رواية ونس بقلم ساره مجدي

موقع أيام نيوز

 


ټوجعك لحد الصبح نروح للدكتور ماشي
أومأت بنعم ثم قالت بصوت ناعس_ تصبح على خير
_ وأنت أهل الخير يا حبيبتي
أجابها وأغمض عينيه مستسلم لسلطان النوم رغم عقله المشغول بأديم
فتح عينيه بتثاقل وكأنه ينتزع نفسه من السعادة والراحه بين رائحتها والتي بسببها كانت هي بطلة أحلامه الوردية طوال الليل كان يتنعم بين ذراعيها بالحب والراحه والأمان والأن يفتح عينيه على الواقع المرير المؤلم أخد نفس عميق محمل برائحتها وأعتدل جالسا يفكر فيما سيقوم به اليوم عليه اليوم أن يقوم بواجبه نحو أخته وبعد ذلك سوف يبتعد تماما هو لم يعد له مكان هنا لا يريد تلك الحياة المليئه بالأكاذيب والخداع لا يريد ما يذكره بمن هو ومن أين أتى أو يعايره أحد مره أخرى بوالدته الذي لا يعرف حتى أسمها غادر السرير ومباشرة إلى الحمام أخذ حمام ساخن فتح الخزانه ليخرج طقم جديد يرتديه من الملابس التي تركها هنا ولم يأخذها معه إلى قصر الصواف  صفف خصلات شعره ووضع العطر وظل ينظر إلى نفسه عبر المرآة لعدة ثوان ثم غادر الغرفة كان قلبه يسابق خطواته حتى يراها ويا ليته لم يفعل وجدها نائمة على الأريكة بوضع غير مريح والدموع مازالت فوق وجنتيها وكأنها كانت تبكي

