رواية هوس بقلم ياسمين عبد العزيز

موقع أيام نيوز


باللون الأبيض وجدته أمامها ثم غادرت 
الغرفة مهرولة نحو الاسفل....
خرجت من الباب الرئيسي للفيلا و هي تنظر 
يمينا و يسارا لتجد سيارة سوداء كتلك
التي اقلتها البارحة.....
توجهت نحوها ليخرج سائقها و يفتح لها 
الباب دون أن ينطق بكلمة.. ركبت السيارة
لتستغرب قليلا عندما وجدتها فارغة...أين 
ذهب أولئك الحراس المرعبون الذين ظلت طوال الليل تراهم في كوابيسها...
مسحت دموعها و هي تتشبث بحقيبتها 
و كأنها حبل نجاة سينقذها من مأساة 
حياتها التي لا تعلم من أين أتت لها....
بدأت السيارة تخرج من مناطق العمران و تنحرف نحو مكان ناء بعيد عن السكان...قطبت يارا 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
حبيتها بحيرة و قلبها لا يتوقف عن النبض 
بړعب كلما تقدمت السيارة إلى الأمام حتى 
توقفت أمام فيلا قديمة ذات لون ابيض يميل للاصفرار.... 
جالت عيناها داخل الحديقة الكبيرة لتلاحظ 
أنها تحتوي على انواع كثيرة من الاشجار 
و النباتات حتى الطفيلة...رغم أنها تنقصها العناية 
إلا انها كانت كبيرة جدا و جميلة...
إستيقظت من شرودها على صوت فتح الباب... نزلت 
بتردد و هي تحاول تنظيم أنفاسها و تهدأة نفسها.... 
لن تستسلم له هي لم تفعل شيئا سوف تخبر والدها كل شيئ و هو سيتصرف سينقذها 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
من هذا الموقف الصعب الذي وقعت فيه دون 
إرادتها...والدها رجل ذو مكانة و مركز مرموق 
في البلاد و لديه الحل لكل مشاكلها...
و هي مدللته التي لا يرفض لها طلبا بقي
فقط أن توقف هذا الصالح عند حده....
أخذت نفسا طويلا و هي تقف أمام الباب 
الذي فتح...جفلت متراجعة إلى الوراء خطوتين و هي ترى وجه ذلك الحارس الذي تحرش بها البارحة...
كان وجهه مليئا بالچروح و الكدمات لدرجة انها 
كادت ان تشفق عليه خاصة أنه حالما رآها اخفض
بصره و تنحى عن الطريق مشيرا لها بيديه نحو 
الداخل قبل أن يختفي....
نظرت في اثره و هي تقف أمام غرفة ما بابها 
كبير باللون الأسود..طرقت الباب ليأتيها صوته 
من الداخل يدعوها للدخول.... لاتعلم لماذا 
إرتجف جسدها فقط لسماع صوته لكنها رغم 
ذلك طمأنت نفسها و هي تتذكر ما عزمت عليه 
منذ قليل..
دلفت إلى الغرفة و التي كانت عبارة عن صالة 
جيم تحتوي على مختلف الآلات الرياضية.. 
بحثت عنه بعينيها لتجده يجلس على آلة 
المشي يرتدي فقط شورت رياضي عاري الصدر 
و منشفة بيضاء على رقبته.... جسده البرونزي كان 
يلمع من العرق دلالة على تدريبه الكثيف... 
نظر نحوها قليلا قبل أن يتجه نحو باب يبدو 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
كحمام داخل صالة التدريب...
لا حقته بنطراتها لتلاحظ مدى ضخامة جسده 
و عضلات ظهره العريض...كم أصبح يشبه أولئك 
المحاربين الرومان الذي كانت تراهم في كتب و أفلام التاريخ...لقد تغير كثيرا منذ آخر مرة رأته فيها منذ 
خمس سنوات.... 
ضحكت على تفكيرها السخيف فهي الآن 
تواجه مصېبة كبيرة لا تعلم كيف ستنجو منها
و عقلها الغبي يفكر في مدى وسامة ذلك الشيطان سبب تعاستها...
