لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


إليها بفرحة قد أنستها مرارة حياتها وألامها 
فتحت بسمة الصور تشير نحو والدتها وصديقتها 
ماما ومامتك كانوا صحاب أويبابا ديما كان بيحكيلي عن ذكرياتهم وهما صغيرين
تعلقت عينين الرجل بها واغمض عينيه بحنين 
كنا ولاد حته واحدهكنا مع بعض على الحلوة والمرة 
فهتفت بسمة والتي يبدو عليها تعرف الكثير من الذكريات التي كان يقصها عليها والدها منذ الصغر 

أنتي اتولدتي على أيد ماما 
أصلها كانت ممرضه 
و دمعت عينين بسمة تنظر نحو صورة والدتها
ماما ماټت وهي بتولدني 
وفي موطن الذكريات كانت الحكايات تفتح دفاترها 
علمت أدق التفاصيل عن حياة والدها عبدالله و والدتها أمل ابنه الحارة الطيبة 
عبدالله وهو بېموت مكنش بيردد غير اسمك واسم أمل روحه كانت متعلقه بيكم 
كل حاجة نضيفة متقلقيشأنا علطول بنضف الشقة لكن النور للأسف مقطوع بقاله فترة الشقه عليها نور ومياة 
هتفت بسمة بتلك العبارات وهي تقف أمامها في منتصف الشقة 
شكرا يا بسمة 
اقتربت منها بسمة ټحتضنها بقوة وتهتف ببساطة 
أنا فرحانه أوي إنك هتعيشي هنا وهيكون عندي صاحبة زيك هو أنتي ممكن تكوني صاحبتي يا ابله ملك 
وقبل أن تجيبها ملك كانت تبتعد عنها بخجل واطرقت عينيها 
معلش أنا بتعود على الناس بسرعه أنا أكيد مش هكون قد المقام 
لم تعطي ملك لحظة للرد واندفعت للخارج تغلق باب الشقة خلفها حدقت ملك ب باب الشقة الذي غلق للتو بعد رحيل بسمة فزفرت أنفاسها متنهده واقتربت من اقرب مقعد وتهاوت عليه بجسدها تزيل عن رأسها حجابها 
رفعت الصورة التي أخذتها من ألبوم الصور القديم تتأمل ملامح والدتها و والدها في صباهم وقد يضحكون ويرتشفون من أكواب الشربات وإمرأة عجوز تجلس جوارهم سعيده بعقد قرانهم ولم تكن تلك المرأة إلا جدتها من والدها 
ظلمتها وظلمتني يا باباأمي كانت ست بسيطه واحلامها بسيطه ليه حبيت ناهد بنت العيلة الكبيرة و سبتني طول عمري فكراها أمي وهي شيفاني بنت بتعطف عليها بنت لقيطة 
انسابت دموعها على خديها وضمت الصوره لقلبها تزفر أنفاسها بتنهيدة قوية 
غفت فوق المقعد دون شعورلتفتح عينيها على صوت تلك الطرقات الخافته المكان حولها كان مظلم فعلى يا يبدو أن الليل قد أتى وكما أخبرتها بسمة أن الشقة مقطوع عنها الكهرباء والماء 
تحركت بصعوبة وقد نفعها ذلك الضوء الخاڤت الذي أنار الردهة من النافذة التي تطل على الحارة 
افتحي يا ابله ملك أنا بسمةجيبالك العشا 
فتحت الباب بعدما اطمئنت وطالعت بسمة التي هتفت مذعورة 
أنتي قاعده على الضلمة يقطعني يا ابلة ملك نسيت أجيبلك شمع وكبريت 
ناولتها صنية الطعام واسرعت نحو شقتها تجلب لها الشمع عادت إليها ومازالت ملك واقفة في مكانها
دلفت بسمة الشقه أمامها تنير لها المكان 
