احتيال وغرام بقلم رحمه السيد
المحتويات
على أنفاسه حتى كتمها... الڠضب من تلك العواطف التي تداهمه فجأة في قرب تلك الليال...
فسار نحو دولابه وهو يخرج ملابسه وتابع بصوت أجش وقد تنحت تلك المشاعر جانبا
اطلعي برا يا ليال
عقدت ليال ما بين حاجبيه بتأسف وصوت خاڤت
سوري لو ضايقتك بصړيخي بس آآ.....
فأكمل يونس بصوت اكثر حدة
اطلعي برا يا ليال
في يوم آخر....
كانت ليال تجوب غرفتها ذهابا وإيابا وهي ممسكة بهاتفها تحاول الاتصال واخيرا أجاب الطرف الاخر بنبرة غليظة
نعم بتتصلي ليه!
انتي مابترديش عليا ليه حضرتك بقالي كام يوم بحاول اتصل
مش فضيالك
لتهتف ليال بغيظ واضح
مش فضيالي! امال حضرتك فاضيه بس تقولي لابويا على العنوان اللي انا فيه
نعم!! أقول لأبوكي بتاع إيه هو انا فضيالك انتي او ابوكي
عقدت ليال ما بين حاجبيها بعدم فهم
يعني مش انتي اللي ادتيه عنواني امال مين! محدش يعرف إني اتجوزت يونس ويعرف عنواني إلا انتي لما اتفقنا
فأردفت ليال من بين أسنانها والغيظ يتدفق من حروفها
لو طلعتي أنتي اللي قولتي لبابا صدقيني هعرف يونس كل حاجة وتخيلي بقا هيعمل إيه لما يعرف إن حماته المصون هي اللي زقتني عليه عشان أبعده عن بنتها !!
اهتاجت فرائص الاخرى وهي تخبرها بټهديد مبطن
ومتنسيش أنا قولتلك إيه لما اتفقنا لو يونس عرف اي حاجة صدقيني مش هتشوفي وش باباكي تاني
الفصل الحادي عشر
ودون مقدمات فتح الباب فجأة فشعرت ليال للحظة أن الحظ قد أحكم عقدتها ووضع نقطة النهاية في صفحتها قبل أن تستطع حل تلك العقدة التي تحط كالشبح على مضجع مشاعر يونس...!!
ثم أخذت شهيقا عاليا وكأن الروح عادت لها مرة اخرى ما إن رأت أن الذي دخل وبالتأكيد سمعها لم يكن سوى حماها العزيز قاسم...
أقعد اسمعني الأول وبعدين أحكم يا عمو
جلس قاسم على الأريكة مستندا على عصاه وهو يتنهد مهمهما لها
اسمعيني أنتي الاول يا ليال
اومأت له ليال بطاعة وجلست جواره ليهتف هو بصوت مشدود وصلب
طأطأت ليال رأسها ارضا وكلامه يدور بعقلها ربما يكون كلامه صحيحا... ربما يكون ما فعلته غباء..ولكنه كان أقرب باب لأرض الأحلام التي تمنت أن تجمعها ويونس في جبعتها....!
رفعت رأسها بعدها لتقول مفكرة
هي
كده كده كانت هتعمل نفس اللي حصل لكن هتخلي واحدة غيري تعمله ساعتها كنت هفضل ندمانة طول عمري يا عمو
تسللت تلك الابتسامة المشفقة على ثغره المجعد وهو يخبرها بأسف
ولو بس الواحدة دي ماكنتش هتتعب زيك ولا كان يونس هيفرق معاها
ثم ركز نظراته على ليال ليسألها منتبها لما سمعه منذ دقائق
لما قولتيلها انا ممكن أقول ليونس قالتلك إيه
إبتلعت ليال ريقها محاولة إزاحة ذلك الحجر الثقيل عن لسانها حينما تذكرت ذلك الټهديد الذي اصبح من اضغاث أحلامها.. ثم هتفت بصوت واهن
قالتلي مش هشوف بابا تاني ابدا يعني بالمختصر المفيد ممكن تقتله !
إتسعت حدقتا قاسم ذهولا... لم يتوقع أن جبروت تلك المرأة يمكن أن يصل إلى حد القټل... القټل !!!!!
هل محى جبروتها الشعرة الفاصلة بينها وبين إنسانيتها بتلك السهولة !...
