لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
تخبرها بخطبتها لأنها تخشي الحسد
واخرى لا تهاتفها إلا لتندب حظها او تخبرها بما يفعله لها زوجها وما يجلبه لها وكم هي حمقاء لأنها حتى هذا العمر لم تتمكن من لفت أنظار رجلا إليها رغم إنها تعمل وتخرج وتقابل الكثير من الرجال فكان سبيلها الوحيد أن تترك تلك الصداقات البائسة التي لا تشعرها إلا بالحسړة
أسرعت في
اوعي تقوليلي إن في حاجة وحشة حصلت معاك
سليم جالي إن كويس مخلفناش لحد دلوقتي يا جنات
ابتعدت عنها جنات تخشي سماع ما هو قادم لا تستوعب أن حظهم بائس لهذة الدرجة بل وسيجتمعون مجددا في شقتها مطلقتين
أنا تعبت يا جنات تعبت ومش عارفة اخرج من الخۏف اللي أنا عايشه فيه ولا حتى اتعالج من قلة الثقة بالنفس
وبشهقات متقطعة حاولت تمالك أنفاسها التي أخذت تتسارع
أنا ليه ضعيفة الشخصية يا جنات مهما حاولت مافيش حاجة بتتغير جوايا
اجلستها جنات وقد غامت عيناها بالحزن لأجل كلتاهما فلا الثقة والقوة نفعتها ولا ضعف الشخصية والتأثر بحديث الناس نفع تلك التي أتتها ركضا ترتمي بين ذراعيها تطالبها بالنصح والأمان وهما متفقدهم هي الأخرى
سقطت دموعها بعجز لا هي تستطيع أن تخرج من عباءة الطفلة الصغيرة التي كبرت قبل أوانها ولا هي تستطيع أن تكون المرأة التي تتمنى أن تكون عليها
جواك لسا طفله يا فتون طفلة اتولدت أم تراعي اخواتها اللي اصغر منها
عادت دموعها للأنهمار فلولا وجودهم حولها ما تمكنت على التقدم
اطبقت جنات فوق جفنيها بقوة تشعر بالندم لأنها تعاونت مع سليم حتى تتم تلك الزيجة اقنعتها لتتزوجه رغم إنها كانت بحاجة لأن يشب عودها وتنضج وتري حياتها بنظرة مختلفة بنظرة بعيدة عن حياة سليم النجار الرجل الذي يذكرها بماضيها البائس الذي لم تتجاوزه
سليم عمره ما حسسني بالنقص يا جنات أنا اللي ديما بحسسه إني اقل من إني اكون مراته
وده عيبك يا فتون وبسببه بتخلي الكل يقلل منك
ازداد حزنها وعادت ټدفن رأسها بين كفيها منتحبة بشدة
ضمتها جنات إليها تغمض عينيها متحسرة على حالها وعلى شعورها بهذا النقص الذي لم يغادرها
كفاية عياط يافتون أنت معندكيش حاجة تمنعك من الخلفة يمكن التأخير ده في مصلحتك
وبثقة كانت دائما تثير إعجابها نحو الجالسة أمامها
هتكوني قوية عشان نفسك يا فتون لا عشان سليم ولا عشان الناس هتنجحي وتفتخري بنفسك يا فتون
ارتسمت فوق شفتي جنات ابتسامة حزينة تضمها إليها بعدما عانقتها
ياريت كنت زيك يا جنات
والكل يتمني أن يكون مثل الأخر ولا يدري أن حياته يتمناها الغير فدمعت عينين جنات تخبرها پألم خاڤت
يمكن ضعفك ده نعمه يا فتون
تعالا رنين الهاتف يقطع عليهم لحظة عناقهم الذي منح كلتاهما السلام
أخرجت فتون هاتفها تنظر نحو رقم المتصل وصورته المحبه لقلبها التي ترفقها مع الرقم لتفهم جنات سر ابتسامتها
سليم مش كده
اماءت لها برأسها والسعاده ترتسم فوق شفتيها فها هو لا يتركها حزينة لوقت طويلا ولا يعاقبها على ثغراتها الحمقاء
ردي عليه وأنا هقوم اقولهم في المطبخ يحضروا لينا الغدا
لا لا غدا إيه أنا همشي غير إن جوزك بصراحه يرهب ده أنا حمدت ربنا إنه مش موجود
مټخافيش يا فتون واقولك حاجه كمان هتصل باحمس يجي يتغدا معانا خلينا نتجمع قبل ما اسافر معاه
توقف الهاتف عن الرنين وقد اتسعت عينين فتون تنظر إليها تحاول استعاب ما سمعته
