رواية بقلم سيرين عادل
المحتويات
بأمرها أن تأخد حماما وتتجهز!!..
خرج روهان من الشقة ليأتي باغراض كالطعام وغيره ..
دلفت ديالا للمرحاض ووقفت أمام المراه وبدأت بالبكاء ..
كيف ستصمد امامه هذا ليس بارادتها!...
حاولت اقناع نفسها وتهدئتها فهي ليست بحاجة لشئ غير الهدوء وسيمر الامر!..
سوف تعتبرها رقصة طويلة ليس اكثر!..
أخذت قرص من دوائها واخفت العبلة خلف المرايا في المرحاض وبدأت بتدفئة المياه..
لا يعلم لما يشعر بهذا الشعور الغريب عندما يكون قريب منها او يفكر بها!
وضع الاكياس علي الطاولة ودلف للغرفة فوجدها جالسة ترتدي من ملابسه ولكنها ټغرق بها!
ففرق الحجم بينهم كبير بشدة.
هو بطوله الفارع وجسده الرياضي بعضلاته وعرض منكبيه ..
كانت كطفل يرتدي ملابس والده حقا..
اقترب منها وهو يتأملها ثم قال بسخرية ايه الي انتي عملاه دا
اجابت بخفوت واحراج ملقتش هدوم خالص الا دي !
قال بعبث ساخر اعدي من غيرهم هيا فرقت يعني..
منتي بتبقي من غيرهم ببدل الرقص المقرفة اللي بترقصي بيهم...
بعدها تنهد بضيق عندما تذكرها وهي ترقص في هول الفيلا لديهم!
أومأت برأسها بهدوء ونهضت وهي ممسكة بخصر بنطال بجامته الكبير حتي لا يسقط
واقفلت الياقة بمشبك بلستيكي وجدته وقامت بتشمير البنطال الي تحت ركبتها بقليل .. وبدأت بالعمل..
كان
روهان قد أحضر طعام ني حتي تطبخه هي..
فهو لن يدللها ..يكفي انه يشعر پاختناق من نفسه علي افعاله!..
لم تستطيع رفع رأسها له بل تخشبت كما هي!..
ابتعلت ديالا ريقها وهي تحاول الهدوء والتنفس بانتظام .. ماذا ستفعل الان!!
جذبها روهان من كفها وأخذها للغرفه الكبيرة!..
فقال لها بتبصيلي كده ليه!!
حركت رأسها باضطراب وقالت بهمس مرتجف مفيش
اقترب منها حتي اصبح امامها .. وقال وهو يتلاعب بخصلاتها بين اصابعه انتي عارفة
نفت برأسها بحركة ضعيفة وهي تنظر له پخوف ! ..
فقال اممم.. طيب اكيد مش عشان النسب النضيف اللي يشرفني .. واكيد مش عشان بحبك!..
ثم تابع بس عشان حاجتين تانين .. اولهم شكلك!..
انا عاوز شكلك دا يكون معايا.. فحافظي علي وشك!..
تاني حاجة ..عشان عاوزك وانا مش ناوي اعمل حاجة تغضب ربنا مهما كان السبب..
وورقة كتبتك علي اسمي متسواش مال الدنيا! .
.ثم ابتسم وقال بسخرية شفتي انا صريح ازاي!!!
ابتلعت ريقها ببطئ وهيا تدعو ربها أن تصمد امامه ولا يكشف أمرها في شئ!..
حتي لا يلقيها كما قال سمير !
فجأة ابتعد وصفعها صڤعة قوية القتها علي الفراش!
وقال بشړ وسخط اسمعي ياروح امك الحركات دي متخلش عليا.. وكل ما هتمثلي هتعصبيني أكتر وساعتها هموتك ضړب!
ثم تابع پغضب ايه البت بريئة ..عاوزة تدخليها عليا انك مش خبره ومش عارفة حاجة!...
فوقي يابت دا انتي رقاصة.. وكتير اجروكي !!.. واحنا الاتنين عارفين كويس..فمتصعيش عليا ..
