قلوب حائرة الجزء الثاني بقلمي روز آمين
المحتويات
ذاك العمر خصيصا لتكون عوضا لتلك الصغيرة التي تعلقت بها وأصبحت تناديها بأمي بدلا عن مليكة بعد أن وجدت بأحضانها الحنون ما حرمت منه
نفرح بأخته الأول وبعدين هو
ربت عز علي كتفها بحنان وبعيناي ممتنة لما رأه منها من خير تحدث
ربنا يجازيك خير يا بنتي ويبارك لك فيهم
ببشاشة أجابته
ويبارك لنا في حضرتك يا عمو
اردفت منال بنبرة هادئة
تعالي إقعدي يا تارا علشان مصطفي عاوزك
تحدث إليها عمر بحنان
إقعدي يا حبيبتي وأنا هروح أشوف طارق ليكون محتاج حاجة
بعيناي لامعة تأثرا بعشق أميرها تحدثت
أوك يا حبيبي
واسترسلت وهي تتأهب لمجاورته التحرك
إبتسم لها وتشابك بكفها وتحرك بطريقهما
جلس عز مجاورا أحمد وبدأ بتبادل أطراف الحديث فيما بينهم
بنبرة متعالية اردفت قسمة وهي تنظر إلي الصغير بملامح وجه مشمئزة
هو إنتوا من أمتي بتجيبوا البيبيهات معاكم الأفراح يا منال
واسترسلت بتنظير
ما خلتهوش مع الناني بتاعته في الڤيلا بدل ما يصدعكم ويبوظ الفرح ليه
أجابتها بهدوء إكتسبته مؤخرا
تارا ما بتقدرش تبعد عن الأولاد يا قسمةدي سابت شغلها أول ما أتجوزت عمر علشان تتفرغ لتربية ليزا وتهتم بيها
وهي هتحتاج للشغل ليه يا حبيبتي بعد ما أتجوزت إبن سيادة اللوا عز المغربي
ثم رفت قامتها للأعلي واستطردت بتعالي شديد مما جعل تلك المنال تحتد
يارب بس ما تكونش وراها مصېبة زي الژبالة اللي قبلها
إحتدت منال وتحولت ملامحها إلي غاضبة وذلك لما تحمله داخل قلبها من قيمة وغلاوة لتلك الفتاة التي دخلت حياة مدللها وحولتها إلي سعيدة بعد الشقاء والبؤس الذي أصاباه جراء تجربته المريرةهتفت بسخط وترهيب
قسمةإلزمي حدودك في الكلام وما تنسيش إن اللي بتتكلمي عنها دي تبقي مرات إبنيوكرامتها من كرامتي أنا شخصيا
إنت فهمتيني غلط يا منالأنا ما قصدتش تارا بكلمة ژبالةأنا كنت بقصد اللي كانت السبب في مۏت بنتي في عز شبابها
باشارة من كف يدها أردفت منال باقتضاب لإغلاق الحديث
خلاص يا قسمة.
إنتبه حين استمع إلي صياح تلك التي أتت مهرولة إليه كي تحتمي به وتشتكي وتحدثت وهي تستنجد بجدها العزيز
يا جدوخلي عزو يبطل رخامة ويسيبني أعمل اللي في نفسي
أميرة جدو ماحدش يقدر يزعلها وأنا موجود
دبت بساقيها في الأرض كنوع من الإعتراض ثم تحدثت وهي تربع ساعديها وتضعهما أمام صدرها بتذمر شديد
عزو زعلني ومش خلاني أرقصوكمان مش خاف منك يا جدو
رفع أحد حاجبيه ينظر إلي تلك الداهية وهي تحرضه علي شقيقهاأقبل عليهما ذاك المشاكس الذي أتم عامه التاسع ونظر لها بملامح وجهه حادة ثم تحدث بصرامة وهو يرفع سبابته بوجهها مهددا إياها وكأنه رجلا كبير
تعرفي يا مسك لو شفتك بترقصي مع رائف سراج تاني هعمل فيك إيه
هتعمل فيها إيه يا ابن ياسين...سؤالا غاضبا وجهه إليه جده فتحدث الفتي بنبرة أهدي كي يستقطب تعاطف جده وتضامنه في تبني موقفه
يعني ينفع تقف ترقص مع رائف سراج ومش تحترمني يا جدو
ثم مط شفتاه پغضب واسترسل بإبانة
وبعدين أنا أخوها الكبير ولازم تسمع كلاميبابي كمان قالي أخلي بالي منها لحد ما ينزل هو ومامي والعروسة سيلا من فوق
هز عز رأسه من تحكمات ذاك المشاكس فهتفت الصغيرة بحنق
يا جدو بابي قال لي إنبسطي يا مسكيورائف وليزا وساندرا وكلهم بيرقصواإشمعنا أنا اللي عاوزني مش أرقص!
