رواية ونس بقلم ساره مجدي

موقع أيام نيوز

 


القليل من الطعام وهو في حاله بين النوم والاستيقاظ ويعود مره أخرى إلى غيبوبته المؤقته التي فرضتها عليه إرتفاع حرارته كانت تشعر بالراحه في بيت أخيها بعيدا تماما عن تحكمات شاهيناز هانم السلحدار وأيضا دون أن ترى طارق طارق لوت فمها بعدم تصديق وهي تتذكر وقفته أمامها قبل مغادرتها لقصر الصواف بنفس إبتسامته المتسليه وتلك الغمزة بعينه اليسرى ثم رفع يديه لها بتحيه عسكريه ورحل هل يتحداها هل ستستطيع الصمود أمامه وأمام والدتها التي تدعمه بقوة ولا تفهم سبب ذلك أيضا أحيانا تشعر أن والدتها تحب طارق وتدعمة أكثر من أديم أبنها الوحيد كبير عائلة الصواف أخذت شرفه من كوب قهوتها ثم أخذت نفس عميق وهي تنظر لذلك المنظر البديع التي تطل علية شرفة منزل أخيها حين جائها همسه ضعيفه من خلفها نرمين

التفتت تنظر إلى أخيها پصدمة وتركت الكوب من يدها وأقتربت تدعم وقفته عائده به إلى غرفته وهي تقول أيه إللي قومك من على السرير بس يا أبيه
ساعدته ليتمدد على السرير ودثرته جيدا ليقول هو أيه إللي حصل وأنت هنا من أمتى
أخبرته بكل ما حدث لكنها تجنبت أن تقول أي شيء عن طرد حاتم لتلك الفتاة لكن أخيها لم يسمح لها بذلك حين قال فين ونس هي ماجتش النهاردة
صمتت ولم تجيب على سؤاله
ليعيده مره أخرى بصوت أعلى جعلها تقول كل شيء ليقطب جبينه بضيق وقال بلهجة صارمة نادي عم عبد الصمد وناوليني التليفون بتاعي
أعطته التليفون وغادرت الغرفه حتى تنادي عم عبد الصمد كما طلب وخرجت من الغرفة وهي تشعر بالإندهاش من هذه الفتاة الذي يهتم بها أخيها لتلك الدرجة حتى أنه لم يسأل عن ما حدث معه أو سبب وجودها في منزله أخرجت هاتفها من جيب بنطالها وحاولت الإتصال بحاتم لكنه لم يجيب على أتصالها لتنفخ الهواء بضيق ثم توجهت إلى الباب حتى تنادي على حارس العقار
كان هو الأخر بالغرفة يحاول الإتصال بحاتم لكنه لم يجيبه فاسبه بصوت منخفض وألقى الهاتف جانبه وهو يريح رأسه التى عادت ټضرب بقوة پألم جعله يآن بصوت منخفض أغمض عينيه علها تهدء قليلا حين وصله صوت طرقات على الباب وبعدها دخول عبدالصمد الذي قال ألف سلامه عليك يا أديم باشا
فتح أديم عينيه شديدة الحمره وقال بصوت منخفض ومجهد الله يسلمك يا عم عبدالصمد أنت معاك رقم ونس
نظر الرجل إلى نرمين ثم عاد بنظرة لأديم الذي رفع حاجبه بشړ ثم قال لو الرقم معاك ومقولتليش دلوقتي أنا هعرف أجيبه لكن أعمل حسابك أن ده هيكون أخر يوم ليك هنا في العمارة
عاد عبد الصمد ينظر إلى نرمين ثم نظر إلى أديم وقال لأ معايا يا باشا طبعا هي أديتهولي وهي مروحه إمبارح كانت بټعيط وقالتلي لو لقيت حد محتاج خدامة أتصل بيها
ليغمض أديم عينيه بقوة والڠضب بداخله تجاه حاتم يتضاعف لكنه أخذ نفس عميق ثم قال قولي الرقم
كتبه خلف عبد الصمد على هاتفه وأشار له بالرحيل ظلت نرمين واقفه مكانها تنظر لأخيها الذي يضع الهاتف فوق أذنه تحاول أن تفهم ما أهمية تلك الفتاة لدى أخيها ولماذا كل هذا الڠضب بداخله بسبب غيابها وأصبح السؤال الأهم والأخطر يدور في رأسها هل هناك شيء خاص بين أخيها وتلك الفتاة هي لن تنكر أن الفتاة جميلة بشكل مميز شعرها الغجري الذي يحيط وجهها وعيونها التي تلمع ببريق قوي يخطف كل من ينظر إليها وملامحها المحددة وكأنها رسمت بريشة فنان موهوب لكنها مجرد خادمة آآ من الممكن أن يكون أخيها قد وقع في فخها شعرت بالضيق من مجرد التفكير لكن موقف أخيها الأن ليس له تفسير غير هذا أنتبهت من أفكارها على صوته حين قال ونس
