اسلام بقلم سارة منصور
المحتويات
عبارة عن ايه بيبقي طبيعي
_ مشفتش فى بجاحتك وقلة أدبك ياأخى أنا بجد عاوزة أعرف أنت دخلت هندسة أزاى
أقترب منها وهو يتنهد ويخرج أنفاسه الساخنة فى وجهها لتبتعد عنه قليلا وملامحها بالكامل تطلق السباب له الذي أجاد فهمه على الفور
_ أبويا اللى حكم عليا ان ادخلها أنا كان نفسي أدخل فنون جميلة تعرف انى مدخلتش امتحان الثانوى اصلا
_ تستاهل أحسن
_ ياسمين
هتف بها رامي لتنظر اليه ياسمين متفاجأة بأنه نطق اسمها لأول مرة بتلك الطريقة الرطبة
فأردف رامي
_ فاكرة لما شدتيني من قدام العربية فاكرة
بقولك
هحس بايه أنك بنت فعلا ولا ولد أنا عندى فضول
_ أنت هتفضل تييييت كدا طول عمرك مش هتتغير بقي
أرحم نفسك
قالتها ومن ثم خرجت من أمامه مسرعة وعيناه تنظر اليها بغرابة
طل القمر بدرا برياح الخريف التى تعشقها أنفها جلست فى شرفتها تتابع النجوم وتترك الرياح تحتضن وجنتيها الحمراء ترطبها بنسماتها
ذهبت اليه مسرعة واقبلت تتفقد محتوي هذ الصندوق وهى تحدث نفسها
_ أنا مش قولت ياسيف متجبليش حاجة انا بدات أحس انى تقيله عليك
فتحت الصندوق وهى تمرر يدها داخله لترى زهور حمراء تترك اثر بالحمرة على يدها كلما ټلمسها
تعرفه جيدا
_ لو مكنش بس عليه العطر دا
جحظت عيناها وهى تنظر الي ذلك الشال الشيفون الابيض المخطط بلون الاسود فقد كان بيد ادم عندما رأته وهو واقفا داخل هذا المحل
يعني يوم ماتجبلي ياسيف طرحة تبقي شبه اللى فى ايد التيييت أفففف مكنتش عاوزة افتكرهم
قالتها وهى تتنهد ومن ثم أدخلت يدها بعمق داخل الصندوق لترى جوابا وعلبة حمراء صغيرة
أحبت
أن أكون أسيرك الوحيد أغزو قلبك الولهان حقا
ولا تعتق حبي أبدا حتى أكون سجين لديك فلا حرية ولا حياة بدونك
شعرت بقلبها ينبض پجنون كأنه يوافق على كل حرف مكتوب يتمني لو تلك الكلمات تكون له حقا حتى لو بقي الكاتب مجهولا فمذاق الكلمات تفيح داخل قلبها بمشاعر صاحبها
هنا سمعت صوت طرق الباب فذهبت تفتح الباب وهى تزفر بشدة عندما وصل اليها صوت أدم
_ نعم !!
هتفت بها ياسمين وهى تفتح الباب وتجعله مواربا وتنظر اليه
فقام أدم بسحبها من يدها وينظر اليها عن قرب متفحصا
فلانت ملامحه وهو يري جمال السلسلة التى تطوق رقبتها البيضاء الناعمة وتعطي بريقها الذهبي مع لون عيناها الزاهى
_ تتجوزيني
الفصل الخامس عشر
صاد الصمت بينهما للحظة لاتعلم ما يحدث أمامها أهو حقيقة أم خيال يخيل إليها أنه حلما صعب التصديق بل كابوس كريه
قطع الصمت بنبضاته العاشقة يريد أن يستشفى آلامه بنبضاتها ولم يعلم أن الإستشفاء القلبي لا يأتى من نبضات متفاجأة كاره
_ عمرك ماهتندمي على إختيارك يا ياسمين
_ تتجوزيني
مرت
تلك الكلمة على أذناها لتصعق قلبها بالكهرباء فتسللت القوة داخل زراعيها لتدفعه بضيق وعلى قسماتها الغيظ
فهتفت وهى تلهث إثر قلة الهواء فى رئتيها
_ تي إيه ! أنت بتعمل فيا كدا ليه مش خاېف من ربنا إرحمني وإبعد عنى خليني أعيش حياتي بدون مشاكل
كان ينصت وعلائم الدهشة ترتسم على شفتاه الصامتة وعلى عيناه التى مالت الى الحزن فقد توقع ان تشعر بما أوصله من دفئ مشاعره لها فى قلمه فقال
_ يعني ايه بترفضيني ياسمين بعد كل اللى عملته عشانك
_ عملت ايه غير أنك تتنمر عليا أنت والتيييت مراتك
_ طب لبستى السلسلة ليه