هتف الصغير وتحدث بغيرة رجولية لا تتناسب مع حداثة سنه
أنا نبهتك وقولت لك لو رقصتي مع رائف تاني همنعك ترقصي خالصوإنت اللي مش سمعتي الكلام
تحدث طارق الذي حضر للتو بنبرة حاسمة كي يحث الصغير علي التراجع ويفض ذاك الإشتباك
وبعدين يا عزوبطل تضايق أختك بتحكماتك الفاضية ديولعلمكبابا لو شاف مسك وهي زعلانة كدة هيخرب الدنيا
واستطرد لاخافته
ما انت عارف هو قد إيه بيتجنن ويتحول لما بيلاقي حد مزعلها
تذمر الصغير ونطق بملامح وجه مستاءة
يعني كويس إنها مش بتسمع كلامي يا عمو
نطق طارق بنبرة متعجبة
إنت مالك نافش ريشك وعامل علينا دكر كدة ليه يلا
تذمر الصغير حين قهقه عز عندما تطلع إلي الصغار ورأي رائف منسجما وهو يرقص مع ساندرا فتحدث لينهي ذاك الجدل العقيم
طب روح يا حمش شوف ساندرا علشان تقريبا كدة رائف شقطها منك يا حبيبي
إتسعت عيناه وبسرعة البرق حول بصره يتطلع علي من أصبح يعتبرها ملكية خاصة لهوبدون نطقه بكلمة واحدة هرول إلي الاستيدج وتحدث وهو يمسك الصغيرة من ذراعها ويسحبها بعيدا عن ذاك الرائف وتحدث بحنق
إنت إزاي ترقصي مع حد غيري
حاسب دراعي يا عزوإنت وجعتني...نطقتها بنبرة رقيقة وهي تتحسس ذراعها فاسترسل هو غاضبا
ردي عليا يا ساندرا
نظرت إليه واردفت بنعومة كعادتها
هو اللي رقص معايا لما مسك مشيتوأنا مش عرفت أكسفه
هتف بنبرة صارمة
طول الفرح مش هترقصي غير معايا يا ساندرا يا إما مفيش رقص خالص
بطاعة رقيقة هزت رأسها بموافقة فابتسم لها وامسك كفاها وبدأ يرقصان معا بطفولية
أما مسك فكانت غاضبة إلي أن حضر أنس إليها عندما شاهدها من بعيد وتحدث إليها وهو يتلمس شعرها بحنان
مالك يا مسكزعلانة ليه
من جديد دبت بساقيها في الأرض كنوع من الإعتراض وتحدثت بسخط
عزو مش عاوزني أرقص يا أنوس
تحدث إليه جده وهو يحثه علي التحرك باصطحاب شقيقته
وديها الاستيدچ عند بنات عمها يا أنس وخلي بالك منها
حاضر يا جدو...نطقها الفتي بتوقير ثم
إبتسم لشقيقته وتحدث بنبرة حنون
تعالي وأنا هرقص معاك
إبتسمت بحبور وبالفعل هرولت معه وباتت تتراقص بسعادة مع شقيقها الحنون
أما عز فنظر إلي ثريا التي تجلس بالطاولة المقابلةوفور رؤيته لوجهها بات قلبه يدق كطبول حرب من شدة عشقه الساكن بروحهفقد كانت رائعة الجمال رغم بساطتها بكل شئ وعدم بذلها أية مجهود لتظهر جمالهاوبرغم ذاك ظهرت بأروع صوره وطغي جمال روحها وسكونها الداخلي علي وجهها فأشرقت وظهر رونقها ماجعل ذاك العاشق يتنهد إشتياقا وولها
إنتبهت أعين جميع الحضور إلي ذاك الكارم الذي دخل للتو من باب القاعه مجاورا لشقيقهوظهر كنجم سينمائي ساطع ببدلته البيضاء ذات الياقة السوداء وبابيون سوداء أيضابانيهار إتسعت أعين جميع الفتيات الموجودات من شدة وسامته وتمنين لو أنهن مكان أيسل
تحرك بجسد ممشوق وابتسامة جذابة زينت بها ثغره وبات يميل برأسه قليلا ك تحية منه للحضورإنهالت عليه التهاني من بعض الأقارب ورفقائه بالعمل تحركت إليه خالته ووالدته وهي تحمل صحنا صغيرا مملؤا بالملح وبدأت بنثر بعضا منه فوق صغيرها وهي تقرأ المعوذتان مع إطلاق شقيقتها الزغاريداغمض عيناه وبحركة تلقائية وضع كفاه فوق رأسه وعيناه ليتفادي وصول الملح إليهما وتحدث بنبرة مستعطفة
كفاية يا ماما الملح هيدخل في عنيا
يدخل في عيون حسادك وكل اللي شافك ولا صلاش علي النبي يا قلب أمك...كلمات سعيدة نطقتها بثينة وهي تعيد من
متابعة القراءة