رواية قطرات الغيث بقلم فاطمة الألفي
المحتويات
وانها راحت المستشفي من اول يوم زواچ هنستنو لم يعملو ايه تاني في البت أني چلبي متوغوش عليها وبعد الفچر هروح لغيث الارض واستنظره لازمن اتحدت امعاه وگمان أچوله يچيبها تزورنا ولا اللي بيتزوچو بينسو دار ابوهم اياك
وماله يا خوي چابله وچوله بس بالهداوه يا منصور أحنا عاوزين بتنا تعيش زينه يعلم ربنا انها اتتني چوي بس هعمل أيه في تحك الست زاهيه
هصلي ركعتين الاول اهنيه وبعدين اطلع علي الچامع عاوزه تنعسي انتي كملي نومك
نهضت هي الاخري قائله وهيچي منين النوم خلاص هچوم أعچن عشان أخبز علي ماالبنته يصحو
أشرقت شمس الصباح تسلط اشعتها الذهبيه علي الحقول الخضراء والطبيعه الساحره فبعض الفلاحين يزرعون حقولهم الخضراء ويرؤن زرعهم النضر ثم يجلسون قليلا ليرتاح هم وهم يستظلون الاشجار الكبيره
أما عن غيث فترك زوجته نائمه وغادر شقته بعد ان ابدل ثيابه وهبط الدرج الي حيث توجد والدته ها بحنو وجلس جانبها يخبرها بان تترك شچن نائمه ولا تيقظها فهي مريضه ويجب عليها الراحه بال وهو لم يتاخر فيعود مبكرا يريد ان يصطحبها الي القاهره لكي تتنره ويعلم ما امره به شقيقه من اجل تحسين نفسيتها والتقرب اليها دون قيود وتحك الأهل
من أولها اكيده يا ود بطني هتبدي بت غاليه علي أمك وهو أني تعبت مرتك ومرضتها ماالبنته من يوم ما دخلت الدار وهي مريضه
ابتسم بلطف والتقط كفها يطبع عليه ه حانيه ثم رفع مقلتيه الزيتوني وقال ماعاش ولا كان اللي يچول اكيده يا ست الناس كلهاتها ماحدش يچدر ياخد مطرحك في چلبي يا أم غيث أني بچول أكيده عشان شچن مريضه صوح وكانت الدكتوره اهنيه البارحه وچالت لازمن تغير چو عشان صحتها تتعدل وأن كان علي شغل السرايا في بنته كتير في البلد يتمنو يشتغلو اهنيه واهو تكون مساعده للناس وانتي تتشالي علي الراس يا ست الناس وشچن كيف ماچولتي مريضه وازغيره مش حمل كل دي
ضغط علي انيابه بغيظ وحاولت التحكم بغضبه ثم قال وهو ينهض من جانبها يخشي ان ينفعل ويغضبها اني ورايا مصالح في مصر وچولت أخدها
ضړبت كفها باخر قائله وهي تلوي ها بضجر والله عال يا بت منصور سحرتلو اياك عشان يچف چصادي ويچول اريحها ومش اتعبها ماشي يا ود بطني أني هعرف أمشي مرتك علي العچين لخبطوش وبكره تچول زاهيه چالت
هرول غيث بجواده الي حيث المزرعه الخاصه بالمحاصيل وعنا وصل الي هناك ترك جواده يذهب الي الاسطبل خاصته ودلف هو داخل الحقول ليتفاجئ بوالد زوجته يتكي بجوار احدي الاشجار اقترب منه بخطوات واسعه وعنا دنا منه وجده نائما
ثني غيث ركبتيه وجلس امامه يمد يده يصافحه بود كيفك يا عمي
بخير يا ولدي نحمدو ونشكر فضلو
ثم استرسل حديثه قائلا كنت ناطرك يا ولدي
هتف بتسأل خير
خذناش يا ولدي رايد اطمن علي بتي من يوم مااتچوزت وأني ماخبرش عنها حاچه واصل أني چلبي متوغوش عليها بردك
ابتسم له بود ثم قال حچك طبعا تچلچ علي بتك وتيچي تنورنو يا عمي في أي وچت وان شلشك الارض أشيلك علي اغي يا عمي