بكرة نروح ندفع الإصالات المتأخرةهكلم البت فاتن تاخدلي اجازة ساعتين من المصنع واروح معاكي 
وحدقت بوقفة ملك فشعرت بالخجل من ثرثرتهاوقبل أن تندفع للخارج كما فعلت هتفت بها ملك مبتسمة 
أنتي لطيفة اوي يا بسمةبس كفايه ابله ديه أنا مش كبيره اوي يعني انتي زي أختي 
توردت وجنتين بسمة خجلا من مدحها وسقطت دموعها 
أنتي جميله وطيبه أوي يا ابلة ملك 
تاني ابله ديه 
ضحكت ملك فضحكت هي الأخري طالعت بسمة أطباق الطعام البسيطة فعاد الخجل إليها 
أنا عارفه إن الأكل مش اد كده 
قاطعته ملك وهي تضع الطعام فوق الطاوله الصغيرة 
الأكل ما شاء الله جميل ويفتح النفسأنا مكنتش فاكره أني جعانه أوي كده غير
لما شوفت الأكل 
انبسطت ملامح بسمة بسعادة وهي ترى نظرات ملك إليها وإلى الطعام 
هروح اعملك كوباية شاي لحد ما تخلصي أكل 
لا يا بسمه تعالي كلي معايا واحكيلي عن
وابتعلت غصتها وقد انطفأت ملامحها فاسرعت بسمه نحوها 
كان بيحبك أوي كان نفسه يعيش عشان يعوضك 
دمعت عينين ملك فاحتوت بسمه كفيها بطيبة 
قالي إنك طيبه وحنينه اويقالي هتكوني محظوظة لو قبلتيها واتعرفتي عليها 
واردفت وقد دمعت عينيها هي الأخرى 
عمي عبدالله كان ديما بيجي يزورنا ويساعد بابا من ساعة الحاډثه وأيده اتقطعت قعد في البيت ومحدش بقى راضي يشغله و بعد مۏت عمي عبدالله حياتنا اتدهورت ومعرفتش ادخل الجامعه
وابتلعت غصتها وهي تتذكر طيبة ذلك الرجل
كان وعدني إني هكمل تعليميبس منه لله فتحي مخلنيش أكمل بعد الثانوية وخلاني أنزل اشتغل عشان اصرف على البيت وعلى الكيف اللي بيشربه 
ووضعت يدها فوق چروح وجهها تهتف بمزاح لعله يخفف عنها 
بقوا مسميني في المصنع بسمة عاها كل يوم ارحولهم مضړوبه
واستطردت حديثها براحه
الحمدلله مدام اخدوا القسم هيقعد كام يوم مريحنا من شره 
ضحكت ملك رغما عنهافعلى ما يبدو أن وجودها في تلك الحارة سيريها ويعلمها الكثير 
انهت تلك المعاملات التي ساعدتها فيها بسمة بنصاحتها وانصرفت نحو عملها في مصنع الملابسفتاة رغم لقاءها بها مجرد يوما واحدا أثبتت لها جدعنتها وطيبتها 
وقفت سيارة الأجرة أمام المصحة التي تقيم فيها ناهد خطواتها كانت مضطربة ټصارع قلبها وعقلها 
خرجت من غرفة ناهد بعد وقت تضع بيدها فوق قلبها وقد دمعت عينيها تتذكر بكاء ناهد وسرد الكثير من الخبايا بهذيان ضغطها على كاميليا حتى يتزوج رسلان من مها فقد مها عذريتها في لحظة طيش تلك العملية التي اجبرتها على فعلها حتى تعود فتاةدفعها لإتباع رسلان إلى لندن بعدما هجر البلد وفعل كل السبل حتى تتم علاقة بينهم حملها وكره رسلان لأطفاله و لها 
رسلان هيفضل طول عمره كرههم لأنهم من بنتيمحدش هيحنن قلبه غيرك 
وقفت تلك السيدة الأنيقة صاحبة الحفل تتذوق بعض من الأصناف بمتعة