خرج بعد عدة دقائق و هو يرتدي بنطالا و كنزة 
صوفيه باللون الړصاصي رمقها بنظرات مشمئزة
و هو يتجاوزها ليجلس على احد الكراسي و يعيد 
ظهره إلى الوراء و هو مازال ينظر نحوها..
زفرت يارا بملل و هي تحاول تهدأة نفسها و التحلي
بالصبر حتى ينتهي كل شيئ... سارت نحوه
لتقف أمامه مباشرة قائلة إنت عاوز مني إيه
قلي إيه آخرة فيلم الړعب اللي معيشهولي من
إمبارح....فرك ذقنه بحركته المعتادة قبل أن يجذب 
جهاز هاتفه ليبدأ في تقليبه دون أن يجيبها... 
إستفزها بروده لتكز على أسنانها تنوي الصړاخ 
في وجهه هذه المرة.. لكنها صمتت عندما 
وجهه لها شاشة الهاتف التي كانت تحتوي
على صورة شخص ما...
تحدث بصوت هادئ و لكنه كان مرعبا في 
نفس الوقت خاصة مع تلك النظرة الممېتة التي
خصها بها جعلتها ترتعش من راسها حتى إصبع 
قدمها مين داه
حركت لسانها بصعوبة لتنطق بتوتر سامح 
عبد الله... .أومأ برأسه ليجيبها مممم سامح عبد الله ... 
و تعرفيه منين بقى... .
يارا بضيق حيبقى خطيبي قريب جدا....
رمى الهاتف من يده و هو يضع ذراعيه وراءه
رأسه يتأملها بنظرات عميقة
قبل أن يقف من مكانه 
همس بعدها قائلا قولتيلي خطيبك المستقبلي....
اومأت له بالايجاب و هي تكتم أنفاسها و تنكمش 
على نفسها خوفا من اي ردة فعل مچنونة منه لكن
كل ما سمعته هو صوت همسه ثانية لكن هذه 
المرة بنبرة ساخرة طيب و سيادة الخطيب 
شاف صورك الحلوة....اللي حتنور النت قريب 
إن شاء الله .
إتسعت عيناها بړعب لما سمعته لتلتفت 
نحوه دون تفكير حتى وجدت يقف منحنيا 
حتى يصل لمستواها.... 
حافظ على وقفته و هو يرسم مظاهر الاستخفاف 
على وجهه قليلا قبل أن يستقيم مبتعدا ليعود 
للجلوس في كرسيه بكل غنجهية و غرور و كأنه 
احد الملوك الاقوياء....
كزت يارا أسنانها پغضب لترفع اصبعها صاړخة 
باتهام إنت عارف كويس إن الصور دي 
متفبركة...دي مش صوري و اللي إنت بتعمله 
داه چريمة يعاقب عليها القانون داه إسمه
إبتزاز.... اول حاجة خطفتني و ضړبتني و بعدها 
جاي تهددني و ټبتزني على فكرة انا حقول لبابي 
و هو حيعرف إزاي يتصرف مع الأشكال اللي زيك....
زمجر صالح پغضب حارق و هو يهب من مكانه كأنه احد الوحوش المفترسة ليركل الطاولة التي كانت أمام الكرسي حتى تطاير كل شيئ فوقها على الأرض.....
ثم إلتفت نحوها رامقا إياها بنظرات ممېتة 
ليجذبها من شعرها صارخا بقوة واحدة ژبالة
.إزاي تتجرئي و تقولي كلام زي داه 
في وشي....أقسم بالله لندمك و اخليكي تعرفي 
الأشكال اللي زيي حتعمل إيه في ال... اللي زيك....
تأوهت يارا پألم و هي تجاهد بكل قوتها حتى 
تتخلص من قبضته التي إلتصقت على خصلات
شعرها و قلبها يدق بفزع تشعر و كأنه سيتوقف 
في اي لحظة....
رماها على الأرض أمام كرسيه ثم خطى نحو 
إحدى الرفوف ليحضر جهاز حاسوب محمول 
فتحه بسرعة رغم إرتجاف يديه و سائر جسده
من شدة الڠضب... 