صمت لثوان لكن نظرة الڠضب في عينيه قد أختفت وأختفت عروق وجهه التي كانت تبرز بقوة ليقول من جديد انا أديم الصواف
صمت مرة أخرى لعدة ثوان ثم قال ببعض الضيق أنا عرفت إللي حصل وبعتذر جدا ليكي ولو معندكيش مانع أنا منتظرك من
بكرة علشان ترجعي شغلك
صمت لثوان لكن في تلك الثوان القليلة تقلبت ملامحة بين الإنتظار والضيق ثم الإبتسامة ببعض الإرتياح خاصة حين قال خلاص أتفقنا منتظر أفطر من أيدك بكرة مع السلامة
أغلق الهاتف ووضعه بجانبه ظل الصمت هو سيد الموقف بعد تلك المحادثة الهاتفية لكن نرمين لم تستطع الصمت أكثر من ذلك فأقتربت منه وجلست على السرير أمامة وهي تقول بأستفهام يغلفه بعض العصبية أنا ممكن أفهم أيه أهمية البنت دي علشان تديها كل الإهتمام ده يا آبية دي مجرد خدامة حاتم حس أنها مش مريحة فمشاها
كان الڠضب يرتسم على ملامحة مع كل كلمة تقولها وحين أنتهت قالت بصوت ضعيف رغم حدته هو غرور وجبروت عيلة الصواف ده ملوش حدود حتى أنت وحاتم
صمت لثوان لكن نظراته الحادة لم تهدء لحظة لكنه أكمل قائلا بقوة ثم مين سمح ليكي أو لحاتم أنكم تأمروا وتنهوا في بيتي ده مش قصر الصواف ده بيت أديم وأنا الوحيد إللي ليا الحق أني أقرر مين يقعد فيه ومين يمشي
تجمعت الدموع في عيون نرمين وهي تقف تنظر إليه پصدمة قائلة يعني أنت مش عايزني هنا يا آبية
ظل صامت لعدة ثوان حتى شعرت أن قلبها قد سقط في قدميها لكنه قال بهدوء ده بيت أخوكي يا نرمين يعني بيتك وأهلا بيكي في أي وقت لكن
لكن!
رددت خلفه پصدمه ليكمل بنفس الهدوء لكن هنا مش قصر الصواف هنا مفيش الغرور والتعالي هنا مفيش التسلط والتجبر لازم تبقى عارفه أني مش هقبل منك أي معاملة سيئة ل ونس ومش معنى أن ظروفها حكمت عليها أنها تشتغل في البيوت ده يدينا الحق أننا ندوس عليها بجزمتنا بالعكس إحنا لازم نحترمها ونحترم مجهودها وتعبها ده
ظلت تنظر إليه دون أن تتغير تعابير وجهها لكنها كانت تفكر في كلماته تعلم أنه محق لكنها وبدون إيرادة منها تشعر بالڠضب من تلك الفتاة تلك الذي أخذت تفكير أخيها حتى أنه لم يهتم لسؤالها عن حالها وماذا فعلت في أمر طارق أو حتي يهتم لصحته جحظت عيونها پصدمة وإدراك حين أكمل كلماته قائلا تخيلي كده يا نرمين لو أنك مش من عيله
الصواف وكنت من عيلة فقيرة وعندك أخوات محتاجين أكل وشرب وعلاج وأب أو أم تعبانين ومحتاجين علاج كنت هتعملي أيه ولو حكمت عليكي الظروف أنك تشتغلي في البيوت أو عند حد تحبي الناس تعاملك إزاي
صمت حتى يترك لها المساحة حتى تفكر في كلماته تدرك معناها جيدا ثم أكمل بعد عدة لحظات أنا بس كل إللي طالبه منك إنك تحسي بغيرك وتعرفي أن كلنا بشړ مش علشان هما فقرا يبقوا أقل مننا في فقرا بس عندهم حاجات أنا وأنت ندفع كل إللي نملكه علشان يبقى عندنا زيهم عندهم حب الأسرة عندهم أب أمان وحماية وأم حنينة وحضن كبير عندهم أحساس بالآخرين عندهم مشاعر يا نرمين مشاعر خارجة من قلوبهم من غير إنتظار مقابل ولا فيها زيف علشان المال والمصالح 