اممم الأكل طعمه يجنن مكذبش اللي قال عن أكلك يهبل 
أسعدها المديح وشعرت بالراحة من إتمام مهمتها فقد حان وقت إنصرافها
كده اقدر أمشي يا فندم كل حاجة جاهزة مش فاضل غير التقديم وده مش من مهمتي
ابتسمت المرأة بعدما ألتقطت صنف من الحلوى وتذوقته
لا لا تمشي إيه انتي ضفتي النهاردةولازم كل ضيوفي يعرفوا مين صاحبة الأصناف الرائعة
واردفت بعدما ضاع مذاق الحلوى الرائع من فمها
هيكون دعايا لشغلك يا فتونولا أنتى مش حابه ضيوفي يكونوا زباينك
توترت فتون بعد حديثها ثم نظرت نحو ثيابها
بس أنا معملتش حسابي يا هانم أكيد حضرتك هتقوليلهم على عنوان المطعم لو طلبوا 
طبعا يا حببتيبس برضوه أنا عايزه أعرف ضيوفي عليكي وعلى شطارتك 
واستطردت بثبات تجيده 
أنتي مقاسك زي مقاس بنتيهخلي الخدامه تطلعك الأوضه فوق تلبسي حاجه من عندها تناسب حجابك وانزلي شرفيني في حفلتيهي حفلة نسائية يا حببتي يعني كلها ستات متقلقيش 
ومع إلحاحها رضخت وقد أغراها العرض و ذوق المرأة 
وبالفعل كانت جلسة ممتعة جلسة أحاطتها أعين الكثير ولكن هناك زوج من العيون لم تكن ترتاح إليهما مر الوقت وجمعت متعلقاتها من تلك الحجرة التي ابدلت فيها ثيابها وقد جاء وقت الرحيل بعدما حصلت على باقي أموالها 
عادت مرهقة منهكة الجسد تطالعها جنات بإشفاق 
احضرلك العشا يا فتون 
أنا محتاجه انام بس عندي بكره محاضرة مهمه ابقى صحيني معاكي يا جنات 
مش هتحكيلي عن الحفله 
هتفت بها جنات متحمسة فرمقتها فتون بنعاس وهي تتجه نحو غرفتها 
بكرة يا جنات هحكيلك
لم تكد تكمل عبارتها فتعالت الطرقات على باب الشقة فتعلقت عيناهم ببعضهم واندفعت بعدها جنات نحو الطارق
منزل فتون عبدالحميد 
اقتربت فتون بهلع من جنات تنظر نحو ضابط الشرطة الذي فور أن علم بهويتها قبض فوق ذراعها 
مطلوب القبض عليكيادخل يا عسكري فتش الشقة 
صړخت جنات معترضة تصيح بهم ولكن ابتلعت باقية حديثها وهي ترى الأشياء التي تم إخراجها من حقيبة فتون 
هبط سليم الدرج بخطوات سريعة بعدما أخبره الحارس أن هناك إمرأة تريده في أمر هام ولا تريد الإنصراف 
ڠصب عني يا باشا بس الست ديه بتقول الموضوع مهم ولو
عرفت إني مشتها هتقطع عيشي 
أنت قولت اسمها إيه 
حك الحارس رأسه يحاول تذكر اسمها 
جنات يا باشا 
اقتربت منه جنات بعدما وجدته يقترب منها يهتف بها بقلق
فتون حصلها حاجة
أندفعت جنات نحوه تقبض فوق قميصه متوعده 
بټنتقم منها ليه تاني ملعۏن الفلوس والنفوذ اللي مخليانا مش عارفين نقف قصادكم 
تراجع سليم للخلف يشير لحارسه بأن يبتعد قبض فوق كفيها يزيحهما عنه 
انتقم إيهمالها فتون انطقي 
طالعته جنات بعدما شعرت
إنه لا يعلم شئ 
فتون اتقبض عليها 
وانحنت تلتقط أنفاسها تحت نظراته المصډومة 
مدام أنت معملتهاش مين اللي هيكون عملها