ربت علي كتفه بحنو تسلم وتعيش يا ولدي بس أني رايد تيچي دار ابوها نطمنو عليها كلهاتنا اتناها يا ولدي اني خابر انها لساتها عروسه بچالها سبوعين بس دي حته من چلبي يا ولدي ومن يوم ما غابت عن عيني وأني ما بنامش رايدهم يكونو سعدا ومبسوطين بس نطمنو انكم بخير
امعاك حچ يا عمي اني كنت هخلص كام موصلحه في الارض واعود طوالي وكنت ناوي اخد شچن وننزلو مصر أخر النهار هنعدو عليكم چبل ما نروح مصر
هتف بقلق مش خير يا ولدي
خير يا عمي ما تچلچش كنت رايد شچن تغير چو وتشوف الدنيا
لاحت ابتسامته الهادئه ثم قال ومالو يا ولدي ربنا يسعدكم ههملك تشوف مصالحك واني كمان اشوف مصالحي وناطرك في الدار يا ولدي
حاضر يا عمي
غادر منصور المكان بخطواب متبطئه وظل غيث ينظر اليه الي ان اختفى عن انظاره تنهد بعمق ثم سار الي حيث عمله ليكمله بنشاط ويعود منزله مبكرا لكي يصطحب زوجته الي منزل اهلها ان يتوجهون الي القاهره
ان يذهب حمزه لعمله قرر ان يخبر والديه بأمر ارتباطه بالطبيبه التي سړقت لب قلبه منذ الوهله الاولي
جلس بجانب والده ثم ربت علي ارجله قائلا كيف صحتك يا بوي
ابتسم عبدالرحمن بود ثم قال بخير ياولدي نحمد ربنا ونشكر فضله
ربنا يديك الصحه يا بوي
احضرت زاهيه صينيه الشاي واعطت كل منهما الكوب خاصته ارتشف حمزه القليل من كوبه ثم نظر لوالدته قائلا تسلم يدك يا ست الكل
تسلم وتعيش يا ولدي ثم اردفت قائلا اللي چولي يا ولدي مش ناوي تفرحنا ونچوزوك يا حبيبي ونفرحو بيك
ابتسم حمزه قائلا باينها طلبتيها ونولتيها يا أماي
هتفت بتسأل يعني ايه يا ولدي
يعني نويت والنيه لله اكمل نص ديني يا أماي
هتف عبدالرحمن قائلا حاطط عينك علي حد يا ولدي
أوما براسه ثم قال أيوه يا بوي دكتوره أهنيه في ميستشفي المدينه
ضيقت والدته حاجبيها بضيق ثم هتفت پغضب من وين الدكتوره دي من بلدنا اياك
هتف حمزه بجديه لا مش من بلدنا من القاهره واستلمت شغلها اهنيه
قالت پغضب گمان مش من اهنيه ومهمله اهلها وبلدها وساكنه اهنيه عشان شغلها والله عال يا حضرة الظابط بتعشچ بت البندر اللي عايشه لحالها هي دي اللي هتصونك وتصون عرضك وشرفك اسمع يا ولدي انت تنسي خالص الحديت الماسخ دي كفايه اللي حوصل لخيك من بت البندر
قاطعها قائلا بثبات يا أماي اسمعيني زين الدكتوره دي بت ناس ومحترمه وعايشه اهنيه في سكن المغتربات واني سالت علي اهلها ومش كل الناس زي بعضيها بلاش تحكمي عليها من چبل ما تشوفيها هي غير خالص مرت غيث السابچه واني لا يمكن أهمل اهنيه اهنيه اهلي وناسي وشغلي ثم نظر الي والده واسترسل قائلا حضرنا يا بوي
هتف عبدالرحمن بلطف قائل أنت اللي رايد تچوزها يا ولدي وچلبك أختارها وأني لا يمكن أغصبك دي چواز
نهضت من جانبه قائلا بحزم وأني مش مواچفه علي بت النبدر مالهم البنته اهنيه عشان تفكر تتچوز من بره بلدك وسلوهم غير سلونا وحياتهم غير حياتنا أسمع اما أچولك لو عملتها يا حمزه لا أنت ولدي ولا أعرفك مش عشان بچيت ظابط هتخرج عن طوعي لاع أني أمك وكلمتي تمشي عليك واللي بچوله يتنفذ لو عاوز تكسب رضاي
يا أماي اسمعيني
هتفت معترضه ولا كلمه زياده اللي عنده چولته
