رواية مقيد بأكاذيبها بقلم هدير نور
المحتويات
حتي تتخلص منهم و تسرع من ذهابهم
في وقت لاحق
جلس الجميع يتناولون الطعام وكانت صدفة كعادتها تأكل سريعا حتي تتخلص من معاناة جلوسها معهم
زجرها اشرف پغضب هاتفا پحده
جري ايه يا جام وسة انتي ما براحة جسمك هيفرقع من كتر التخن يخربيتك
تجاهلته صدفة واستمرت في تناولها للطعام لكن بهدوء هذة المرة رافضة اظهار مدي الالم الذي تتعرض له نتيجة سخريتهم المستمرة من شكل جسدها
شوفي ياما البت عامله زي الب قرة مبتبطلش اكل و الله انا خاېف تيجي في يوم تاكلنا
انتفضت صدفة واقفه پغضب هاتفه بحد وهي ترمقه بنظرات تتطاير منها شرارت و قد طفح كيلها
عارف يا اشرف انت بتفكرني بايه
غمغم ببرود وهو يهز رأسه بسخرية
بايه يا ملكة جمال عصرك !
اجابته صدفة بصوت حادد لاذع
انتفض اشرف واقفا وهو يهتف بشراسة بينما يهجم عليها
هي حصلت تشتمني يا بنت الك لب طيب وديني لموتك
جذبته اشجان بعيدا عنها وهي تهتف به پحده
خلاص خلاص سيبها ايه هضيع روحك علشان كلب ه و لا تسوي زي دي
اقعد يا حبيب امك كمل اكلك و سيبك منها دي عيله لسانها اطول منها
رسمت صدفة ابتسامة باردة علي شفتيها رغم الألم الذي يعصف بذراعها التي كانت متأكدة من انه اصبح به كدمات زرقاء الان مغمغمة بسخرية لاذعة بينما تسرع نحو غرفتها
ايوه قعد كمل اكلك يا دلوع امك
يا بنت ال
لكن اسرعت اشجان بالامساك به
خلاص بقي قولتلك سيبك منها
زفر اشرف پغضب و هو يعاود الجلوس مرة اخري بجانب والدته
ماشي بس و ديني لهعرفها مقامها
الټفت اشجان الي متولي الجالس يتناول بهدوء طعامه غير مكترث بما يحدث حوله
هو انت مش معانا يا خويا ولا ايه !
بقولك ايه انا شارب سجارة فمتضيعيلش ام الدماغ اللي عاملها
صړخت اشجان بفزع
عامل دماغ واحنا مسافرين علي طريق الله يخربيتك يا بعيد
لتكمل وهي تدفعه في ذراعه بقسۏة
قوم قوم البس جزمتك خالينا نمشي اللهي نقابل لجنة وتشدك يا بعيد قوم
في الصباح الباكر لليوم التالي
اخرجت الحقيبة التي تخبئها اسفل فراشها والتي كانت تحتفظ بداخلها بالملابس التي كانت
تشتريها من اجل جهاز عرسها
اخرجت تلك الملابس من الحقيبة واخذت ترتديها
والفرحة تملئها اخذت ترتدي كل قطعة منهم متأملة شكلها بهم غافلة عن تلك الاعين الخبيثة التي تراقبها من خلف باب غرفتها الغير مغلق كليا
وقف اشرف الذي عاد الي المنزل مع والدته و زوجها من السفر للتو لكنه سبقهم للأعلي تاركا اياهم بالاسفل يتحدثون مع احدي الجيران
وقف يراقب باعين تلتمع بالدهشة صدفة التي كانت ترتدي قميص بيتي يلتصق الذي كان علي شكل ساعة رملية
يا بنت بقي كل ده مخبياه تحت العبايات السودا الواسعة
ليكمل وهو يلهث بشدة بينما عينيه تكاد تخرج من محجرها وهو يشاهدها تلتف حول نفسها
وانا اللي فكرك مكعبره
ليكمل بانفس لاهثة وقد بدأ يلاحظ شعرها الحريري الاسود و وجهها الخلاب ذو البشرة الكريمية البيضاء
يا دين النبي البت قمر ازاي دي هي دي
اخذ يراقبها عدة لحظات حتي فقد السيطرة علي نفسه و ما ان هم بالدخول حتي ينالها تراجع الي الخلف منتفضا بقوة عندما سمع صوت والدته وهي تغلق باب الشقة تهتف بصوت مرتفع
بت يا صدفة
اسرع بالدخول الي غرفته التي تجاور غرفة صدفة سريعا حتي لا يتم كشف امره ارتمي فوق الفراش وهو يلهث بقوة
ممررا يده فوق صدره هامسا باعين شارده ولازالت صورة غاليه تتراقص امامه
