وتين بقلم ياسمين الهجرسى

موقع أيام نيوز

والمواقف
التي من خلالها نتعرف على معادن الأخرين ومكانتنا عندهم فقد نجد أشخاص يقفون معنا مهما اختلفت الظروف فتزداد ثقتنا بهم وأشخاص يبتعدون عنا في بداية الطريق وهنا نعرف أنهم غير جديرين ولا يستحقون أن يكونو معنا 
تحت سماء القاهرة 
في القاهرة الساحرة وتحديدا فيلا المستشار احمد الشاذلي 
وآسفاااه يقف يعض على أصابع يده ندما على ما اقترفه فى حق صغيرته 
اصابته حاله بين الوعى ولا وعى ارتخى جسدها بين يديه لتسقط مغشي عليها لتلتهمها عيناه بقلق لا نفس لا حياه هل سيفقد طفلته عدت عليه لحظات وكأنها سنوات سريعا لملم شتات نفسه هم يجرى بها للداخل تحت صړاخ الحضور يتسألون ماذا اصابها !
كانت أرواح الجميع تتمزق من القلق بعد ما حدث الي وتين والجميع يرتسم علي وجههم علآمات استفهام لا يعرف اجابتها احدا 
حملها راكان وهو يصعد الى غرفتها والقلق ينهش روحه من الداخل بلا رحمه والجميع يصعد ورائة پخوف 
وضعها في الفراش وهو ينظر لها بعتاب من تهورها وعيونه تسألها في صمت لما سوء الظن صغيرتى ! يقف يتطلع لها بعيون زائغه لا يصدر منه الا صوت أنفاسة اللاهسه 
لماذا كل هذا ايتها العنيده المتسرعة الغبيه ايضا في فهمك للأمور 
هل تريني بكل هذا السوء! 
وأنا مثلك الأعلى في الحياه وانتى من يتهمني بأبشع الصفات 
فاق من شرودة على صوت يونس وهو يهتف بعصبيه وصوت عالى 
لازم أعرف وتين مالها وإيه السبب اللي وصلها لكده وإيه دخل سالى في الموضوع 
بصوت جاهد فى إخراجه فهو ليس لديه المقدره الان على الكلام رد عليه راكان لكي يطمئنه 
أهدى يا يونس مش وقته أنا هفهمك بعدين 
اخذ زجاجه من العطر وبدأ ينثر عليها لكى تفيق 
يقف والقلق يمزقه أنحنى يهمس فى أذنها وهتف ليه عايزه قلبي يقف من القلق عليكي انا ما اقدرش اعيش من غيرك فوقي وحياتي عندك انتى فاهمه غلط مش قادر اشوفك بالشكل دا 
بدأت تفتح
لها يديها 
أقترب احمد من راكان وأمسك يده يدعمه بهدوء هو ابنه وصديقه وسند عمره وابنه البكر الذى لا يتحمل عليه نسمه الهواء البارده 
ولاكن راكان كان في دوآمه مشاعر أخرى كيف كان سبب في مرض اعز إنسان علي قلبه اخته طفلته صغيرته 
ياالله هو من يضحى لكى يكون الجميع في امان ولم يستطيع أن يوفر لها الامان 
كانت نظرات وتين بينهما لوم وعتاب وخوف وشجن قطع احمد هذه النظرات التى يعلم مغزاها جيدا و أقترب منها وقبل رأسها وهتف بحب مطمئنا لها 
حبيبه بابي ما لها أنتى فاهمه الأمور غلط 
هتف يونس بعصبيه وأنفعال على غير العاده قائلا 
بس إحنا لازم نفهم فيه أيه يخليها توصل للحاله دي وإيه علاقتها بسالي نظرت ابرار الى راكان وهي تلوم عليه 
انت السبب في تعب اختك لأنك عارف ان وتين مش بتحبها 
رد عليها احمد لكى يرحم ابنه من هذا الحديث السخيف 
انا اللي عزمتها وبعدين انتم مدين الموضوع اكبر من حقه ليه كده وتين كويسه وبعدين انا أو راكان نعزم اللي عايزنهم مش معقول لازم ناخد آذن من كل واحد عايش في بيتى هنا ايه رايك في فلان موافق انه يدخل بيت احمد الشاذلي ولا لاء مش مسموح لحد غير راكان بس هو اللي يتحكم في كل حاجه من بعدى 
وأكمل بعصبيه لينهى الحوار و ينقذ ابنه من هلاك مؤكد تحدث قائلا يلا كلكم علىوهتفت قائله الكلام ده صح 
نظر لها راكان بأنكسار و خزى و نكس راسه للأسفل ورد عليها بصوت يكسوه