رفعت بصرها اليه بدهشة فكيف له أن ينسب اليه هذا السؤال فقالت
_ وأنت مالك
شعر بالضيق منها ومن كلماتها المستهترة التى تحارب بها مشاعره الكبيرة لها فقال بثقه وهو يقوم بمسك معصم يدها ويضغط عليه ويقترب منها
_ أسمعي الكلمة دى لأن مش
هكررها تانى
تنهيدة حارة
أنا بحبك ياسمين
شهر بالظبط وهتكونى مراتي وهعتبر لبسك لسلسلة موافقة
انا عارف كويس أووى أنك بتحبيني وبتموتى فيا فحركات التقل بتاعتك دى مش هتنفع معايا
السلسة دى لو أتقلعت يبقي أنت بتسرعي فى معاد جوازنا ودا هيكون من حظي عشان معتش قادر وتعبااااان
كانت الكلمات تلقى الى مسامعها كالقذيفة المشټعلة ټنفجر داخل أذناها وكلما تنصدم بكلمة تأتى الكلمة الأخرى لتصعقها أكثر
بداخلها الكثير من الړصاص تريد أن تقذفه اليه حتى يتوقف لكن الصدمة شلت لسانها
فبقت كالحمقاء تنصت إليه بعيون جاحظة وفكها السفلي يتدلى لأسفل
دخلت الى غرفتها مسرعة تبحث عن الرسائل فعقلها هائم مشتت بكلماته التى تتعارض مع اعتقادها بأن سيف من كان يرسل اليها الهدايا
وعندما وجدت الرسالة هرعت اليها لتفتحها وتكمل باقي الكلمات
تلك السلسة وضعت بها قلبي ليكون قريب من نبضاتك فهل لزهرة الياسمين أن تقبل بي
لو لبستي السلسة هعتبرها موافقة أنك تكونى شريكة حياتي يا ياسمين أتمنى متكسريش قلبي اللى بيحبك وبينبض ليك إنت بس
من عاشق الياسمين أدم
وعندما إنتهت من قراءة الرسالة قامت بإطلاق صيحة غاضبة وكزت على اسنانها وهى تقول
_ أدم ياتيييييت أنا عارفه أنت بتعمل كل دا ليه عاوز تخليني تحت رحمتك مش هخليك أبدا تنتصر عليا
قامت بسحب السلسة من رقبتها وقذفتها پعنف لتصطدم بمرآتها وتقوم بتحطيمها
لم تتوقف عن إطلاق زفرة غاضبة وهى تتقلب على الفراش فقامت پغضب إلي خزانة ملابسها وتقارن بين ملابس سيف وأدم التى جاءتها كهدية
لذا قد وجدت راحة فى إرتدءها
تضايقت من نفسها كثيرا وهى ترى أن عقلها يستنتج لها أنه
كان جيد فى اختياراته فى تلك اللحظة تذكرت الملابس الداخلية فخرج شهقة من ثغرها وهى تقوم بتصفحها مرة أخرى وتنظر اليهم عن قرب
_ يعني أدم التييييت هو اللى كان جيبهم
طبعا عرف مقاسي لما كشفنى يوميها
بكرهك
أنا بجد مش طايقه نفسي وأنا لبساهم
ذهبت الى فراشها مرة أخرى وهى تشعر بالتعب ولم تتوقف عن التملل فى الفراش يمينا ويسارا وعقلها يذكرها بكلماته الشاعرية التى كان يبعثها لها فى الرسائل فبقت ضحېة التفكير طوال الليل ولم
تغمض عيناها
_ مطلعتش سهل يا أدم فيك خبث مش فى حد
وفى اليوم التالى
بعث العم ناجى العم عبده إلى ياسمين يخبرها أن تأتى لكى تتناول الفطور معهم فكان أول تجمع للعائلة على طاولة الطعام
وافقت ياسمين على الذهاب لكى تشغل عقلها قليلا عن التفكير إعتقدت أن أدم فى ذلك الوقت نائما بجانب زوجته وبالفعل لم يكن على الطاولة سوي العم ناجى وزوجته وإبناه الاثنان الأخرين
ومع أول لقمة تضعها فى فمها قال لها العم ناجي
_ ياسمين طبعا أنت تعرفي نادر ابني الكبير
_ أأه عرفاه قالتها وهى تميل برأسها مرحبة به فقال العم ناجي مردفا
_ نادر متخرج من جامعة أمريكية فى قسم الطب نفسي
مالت ياسمين رأسها بايجاب له
وعند رفعت أول لقمة لتتناولها ظهر أدم يخطوا الى الكرسي المقابل لطاولة ولم تتحرك عيناه عنها وهو يبتسم
فلمحت أنها لا ترتدي السلسة فشعرت بالتوتر لأنها تعرف أن أدم رجلا لا يتنبأ بتصرفاته