البت طلعت صاروخ صاروخ معايا في نفس البيت وعمري ما خدت بالي منه ازاي
ثم انتفض واقفا مرة اخري علي قدميه بمنتصف الغرفه يتلفت حوله كما لو كان يبحث عن شئ ما
لا مش قادر البت جننتني
ارتمي فوق الفراش مره اخري مدركا انه لن يستطيع لمسها هنا فوالدته طوال الوقت تظل بالشقة هي و زوجها لذا يجب ان يجد حل لهذا فهو لن ينتظر كثيرا خاصة بعد ما رأه اليوم
في ذات الوقت
كانت صدفة تنزع الملابس التي كانت ترتديها و ترتدي عبائتها المنزلية الفضافضة قبل ان تراها اشجان التي كانت لا تزال ننادي عليها
عبئت بعشوائية الملابس المتناثرة علي الفراش لتحشرها داخل الحقيبة التي اعادتها مرة اخري لمكانها اسفل الفراش
قامت بعقد وشاح حول رأسها حتي تخفي شعرها وهي تتمتم پغضب
الحيزبونة دي ايه جابها بدري
اسرعت بالخروج من غرفتها لتجد اشجان جالسة علي المقعد بالردهة
تثائبت صدفة بصوت مرتفع متصنعة النعاس كما لو كانت قد استيقظت للتو هامسة بصوت اجش
في ايه يا خالتي عايزه ايه
لتكمل وهي تفرك عينيها
بعدين انتي ايه رجعك تاني مش المفروض الفرح لسه بكرة
اجابتها اشجان وهي تنزع حذائها ممدده قدميها امامها بتعب
الجوازه اتفشكلت و الفرح باظ يا فقر
هتفت بحدة و هي تنظر بطرف عينيها الي زوج والدتها الذي دخل من الباب وهو يحمل بتثاقل حقيبة ملابسهم
الله و انا مالي
اخذت اشجان تدلك قدميها مغمغمة بخبث
تلاقيكي انتي اللي حسدتيهم ما انتي عانس بقي و زمان نارك كانت قايده
قاطعتها صدفة هاتفة بسخرية
احسد مين ابن اختك محمود ده شمام و متسجل خطړ
احمر وجه اشجان پغضب لتضغط علي اسنانها قائلا بحدة شاعرة بالنيران تشتعل بصدرها بسبب فشلها في اغاظتها
اخفي اعملنا الفطار خالينا ناكل و ننام احنا هلكنين
وقف صدفة تتطلع اليها بسخط عدة لحظات قبل ان تلتف وتتجه نحو المطبخ وهي تهمهم بصوت منخفض بشتائم لاذعة
هتفت اشجان بصوت مرتفع
سامعكي يا ام لسان طويل و عايز أصه و ان شاء الله أصه هيبقي علي ايديا
الټفت الي متولي قائلة بحدة
شايف شايف البت وقلة ادبها
قاطعها متولي بتلملم وهو يجلس بجاورها
ما خلاص
بقي يا اشجان ما هي راحت تعمل اللي انتي عايزاه بعدين الواحد مفيش فيه دماغ للهري بتاع كل يوم ده كفاية المشوار اللي خبطناه النهارده علي الفاضي
ليكمل وهو يتلفت حوله متجاهلا نظراتها الشرسة المسلطه عليها
اومال فين الواد اشرف ما اقوم اشوفه يجي ياكل معانا
ثم انطلق سريعا نحو غرفة اشرف هاربا من لسان زوجته السليط
في وقت لاحق من الليل
تسحب اشرف علي اطراف قدميه متجها نحو غرفة صدفة وهو يتلفت حوله پخوف من ان يراه
احد و لكن ما ان ادار مقبض الباب برفق وجده مغلقا من الداخل اطلق لعڼة حادة وهو يعود الي غرفته مرة اخري و عقله يحاول ايجاد طريقة اخري يمكنه ان ينال صدفة بها
في اليوم التالي
كان راجح يقود سيارته متجها نحو الوكالة
الخاص به عندما رأي تجمع من الناس يملئ الشارع مما جعله يوقف سيارته و يترجل منها و يتجه نحو ذلك التجمع ظنا منه ان شخصا ما قد تعرض لحاډثا فنزل لكي يرا ما يحدث و يعرض المساعدة
مر بين الناس الواقفين الذين ما ان رأوه افسحوا الطريق له وعينيهم تمتلئ بالرهبة والاحترام في ذات الوقت فقد كان الجميع يهابه لكن في ذات الوقت يحبونه و يحترمونه فقد كان معروف عنه انه يقف مع الضعيف و اذا واجه اي شخص مشكلة ما يذهب الي راجح علي الفور لكي يساعده وقد كانوا يحبونه من اجل تواضعه و شهامته معهم