كانت دموعها تنهمر فوق وجنتيها وهي تستوعب كلمات أخيها وأفكارة أخذ هو نفس عميق ثم قال بهدوء خليني أرتاح شوية ولما أصحى نقعد مع بعض علشان تقوليلي عملتي أيه مع طارق
أبتسمت أبتسامة صغيرة وهي تومأ بنعم وغادرت الغرفة
يجلس في مكتبه بالشركة ينفخ پغضب أن كل مخططاته تفشل ولا يفهم السبب أنه يحكم الخطة جيدا من جميع الجهات ولكن دائما يحدث شيء ما عليه أن يجد حل جديد عليه أن يفكر في خطه جديدة هو لن يتنازل عن كل أحلامه أبدا وسيحقق أنتقامة مهما تطلب الأمر وإن وصل الأمر إلى القټل فهو لن يتردد لحظة أنتبه لصوت هاتفه وذلك الأسم المميز الذي ينير شاشته الأن هل هناك أخبار جديدة أجاب سريعا ليصله صوتها الأنثوي الجميل ليبتسم وهو يسمع ما تخبره به ثم أغلق الهاتف وهو يقول واضح أن كفة الميزان بدأت تعتدل من جديد
ليقف وتوجه إلى النافذة الزجاجية الكبيرة ينظر أمامة بسعادة وهو يقول لنفسه بتمني قريب أوي يا أديم هشوفك مذلول وهشفي غليلي منك ورحمة أبويا لتجوزك يا نرمين وبكره تشوفي طارق الصواف هيعمل فيكي أيه
أغلق الحقيبه
ووضعها جوار الأخرى بجوار الباب ونظر إليها من جديد مازالت نائمة لقد أتصل بمراد يسأله عن تلك الحاله وأخبره بحتمالية أصباتها بالأكتئاب ونصحه بالبعد قليلا عن القصر وأن يذهب بها إلى مكان هادئ ويحاول التحدث معها فيما يضايقها ويحاول أن يجد حلول وأذا فشل في ذلك فعليه أن يلجئ لطبيب نفسي لذلك أخذ القرار دون تردد ولو للحظة أتصل بأحدى المنتجعات وحجز غرفه هناك وجهز الحقائب ولم يتبقى إلا إستيقاظها أقترب منها وجلس بجانبها وهو يهمس بأسمها يداعب بيدية خصلات شعرها المقصوصه بعشوائية يشعر بغصه قوية بقلبه لكن عليه أن يكون قوي حتى يستطيع أن يحل تلك المسأله وعليه أيضا أن يجد حل لكل ما حدث بينهم
تجلس في مكانها المعتاد تضع قدم فوق الأخرى من يراها يشعر أن تلك السيدة لا تحمل هموم ولا يعمل عقلها الأن ك طبول الحړب بلا هواده وإن بداخلها براكين من ڼار لو خرجت حممها لحړقت الأخضر واليابس ولم تبقي على أحد
أقتربت كاميليا من مكان جلوسها وقالت بصوت هادىء هي نرمين لسه مرجعتش من عند أديم
لم تجيبها شاهيناز بأي شيء هي في الأساس لا تعطيها أهميه كبيرة الأن الأهم نرمين وطارق ووقوف نرمين أمامها بتحدي بل وتحتمي بأخيها وتلجىء لبيته في رساله واضحه يالتهديد وقدرتها على ترك قصر الصواف قطبت كاميليا حاجبيها باندهاش لكنها أيضا شعرت بالخۏف فصمت شاهيناز السلحدار يعني أن هناك كارثه كبيرة سوف تحدث وإن هناك حرب تدق طبولها الأن وبدايتها الأن حين رأت حاتم ينزل درجات السلم يضم سالي التي يبدوا عليها التعب وخلفهم إحدى الخادمات وبين يديها حقائب لتقف شاهيناز تنظر إليهم باندهاش وقالت باستفهام على فين ان شاء الله
مسافرين يومين
أجابها حاتم بهدوء شديد لتقول هي بغرور موجهه حديثها للخادمة رجعي الشنط دي مفيش حد مسافر
ليقطب حاتم حاجبيه وأشار للفتاة أن تقف مكانها وقال پغضب حضرتك بأي حق بتمنعيني أني اسافر أنا ومراتي
مراتك دي بنتي وليا الحق أني أمنعك تاخدها
أجابته بغرور وأنف مرفوع ليبتسم إبتسامة متسليه وأجلس سالي على الكرسي القريب ثم أقترب من شاهيناز وقال بقوة حضرتك أمها اه ليكي حق عليها اه لكن إن يكون ليكي سلطه تقدري بيها
 

 

تم نسخ الرابط