في نومها لم يعد يحتمل لا البقاء جوارها يريح قلبه ولا الإبتعاد عنها يهدء غضبه أطلق ساقيه للريح وغادر الشقه غير منتبه إنها كانت تتابع خطواته المسرعه وتتمنى أن تتشبث بقدميه ترجوه ألا يرحل لكن لم يعد من حقها سوا الدموع فقط ولذلك هي أخذت القرار سوف تذهب اليوم إلى حفل الخطبه وتعترف أمام الجميع بخطأها أغمضت عيونها لعدة ثوان ثم فتحتها والإصرار والثقه مما ستفعل يطل من عينيها بوضح سوف ترد له أعتبارة أمام الجميع كما ذبحته أمام الجميع 
لم يعد طارق إلى القصر ولم يعلم حتى الأن ما يحدث هناك هو منشغل بالبحث عن ذلك الرجل الذي أتفق معه على تنفيذ الخطة ولكنه لم يجده في أي مكان لذلك قرر التنفيذ بنفسه سوف ينتظره في مكانه المعتاد ويتمم ما يريد وتلك المرة لن يتراجع أبدا سوف ينتهى منه ويعود بقوة حتى يقتنص ما كان له من البداية نرمين أبتسم بأنتصار وثقة ونظر إلى من تغط في نوم عميق بعد حرب قوية بينهم وعاد إليها وهو يهمس _ تعالي أحقق أنتصار تاني معاكي قبل ما أحقق أنتصاري الكبير في الواقع
قامت سالي بالإعداد للحفل وعلى أكمل وجه بمفردها حتى أن أديم حين عاد إلى القصر وجدها تكتب الأسماء على الدعوات وترسل بها الحرس الشخصي للقصر حتى تصل الدعوات إلى أصحابها في وقت مبكر فيستطيعوا الإستعداد رفعت عيونها إليه حين قال _ تعبتي يا سالي
_ بالعكس أنا مبسوطة أوي وأنا بجهز فرح نرمين مش قادرة أوصفلك يا أديم أحساسي خصوصا وأني بعمل كل حاجة بنفسي
أجابته بأبتسامة واسعه ثم رفعت يدها له ببعض الدعوات وقالت_ حاتم راح يوصل لفيصل الدعوات علشان لو عايز يبعت لحد وأنت شوف عايز تبعت لمين دعوات
أخذ من يدها الدعوات وظل ينظر إليها لعدة ثوان ثم أبتسم بسخريه وهو يكتشف أن ليس له أحد يرسل له دعوة لكنه أخذ واحدة فقط وأعاد لها الباقي وكتب على الظرف _ السيد همام يزيد المصري 
ومد يده بها لأحد الحرص وأخبره بعنوان قسم الشرطة وأمره بالذهاب مباشرة دون تأخير
عاد بعينيه إلى أخته التي يظهر على وجهها معالم الألم لكنها تحاول أخفاء الأمر فأقترب منها وهو يقول_ سالي مالك إنت تعبانه
رفعت عيونها له وقالت بألم_ بطني ۏجعاني أوي من أمبارح تقريبا معدتي مستحملتش الفول والطعمية
أبتسم لها بحب أخوي وقال_ هتصل بالصيدليه تبعت ليكي دوى حلو أوي هيريحك جدا
أومأت بنعم ليتركها وتحرك في إتجاه السلم لكنه وقف حين سمع همسها بالشكر لينظر إليها بحب وغمز لها بشقاوة ثم قال بأستفهام_ نرمين فين
_ في مركز التجميل عروسة بقى
أومأ بنعم وصعد إلى غرفته تتابعه بعيونها وبداخلها تود أن تركض إليه تضمه بحنان وتربت على قلبه وتعتذر منه على كل هذا الۏجع الذي أصبح يسكن عينيه وأثقل روحه لكنها عادت تكمل عملها وهي تتذكر كلمات حاتم لها قبل خروجه _ بلاش تفتحي مع أديم أي كلام عن إللي حصل أمبارح نخلص ليلة نرمين وبعدين نقعد ونتكلم معاه
وها هي نفذت ما قاله وتجاهلت ما حدث بالأمس وكأنه لم يحدث وساعدها في ذلك أعتكاف والدتها داخل غرفتها منذ الأمس وأنهت ما كنت تفعله وسلمت الدفعه الأخيرة من الدعوات
للحارس وتحركت حتى ترى ما قامت به دادة مجيدة وباقي الفتايات حتى وصول منظمة الحفل والتي لم تتأخر وباشرت في عملها بسرعة وأحتراف هي وكل فريق العمل 
جلس حاتم أمام فيصل الذي يرتسم على وجهه إبتسامة بلهاء تملئها السعادة جعلته هو الأخر يبتسم وهو يقول_ أيه يا ابني مالك عامل كدة ليه
أخذ فيصل نفس عميق وقال بصدق_ إنت عارف الحلم إللي بيتحقق النهاردة ده بقالي كام سنه بحلمه 8سنين إنت قادر تفهم أنا حاسس بأيه دلوقتي
أبعد عينيه عنه ونظر إلى الفراغ وأكمل_ أول مرة شوفتها فيها كانت شبه الأطفال أول يوم ليها في الجامعة وماسكة في أيد أديم كأنه أبوها وخاېفه يسيب إيدها ويتوه منها في وسط الزحمة نظرة عيونها لما عرفها علينا واحنا وقفين كلنا مع بعض وقالها حاتم وطارق وفيصل لو أنا مش موجود هما موجودين ولو احتجتي أي
حاجة تعالي ليهم وأطلبي منهم إللي إنت عايزاه وقتها حسيت أني محتاج أحضنها أحميها أو أخبيها جوايا أبعد عينك وعين طارق عنها إيدي أنا إللي تبقى حاضنه إيدها مش إيد أديم
