فراش في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي

موقع أيام نيوز


حديتها بل أوقفت سيارة أجرة وكلها عزم على ما تريد فقالت حوريه
طب أستني أجي معاكي 
لا روحي انتي الجو حر عليكي أنا عارفه الطريق المرة دي 
غادرت فرزيه وتركت حوريه أمام الشركة تحت أعين عاصم الذي وقف يراقبها وشعر أنها فرصته اخيرا فترك مكتبه و استقل المصعد حتى وصل لسيارته فأخذها وتوقف أمام حوريه يناديها

انسه حورية 
ألتفت له فقال
تعالي اتفضلي أوصلك 
لأ شكرأ مش عايزة أتعبك 
مافيش أي تعب ولا حاجة تعالي اتفضلي
شكرا هاخد تاكسي
مش معقول هتحرجيني يعني اتفضلي هوصلك حتى انا اضمن من التاكسي ولا ايه يا آنسه حوريه 
نظرت له حوريه بأعين مقيمة ثم قالت بحسم
أنا مش أنسه أنا مدام يا عاصم ليه 
ثم أوقفت سيارة و غادرت فيها وتركته للشمس تأكله 
سوما العربي 
في قصر الملك راموس مرت أيام جرى فيها الكثير وجد أكثر لكن رنا منعزله لا تعلم أي شيء عن ما يجري خارج غرفتها التي لزمتها بأمر ملكي 
لقد أسودت الحياه بعينها بعد كل ما جرى وفقدت الرغبه في كل شيء حتى الحياه نفسها وكذلك الطعام الذي رفضته فتحولت لوجه شاحب وجسد هزيل 
دق الباب فدلفت أحدى الجواري تحمل معها صحن الفاكهة فوجدت طعام الغداء لم يمس رفعت عيناها تنظر على تلك الفتاة البيضاء التي ما ان قدمت للجزيرة حتى بدأ الكل يتحدث عنها وعن جمالها والان أصبحت كالچثة بلا روح أو حياة 
فاقتربت منها تقول 
الانقطاع عن الطعام لن يفيدك الأفضل ان تفكري في حل
لا أريد العيش هنا لا يناسبني وفقدت الأمل في العودة لبلادي
اقتربت الجاريه من رنا وقالت
سيدتي انتي بحاجه للطعام ولصحتك فقد صنع لكي خية كبيرة و وقعتي فيها وللأسف قد زدتي الأمر سوء بعنادك العيش في القصور يحتاج إلى مكر و دهاء إستقامتك لن تنفعك بل ستضرك كثيرا 
أنتبهت رنا لما قالته واعتدلت في جلستها تسأل بلهفة
عن أي خية تتحدثين
سأخبرك لكن وأنتي تأكلين
بعد ساعه تقريبا كانت رنا تقف أمام غرفة الملك وهي في أبهى حلة وقد تغير رونقها وكأنها تبدلت من فتاة شاحبه هزيله لأخرى جميله وطلبت مقابله الملك 
سوما العربي 
في القاهرة 
عادت حوريه من الخارج وجهزت أصناف لذيذة من الطعام تتمنى أن تنال إعجابه ثم بدلت ثيابها وأرتدت فستان باللون الأبيض مزركش بورود بنفسجيه وتركت شعرها ينساب حول عنقها بلذاذة وأكتفت بوضع ملمع شفاه لامع وجلست تنتظر عودته إلى ان عاد أخيرا 
انتعشت روحها وهرولت عليه بلهفة فنظر لها نظرة غريبة تحمل الكثير ولقى صامت فقط يتأمل جمالها فقالت هي
إتأخرت ليه أنا مستنياك من بدري 
أنتي طالق يا حورية 
يتبع

فراش في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي 
الفصل التاسع عشر 
الصمت كان حليفها الوحيد وهي تجلس على الفراش لم تبرحه إلا للذهاب للمرحاض الذي لا تحتاجه كثيرا فهي لم تأكل أو تشرب شيئا منذ غادرت بيته آخر ما نزل لجوفها كان من بيته بماله 
