قلوب حائرة الجزء الثاني بقلمي روز آمين
المحتويات
زعلان ولا إيه
بملامح وجه حادة أزاح عنه كفه وهتف غاضبا بإعتراض أظهر كم الحزن والغيرة اللذان أصابا داخله
عزو خلاص مش بقي حبيبكإنت سبته نايم لوحده في البيت وجيت نمت مع البنت اليع اللي في الصندوق
إتسعت عيناي عز وقام بإبعاده عن أحضانه قليلا لكي يستطيع النظر داخل عيناه وتحدث متسائلا وهو يرمقه بعيناي عاتبة
سابك نايم لوحدك إزاي يا ولد!
وبزيف استطرد لائما
أومال مين اللي كان واخدك ومنيمك في حضنه طول الليل يا ناكر الجميل إنت!
مط شفتاه وتحدث بطفولية كي يستقطب تعاطف جده الحنون ولا يدع له فرصة بأن يغضب منه ويحرم من دلاله
ومن جديد ربع ساعديه بحدة ثم مط شفتاه وحول بصره إلي حمزة ورمقه وتلك الليزا بنظرات فتاكة لو خرجت لأشعلت كلاهماثم هتف بحنق كشف عن مدي إشتعاله من ذاك الثنائي
ومروان اللي مش بقي بيشيل عزو أبدا وطول الوقت بيلعب مع البنت اللي شايلها ديوقاعد يأكلها لما خلص لنا كل الأكل
واستطرد پغضب وعيناي مستنكرة
دي نانا ثريا مش بقت بتلاقي أكل تأكله لعزو وأنوس خلاص
لم يستطع جميع من بالغرفة كظم ضحكاتهم العالية التي أطلقوها بعد إستماعهم إلي حديث ذاك الحانق ووصفه المبالغ بهحتي مليكة التي أمسكت بطنها وتأوهت بفضل الألم التي شعرت به جراء ضحكاتها التي خرجت عنوة عنهاحتي تلك الصغيرة نالها من الضحكات نصيب وباتت تطلقها دون فهمها لما يدور حولها وكأنها عدوي وأصابت الجميع
هدي أخلاقك يا وحش وماتبقاش قفوش كدة زي أبوك
واسترسل بايضاح ليهدئ من حالة السخط التي تملكت منه
مش إحنا فهمناك قبل كدة وقلنا لك إن ليزا مش عندها مامي ولازم نهتم بيها كلنا ونلاعبها ونأكلها
بغيرة واضحة هتف معترضا وهو يرمق الصغيرة بنظرات محتدة
بس هي طول الوقت مش بتلعب ولا بتتكلم غير مع مروان وبس
هتفت سهير معلقة علي النظرات الفتاكة التي يقذفها الصغير علي تلك الليزا
بنبرة حنون أردف مروان بإيضاح
يا حبيبي مش أنا قلت لك إنها بتحب تتكلم وتلعب معايا علشان محدش بيفهم كلامها غيري
مط شفتاه ورمقه بحدة معترضافتحدث ياسين محمسا إياه
طب ما تلعب إنت كمان معاها
لوح بيده في الهواء وهتف بنبرة ساخطة
مش بترضي تلعب معايا يا بابيحتي ساندي طارق بتيجي هي وطنط چيچي وتقعد تضحك معاهاوبيقعدوا يلعبوا ويغيظوني
رفع ياسين أحد حاجبيه وهو ينظر إليه باستنكار ثم هتف موبخا إياه بنبرة حادة
ضحك عز وهمس مشاكسا ولده
الولد طالع خرع وقلبه رهيف وكدة غلط علي مستقبله الرجولي يا سيادة العميدلازم تتفرغ له شوية وتنقل له بعض من خبراتك عن كيفية معاملة الچنس الأخر واللعب علي الوتر الحساس
واستطرد معجبا بنجله
إحكي له عن الخطط والمؤامرات اللي لعبت بيها علي المسكينة أمه ومن قدرك قلبت بيها الأدوار
ثم إبتسم ساخرا واسترسل بعدما غمز له بعينه
واللي من بعدها هي اللي بقت بتجري وراك وواقعة في غرامكوإنت بكل هدوء روحت رامي نفسك وڠرقت في بحر شهدها ودبت فيهبعد سنين من الجري والحرمان
إبتسم ياسين لمداعبة والده التي إشتاقها بشدة كما إشتاق لعودة حياته إلي طبيعتها وزوال كل تلك الإبتلاءات والمصائب التي أتته بالجملة لا فراديوتحدث بمشاكسة كي يجاري والده بمداعبته
علم وسينفذ جنابك
إبتسم عز إلي ولده وتابع بمشاكسة
الأجيال في طريقها للضياع يا سيادة العميد
إبتسم بشدة بينت صفي أسنانه فتحدث ذاك المشاكس الصغير مستفهما
هو جدو بيقول إيه يا بابي!