فحاولت أن تظهر أنها طبيعية وتخفى التوتر بتناولها المفرط فى الطعام
_ أدم مامتك قابلتك هتفت بها زوجة العم الدكتور ريهام
فانتبه لها الجميع وإلى إنقلاب قسمات أدم وهو يقول
_ مشفتهاش من سنين تقريبا ليه
_ شفتها فى المطار هى وجوزها وإحنا جين
ظهر الحزن على
وجهه أدم ولم يكن الوحيد فقد كان العم ناجي به نظرة حنين الى الماضي جعلت ملامحه الهادئة تلين
وبقى الصمت على طاولة الطعام وكانت ياسمين الوحيدة التى تتناول الطعام بشهية كبيرة ولايعلم أحد أنها تخفى مابها من توتر
وما إن إنتهت من تناول الطعام ذهبت مسرعة الى غرفتها تستلقى على الفراش ومعدتها ممتلئة بالطعام فتسرب اليها النوم لتذهب الى عالم الاحلام
وفى عصر اليوم
كانت الشمس هادئة بدفئها تحمل نسمات لطيفة تمر عبر شرفتها فجأة ظهر صوت العم عبده يصيح بصوت مرتفع أسفل غرفة ياسمين
_ ياست ياسمين صحبتك هنا
_ هالة قولها هالة هتفت بها هالة الى العم عبده وهى تقف بجانبه تحت شرفه
ياسمين تنتظر أن تأتى اليها
فلم تأتى اى استجابة فأخبرها العم عبده أنه سيصعد الى باب غرفتها ينبأها بقدومها
فأنتظرته هالة فى فناء المنزل تجلس على كرسيا خشبي مريح فرأت شابا تتذكره جيدا يتمشي أمامها وينظر الي السماء يتفقد أحوالها
_ الجو حلو أووى النهاردة
إإيه دا هو أنت
مطت شفتاها وهى ترى أنه يمثل انه متفاجا بقدومها فقالت بسخرية
_ ياسلام
_ وحياة السلام هتف بها وهى يبسط زراعيه لها حتى تصافحه
فنظرت اليه باستحقار من أعلا وأسفل وقالت
_ أنت بارد أووى على فكرة روح شفلك حد تانى احنا بنتعالج ياخويا مش ناقصين
وما أن جاء نادر يتحدث رأى ياسمين تأتى وهى تتثائب الى هالة وتقوم بالقاء السلام فتذكر كلام والده عنها بأنه يجب أن يتقرب منها حتى تكون صديقته ويقوم بعلاجها نفسيا وجعلها تتقرب منهم فى المنزل بدون أن تعرف أى شئ
فإن نجح فى تلك المهمة سيفتتح له والده عيادة ضخمة
فوالده يشعر بالقلق كثيرا عليها وخاصة أن الطبيب المعالج لها كان يخبره أنها يجب أن تعرض على طبيب نفسيا فمن الخطأ ان تبقي هكذا فكان يخشي أن يخبرها بالذهاب فتحزن على نظرته لها بأنها مريضة
فهتف نادر أمامها ليخرجهما من كلامهما
_ ياسمين أنا معايا تذكرة لملاهي هتفتتح جديد النهارده تحبي تاخذي تذكرة تروح مع صحبتك
فهتفت هالة مسرعة
_ أاااه تعالى ياياسمين نروح نفسي أتفسح أأووى
تنهدت ياسمين فهى الاخرى تريد أن تهرب قليلا من ضغط قرب الامتحانات وضغط أدم وتفكيرها الزائد
فمالت رأسها بايجاب
_ خلاص تعالو أوصلكم
كزت هالة على أسنانها وهى تراه يتلزق بهما كالغراء فقالت
_ لا هنروح موصلات
_ خليه ياهالة يوصلنا قالتها ياسمين واقتربت من هالة تخبرها
_ خلينا نوفر الفلوس
فارتاح
نادر لسماع ياسمين فقد وفرت عليه عناء
وبعد إنتهاء الجميع من تجهيز الاشياء قاموا بالتجمع مرة أخرى وجلست ياسمين وهالة فى السيارة فى المقعد الخلفي
همست هالة فى أذن ياسمين
_ الولد دا بارد مبقبلوش
لم تعلق ياسمين عليها فقد كانت شاردة فأردفت هالة _صحيح أنت روحتي للبيب أنا فلوسي خلصت
_ وأنا كمان
وصل همسهم الى نادر فهتف بحماس وهو يشير خارج السيارة الى مكان فى الطريق
_ على فكرة أنا هفتح عيادتي قريب جدا فى المكان اللى هناك دا
فهمست ياسمين الى هالة
_ تعرف انه دكتور نفساني
_ دا
متابعة القراءة