ضغطت بأسنانها على شفتها السفليه تحاول منع دموعها وألا تبكي فقد تعبت عيناها للأن لا تستطيع أن تنسى تلك اللحظه التي عليها فيها يمين الطلاق 
عودة بالزمن قليلا للخلف 
كانت لاتزال بين ذراعيه تبتسم بكشوف والفراشات تغزو صدرها ومعدتها تطرب من الفرحه إلا ان تلك البسمه تلاشت وتبدلت لصمت إستحال لصدمه 
صډمه جعلت عقلها يتوقف ويسأل هل ما سمعه كان صحيح أم ماذا حتى لو صحيح فكان لدى قلبها رغبه قويه بعدم تصديقه 
لكن ثبات وتجهم ملامحه زاد الشك بداخلها أنه ربما صحيحا ومع ذلك فضلت الا تصدق وسألت 
زيدان أنت بتقول أيه بتهزر صح 
جوابه كان ثابتجامد ومن جحوده كان مختصر حين قال 
لأ 
فسألت پضياع وأعين شفافه من الدموع 
هو أيه الي لأ أنت أكيد بتهزر معايا ومطلقتنيش بجد 
لأ طلقتك بجد وقريب ورقة طلاقك هتكون عندك في بيت والدتك 
قالها بهدوء وقد لف بجسده لا يرغب حتى بالنظر إليها 
فظلت خلفه لثواني لا تتحرك تشعر بالضياع التام ولا تستطيع تحديد معنى لما يحدث 
وضعت يدها على ظهره المقابل لها بعدما ولاها جسده وحاولت التحدث معه تناديه مستجديه 
زيدان 
لتصدم بتشنج عضلاته وإبتعاده عنها خطوة كأنه يرفض أي حديث بينهما بل وينفر من لمستها 
فاتسعت عيناها وسألت بتيه 
هو ايه الي حصل طيب أنا عملت حاجة غلطبس حتى لو عملت حاجة غلط مش كان المفروض تيجي تتكلم معايا!
لأ أنتي ما عملتيش حاجة 
بكت بحرقه وسألت 
أمال ايه الي حصل
أنتي كنتي مستنيه أيه يحصل أنتي ناسيه احنا إتجوزنا إزاي أصلا وليه
شهقت پصدمه 
أيه!!
لم تتوقع هكذا رد منه حركت قدميها الملتصقه بالأرض تحمل جسدها المثقل بسرعه تدفعها عزة نفسها وكبريائها المحروج وهرولت للغرفه تفتح دولابها وهي تفتح الحقيبة الكبيرة في نفس اللحظة تجمع ثيابها بعشوائية هوجاء ودموعها لا تتوقف لم تستطع إخفاء إنهيارها أمامه 
وهذا ما يفرق معها للأن أنها إنهارت أمامه وظهر تمسكها وحدها به 
عادت لواقعها وهي تخبط رأسها بظهر السرير الخشبي من الحزن والندم فدلفت أمها بسرعه أثر سماع الصوت تشهق بفزع 
بت يا حوريه بتعملي إيه
لكن حوريه كانت مغيبة مستمرة
قالت حوريه بضعف و إنهيار 
صعبان عليا نفسي قوي يا ماما أنا رخصت نفسي قوي قوي يا ماماقعدت أعيط له واسأله طب أنا عملت حاجة غلط في حاجة وهو ولا هو هنا 
ضمتها والدتها بحزن وحوريه تبكي وتشهق بصورة موجعه تتمنى لو فقدت الذاكرة من شدة كرهها لتلك الأحدات التي مرأت فيها 
في بيت شداد على سفرة الطعام 
وضعت فردوس أخر صحن على الطاولة أمام شداد الذي لم يمتثل للشفاء التام بعض مازال يعاني ثم سأل 
عامله كل الأكل ده لمين هو حد له نفس للأكل 
في تلك اللحظة دلف محمود بأبهى حله يرتدي ملابس سينييه باهظة الثمن وتقدم بخيلاء يردد 
ماحدش له نفس ليه ايه الي حصل 
نظر له شداد بعدم رضا ثم قال 
روحي صحي زيدان يا فردوس 
مش هيرضى وهيقولي ماليش نفس
جربي ولو قالك كده زني عليه لحد ما يوافق
فسأل محمود بجهل شديد 
هو في أيه!
