روايه مهمه زواج بقلم دعاء فؤاد الجزء الاول
المحتويات
لأختي مش هرضاهولك يا ندى.
أغمضت عينيها پألم ېصرخ به قلبها... ماذا تنتظر أكثر من ذلك... لقد كانت كلماته تلك بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير.
أومأت متظاهرة بالامتنان و ما أنقذها من ذلك الموقف المؤلم هو صوت الأذان الذي صدح في السماء يعلن عن صلاة المغرب.
نهضت تلملم اسدالها سريعا و غصة أليمة عالقة بحلقها
لم تنتظر رده و انما فرت الى غرفتها و هي تسند موضع قلبها الذي يؤلمها بشدة.
لم تتوقع قبوله لمقترحها بهذه الطريقة.. ظنت أنه سيحاول درئها... يقنعها بأن تعطي لزواجهما فرصة.. و لكن أن يوافق بهذه السهولة و أن يسمعها تلك المهاترات!.. لم تتوقع....الآن فقط أدركت مدى حماقتها و سلامة نيتها التي كادت أن تسلبها كرامتها أمامه.
و بعدهالك يا ابو البنات... البت صافية اهي خلصت امتحانات بجالها ياچي شهر و الغندور ولد اخوك لا حس ولا خبر... ولا هو كان كلام نسوان.
هب من مقعده بانفعال ليزجرها بحدة
اتحشمي يا مرة... معتصم لو سمعك هيجتلك.
لوت شفتيها لجانب فمها قائلة بسخرية
خاېف منيه يا سبعي!...ما ينفذ اللي اتفجنا عليه عاد..
هينفذه... تلاجيه بس ناسي.. هو الراچل هيفتكر ايه ولا ايه!
اقتربت منه تحدثه بجانب أذنه بصوت كالفحيح
خلاص يبقى تروحله العشية تفكره... البت كبرت و ادورت و عرسانها كل يوم بيدجو الباب و اني أجولهم لاه البنتة محچوزة لحمد ولد عمها.
ابتعد عنها بعدما انتهت من فحيحها و هو يقول باشمئزاز
نفض جلبابه من الحنق ثم تركها قاصدا دوار معتصم ابن أخيه لكي ينفذ ما أملته عليه زوجته لعله يتخلص من طنينها المزعج في أذنيه.
يا أهلا و سهلا بالغالي... كيفك يا عمي و كيف أحوالك!
قالها معتصم بترحيب بعدما استقبله بالمضيفة و أمر له بكوب من الشاي..
اسمع يا معتصم يا ولدي... من كام سنة أبوك الله يرحمه جبل ما يفوتنا و يجابل وچه كريم اتفج امعايا بعلمك إن بنتة العيلة ميتچوزوش براها واصل... و اهو بتي كريمة الكبيرة اتچوزت واد عمك قناوي و الدور على بتي صافية و اللي ابوك خطبها لخيك حمد و اهو خيك خلص چامعته و صافية قمان خلصت علامها.. هنستنو ايه عاد!
ابتلع معتصم ريقه ثم أردف بنبرة جادة
كلام أبوي الله يرحمه سيف على رجبتي و طبعا هنفذه بالحرف يا عمي حمد.. بس أني بجول نستنى سنتين اكده على ما صافية تبلغ السن القانوني للچواز.
انتفخت أوداج عمه حمد و الذي سمي شقيقه على اسمه ثم قال باستنكار
أباه يا معتصم... من ميتى و احنا عيهمنا الحديت الماسخ ده... انت عايز البلد تاكل وشي و الكل عارف إن صافية لحمد واد عمها... يجولو عليها ايه اومال!.. معيوبة و واد عمها مارايدهاش!
أخذ معتصم يسب و يلعن في سره فكل ما يشغل أهل تلك البلدة هو صورة كل فرد في عيون الآخرين و حسب.
يا عمي صافية ست البنات كلاتهم... أني بعمل اكده لمصلحتها... انت خابر زين مشاكل الچواز العرفي بالذات لو البنية حبلت و ولدت جبل السن.
قالها معتصم محاولا إثناء عمه عن تفكيره العقيم و لكن الآخر رأسه و كأنها خلقت من الصخر فهب بانفعال من مجلسه يصيح بانفعال
خبر ايه عاد يا ولد أخوي... مكانش العشم يبجى ده ردك عليا...