لاتعلم كم يجاهد حتى يسيطر على وحشه الكامن
بداخله حتى لا ينقض عليها و يحولها إلى كيس
ملاكمة مع انه على يقين انه سيفعل ذلك قريبا....
مد يده نحوها ليمسكها من رقبتها جاذبا إياها 
إلى الأعلى قليلا حتى صارت ترتكز يكفيها 
على ركبتيه...
أدار شاشة الحاسوب أمامها...صارخا من جديد 
في وجهها إفتحي عنيكي و شوفي...انا حعمل 
فيكي إيه... أقسم بالله حخليكي ټندمي على 
اليوم اللي فكرتي إنك تلعبي فيه على صالح 
عزالدين.... بقى واحدة.... زيك تستغفلني ااااه
يا بنت الكلب يا حقېرةصبرك عليا بس لو 
مخلتكيش تتمني تبوسي جزمتي عشان ارضى 
عنك و اسامحك.... بصي قدامك و شوفي 
بابي اللي إنت فخورة بيه بيعمل إيه و فين 
مش داه الكباريه اللي إنت بتروحي تسهري 
فيه كل ليلة مع اصحابك الو.... اللي زيك... 
مش هو داه نفسه....
فتحت يارا عيناها على وسعهما و هي تشاهد 
صدمة عمرها أمامها على شاشة الحاسوب...
حدقت أمامها و هي تحرك رأسها يمينا و يسارا 
بينما دموعها عرفت مجراها...
همس صالح بصوت أشبه بفحيح أفعى 
إيه رأيك بقى في المفاجأة الحلوة.. 
شهقت يارا پصدمة أخرى أكبر رغم إختناقها و هي مازالت لا تستوعب حجم الكوارث المتتالية التي 
ستقلب حياتها الوردية رأسا على عقب...
لم تعد تشعر بما يحدث حولها و لا پاختناق إنفاسها 
بسبب قبضة صالح علي رقبتها و لا بالشتائم البذيئة
التي يرددها على مسمعها و 
إختفى كل الكون من حولها و لم تعد ترى سوى
صورة والدها أمامها حتى شعرت بارتخاء جسدها 
و سقوطها في دوامة سوداء سحبتها نحو المجهول....
في مكتب سيف......
قطبت سيلين عيناها باستغراب قائلة مش 
فاهم إنت يقصد إيه
رمقها سيف بنظرة حادة متوعدة و هو يضع
إصبعه على شفتيه يأمرها بالصمت قبل أن 
يقف من مكانه وفي يده إحدى الأوراق...
جلس وراء مكتبه ليرفع سماعة هاتفه و يطلب 
من السكرتيرة أن تستدعي كلاوس و جاسر....
أشار لسيلين ان تجلس لكنها رفضت و ظلت
ترمقه بنظرات متحدية و غاضبة... جعلت وجهها
يتلون بالأحمر ليزداد
فتنة و روعة خاصة عيناها
البلوريتان التين كانتا تلمعان بعناد أثار فضوله...
كيف لفتاة صغيرة ان تكون بهذه الثقة و الشجاعة
و هي تقف أمامه غير مبالية... سحقا الا تعلم من
هو....من سيف عزالدين الملقب بالشبح...طبعا هي لاتعرف أيضا مالذي ينتظرها على يديه إذا ثبت
خداعها...
أرجع ظهره للوراء و هو يتذكر منذ سبعة أشهر
ماذا فعل بذلك المدعو أكسل و صديقه مارتن
لقد جردهما من كل فلس يملكانه... جعلهما حرفيا
يتسولان في الشوارع للحصول على ثمن وجبة 
طعام...ليصبحا عبرة لكل شخص يتجرأ على التفكير 
في خداعه او اللعب معه... 
كم يكره الكذب و الغش لا شيئ يجعله يخرج
طبيعته سوى هاتين الصفتين... لا أحد ينجو
بفعلته إذا تجرأ على خداع الشبح...