ليتفاجأ وكذلك والديه بخروج زيدان من غرفته القديمة وتقدمه لحد الطاولة ثم جلوسه بصمت رهيب فتبادل شداد و زوجته النظرات بتعجب وتفاجئ قد زاد وهما يرانه قد جلس بلا عزيمه بل ومد يده التقط رغيف العيش وقضم كسره يغمسها في صحنه ثم تناولها مرددا بهدوء 
البامية محتاجة لمون يا أمي 
أتسعت عينا فردوس التي نظرت لزوجها پصدمة ثم غادرت سريعا تحضر الليمون قائلة 
عينيا حاضر 
لكنه كعادته أوقفها يمنعها وقال 
عنك أنتي هجيب أنا إنتي رجلك وجعاكي 
ذهب ليحضر الليمون وفتح المبرد يقف أمامه وهو يغمض عيناه يضغط على نفسه بطريقة غير عادلة كي يخرج عليهم بتلك الهيئة الغير مبالية 
وتقدم ليجلس يعصر الليمون على صحنه كأنه يعصره على نفسه حتى يأكل كل هذا و والداه ينظران له بترقب فسألت الأم 
أنت كويس يا بني
رد بأقتضاب وهو يقطع لقمه جديده من الرغيف 
الحمدلله 
فسأل محمود 
هو في ايه
زيدان طلق جورية 
رفع محمود عينه المتسعه بتفاجئ على زيدان الذي وضع معلقة من الأرز في فمه وهو ينظر في صحنه فقط لا يريد النظر لأي شخص منهم يمثل ان ما حدث عادي 
وبينما كان محمود في حيرة من أمره وقف زيدان بهدوء قائلا 
الحمدلله 
رايح فين يا زيدان 
تحدث الأب بعدم رضا فرد زيدان 
شبعت الحمدلله ونازل الورشة
أقعد عايز أتكلم معاك
بعدين يا حاج أنا عندي شغل متأجل وأنت لسه تعبان 
أنزل يا زيدان وأنا نحصلك على الورشه
غادر زيدان بالفعل وصمت الأب يرى أنه من الأفضل ان يتحدثا بمفردهما بعيدا عن محمود الذي يجلس الآن متخبطا يشعر بالتيه التام 
سوما العربي 
وقفت أنجا في الغرفة الفارغة و التي كانت مخصصة للفتاة البيضاء تنظر في أرجاء المكان ثم سألت الجواري من خلفها 
هل سأل عنها الملك
حتى الأن لا 
منذ متى وهي مختفيه
منذ أمس لم تبت ليلتها هنا ولم تبرح الغرفه حتى وحين أتت الخادمة بطعام العشاء لم تجدها رغم تحديد الملك إقامتها هنا والملك كان في الديوان وقتها يعني أنها ليست عنده 
هل بحثتوا عنها في كل نواحي القصر
نعم سيدتي ولا أثر لها 
فكرت لثواني ثم قالت بصوت صارم 
حسنا لا تبلغوا الملك الآنإنها مسؤليه كبيرة وسيغضب الملك كثيرا ان علم دعونا نبحث عنها في المدينه وحول القصر حتي نجدها دون التعرض لڠضب مولانا أو إتهامه لنا بالتقصير 
هزت الجواري رأسهن بهدوء فغادرت أنجا الغرفة مع خادمتها التي بدأت تهرول خلفها كي تجاري خطواتها المسرعه وهي تسأل 
سيدتي هل أنادي كبير الحرس
لماذا
كي تأمريه بالبحث عن الفتاه البيضاء كما قولتي 
لا أتركيها أدعو ان يوفقها الحظ وتتمكن من الهرب بالفعل وأظن أنها ستسطتيع فمن تتمكن من الهرب من قصر الملك راموس يمكنها مغادرة المملكة كلها 