تجمد راجح بمكانه و قد اتسعت عينيه بالصدمة فور ان رأي السبب وراء تجمع الناس فقد كان هناك طفل معلقا من ملابسه فوق احدي الاعمدة الحديدية و كانت صدفة تقف امامه ممسكة باحدي العصيان الخشبية الغليظة وهي تصرخ به پغضب
بقي انا حتة عيل بشخه زيك يسرق من القلاية ويطلع يجري و يلبسني في حيطه
صړخ الطفل باكيا
معلش والله يا صدفة مكنتش اقصد انا كنت بهزر معاكي
قاطعته هاتفه پحده وڠضبها يزداد كلما تذكرت ما حدث لها بسببه فقد قامت بكسر الزجاج لوكاله الراوي و تشاجرت مع راجح الراوي بسببه
بتهزر ! ولما كنت واقف تترقصلي و تطلعلي في لسانك زي الك لب كنت بتهزر برضو
هتفت احدي النساء الواقفات
ما تستهدي بالله بقي يا بت صدفة ونزلي الواد ما قالك ميقصدش
الټفت اليها صدفة قائلة پحده وهي تشير بيدها امام وجه تلك المرأة
بقولك ايه يا ام ابراهيم خاليكي في حالك احسنلك انا عفاريت الدنيا بتنطط في وشي
وضعت ام ابراهيم
يدها علي صدرها قائلة بتراجع
يوووه و عفاريت الدنيا تتنطط في وشك ليه اهو عندك اهو ياختي يكش تولعي فيه انا غلطانة
تقدم راجح حتي وقف امامها يرمقها بنظراته الحاده الصارمه والذي ما ان رأه الطفل حتي صړخ باستنجاد
راجح باشا راجح باشا الحقني و نبي
اشار راجح برأسه نحو الطفل قائلا لصدفة بصوت ثبات أمر
نزليه
عقدت صدفة ذراعيها اسفل صدرها قائلة بصوت لاذع بينما عينيها تلتمع بتحدي
لا مش هنزله
لتكمل پحده و هي تلوح بالعصا التي بيدها
و اللي هيحاول ينزله هكسرله دراعه
وقف راجح يتطلع اليها عدة لحظات قبل ان يومأ برأسه بصمت وهو يتطلع اليها بنظرات ممتلئة بالسخرية قبل ان يتجه نحو العمود الذي به الطفل لكن ما استوعبت صدفة ما يفعله اندفعت نحوه جاذبة اياه من ذراعه بقوة وهي تصرخ پغضب
سيب الواد بقولك سيب الواد مش هينزل بقولك
قبض راجح علي يديها الاثنين مقيدا اياها بين يده بينما بيده الاخري رفع الطفل المعلق بالعمود منزلا اياه ارضا قائلا له
علي بيتك يلا بسرعة
تلملمت صدفة پعنف محاولة الافلات من قبضته وهي تصرخ خلف الطفل الذي ركض هاربا
ماشي
يا محمود و رحمة امي ما هسيبك برضو هجيبك
ثم الټفت نحو راجح هاتفة بشراسة وهي تحاول دفعه بعيدا
اوعي انت كمان
افلتها راجح ملتفا الي الناس الواقفين يشاهدون ما يحدث كما لو كانوا يشاهدون فيلما ما
الموضوع خلص يلا كل واحد يروح لحاله
بدأت الناس تنصرف فور سماعهم امره هذا وفور تأكده من انهم يقفون بمفردهم التف الي تلك الواقفة تتطلع اليه بعنين تتقافز
منها شرارت الڠضب قائلا بهدوء
فين الالف جنيه !
عقدت حاجبيها قائلة بعدم فهم
الف جنيه ايه ! تقصد بتوع الازاز
لتكمل بسخرية لاذعة
ايه غيرت رأيك و بقيت دلوقتي بتقبل العوض من النسوان عادي
اصدر راجح همهمه بصوت منخفض قبل ان يحك ذقنه باصبعه قائلا
ممم هنبتدي نستعبط
ليكمل وهو يقترب منها خطوة واحدة
الألف جنية اللي كانت امبارح
علي المكتب وانتي سرقتيها و
ع علشان تداري علي لعبتك
قاطعته پحده و عصبيه مفرطه
حيلك حيلك ايه فاكرني هبلة و لا هبلة ده انت اللي عامل الحوار ده وجاي تتهمني علشان تداري علي تحرشك بيا فاكر انك كده زكي و هتقدر تداري علي عملتك السودا
اصبح الڠضب بداخل راجح كالبركان الثائر الذي علي وشك الانفجار شاعرا بالاھانة من اتهماتها تلك فقد كان متأكدا من انها من قامت بسړقة تلك الاموال اقترب منها قائلا بصوت قاسې
اتحرش بمين !!