رفع أنظاره ل ليال التي تابعت بنبرة مخټنقة وكأنها تهدئ ڠضب تلك الطفلة داخلها التي لا تكره سوى ذلك القاسې المدعو بوالدها
أنا مبحهوش وبكره قسوته وجحوده اه لكن مقدرش أخليه ېموت وكمان بسببي! هو أخر حاجة متبقيالي في الدنيا دي يا عمو لو راحت ليال هتروح معاها خالص.. أحيانا بتكون باقيالك حاجة قديمة ومتهالكة بس بتفضل محتفظ بيها مبتقدرش ترميها... أنا علاقتي بيه كده.. حتى لو كان وحش وفيه كل العبر... مش قادرة أتمناله المۏت ده شيء ڠصب عني حتى لو كل يوم بقول لنفسي إني بكرهه بس ده أبويا... هو اللي جابني على الدنيا دي أقوم انا اخدها منه! حتى لو اسوء شخص في الدنيا هطيعه زي ما ربنا أمرني وهو قادر يهديه عليا
تراقصت تلك الابتسامة الحانية التي يخصها بها وهو يربت على كتفها في حنو ويغمغم بفخر
هي دي ليال.. لو كنتي فكرتي في غير كده أصلا كنتي هتنزلي من نظري اللي مالهوش خير في أهله ملهوش خير في أي حاجة يا حبيبتي
اومأت ليال مؤكدة برأسها فقال قاسم بعدها معيرا إياها كافة إنتباهه
عايزك بقا تحكيلي هي ازاي اتفقت معاكي اصلا وإيه اللي حصل اليوم اياه..
اومأت ليال موافقة برأسها ولكنها سألته اولا
عمو هو أنت كنت عارف إن يونس معملش فيا حاجة من البداية صح
ابتسم قاسم وهو يخبرها بصدق
مش بالظبط كان جوايا شعور بكده بس كان لازم أصدقك مكنش ينفع يبقى في احتمالية إني اكذبك واظلمك! خلينا في موضوعنا يلا احكيلي
حاضر
قالتها ليال وقد تنهدت وهي تسترجع بذاكرتها ذاك اليوم الذي قلب القدر فيه صفحة من حياتها ليضعها على أولى سطور صفحة اخرى بحكاية اخرى.........
وقفت ليال في ذلك الكافيه الليلي الفخم الذي كانت تعمل به نادلة مرتدية زي عملها أمام
نشوى هانم الدسوقي في احدى اركان ذاك الملهى متخفيين بينما نشوى تقول متساءلة بصوت خفيض
هاا قولتي إيه
عضت ليال على شفتاها وهي تهز رأسها نافية بسرعة قبل أن ينالها سم تلك الأفعى
لأ يا هانم لأ مش هقدر إنتي عايزاني أدبس يونس بيه في ڤضيحة ده انا كده بجني على نفسي قبل ما يكون عليه!!
فسارعت الاخرى تهز رأسها نافية وهي تشرح لها بلؤم
ڤضيحة إيه مش عايزاكي تقلقي مش هتحصل ڤضيحة لأن باباه داخل انتخابات وبعدين دي مش ڤضيحة دي تقدري تسميها مساعدة.. انا مش موافقة على خطوبته هو وبنتي وعايزه أنقذ بنتي من الوحل اللي هترمي نفسها فيه وهي مش حاسه وإنتي بس هتساعديني هتخلي فيروز بنتي تقتنع إن اللي اسمه يونس ده خاېن عشان تبعد عنه نهائي!
ثم ظهرت أبتسامة خبيثة فاح منها المكر وهي تلكزها بخفة متابعة بث سمومها بأذنها
وبعدين انتي مفكراني مش واخدة بالي من إعجابك الواضح اوي ب يونس...بيه!
قالت اخر كلمة ضاحكة بسخرية ليزداد توتر ليال التي إحتقن وجهها بالذهول والحرج بينما الاخرى تسعى لتحركها كبيدق لتكسب حربها ضد يونس وتفوز بأبنتها
انتي كمان هتستفادي على فكره أديني هفتحلك طريق عشان تتجوزي يونس بدل ما هو مش شايفك أصلا ومش هيشوفك طول ما فيروز في حياته! وكمان هاديكي قرشين حلوين تمشي بيهم امورك فترة مش قليلة بعد ما اكيد هتتطردي من الكافيه ده!
وما بين ذلك وذاك بخت نشوى أخر قطرة من سمها وكانت تلك القاضية حيث أردفت بمكر
ها قررتي إيه معنديش وقت! على فكره انتي من حقك ترفضي عادي جدا ومن حقي انا كمان أشوف واحدة تاني تعمل اللي انا عاوزاه وخليكي إنتي كده على الهامش دايما !