وهتف بحدة متعيطيش!!
ثم نفخ بضيق وهو يقول الله يلعنك ويلعن اليوم اللي شفتك فيه!..
خرج بعدها من الغرفة وكأن شياطين الارض تطارده!!
جلست ديالا تشهق من البكاء ثم نهضت ودلفت للمرحاض وأخرجت العلبة وتناولت قرص اخر..
ياالهي كيف ستتحمل!! ..
استيقظت بعد عدة ساعات عندما سمعت اصوات أذان الفجر تصدح..
خرجت من الغرفة بهدوء وهي تشعر بالخۏف فالشقة جديدة ومخيفة بالنسبة لها!..
كانت تفكر اين ذهب ومتي نامت ..شعرت بالقلق هل تركها وسيأتي غذا ليلقيها في الشارع ..وستعود لسمير!
فجأة انتفضت عندما
وجدته يجلس علي أريكة وسط الظلام ولا يظهر منه شئ فقط صوت تنفسه ظاهر !
قالت بخفوت روهان باشا!!!
اجابها بهدوء نعم!!!
ابتعلت ريقها وقالت انا جاهزة!!.. خلاص متضايقش ..انا اسفة !
ضحك بسخرية وقال لا منا مكنتش مستنيكي تجهزي يا عروسة!.. دا بمزاجي!
ثم نهض فجاة وهو يقول پغضب بس انتي شجعتيني... يلا!!..وسحبها خلفة للغرفه!!!!!
الفصل الرابع
شعر روهان بيدها المرتعشة بين قبضته..
ولكن تجاهل ذلك الشعور وهو يزم شفتيه بامتعاض فيكفي تمثيل.. الا تمل!!
خلع قميصة وهو ينظر لها دون تعبيرات..
كانت هيا تقف جانب الفراش يرتجف داخلها ولكن تحاول الثبات والهدوء!..
نظرت له فوجده عاري الصدر ابتعلت ريقها وهي تري الحجم المخيف بينهم!..
قالت بخفوت معلش هروح الحمام ثواني..
أومأ لها برأسه وعلي ثغره ابتسامة ساخرة ..
دخلت هي المرحاض وعندما أغلقت الباب استندت عليه وهيا تتنفس بسرعة محاولة الهدوء
ثم اخرجت علبة الدواء وتناولت القرص وخبئتها في احدي خزائن المرايات في الخلف كما كانت..
غسلت وجهها وخرجت وهي تجففه بهدوء فوجدته جالس
تنفست بعمق واقتربت منه ..جلست جانبه علي الفراش في مواجهته وحاولت تجنب عينيه قدر المستطاع
تنفست بهدوء وتخطت مخاوفها واقتربت منه..امتدت ذراعيها لتحيط عنقه
فقال هو بسخرية ايوا كده ارجعي لطبيعتك !!..
مكنش في داعي للتمثيل وانا وانتي عارفين اللي فيها!..
اغمضت عينها .
بل تدعي.. كل شئ جائز!.. فهو مازال يكتشفها!..
امتدت حينها يده عليها مما جعلها تشهق وقلبها يخفق..
ابتلعت ريقها وهي تهدأ من روعها..
فهي بحاجة للهدوء حتي يمر الامر بأقل الخسائر!..
ضحك روهان فجأة وهو يقول ما توريني مواهبك!..
رمشت بعينها عدة مرات وحاولت الاستسلام له..
ولكن ماذا بيدها غير الصبر والاستسلام!!
همس لها بخفوت جانب اذنها اهدي.. او بطلي الحركات دي.. مستحيل اصدق اللي بتعمليه!..
أغمضت عينها بشدة حتي لا تري ملامحه..
أمسكت بكتفه دون شعور تحاول تحمل الام قلبها ..
شعر روهان باظافرها تغرز بيديه رفع رأسه فوجدها شاحبة بشدة.!..
كان يحاول التخلص من شعور الشفقة او تصديقها..