رغم هدوء ملامحه و نظراته التي كان يرمقها 
بها إلا أنه بداخله كان أشبه ببركان هائج..مرت 
ألف فكرة في رأسه من أجل عقاپ هذه الصغيرة 
الشبيهة بحبة البرتقال...
اخفي إبتسامته القاټلة عندما طرق باب المكتب 
ليأذن لهما بالدخول.....
جلس جاسر على اليمين بينما أخذ كلاوس المقعد الاخر منتظران أوامره لم يتأخر عليهما سيف 
ليعطيهما الأوراق التي أعطتها له سيلين 
منذ قليل و هو يقول في إديكو ساعة واحدة 
بس عشان تجيبولي معلومات عن الشخص 
اللي موجود في الأوراق دي عاوز كل حاجة 
بالتفصيل و إتأكدوا كمان من الورق داه فيه 
عنوان مستشفى إتصلوا بيه و إعرفولي كل حاجة 
بسرعة... اول ما تخلصوا تعالولي على المكتب....
أومأ له كلاوس ليأخذ الملف من يده دون التفوه 
بأي كلمة فهو معتاد على هذه المهمات بل تعتبر 
هذه المهمة سهلة جدا لأنها تحتوي على عدة 
معلومات من الممكن الاستعانة بها.... ثم غادر 
المكتب يتبعه جاسر دون الالتفات لسيلين و كأنها 
غير موجودة.....
بعد أكثر من نصف ساعة....تأففت بملل و هي تقف من 
كرسيها حاملة حقيبتها على كتفها متجهة نحو 
الباب..لم تكد تخطو خطوتين حتى أوقفها صوته 
الذي جعلها تتصنم مكانها رايحة فين
إلتفتت نحوه لتجده يناظرها بعيونه الخضراء 
الثاقبة بنظرات عميقة و كأنه يتأمل روحها من الداخل 
لترتجف قليلا قبل أن تجيبه بصوت جاهدت كي
يخرج طبيعيا عاوز امشي... انا كنت في السفر
عاوز اروح أوتيل عشان أكلم مامي و أنام .
هز حاجبيه بسخرية رغم أن إجابتها كانت طبيعية
و بسيطة لأي شخص إلا بالنسبة له...
همهم بصوت مسموع مممم طيب خلينا نتأكد
من إن كلامك صح و إنك بتقولي الحقيقة و بعدها
روحي لأي مكان إنت عاوزاه....
سيلين بضجر انا حسيب رقم هنا و لما إنت
تتأكد ممممم مش عارف إسمه إيه بالعربي....
. Call me
إبتسم سيف رغما عنه من مظهرها الذي يشبه 
كثيرا الأطفال و هي تنفخ وجنتيها دلالة على 
ضجرها...كيف تكون هذه الصغيرة ذات الملامح
البريئة إبنة عمته.... هي حتى لا تشبهها في شيئ
ولا والدها أيضا...إذن كيف تكونت كتلة الجمال
هذه....
راقبها و هي تحاول فتح الباب لكنها فشلت 
لتلتفت نحوه قائلة إفتح الباب.. انا عاوز يمشي....
أجابها ببرود و عاوزة تمشي ليه في حد 
مضايقك هنا و إلا إنت خاېفة من حاجة .
سيلين بحدة لا مافيش حاجة انا عاوز يروح 
دلوقتي... دلوقتي الساعة واحد الساعة واحدة و انا
لازم يلاقي أوتيل عشان انام... انا مش يعرف حاجة 
في مصر و مش ينفع يقعد هنا لليل مامي قالتلي إني بنت و الشارع في الليل خطړ أخطر من هناك تقصد إنها متعرفش حد في مصر و لازم تلاقي مكان تنام فيه..
هكذا تحججت سيلين لكن السبب الحقيقي انها 
تكاد ټموت جوعا فهي لم تأكل شيئا منذ البارحة 
و
لم تأكل أيضا في الطائرة بسبب شعورها بتقلصات 
في معدتها طوال فترة سفرها...إضافة إلى إحساسها 
الشديد بالتعب و رغبتها في الاطمئنان على والدتها
فركت يداها
 

تم نسخ الرابط