جن جنونه وهو يستمع إلى الخادمة بعدما تعلقت عيناه بتلك الألعاب التي تحتل فراش صغيريه 
هي لسا ماشيه من ساعه يا دكتورقضت اليوم كله معاهم 
تنهد بضيق بعدما غادر غرفة صغيريه حتى لا يقظهما
خالتهم لما تيجي تاني كلميني علطول مفهوم 
اماءت له الخادمة
حاضر يا دكتور
دلف غرفته يحل ازرار قميصه بشرود ثم تسطح فوق فراشه يحدق بسقف الغرفة يتذكر حديث محامي خالته عن مجيئها إليه وإستلامها لمفتاح شقة والدها في حارته القديمة 
في الصباح الباكر وقفت بسمة تطالع ذلك الرجل الوسيم بثيابه العصرية التي لا تناسب حارتهم تخطاها بعدما رمقها بطرف عينيهأرادت أن تتبعه ولكن الوقت لم يسمح لها فهي لا تريد خصم أخر من راتبها الضئيل
فتحت ملك الباب بعدما استمرت الطرقات وقد ظنتها بسمة ولكن وقفت مصعوقة وهي ترى جسار واقف أمامها
جسار
رمقها

بمقت
يدلف نحو الداخل ينظر نحو الشقة يزفر أنفاسه بضيق
يعني سيبتي إسكندرية وكل حاجة وجيتي تعيشي في الحارة ديه
واردف حانقا وهو يبحث عن مقعد يجلس عليه
ليه عملتي كل ده
حاولت الثبات قدر إستطاعتها فعن أي شئ ستخبره هل تخبره إنها غارت من زيجته بجيهان وإنها لم تعد تعلم بمشاعرها نحوه أم تخبره بأنها لم تعد تتحمل صدمة أخر في رجل أخر
جيت عشان ولاد اختيهما محتاجني
طالع المكان بعينيه مستنكرا إجابتها
ولاد أختكلو افترضنا و رسلان ادهوملك هيرضي يعيشوا في الحارة ديه
اطرقت عينيهافهي تعلم تماما أن جوابها لا يخيل على طفل صغير
هجيب شقة تانيه وهعيش في مكان تاني 
جوازي من جيهان هو السبب مش كده يا ملك
باغتها بسؤاله فاشاحت عينيها بعيدا عنه حتى لا يكشف أمرها 
قولتلك نكمل جوازنا يا ملك ومننفصلش أنتي اللي صممتي نتطلق 
غامت عينيها بالحسړة 
جوازنا كان جواز مشروط محطوط في بنود أنت محبتنيش يا جسار أنت لسا عايش على ذكرى مراتك وجيهان أكبر دليل 
وتجمدت عينيها نحو الواقف أمام باب الشقة المفتوح يحمل صغيريه على ذراعيه يطالعهما بنظرات قاتمة 
دلفت نحو غرفة الضابط المسئول مرتجفة الجسد بعد ليلة قضتها خائڤة في الزنزانة تستمع لأبشع الألفاظ بل وتعرضت للضړب 
تعالي يا فتون 
تقدمت بړعب دون أن ترفع عينيها وقد بح صوتها من أثر توسلها إليهم ليلة أمس وإنها ليست المذنبة 
هسيبك معاها شوية يا سليم بيه 
تجمدت حركة جسدها ورفعت عينيها ببطء لتتعلق عينيها بأخر من ارادة رؤيتهكانت عينيه جامدتين نحو وجهها وذلك الچرح فوق جبينها قبض فوق كفيه بقوة 
وقد إزداد غضبه يتوعد ل دينا فقد كان يظن إنها فعلت شهيرة ولكن دينا من كانت صاحبة تلك الخطوة 
فتون اسمعيني كويسالقضية مش هتتحل غير لو إتجوزنا انتي متهمة في قضية سړقة كبيرةلا شهيرة ولا دينا هيسيبوكي طول ما انتي لوحدك 
وهل تعرف هي هاتان المرأتان أو سمعت اسمهم من قبل
 

تم نسخ الرابط