أبتسم أبتسامة صغيرة وهو يقول بأقرار_ أنا سافرت علشان أكون نفسي وأرجع معايا فلوس تخليني أقدر أفتح شركة وأشتري شقه فخمه علشان خاطرها هي بس كنت كل يوم بصلي وأقف بين إيدين ربنا علشان أدعيه يحفظها ليا ولما أرجع ملقيهاش أتجوزت أنت متخيل أحساسي عايزني أكون عامل أزاي دلوقتي وبعد كام ساعه نرمين هتبقى مراتي حلالي هيبقى من حقي أبص في عنيها وأمسك أديها أحميها من الناس والزمن وعمري كله أعيشه ليها يستمع إلى كلماته وهو يشعر بكم المعناه التي عاشها صديقه طوال ثماني سنوات ويفكر لماذا دائما الحب مؤلم لماذا علينا دائما أن نشعر بالألم أن تبكي قلوبنا وتسجن أرواحنا داخل أروقة صعوبه الحب لكنه أبتسم وقال بصوت مسموع_ إللي بيخلي لحبنا قيمة كبيرة جوانا هو كم الألم إللي بنحس بيه علشان نوصل ليه كل ندبه بتترسم فوق قلوبنا بتكون ذكرى جميلة لما نوصل للحلم
رفع عينيه ينظر إلى صديقة وقال_ نرمين محظوظة بيك يا فيصل وأتمنى منك أنك تحافظ عليها فعلا ولو في يوم حسيت أن إللي حصل عبئ فوق قلبك وروحك ورجولتك أرجوك متجرحهاش حتى بنظرة رجعها لينا من غير
_ أنت أهبل يا حاتم بقولك دي دعوة 8 سنين في كل سجدة وأنت تقولي تجرحها
لم يدعه يكمل كلماته وقال بصوت قوي أخرس حاتم لكنه جعله يبتسم براحه ثم وقف وهو يقول_ ماشي يا عريس أنا هروح بقى علشان أشوف لو في حاجة ناقصه في القصر وأنت متتأخرش
وربت على كتفه وغادر ترافقه عيون فيصل السعيدة وحين أغلق حاتم الباب همس فيصل برجاء وتوسل _ اللهم إني أسألك بأسمك الأعظم الذي إذا سألك به أحد اجبته وإذا أستغاثك به أحد أغثته وإذا أستنصرك به أحد أستنصرته أن تيسر كل عسير وتكمل ساعدتي اليوم بزواجي من نرمين وتجعلها قرة عين لي وتقر عينها بي وترزقنا السعادة والفرح وتجعل بيننا مودة ورحمة وترزقنا من فضلك بالذرية الصالحه يا ذا الجلال والإكرام 
طرقات على باب مكتبه سمحا لصاحبها بالدخول ليقدم العسكري التحيه وهو يقول_ في واحد برة من قصر الصواف عايز حضرتك يا فندم
بلهفة قلبه قال_ ډخله يا ابني بسرعه
دلف الحارس إلى المكتب وقال_ أديم باشا باعت لحضرتك الدعوة دي
ومد يده بالدعوة ليأخذها همام بلهفه وهو يقول _ طيب شكرا
ليغادر الحارس دون كلمه أخرى وأبتسم همام وهو يقرأ الدعوة ها هي الفرصة تأتي إليه دون مجهود منه سوف يراها اليوم ولن يضيع الفرصه سوف يتقرب منها دون تردد هو قد كسر كل قواعده القديمة ولن يعود إليها من جديد سوف يحارب حتى نفسه حتى يصل إليها حتى الأن لا يعرف سبب تلك الحالة التي تلبسته منذ رأها لكنه أبدا لا يريد أن يتخطاها ويريد أن يظل داخل هذا الإحساس إحساس أنه مسحور وفي عالم وردي سعيد 
وفي المساء كان قصر الصواف وكأنه نجمة تتلئلئ في السماء بالأضواء التي تشع منه وكذلك الموسيقى كان الجميع يتوافد على القصر ليس فقط من أجل الحضور لحفل زواج نرمين الصواف لكن الفضول هو السبب الأول الكل يبحث عن هوية العريس وأيضا يتسألون عن سبب السرعه والمفاجئة لذلك الجميع حضر رغم ضيق الوقت  كان أديم يقف في بداية البهو بحله سوداء مميزة تزيد من وسامته وتجعل جميع الفتايات لا يستطيعوا أبعاد عيونهم عنه والشباب يشعرون بالغيرة كذلك حاتم الذي إنضم إليه بعد أن ترك سالي تكمل أرتداء ملابسها وقف بجانب أديم وهو يقول_ حاولت أوصل لطارق ومعرفتش
لينظر إليه أديم بقلق وقال بهدوء رغم كل شيء_ أنا مش مرتاح لطارق يا حاتم وغيابه ده بيقلقني أكثر من حضوره والشك جوايا مش عارف أعمل فيه أيه
رفع حاتم عيونه إليه وقال بقلق_ من
وقت أخر مرة وكلامه إللي قاله وأنا عندي نفس الشك بس قسما بالله لو طلع إللي بنفكر فيه حقيقة لخليه عبره لمن يعتبر
أخذ أديم نفس عميق حاول فيه أخماد تلك النيران
التي أشتعلت داخل قلبه من التصور والإحتمال لكنه شمخ برأسه وهو يستقبل الضيوف الذين يهنئونه ويجيب بدبلوماسية على تسألاتهم عن كنية العريس أو سبب السرعة في أتمام الزواج
نزلت شاهيناز دراجات السلم بشموخ كعادتها تحي الجميع بأنف مرفوع وتبتسم في وجه كل من يسألها عن العريس ولا تجيب ووصلت كاميليا إلى الحفل متألقه في ثوب أحمر ڼاري مميز أظهر قدها الممشوق وجمالها الخلاب وقفت أمام حاتم وأديم وهي تقول_ أنا فرحانه أوي لنرمين ألف مبروك يا أديم وعقبالك
مد أديم يده لها وهو يقول بود_ الله يبارك فيك يا كاميليا أطمن عليك الأول
أقترب حاتم خطوة وهو يقول_ أيه الجمال دة انتي كدة جاية تنافسي العروسة ولا أيه
ضحكت بدلال أنثوي هو جزء من طبيعتها وقالت_ نرمين مفيش حد ينافسها في الجمال وبعدين الليله
 

 

تم نسخ الرابط