تسافري تروحي فين
عاد رنين هاتفها يصدح من جديد لتنظر إليها جنات مبتسمه قبل أن تنسحب من أمامها
مټخافيش ديه رحله قصيره لايطاليا اه حتى اشوف الليدي خديجة النجار عمة جوزك واتعلم منها الاستغناء عن الرجال
وبداعبة أردفت
ردي بس على جوزك اللي خاېفة يسيبك وهو اصلا مبيقدرش يستغنى عنك
اتسعت ابتسامة فتون فما هذا التذبذب الذي تعيشه كلما ذكرها أحدا بأنها لا تليق بذلك الرجل الذي اختارها هو بارادته بل وأصر على تزوجها دون أن تسعي إليه
فتون
هتفت بها جنات بعدما الټفت بجسدها تفرد اصابعها الخمس امام وجهها
قولي الله اكبر في عيني يا بنت
ورغما عنها كانت تنفرج شفتي فتون في ضحكة قويه وقد ضغطت على زر الإجابة فأتاها صوته
بتضحك وأنا واقف قدام المستشفى قلقان عليك وبلوم نفسي ازاي سيبتك ومشيت
أنا أسفه يا سليم
توقف مكانه بعدما كان يتحرك بضيق هنا وهناك غاضبا منها
فتون أنت فين ده انا سايبك معيطه ومنكدين على بعض
أنا أسفه أنا لسا بخاف يا سليم بخاف من الناس ومن السعادة
تلاشت ابتسامته السعيدة وهو يسمعها
تخبرها عن مخاوفها وضايعها
فتون أنت فين قوليلي مكانك فين
رفعت كفها تزيل عن عينيها دموعها
عند جنات
فتح باب سيارته وصعدها وقد اطمئن قلبه
هاجي اخدك نص ساعه وأكون عندك
اسرعت في الهتاف بعدما تذكرت جنات
سليم خليني شويه عند جنات هتغدا معاها ممكن
لو وجودك معاها هيريحك شويه مافيش مشكله يا حببتي
متفهما هو بطبعه يبحث معها عن سعادتها يشجعها على الصعود وتحقيق أحلامها
لكن العيب بها هي هي التي عاشت سنواتها القليلة فى ثوب أمرأه عجوز
سليم أنا باخد العلاج من ساعه ما طلبت مني ابطل الحبوب
هتفت بها تستمع لصوت أنفاسه العاليه
هنتكلم في الموضوع ده يا فتون هنتكلم ونتعاتب لكن دلوقتي خليكي مبسوطة
تهللت اساريرها تعبر له عن مدى سعادتها
أنت بطلي يا سليم
اخترقت مسمعه عبارتها ليكتشف اليوم أن زوجته بمزاج متقلب كأبنته خديجة يحمد الله إنه صار أب قبل أن يتزوجها حتى يكون بهذا التفهم والصبر
من شوية كنت راجل ندل هرميكي بعد مستفدتش منك بحاجة كأنك صفقة في حياتي يا فتون
عاتبها ولم يكن يريد عتابها عبر الهاتف
شوفت اه انت لسا زعلان مني
فتون خلاص خلينا نكمل عتابنا
واحنا سوا اول ما تخلصي عند جنات كلميني
اماءت برأسها وكأنه أمامها لتدرك حماقة فعلتها متمتمه
حاضر
كادت أن تغلق الهاتف لتتذكر اكثر ما
يزيده ڠضبا
جنات عزمت أحمس على الغدا
وفي ثواني كانت تشعر بالصدمة وهي تستمع لعبارته قبل أن يغلق الهاتف بوجهها يلعنها ويلعن اصدقائها
وقد ضاعت صورة البطل وصار البطل رجلا مثل باقية الرجال
دلف لغرفة الطعام التي تعالا الضجيج بها يرافقه سليم وقد أصر على ضيافته اليوم بعدما أخبرته خادمته بضيوف زوجته الغالية
تلاشي عبوس كاظم وهو يري ملامحها التي تبدلت كانت مبتهجة سعيدة تضحك وتمزح وكأنها ليست نفس المرأة التي تركها صباحا
توقفت فتون عن تناول الطعام وقد علقت عيناها بذلك الواقف يرمقها بجمود
سليم
انحشرت لقمة الطعام داخل حلقها فاسرع احمس بالتقاط كأس الماء بلهفة يعطيه لها
فتون أنت كويسه
تمتم بها أحمس وقد ظهر القلق في نظراته لتتعلق عينين كاظم بالمشهد يقسم داخله أن هذا الشاب ينظر لزوجة شريكة بنظرة رجل معجب وليس أخ كما تخبره زوجته التي ظنت أن عزيمتها اليوم لضيوفها ستزيد حنقه بل وستظهره بصورة الرجل الجلف