تنهدت أنجا بسعادة ثم قالت 
أااااه وأخيرا سأتنفس أااه 
ثم تحركت تباشر باقي مهامها وهي تشعر بالسعادة والخفه 
بينما في غرفة الملك 
فقد جلس على مكتبه منكب على بعض الأوراق الخاصه بالديوان يتابعها ليبتسم رغما عنه وقد تجلت صورتها أمامه بمخيلته فأغمض عيناه يتذكر حضنها ورائحتها حينما كانت بأحضانه وسحب بأنفه نفس عميق يتذكر رائحتها المميزة الممزوجة برائحة جسدها صانعه مزيج لن يتكرر 
قلب الصفحة راغبا في التوقف عن التفكير فيها والتركيز على شؤن رعيته فأخذ صفحه أخرى لكن عادت صورتها بذلك الفستان الأحمر الذي رأها فيه أخر مرة حضرت لعنده وكم كان بديع عليها لأول مرة يحب اللون الأحمر على أحدهم بل لأول مره يحب اللون الأحمر بالأساس وأقشعر جلده بلذاذه حين تذكر إحتضانها له من ظهره وكم جاهد نفسه على ألا يلتفت إليها ويأخذها بقوة فتصبح ملكه كان يريد معاقبتها قليلا حتى تتهذب وتتوقف عن أفعال الفتيات الطائشة تلك 
بتلك اللحظة توقف الملك عن التفكير وسأل نفسه منذ متى وهوصبور هكذا! واجه نفسه متسائلا هل وقع في الحب كان يظنها فتاة جميلة حركت رغبته فقط 
سوما العربي 
وقفت رنا بتعب على سطح أحد المراكب التجارية تنتظر للبر بتخبط ولم تشعر بالراحة إلا بعدما تحركت السفينة بالفعل من الميناء تغادر الشط فتنظر على الأرض التي ذلت فيها وتجردت من حريتها وكادت ان تشنق بلا ذنب لولا أن لحقها الملك الملك!!
تنهدت بتعب تعلم أنها ربما تفتقده لكن عادت ملامحها تتحول للجمود من جديد 
جلست على عقبيها تبكي تتذكر كل ما مرت به من أهوال منذ تركت مصر إنها قصة مروعه لو قصتها على أحد تقسم انه ما كان ليصدق 
حتى أنها للأن لا تصدق ما حدث معها ولا كيف هربت لولا تلك الخادمه التي حكت لها عن ما فعلته أنجا 
عودة بالزمن قليلأ 
خرجت رنا من غرفه الملك وهي تبكي بحرقه واتجهت لعرفتها حيث أمرها بالمكوث فيها ولا تغادرها إرتمت على الأريكه وأخذت تبكي إلى أن دلفت لعندها تلك الخادمة تقول 
من رأيي ان تتوقفي عن البكاء فهو لن يفيد فكري في خلاصك من هنا
لا أرى أي أمل
تنهدت الخادمة ثم قالت 
الهرب هو سبيلك الوحيد 
كل محاولاتي بائت بالفشل 
لا تقلقي تلك المرة ستفلح أنا متأكدة 
الحسم والحماس اللذان كانا بصوتها جعل رنا تنتبه لها وتنظر لها بترقب متسائلة 
أراكي تتحدثين بثقة 
لو لم أكن متأكدة لن أفعل فأنا لن أغامر بحياتي 
شهقت رنا 
هل ستهربين وتأخذيني معكي!
بل أنتي من ستفعل ستهربين وتأخذيني معك 
أندهشت رنا تسأل 
ماذا!! كيف
جاوبت الجارية بكلمة واحدة 
الطبيب 
من!
نعمهو طبيبب الملك
 

تم نسخ الرابط