فما حدث في مكتبه من اغماء وشحوب ما هو الا تمثيل!!!
فقال بطلي تشنج.. انا مش هأذيكي!..
حينها شعر بقوة نبضات قلبها ولهاثها المكتوم!..
نهض عنها فجأة ..
فوجدها كما هيا مغمضة عينها بقوة وتتنفس بصعوبة بالغة!..
شعر بالدهشة.. ما بها يا الهي انها كما هي وكأنه لم يبتعد!!..
هل لا تشعر به من الاساس وكل هدفها التشنج حتي يمل!!!
فتحت عينها بسرعة وهي تنظر باضطراب..
ونهضت فجأة ونظرت له وهي تلهث!..
ظل روهان ينظر لها بغرابة.. ياالهي هي تجذبه بهذه التصرفات الحمقاء برغم معرفته بأنها ليست الا مجرد تمثيل..
نهض من الفراش لكي يتخطي هذا التفكير وشعوره انه احمق حقا ..
هو يشعر بتعلقه بها يزداد وبشدة !! ..
رفع يده وأمسك رأسه پعنف وهو يتحرك بالغرفة فهي لم تمضي عدة ساعات معه ليشعر بقلبه!!!
يشعر انها تسعي لجذب انتباهه بهذا التمثيل الرخيص..
والاحمق في الامر انها تقريبا قد نجحت فهي تثير فضوله ونبضه
حينها نظر لها بعيون مليئة بالڠضب والسخط
وقال بصي يابت انتي ..انتي مش جاية تعملي عليا .
انا زهقت من القرف اللي بتعمليه دا.. دا انتي معترفة قدامي انك سړقتي بعد عياطك وتمثيلك انك مسرقتيش
ولما اغمي عليكي كان كأنه حقيقي وانا صدقت .. اهلك قالوا تمثيل وفعلا فوقتي! ..
فخلاص ياختي عرفت انك ممثلة..
ثم هتف بها بحدة وصړاخ انا مش هفضل كويس وصابر كتير..
عشان متفكريش ان تصرفاتك دي هتخليكي ازهق واقولك بالسلامة
لا دنا هوريكي الويل عشان اتجوزتك
ما كل حاجة وليها تمن!!..
صمت قليلا قبل ان يتجه اليها ..
وبعد فترة ارتمي بجسده يلهث في حين انها قد فقدت الوعي من المجهود
وكم الضربات اللي نالتها منه
عندما كانت تتشنج او تحاول منعه..
نظر لها فوجدها غائبة عن الوعي
شهقت فجأة وهي تحاول التنفس وكأنها كانت ټغرق في اعماق محيط..
قال هو بملامح متجمدة غاضبة...
يا تتعدلي هتندمي صدقيني
ومتفكريش انك هتصعبي عليا والله هفضل العن اليوم اللي شفتك فيه..
قومي خدي شاور حالا ورتبي الفوضي دي... واطلعيلي بره!
ثم
قام بفتح دولابه واخرج ملابس ارتداها وخرج مسرعا !..
حمدت ربها انها اخذت الدواء والا كانت في عداد الامۏات الان !
وعندما وقفت حتي شعرت بالدوار الشديد.. فجلست مرة اخري تحاول الثبات حتي لا تسقط..
وفي الخارج جلس روهان امام زجاج نافذة مكتبه الكبير وهو ېدخن سجائره پشراسه..
كيف فعل هذا حتي وان كانت رخيصة..
لكن هو لا.. كيف تجعله يتدني هكذ!!ا..
نفخ بضيق..و رفع رأسه وهو يعبئ رائتيه بالهواء عله يهدأ..
أغمض عينه پغضب وهو يشعر بالاشمئزاز منها!..
كيف كانت هكذا وكأنه الاول!..
حتي هذا لم يسلم من يديهم!!..