صاح معتصم بصوت أكثر حدة
اجعد يا عمي خلونا نتفج.
وصل صوتهما الى مسمع السيدة أم معتصم فأتت تستند على عصاها و حين رآها ولدها ركض إليها لسيندها حتى جلست بمجلسهم فقالت و هي تلهث بتعب
خبر ايه عاد ايه اللي حوصل... صراخكم واصل لآخر الدوار.
قص عليها حمد شقيق زوجها ما جاء لأجله و رد معتصم الذي لم يرق له أبدا فأمعنت السيدة المسنة في السمع جيدا و بعد لحظات من التفكير أردفت بنبرة قاطعة
عمك عنديه حج يا ولدي... دياتي عوايدنا و معادش له لازمة البنتة تستنى أكتر من إكده... شينة في حجها يا ولدي..
وصل معتصم لأقصى درجات حنقه فقد ضيقت عليه أمه الخناق و قال پغضب مكتوم
يا أمايا نعمل خطوبة و الډخلة بعد سنتين لما تبلغ السن... أني اكده عداني العيب.
أخذ حمد يلوح بيديه و هو يقول پغضب بالغ
يادي السن اللي فلجتنا بيه يا ولد أخوي.
ردت والدته بنبرة قاطعة
عيب اكده يا معتصم... عمك مش هيعاود داره خايب الرچا...هنعملو خطوبة إيوة بس سنتين كتير يا ولدي... هما شهرين تلاتة زين جوي.
اتسعت بسمة حمد مرتضيا بتصريح زوجة أخيه بينما معتصم يدير ناظريه بينهما بحنق بالغ و لم يجد من الكلمات ما يطفئ بها نيران غضبه فقام من مجلسه و هو يقول بوجوم
اللي تشوفوه يا أمايا... عن إذنكم.
بمجرد أن دلف معتصم غرفته حتى قام بالاتصال بشقيقه في الحال..
حمد... بكرة الصبح تكون عندي في البلد.
ليه يا معتصم ايه اللي حصل!.. أمي جرالها حاجة!
لا يا حبيبي متقلقش أمك بخير... هستناك.
لا بقى يا معتصم فهمني في ايه!
يابني قولتلك متقلقش... بس الموضوع اللي عايزك فيه يطول شرحه و مينفعش نتكلم فيه في التليفون.
طاب اديني نبذة طيب.
يوووه يا حمد... يا أخي اسمع الكلام بقى و لما تيجي هحكيلك
كل حاجة بالتفصيل الممل.
طيب يا معتصم الصبح باذن الله هكون عندك.
سوق على مهلك و خلي بالك من نفسك.
ماشي يا حبيبي... سلام.
أغلق معتصم الهاتف و هو يزفر پعنف يفكر و يفكر و لا يدري من أين يشرح لأخيه تلك المصېبة التي أحلت عليهما فجأة و الأعتى من ذلك كيف سيقنعه بتلك الزيجة و هو ذاته غير مقتنع بالمرة.
بقلم دعاء فؤاد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثامنة
رواية مهمة زواج
يا نهار مش طالعله شمس!!.. ايه اللي انت بتقوله دا يا معتصم... انت عايزني أنا أتجوز البت الهبلة دي اللي اسمها صافية!... طاب ياخي قول كلام يتعقل.
هتف بها حمد في ذهول و ڠضب في آن واحد و هو يلوح بيديه هنا و هناك بينما معتصم رغم إشفاقه على شقيقه إلا أنه تحلى بالصرامة هاتفا به بغلظة
بقولك ايه يا حمد... اهدى كدا و افهم... انا شرحتلك لحد دلوقتي أكتر من عشر مرات إن دي عوايدنا و مش معنى انك عيشت سنين كتير من عمرك في القاهرة و اطبعت بطباع أهلها إن احنا خلاص هنغير جلدنا و ننسى عوايدنا و اللي أهلنا ربونا عليه....
لوح بيديه بعصبية مفرطة
خلاص اتجوزها انت... مش انت الكبير!!.
لكزه بخفة في كتفه فارتد للخلف خطوة فاسترسل معتصم بحدة
انت اهبل يلا... دا انا عمري قد عمرها مرتين... انت أنسب واحد لصافية يا حمد و سنك قريب من سنها.