اتفضل يا سليم حببتي اطلب من الخدم يحطوا اطباق إضافية
تمتم بها كاظم وقد علقت عيناه بتلك التي وقفت ترمقه بنظرات ضيقه وكأنها تنتظر صورة أخرى له
لا شكرا يا كاظم أنا هاخد المدام ونمشي معزومين على العشا بليل وأنت مسافر بعد كام ساعه
ابتلعت فتون لعابها تنظر نحو سليم الذي اشار إليها بالنهوض
طالعتهم جنات وقد فاقت للتو من حالة شرودها
أنت بتقول إيه يا سليم بيه مش معقول اول مرة تيجي بيتنا وتمشي كده كاظم اعمل حاجه
ارتفع حاجبي كاظم مستمتعا لأول مرة بحياته بذلك الدور الدرامي الذي يؤدوه سويا
مره تانية
تلاقت عينين أحمس به وقد ازدرد لعابه من نظراته فاقتربت جنات من فتون تحضنها هامسه
جوزك غيران من أحمس
فتون
تعالا صوته فاسرعت فتون بالمغادرة بعدما اماء لها كاظم لأول مرة برأسه بنظرة لطيفة
أصبحت الغرفة خالية إلا بهم ثلاثتهم
نورت يا استاذ أحمس
تمتم بها كاظم وهو يمد كفه مصافحا فازداد توتر أحمس وهو يري نظرات هذا الأخر إليه
شكرا يا استاذ كاظم جنات أنا همشي أنا كمان
أنت رايح فين لا اقعد كمل أكلك
توتر أحمس من تلك النظرات التي يحدقه بها كاظم لتعلو ابتسامة متهكمة فوق شفتي كاظم وهو يري توتره
فالشاب مازال عوده لم يشب ولكنه رجلا وسليم النجار سيكون أحمقا إذ لم يلاحظ نظراته نحو زوجته
اقعد يا استاذ
ثم حك ذقنه قليلا يحاول تذكر اسمه الغريب عليه
أحمس
جذبته جنات من يده لتجلسه عنوة
أقعد واحكيلي هنبدء تنفيذ مشروعنا أمتي
توقفت كاظم عن مضغ قطعه اللحم التي التقطها للتو بشوكته وهو يستمع لمخططها وبدأها في رسم حياتها وكأنها تخلصت منه ولكنه كان يزداد تصميما في استمرار زيجتهم إستمرارها لوقت بات يجهله
اقتربت ناهد من باب المطبخ الذي دلف إليه رسلان منذ دقائق بعد أن علم بتواجدها فيه حتى تنهي إعداد وجبة العشاء
تعلقت عيناها بهم وهي تري اجسادهم في تلاحم رسلان طبيب العائلة الوقور الذي لا تظن أن السنوات التي كان فيها زوج لابنتها الغاليه عاملها هكذا او كان متلهفا عليها بتلك الطريقه التي تراها في عينيه
رسلان الاكل على الڼار
ولكن رسلان كان غائب معها في رحلة شوقة وظمأه الذي لم يرتوي منه بعد
رسلان
عيون وقلب رسلان وحشتيني
ضحكت مرغمه فقد أصبحت تنسى العالم بين ذراعيه عالم لا تعرف لما هربت منه لما تركتهم يحرمونها من سعاده كانت مقدرة لها لكن كانت مؤجله
وحشتك إيه بس يا رسلان دول كام ساعه بس اللي غبتهم في المستشفى والمفروض تكون في العياده بعد ساعه
وبأنفاس منتشية كان
يخبرها بحاجته إليها سقط كوب الماء من يدي ناهد فانتفضت ملك عنه مبتعده تربت فوق منامتها القصيره خجلا
كنت عايزة ميه
هتفت بها ناهد بتعلثم وبحروف متقطعه تنظر إليهم بنظرات كان يفهمها
انسحبت ناهد من المكان وقد وخز الألم فؤادها متحسرة علي أبنتها التي توارت خلف التراب وضاع حقها في حياة ارادتها لها ليتها لم تطلب من ملك العودة لحياة احفادها
توقفت أمام باب شقته تشعر بالصراع داخل قلبها شئ يجذبها للهرب من ذلك الجنون الذي دلفته بقدميها كمراهقة وشئ يطالبها بحقها في العيش واقتناص سعادتها
بتردد كانت تدق جرس الباب استمرت في وقفتها تنتظر فتح الباب ولولا رؤيتها لسيارته لظنت إنه ليس بالمنزل
أصابها الشك لا تتخيل إنه من الممكن أن يكون بين أحضان أمرأه شابة تمنحه حالها دون أن تستيقظ
متابعة القراءة