فهربت الأجابة هربا من بين مخالب تلك الأنسانة الرافضة داخلها لتصدح
انا موافقة
فإتسعت ابتسامة الاخرى بنشوة الانتصار وهي تستطرد بحذر
طب اسمعيني بقا كويس اول حاجة في مرة لما يونس وفيروز يكونوا جايين على الكافيه انا هأخر فيروز شوية وهخليه يستناها هنا هتحطيله
حبوب هلوسة في القهوة بتاعته وبعدين جمال صاحبه هيجي يطلعه الاوضه عشان محدش من أصحاب المكان يشك فيكي مع إننا هنراضيهم بقرشين عشان محدش يتدخل في الموضوع ده.. كل المطلوب منك إن لما اجي انا وفيروز وجمال وأبو المحروس نلاقي هدومك مقطعة وهو قالع معظم هدومه وټعيطي وتقولي إنه اجبرك لما كنتي جايه تجيبيله القهوة في الاوضه زي ما طلب!!
وبالفعل خلال يومان وفي احدى المرات التي كان يونس بها يجلس في ذلك الكافيه منتظرا مجيء خطيبته فيروز كالعادة كان منتظرا قهوته فتقدمت ليال منه بتردد لتضع امامه القهوة التي وضعت بها حبوب هلوسة ثم غادرت بسرعة.....
بعد فترة بدأت الحبوب تأخذ مفعولها فاقتربت ليال من يونس بسرعة تردد له بخفوت
فيروز هانم خطيبة حضرتك مستنياك في الدور اللي فوق في اوضة ومجهزالك مفاجأة
جاء في ذلك الوقت جمال صديق فيروز ويونس الذي كان مشتركا بتلك اللعبة فقط لتساعده والدة فيروز في السفر لخارج مصر وبناء حياه جديدة هناك فأسند يونس برفق وهو يغمغم له
يلا يا يونس تعالى نطلع
اومأ يونس برأسه بلا وعي وقد بدأ يفقد كامل تركيزه وبالفعل وصلوا للدور العلوي والذي يفتحه الكافيه كفندق صغير ليدلف جمال مع يونس لتلك الغرفة وخلفهم ليال التي كانت تفرك يداها بتوتر رهيب...
ثم خرج جمال وهو ينظر ل ليال نظرة ذات مغزى فتنهدت بعمق ثم أغلقت الباب خلفه لتقترب من يونس الذي كان ممدد على ذلك الفراش يفتح عيناه ويغلقها يود التشبث بخيوط الوعي الذي يتسرب من بين يداه....
أسفة يا يونس جايز أكون أنانية بس مش عارفة أطلعك من دماغي وأنساك أنا بعشقك لدرجة ماتتخيلهاش حتى فيروز دي مش بتحبك زيي ومش هقدر أستحمل إني اكمل حياتي مع حد غيرك.. انا اسفة.. سامحني
لتسمع همسه بصوت أجش
فيروز!
تجمدت ليال مكانها وقد فقدت كل لذة عاطفية سعيدة شعرت بها ليضع هو على جرحها ملح دون وعي.. ويتركها لشيطان العشق!!
فنهضت بآلية وقد فقدت اخر ذرة تردد ......
بعد ساعات.....
وبعد خروج فيروز باكية من الغرفة تتبعها والدتها وصړاخ يونس الذي زلزل المكان وهو يصيح پجنون
أنا ماعملتش كده يا فيروز صدقيني دي كدابة!!
خلاص خلص الكلام أنت قولت كل اللي عندك وهي مش مصدقاك ومحدش هيصدقك عشان إحنا شوفنا بعنينا محدش قالنا !!
إحمرت عينا يونس پغضب أهوج كألسنة النيران ه ليتحرك نحو ليال التي كانت تبكي ربما لإكمال تلك المسرحية... وربما تبكي ندمها وتسرعها !!
ليزمجر هو فيها بهيستيرية
يا بنت ال يا كدابة قوليلهم الحقيقة قوليلهم إني معملتش كده!!
ولكن بالطبع لم تنطق ليال بأي شيء..... والباقي معلوم....!!
عادت لواقعها على قاسم الذي صمت تماما جزء منه يبرر لها ضعفها أمام عشقها الوحيد والجزء الأخر يلطم تلك المبررات ارضا ويود لو يثور غاضبا بوجهها....!
ولكنه تنهد بعمق متمسكا بتعقله وحكمته كأب لأبنة حبيبته الوحيدة والتي تمنى فعليا أن يكون والدها.. ثم أردف بجدية
أسمعي يا ليال خلينا متفقين إني مضايق منك شوية ولولا إني متأكد إنم بتحبي يونس كنتي هتشوفي مني وش تاني وخلينا متفقين
متابعة القراءة