها ناهد وكأنها لم تسمع عبارتها فهي لن تقضي لحظة واحده بعيدا عن الصغار حتى ترحل لابنتها التي اشتاقت إليها
زفرت كاميليا أنفاسها في يأس وجلست فوق احد المقاعد تضع بوجهها بين راحتي كفيها
أنا مش عارفه ليه وصلنا لكده
تمتمت بها كاميليا فهتفت ناهد وكأنها في عالم أخر
السحر مها ماټت كنت عايزاه يحبها وميشوفش غيرها
تجمدت عينين كاميليا وهي تتذكر الجرم الذي شاركة فيه شقيقتها بمعرفتها للأمر دون ردعها رغم إنها عارضتها في المرة الأولى لكن رحيل رسلان عنهم وتركه لهم البلد
جعلها تقتنع بتنفيذ الأمر فهم يسعون لتقريب زوجين من بعضهم
اخدت كاميليا تعيد شريط حياتها منذ ذلك اليوم فلم تجد إلا التعاسة التي دخلت حياتها وحياة أولادها حتي علاقتها ب عزالدين زوجها أصبحت باردة
مها ماټت وتركت صغيريها ناهد أصبحت كالعجوز الخرفاء لا تعي لشئ حولها و رسلان عاد بصعوبة لحياتهم
أنا إزاي طاوعتك ساعتها إزاي مشيت وراكي
هيرجعوا لبعض ولاد مها مش هيلاقوا اللي يحبهم
هيحصل فيهم زي ما أنا عملت هترميهم في الملجأ زي ما عملت فيها زمان مينفعش تخلف من رسلان
اخذت تهذي بحديث متقطع كانت كاميليا تفهمه تماما ولكن ميادة التي استمعت لمحادثتهم لم يكن ما تسمعه إلا صدمة
فعن أي ملجأ وضعوا به ملك بالتأكيد عندما كانت صغيرة وانجبت خالتها مها
دلفت ملك المنزل وهي تحمل الصغير تنظر نحوهم فحدقت بملامح حماتها الشاحبه و لم تمهلها ناهد لحظة فاسرعت نحو الصغير تأخذه منها تفحص كل جزء فيه
ثم ابتعدت به
لم تتعجب ملك من الأمر ف ناهد كل يوم يزداد تعلقها بالصغار ولم تفسر ذلك إلا بسبب مرضها وصعوبة شفاءها منه وكأنها بطريقتها هذه تشبع منهم قبل رحيلها
حاولت كاميليا تلاشي ما تشعر به تزدرد لعابها متسائلة
الولد كويس
اقتربت ملك من أحد المقاعد تهوى فوقه تخبرها بما أخبرتها به الطبيبه وطمئنتها علي صحته
طالعتهم ميادة من فتحت بابها الذي لم توصده كاميليا خلفها
ملك التي اخدت تجيب والدتها وتطمئنها علي حفيدها الغالي ابن الغاليه مها لكن ملك ما هي إلا البديل وقد اعادوها لحياتهم حتى تربى الصغار العائلة المثالية ظهرت صورتها الحقيقية ويتسألون لما أصبحوا يحصدون من حزن بعدما كانت الحياة تمتعهم بالسعادة
ضجرت شهيرة من إنتظار تلك التي لا تعرف كيف استطاعت إغواء رجلا ك سليم النجار هل وصل بها الزمن أن تنتظر علي طاولة العشاء الخادمة من لا اصل لها
طالعته وهو يتحرك نحو الردهة يسير بضيق ويضع هاتفه فوق أذنه ينتظر جوابها علي هاتفها
انتفخت اوداجها حنقا ولم تنتبه علي صوت صغيرتها وهي تطالبها بسكب الطعام لها
هبطت الصغيرة من فوق مقعدها واسرعت نحوه تجذبه من بنطاله لعله ينتبه إليها
بابي أنا جعانه
التف نحوها بلهفة وانحني صوبها يرفعها بذراعيه ويضمها إليه
وقد وقعت عيناه علي شهيرة متهكما اتجهت إليهم وهي تعلم بما يدور داخله فهي لن تخسر فرصتها الأخيرة وتتركه للخادمة كما تركته من قبل وها هي تعض يدها ندما
البنت مش راضيه تاكل من غيرك
حاولت أن تظهر له هدنتها وتغيرها ولكنه لم يكن يوما