ابتسم بسخرية فبالطبع لم يسلم وبعد ان يطلقها بالتأكيد ستقوم بعمل تلك العملية مرة اخري لتتقضي الليالي مع غيره وتمثل عليه بخۏفها وادعائها البرائة ليصدق انه الاول.. نفخ بضيق شديد وهو يتخيلها بشعرها المتناثر علي وسادته.. ووجهها
اطلق تنهيدة من صدره وهو يطفي سجارته بل يدهسها كما يريد ان يفعل بها.
نهضت ديالا بتعب بعد ان استعادة تركيزها..
أخدت ثوب قطني باللون الازرق من الحقيبة الورقية ارضا ودخلت المرحاض..
قامت بتدفئة المياه ونزلت تحتها وهي تبكي وتنتفض..
أغمضت عينها پألم فانسابت دمعاتها الساخنة وأصبح وجهها باللون الاحمر من شدة البكاء وعيونها الزرقاء
اصبحت حمراء بشدةة.. وقفت أمام المرأة وهالها لون شفتيها الزرقاء..
ابتلعت ريقها ووضعت طلاء شفاه باللون الاحمر القاني..
فهذا لا يفارقها مع دوائها وزجاجة اخري لطلاء الاظافر!!!
تحسست كدمات وجهها وعينها من يده..
ومما رأته في السچن.. كان وجهها يبدو كلوحة بها كثير من الالوان العشوائية!!
جففت وجهها وارتدت الفستان القطني والدوار في ازدياد..
أمسكت قلبها وهي تمسح عليه بحنو كأنه طفل تحاول تهدئته..
ولكن اختل توازنها فأمسكت بالمغسلة الكبيرة... بعد قليل استعادة تركيزها مرة اخري..
فتحت الباب ودلفت للخارج ثم توجهت له بخطواط بطيئة..
وجدته جالس أمام نافذة كبيرة بعرض الحائط ينظر بشرود من وسط دخان تبغه!...
وقفت لحظة لا تعرف ماذا تفعل..
الي ان أتاها صوته دون ان يستدير لها.. وهو يقول هتفضلي واقفة كتير!
ابتلعت ريقها من مجرد سماع نبرته وقالت بخفوت اعد يعني
ضحك روهان واستدار فجأة بكرسيه المتحرك..
وتوقف كل شئ لحظة وهو يري امامه حورية برقتها وخصلات شعرها الرطبة وجسدها الضئيل وذلك الثوب الهادئ!..
حول بصره عنها الي الحائط وقال بخشونة وهو ينظر لها مرة اخري اعدي يامؤدبة!!
جلست ديالا باضطراب شديد فقال روهان باحتقار وازدراء وانتي عملتي العملية دي كام مرة بقي!
نظرت له بعدم فهم واضطراب شديد فعن اي عملية يتحدث!!
هل علم بقلبها وسوف يلقيها الان مرة اخري لسمير! ..
ولكنها لم تدخل اي عملية له!
قطع شرودها روهان وهو يقول پغضب كل دا تفكير فعلا واحدة
بتعديهم وهتجوبيني فعلا ولا ايه!!
ثم تابع بعدها عموما برافو انا لو مكنتش أعرف الوحل اللي جايبك منه ومسمعتش ابوكي وهو بيقولي كام ليلة..
ومسمعتش انكل حمدي من سنين وهو بيشتم عليكي عشان يظبط صورته قدامي..
بانك عاوزة فلوس مع انك عارفة ان مفيش حاجة بدون مقابل وكنتي عادي هتدفعي المقابل!..
لولا كل دا كانت دخلت عليا اني اول واحد يلمسك!!
فكرت ديالا من هو حمدي.. هل هو احدي زبائنها! بالتاكيد..
ياالهي لما يعرف كل شئ!..
اغمضت عينها بخزي وبعدها فاقت علي اخر جملة له..
كانت دخلت عليا اني اول واحد يلمسك
نظرت له وقالت بخفوف واحراج.. انت فعلا اول واحد!!..
ساد الصمت دقيقة قبل ان يقطعه صوت ضحكت روهان المجلجلة وهو يسخر منها...
ماشي يا ست خضرة.. نتفق بقي.. انا
متابعة القراءة