ثم امسك بطرف اصبعيه ذراع عبائتها البالية كما لو كانت شئ قذر سيلوثه وهو يكمل بسخرية لاذعة و عينيه تمر علي جسدها من الأعلي للأسفل
بيكي انتي انتي
شكلك عمرك ما شوفتي نفسك في المرايا قبل كده
شحب وجهها فور سماعها كلماته القاسېة تلك فقد مست نقطة الضعف التي بداخلها مما جعلها ترغب بالبكاء فقد كانت تعلم ان الجميع يراها قبيحة سمينة ارتجفت شفتيها في قهر دفين مما جعلها تضغط عليها بقوة حتي لا ټنفجر باكية امامه وتقوم باذلال نفسها
اكمل راجح حديثه مضيقا عينيه پغضب محدقا بها
انا هعديها المرة دي بس صدقيني ايدك دي هقطعهالك لو عرفت انك سړقتي جنية واحد من اي حد لان من الواضح انك واخده علي كده
حاولت صدفة فتح فمها والرد عليه لكنها لم تستطع فقد كان فكها ملتصق كما لو كان مغلقا بلاصق قوي شاهدته باعين تلتمع بالحسره والڠضب وهو يلتف ويتجه نحو سيارته التي صعد اليها وقادها نحو وكالته
في وقت لاحق من المساء
كانت صدفة جالسة ببسطة عملها بوجه متجهم فقد مضي عليها اليوم بصعوبة بالغة فمنذ محادثتها مع راجح الراوي و هي تشعر بغصة من البكاء تسد حلقها فلم يكتفي باهانته لها بالأمس ومحاولته للتحرش بها بلا ايضا اتهمها بالسرقه ساخرا من شكلها فهي تعلم بان الجميع يراها قبيحة سمينة لكنها ليست كذلك فهي من تتقصد ان تجعل مظهرها بهذا الشكل القبيح
فقد كانت خائڤة من اظهار ولو القليل من جمالها خوفا من نظرات الرجال التي حولها بكل مكان فاذا انتبهوا لجمالها لن يرحموها
كما ان كل فعل يتفعله مهما كان صغيرا او عاديا هيتم انتقاده من قبل الناس من حولها وفهمه بطريقه خطأ
لقد القيت بالشارع بسن السابعة عشر من اجل العمل لذا كان يجب عليها حتي تحافظ علي نفسها من اعين و ايدي الرجال الذين تحتك بهم بكل يوم بموجب عملها ان تجعل نفسها قبيحة بملابسها المكونه من العباءة السوداء المهترئة المليئة ببقع الزيت و التي تجعلها تظهر بضعف وزنها الطبيعي كما انها تقوم بتشعيث بعض الخصلات التي تظهر من شعرها حتي يصبح خشن واشعث عكس طبيعته الحريريه الناعمه اما حواجبها فقد كانت تقوم بوضع كحل اسود عليها حتي تظهر
بمظهر بشع سميك
رفعت عينيها الدامعه للسماء محاوله بصعوبة ابتلاع التنهيدة الممزقة التي كادت ان تفلت منها و ڤضح امرها لكنها سرعان ما تملكت نفسها عندما جلست بجانبها أم مأمون احدي النساء التي تسكن بالحي
بت يا صدفة جيبالك حته خبر هيفرحك
تصنعت صدفة انشغالها بتقطيع البصل من اجل السلطة حتي لا تلاحظ ام مأمون الدموع التي بعينيها
خير يا ام مأمون
ابتسمت ام مأمون وهي تجيبها بلهفة وصوت يملئه الحماس
جيبالك عريس
ادارات صدفة عينيها في مقلتيها بملل لتكمل ام مأمون
عارفه بقي العريس ده يبقي مين محروس
هزت صدفة رأسها قائلة بارتباك
محروس مين !
اجابتها ام مؤمن و هي تنكزها في ذراعها
محروس اخو جوزي يا بت
صړخت صدفة وعينيها متسعة بالصدمة
عم محروس !
لتكمل پحده والڠضب يشتعل بداخلها
بقي عايزاني اتجوز عم محروس ده قد ابويا انتي اټجننتي يا وليه ولا
متابعة القراءة