الضعف والحزن والقلق ينهشه لما ستسمعه والدته منه وهتف بصوت خرج ضعيف مهزوز قائلا حصل لأنها مراتى 
احتلت الصدمه وجه ابرار مصډومة فى ابنها البكرى لم تشعر بنفسها إلا وهى ترفع يدها وتهبط بها علي وجهه 
صڤعته امام الجميع هذه اول مره تفعلها صفعه زلزلزت كيانه 
كانت تلك الصفعه اقوى من اى أصابة قلبه وډمرت كرامته في عيون اخواته 
رفع وجهه ينظر لامه بحب فمهما فعلت 
خرج عن هدوء شخصيته ليهتف يعقوب بعصبيه و بصوت عالي 
أزاى حضرتك تعملي كده يا امي أخر حاجه كنت اتوقعها ابيه طول عمره واقف في صفنا وناسي نفسه عشانا ولما يتصرف تصرف يحبه نقف له وحضرتك يبقى دا رد فعلك حرفيا صدمتينى و بعدين ياامى متوصلش للضړب وتهزى صورته كده بالشكل ده أمامنا هو اه غلط لما خبى علينا زواجه الا اكيد كنا ليه انتى مالك هو أخونا الكبير وله عندنااحترام خصوصياته بصراحه تصرفاتكم كلها زي لازم تهدى عشان ضغطك ميعلاش وتتعبى مننا 
تنهد تنهيده طويله وزفر انفاسه ورفع رأسه الى اخته لكى يعاتبها بكلمات تجعلها تخجل من فعلتها وهى تقف أمام اخيها الأصغر 
على فكره انتى كان ممكن تتكلمي مع ابيه بينك وبينه بدل ما تكسريه قدامنا بالشكل ده بصراحه نزلتى من نظرى جدا 
هتفت وتين باندفاع و بصوت يغلب عليه العصبيه قائله انت اټجننت ازاي تتكلم معايا كده وانا اختك الكبيره ما تنساش نفسك 
نظر لها يونس بسخريه واستهزاء وتحدث قائلا أنتى لو كنت احترمتى اخونا الكبير كان زمانى احترمتك انصحى نفسك قبل ما تنصحي حد وغادر الغرفه 
بقلة حيله فالموضوع خرج عن السيطره والسهم نفذ فلابد من اخذ قسط من الهدوء و تحكيم العقل بعيد عن اى انفعالات 
استقامت شغف و نظرات لأبرار حبيبتي انا همشي وان شاء الله هطمئن عليكى ثاني 
أومات لها ابرار في صمت ودموعها شلال علي وجنتيها والحزن يأكلها 
أقتربت من وتين لكى تودعها ارادت شغف ان تشعرها بخطائها وأفعالها المتهورة 
ربنا يهديكى يا حبيبتي ياريت تخلي بالك من مامتك و تصالحي اخواتك وتعتذرى منهم 
كانت تسمعها وتين وهي في عالم اخر لا تشعر بها ولا تسمع ولا حرف تتفوه به شغف وانصرفوا في هدوء 
اقترب احمد من ابرار يربت على كتفها بحنان فمهما فعلت هو يفهم شعورها جيدا الخساره كبيره يمد لها يده يهتف قائلا 
يلا نروح جناحنا عشان ترتاحي 
وحول نظره الى وتين پقهر وحزن و خزى من افعالها و تركها
وغادر الغرفه تعض يدها ندما على ما فعلته باخاه الكبير 
في نفس الاثناء في صعيد مصر 
وتحديدا في دوار الحاج 
محمد السيوفي
بعد ليله عاصفه بالمشاعر قضوها بين أهالي البلده فى جو من المحبه والود والتصدق لوجه الله انتهت الحجه فردوس من يوم الصدقه واطعام الطعام لفقراء البلده 
جلست هى والحج محمد يستريحوا من مجهود وارهاق اليوم يحمدون الله على فضله الواسع عليهم متمنين من الله ان يتم عليه نعمه و يرد عليهم الغائب 
وعلى ذكر الغائب هتفت الحجه فردوس بتنهيده يكسوها التمنى بقرب اللقاء وتحدثت قائله 
انا هقوم اتصل على جلال ياحج لأجل قلبى ما يطمن باللى مشغول عليهم وانت عارف ابنك متقلب الأحوال مع مراته الغلبانه دى اللى مش مخليه على جهدها جهد عشان ترضيه 
تحدث الحج محمد بصوته الرخيم 
ماشى ياحجه بس متزوديش فى الكلام معاه كتير عشان هو مش هيقدر يرد عليكى احتراما ليكى بس ممكن يطلعه على مراته وانتى مش معاهم عشان تحجزى بينهم ربنا يهديه انا مبقتش فاهم هو عاوز ايه 