رد بعناد
يا عم أنا مش عايز أتجوز دلوقتي... أنا لسة يادوب متخرج و مخلص جيشي و لسة بقول يا هادي في شغل البيزنس...مش هتجوز قبل ما أبني نفسي يا معتصم.
أخذ معتصم يفرك وجهه بكفيه و هو يستغفر ربه بخفوت لعله يتخلص من وساوسه التي تأمره بلكمه ثم حاول التحلي بالصبر قائلا بنبرة من اللين
قولي يا حبيبي... في بنت معينة في دماغك أو بتحبها عشان كدا انت رافض!
أجابه بنبرة صادقة
لا يا معتصم مفيش... و لو في هتكون انت أول واحد عارف... أنا مش في دماغي الحب و العواطف و الكلام دا.
طاب خلاص إدي نفسك فرصة يمكن تحبها... صافية بنوتة حلوة و مؤدبة و غير كدا انت اللي هتربيها على ايدك و هتطبعها بطبعك.
لوح بيده بانفعال كما اعتاد منذ بداية الحوار و هو يقول بسخرية
حلوة ايه بس يا معتصم... هو أنا أعرف شكلها أصلا... و بعدين بعيدا عن الشكل و الأدب... مكانش دا طموحي في البنت اللي هتجوزها... أنا نفسي أتجوز بنت متعلمة تعليم عالي.. مثقفة.. متكلمة.. واحدة تربي ولادي أحسن تربية.. واحدة تليق بحمد البدري رجل الأعمال المستقبلي... مش طفلة يادوب مخلصة الإعدادية!!
قال عبارته الأخيرة بمرارة جعلت معتصم يتنهد بحيرة فماذا عساه أن يفعل..
لقد وقعوا في الفخ و قضي الأمر.
حمد... احنا قدام أمر واقع ولازم هنقبل بيه... فحاول كدا تبلع الجوازة دي بمزاجك و تقنع نفسك بيها... و بعدين جوازك من صافية مش هيعوق حياتك في حاجة.... كدا كدا هتتجوز في الدوار و هتسيبها هنا مع الحاجة و روح شوف أشغالك و انزلها البلد أجازات..
رمقه حمد بعينن حمراوتين من الڠضب فاسترسل معتصم بنفاذ صبر
يا سيدي ابقى اتجوز البنت اللي على مزاجك هناك في القاهرة و ابني معاها مستقبلك زي ما انت عايز و...
قاطعه بانفعال بالغ
أنا مش هغلط غلطتك يا معتصم...
احتقن وجه معتصم بالڠضب حين لفظ أخوه تلك الكلمات و لكن حمد لم يسكت عند هذا الحد بل استرسل بمزيد من الجلد و التأنيب
أنا مش هعمل زيك و أفضل خاېف للسر ينكشف و أعيش بشخصيتين زي ما انت بتعمل.
خرج معتصم من صمته الغاضب و اڼفجر فيه بحدة
معتصم البدري مبيخافش يا حمد...جوازي من نرمين أنا مخبيه عن أمك عشان مش هتقبل بيه.. و اذا كنت خاېف من الجوازة دي تتكشف فدا خۏفي على أمي و صحتها لو عرفت... أنما أي مخلوق تاني ميهمنيش و انت عارف.
كان يصيح حتى برزت عروق رقبته للغاية الأمر الذي أثار شفقة حمد عليه و جعله يشعر بالذنب أن استفزه لتلك الدرجة فاقترب منه يربت على كتفه بحنو مرددا باعتذار
معتصم أنا...
أوقفه بإشارة من كفه و هو يقول بحدة دون أن ينظر إليه
بس ولا كلمة... اعمل حسابك هنوصل دار عمك الليلة نطلب يد البنتة و نتفج على كل حاچة و تنزل امعاها بكرة انت و أمها تنجوا الشبكة اللي تعچبها... و حسك عينك تجول كلمة اكده ولا اكده و لا يصدر منك أي حركة ملهاش عاذة يا حمد..
هنزل دلوق أصلي العصر و تحصلني ع الغدا.
ثم تركه بصډمته و غادر الغرفة فجلس حمد على حافة فراشه منكسا رأسه بين كفيه يحاول تهدئة ذلك الغليان برأسه فيبدو أن أخيه قد أخذ القرار و لن يتراجع مهما فعل... و هو
متابعة القراءة