ثم غادرت المكان كالاعصار وهي تندب حظها في أولادها
اما عن حمزه فجلس تسلام بجانب والده ربت عبدالرحمن علي كتفه ثم قال هملها دلوك يا ولدي تبات ڼار ح رماد ربنا هيحلها من عنده ما تشيلش هم
هتف بحزن ورايا شغل يا بوي لازم أوصل المركز
طبع ه حانيه علي كف والده ثم قال دعواتك يا بوي
ربنا امعاك يا ولدي
ويريح بالك چادر يا كريم
غادر حمزه المنزل وقلبه منفطر بسبب حديث والدته واصرارها علي ه سعادته فهو حقا يعشق تلك الطبيبه ولا يريد ان يتخلي عنها سيظل يعافر من أجل اقناع والدته بها و ذلك الوعد علي نفسه لن يستسلم بعد فمازال باول الطريق ولن يتراجع
الفصل الحادي عشر
اثناء غروب الشمس كان قد أنهي عمله امتطي جواده وركض الي منزله ووصل في غضون دقائق معدوده ترجل من اعلي جواده وسحب اللجام وسار به الي حيث الاسطبل وضعه به ثم التقط العشب اطعمه بيده ومسد علي ظهره بحنان وقال اتتك يا أصيل بس چلچش هم يومين مش هتاخر عليك سلام يا صاحبي
صهل الاصيل وكانه يودعه ابتسم له غيث بحب ثم ترك الاسطبل بخطوات واسعه دلف السرايا وجد والدته جالسه ببهو المنزل وعنا وجدها بتلك الحاله هرول اليها بقلق مالك يا أماي في حاچه حوصلت ابوي بخير
لطمت ها قائله بوك بخير بس أني اللي مش بخير
وضع يديه علي كتفها يحاول ان ينهضها معه فيكي ايه ابعت اجيب الحكيمه
صړخت بوجهه بعد عني هي فيره وجت فيكم
حوصل ايه يا اماي
ريحي چلبي اموال
فيره وجتلك الاول وخدت خيك گمان امعاك
هتف بقلق مالو حمزه حوصله ايه
عاوز يتچوز من البندر كيف ماعملت انت واكيد هيهملنا وهتاخده بت البندر منينا وأني بعد ما ربيت وكبرت رچاله تيچي بت مانعرفش اصلها ولا فصلها تاخدكم مني وتهملوني وتنسوني
هو دي اخرت تعبي وشچاي عليكم يا ولاد بطني أه يا حرچت چلبي أه
ات عبدالرحمن وربت علي ظهر غيث قائلا هملها لحالها دلوك يا ولدي انت وراك سفر روح شوف مصالحك امك هتچي زينه
هتفت بعويل أطلع انت التاني لمرتك خليك چنب السنيوره اللي زوچتهالك دلوك بتچف چصادي وبتحامي ليها ورايد تريحها اصل أمك وليه شړانيه ومابتريحهاش مش اكيده
دنا منها و راسها بحنان مين يستچرا يچول اكيده أنتي مافيش زيك ولا في چلبك ولا حنيتك يا ست الناس كلهاتها
أضحك عليا بكلمتين عيله ازغيره أياك وهتضحك علي هملنا وروح لمرتك
تبادل النظرات بينه هو ووالده أوم له والده بالايجاب نهض غيث من جانب والدته وسار بخطوات مبتعده ولكن عيناه مازالت معلقه بوالدته ثم صعد الدرج وهو يزفر انفاسه بضيق وحدث نفسه قائلا يبچ حمزه خبرها أنو رايد يتچوز الدكتوره ربنا يستر من الچاي
ضحك باعلي طبقات صوته من فعلتها هذا اما عنها فعنا استمعت لصوت ضحكته ف عيناها بنعاس وازاحت الغطاء وطلت بعيناها البنيه من اسفله
عاد يكمل ضحكته الرنانه ثم جذب منها الغطاء وقال اكفايكي نوم عاد وصحصحي اكيده رايد أچولك علي خبر زين لاع خبرين
نظرت له باهتمام
هتف بصوته الرخيم قائلا الاول هنروح نزور أهلك
جحظت عيناها بع تصديق وهتفت بفرحه صوح
أومئ براسه ثم قال صوح ولسه لم تسمعي التاني گمان بعد لم نزور أهلك هنطلعو
متابعة القراءة