حطيت صوابعي منه فى الشق معاه ست اى راجل يتمنى تراب رجليها وهو عينه ميملهاش غير التراب 
محير نفسه و محيرنه معاه بناته بقت طوله وطبعه
زى ما هو مش عايز يتغير
بتنهيده يأس من حال ابنه تحدث قائلا مقولكيش لله الأمر من قبل و من بعد كلميه وانا هطلع اتسبح واصلى عشان تعبان و عايز انام 
تركها وغادر لتقوم الحجه فردوس تتصل على الهاتف تحدث ابنها جلال لكي تطمئن عليه هو وزوجته بعد عدت رنات فتح الهاتف لتهتف قائله 
سلام عليكم يابنى عاملين ايه طمني يا حبيبي عليكم و وصلت لحاجه ولا لسه 
هتف يرد عليها جلال التحيه قائلا الحمد لله ياامى و صلنا متقلقيش احنا بخير 
هتفت الحجه فردوس تستكمل كلامها قائله مراتك أخبارها ايه بلاش تقسى عليها يابنى كفايه عليها اللى هى فيه 
حول نظره ينظر الى زوجته التى تنام والحزن يحتلها ليتحدث بصوت قوى عكس ما بداخله فهو دائما يدفن مشاعره تجهها داخل قلبه حتي لا يعرف احد ما يحمله هذا قلب لهذه الراقده تسبح في ظلام أحلامها هتف قائلا 
كريمه حضرتك عارفه طبعها النكد والعياط طقوس اجباريه فى حياتها بحاول اريحها على قد مقدر وبالنسبه للموضوع التانى للاسف يا امى موصلناش لحاجه 
هتفت ترد عليه الحجه فردوس بحنان اموى قائله معلش ياحبيبى طول بالك الخساره مكنتش قليله ومشاعر الست غير الراجل 
بدعيلك يا ابني في كل صلاه ربنا يجمع شملكم على اللى أخده منكم الزمان 
كان يسمعها جلال والحزن يسيطر عليه
فهو ظاهره قوى لا يبالى ولكن لا
احد يعلم بحاله فهذه قشره ظاهريه يوهم بها من حوله حتى يستطيع أن يخرج من عبائة والده كما يزعم و يكون صاحب قرارات منفرده لحياته 
هتف يزفر انفاسه بثقل لينهى الحوار فليس لديه ما يقوله تحدث قائلا الله كريم ياامى 
هتفت ترد عليه والدته بحنان روح نام يا قلب امك على ما الفجر ياذن و تقوم تصلي انت ومراتك وربنا كبير يرد ليكم اللى اتسرق زمان 
تحدث جلال مؤمنا على كلامها وهتف قائلا ونعمه بالله يا ست الكل طمنيني على البنات عاملين ايه 
بصوت يكسوه الحنان والحب اتجاه احفادها متقلقش ياحبيبى اعز الولد ولد الولد البنات فى عينيا هما كويسين و زى الفل الحمد الله وناموا من بدرى لو كانوا صاحيين كنت خاليتك تكلمهم ربنا يخليك ليهم و يحنن قلبك عليهم خليك انت في اللى سافرت عشانه ومتشغلش بالك يلا تصبح على خير و بكره الصبح طمني عملتوا ايه وابقى سلملى على قاسم و شغف و انت معاهم ابقى اتصل بيا عايزه اكلمهم ضرورى وحشنى من زمان دى عشرة عمر يابنى و هتفت تنهى المكالمه قائله فى حفظ الله و رعايته ياقلب امك ربنا يريح بالك
سمع اخر كلام تحدثت به والدته وهو يثور بداخله هتف يحدث نفسه انا حبى لولادى لو اتوزع على الارض مش هيكفى ياامى ليه محدش عايز يحس بيا انا مش هعرف أظهر الحنيه اللى انتم عايزينها انا واقف فى ضهرهم بمنع عنهم اى حد يقرب ليهم بضرر ماشين فى البلد على حس ابوهم اللواء جلال انا
تعبت الكل بيطالبنى بحاجات اكتر من طاقتى و محدش فكر فى طلباتى واحتياجاتى انا عايز ايه 
ختم حديثه بانفاس مخنوقه وبآهآت مكتومه مخافة من استيقظ زوجته لكى لا تشمت به كما هو يظن وأسرع يضع رأسه على السرير لينام ضارب كل شئ حوله عرض الحائط 
عوده الى القاهرة
كانت الاجواء مختلفه في القاهره حيث يخيم الحزن على الجميع
كان يقف فوق هضبه المقطم ينظر الى البراح من حوله كل هذا الهواء الطلق ولكن انفاسه تختنق بشده يشعر
تم نسخ الرابط