بيوصيني عليك يا حبيب بابي...نطقها ثم أطلق الضحكات هو وأبيه مع نظرات الصغير المتفرقة علي كليهما بإبهام
تابع الجميع أحاديثهم اللطيفة بعدما قاموا بإحتواء غيرة الصغير وهدأ قليلا مما كان عليه
داخل الشركة التي يعمل بها سليم قاسم الدمنهوري تحرك من مكتبه بعدما أخد نسخة من التسجيلات الخاصة بالچريمة كما طلب منه المدعو ألبرت وقام بوضعها داخل جيب معطفه وتحرك متجها إلى مكتب زوجته فريدةدلف إليها بعدما دق بابها وتحدث إليها بنبرة جادة نظرا لوجودهما داخل الشركة
فريدةأنا خارج علشان عندي مقابلة برة الشركة خاصة بالشغل وهخلصها وهروح أجيب الأولاد من مدرستهم واطلع بيهم علي البيت علي طول
واسترسل بتوصية
معلش يا حبيبي إبقي خلي علي يوصلك في طريقه
أجابته بنبرة هادئة
أوك يا حبيبيخلي بالك وإنت سايق
أومأ لها بإبتسامة حنون وتحرك تاركا الشركة واستقل سيارته متوجها بها إلي وجهته تحت أنظار عابد الذي إنطلق خلفه بحذر شديد كي لا يلحظه ذاك السليم وذلك بناءا علي طلب سليم بتتبعه بحذر
وبعد مرور حوالي النصف ساعة توقف بسيارته وترجل منها أمام مبني ضخماتحرك داخله بعدما أخرج بطاقة تعريف خاصة تستخرج فقط لمن ينتمون إلي هذا الجهاز العريقإتسعت أعين عابد بذهول وتحدث بنبرة خاڤتة بعدما توقف بسيارته بعيدا عن الأعين لاتخاذه الحيطة والحذر
يا نهارك إسود يا سليم يا دمنهوري
واسترسل مصډوما
مبني المخابرات الألمانية مرة واحدة يا فاجرده أنت ليلة أمك مش فايتة
وعلي الفور أمسك هاتفه وتحدث إلي ياسين الذي مازال يجلس بغرفة زوجته وبصحبة أطفالهماأخرج هاتفه وتحرك مسرعا إلي الخارج بعدما رأي إسم عابد تحت نظرات عز المترقبة لملامح وجه نجله
أجاب ياسين بصوت متحمس وهو يتحرك داخل رواق المشفي
بشرني يا عابد وقول لي خبر حلو يخرجني من الکابوس اللي من يوم ما دخلت فيه وأنا كل يوم ألبس في مصېبة أنقح من اللي قبلها
الخبر اللي هقوله لجنابك مش عارف إذا كان حلو ولا کاړثة جديدة يا باشا...نطقها بغرابة واسترسل بعدم استيعاب
مش هتصدق سعادتك أنا واقف فين الوقت
بنبرة صوت حادة أظهرت وصول ذاك الياسين إلي المنتهي من عدم التحمل والصبر
إنجز يا عابد وإنطقأنا دماغي مشوشة لوحدها ومش ناقص ألغاز
بعجالة تحدث شارحا
الباشمهندس اللي إسمه سليم اللي سعادتك قلت لي أراقبه وما أشلش عيني من عليه
ماله ده كمان...نطقها ياسين مستفسرا فأجابه عابد بدهشة وشتات
خرج من مكتبه من شوية وأنا مشيت وراه زي ما أمرت جنابكوقف قدام مبني المخابرات الألمانية وبمجرد ما طلع كارت للأمن اللي علي البوابة دخلوه فورا
أنا قلت من أول ما شفت خلقة أمه إن الواد ده وراه مصېبة...نطقها من بين أسنانه وبصوت حاد
أردف عابد بنبرة بائسة
ربنا يستر وما يروح يبلغهم عن زيارتك ليه
بثقة عالية نطق مؤكدا
من الناحية دي إطمنمش هيبلغهم.
أردف بسؤال متعجبا
وإيه اللي مخلي جنابك واثق كدة!
بدون تردد أجابه بيقين
من خلال قرايتي لشخص سليم الدمنهوري أقدر أقول لك إنه شخص واضح ومش بتاع لعب وخېانة
ثم ضيق عيناه واستطرد بإصرار وهو يحك ذقنه بأصابع يده
بس هو وراه سر كبير وأنا لازم أعرفه واحاول أستغله وأستفيد منه
وتحدث مسترسلا
خليك مراقبه وما تخلهوش يغيب
متابعة القراءة