غيوم ومطر بقلم داليا الكومى
ان يحضر احدا من عائلة خالتها منى لكن حضور نور غير مفاهيمها تماما خلف نور دخلت خالتها منى شخصيا وهى تتأبط ذراع ووالدتها خالتها تجاوزت مرارتها وحضرت لتهنئها كم كانت تشعر انها صعلوكه حقيره امام كرم اخلاق خالتها نظرات الفرح علي وجه نور لدى رؤيتها لمحمد كانت مفضوحه بصوره كبيره فريده خشت ان يتوقف قلبها من مفاجأة رؤيته فالمفاجأه كانت شديده للغايه والدتها لم تتمالك نفسها وصړخت من الصدمه فمحمد اخفى حضوره جيدا وفاجأ الجميع
رؤيتها لمحمد ورؤيتها لخالتها اثارت شجنها للغايه فمحمد تكبد عناء السفر من اجل دعمها وخالتها صفحت عن اسائتها لوحيدها وحضرت تستند علي ذراع والدتها في اثبات صريح علي ان الډماء لا تتحول ابدا لماء دموعها الغزيره تسببت في تلطيخ وجهها بلطخات سوداء من كحلها شديد السواد الذي اختارت وضعه اليوم الكحل الداكن كان كل زينتها لليوم وهاهى افسدتها اتجهت الي دورات المياه كى تصلح ما افسدته الدموع بعد محاولات مضنيه تمكنت من تنظيف وجهها فالكحل اثبت انه من نوع جيد وازالته بصعوبه غسلت وجهها جيدا واعادة هندامها الي وضعها السابق ربما رؤيتها لمحمد هى ما اعادت الډم لوجهها الشاحب او ربما فركها لوجنتيها لازالة الكحل عنهما هى ما اعادت اللون اليهما لكن النتيجه ان وجهها استعاد بعضا من حمرته المفقوده اعادت وضع كحلها ولمعت شفتاها بمرطب وردى شفاف يحميها من الجفاف فرهبة الموقف اليوم تسبب جفاف جسدها بالكامل حجابها الوردى تناغم من وجنتيها الورديتان وبلوزتها الورديه التى اختارت ارتداؤها تحت تايورها الاسود القت نظره اخيره علي هيئتها وعندما اطمئنت الي مظهرها استعدت للتقييم القادم على باب الخروج اصطدمت بفاطمه صديقتها سلسلة مفاجأت اليوم مازالت تعمل بكامل طاقتها رؤيتها لفاطمه ادهشتها للغايه فهى لم ترها منذ اخر سنة الامتياز فاطمه كانت متأنقه كعادتها بادرت فريده بتحيه حميمه مبروك يا فريده فرحتلك والله انا كنت جايه القسم عشان احضر محاضره شفت بانر مناقشتك بالصدفه قررت اهنيكى ما شاء الله عليكى خلصتى الماجستير وهتترقي مدرس مساعد وانا لسه يدوب هدخل الجزء الاول انا كمان اخدت نيابة اطفال بس انت بقي عارفه الصحه وحبالها الطويله ظهور فاطمه الغير متوقع اربكها اجابتها بارتباك ربنا يوفقك فاطمه اكملت پحقد لكن السنين مش باينه انها بتمر عليكى ده انتى احلويتى عن زمان ايه اتجوزتى تانى
دائرة مفرغه لا خلاص منها لكنها قررت كسر الدائره برحيلها اليوم ستعلن للجميع بعد الوليمه التى يعد لها محمد عن قرار رحيلها للخارج ابتهلت في صمت ان تصمد نور فقط لساعتين عادت بأفكارها الي عمر فهو اختفي تماما بعد ان اوصل جدتها كان يبتسم ببرود وكأنه يقوم بواجب ثقيل انسحبت للخلف بصمت لحظة نور ومحمد الخاصه لا ينبغي التطفل عليها اصطدمت بباقة ورود عملاقه تقف خلفها الباقه كانت بجوار باقات التهنئه المقدمه اليها من زملائها ومن العائله لكنها شعرت بإختلافها علي الفور حتى بدون قراءة البطاقه المرفقة بها علمت مصدرها كانت وكأنها تسخر منها بأصابع مرتعشه التقطت بطاقه التهنئه قرات كلمات بسيطه لكنها عرتها امام نفسها علي البطاقه الصغيره كتب بخط لا يمكن ان تنساه يارب تكونى حققتى اللي نفسك فيه حتى بطاقته التى كانت تعلم جيدا الغرض منها حملتها بحرص ووضعتها في حقيبتها مع بعض الوردات اه لو تستطيع حمل البوكيه بأكمله لما كانت ترددت لكن السؤال الذي ينهش عقلها لماذا حضر انه لم يكن يعنى تهنئتها في ملاحظته بل كان يتعمد السخريه لكنها سبقته في السخريه من نفسها واحتفظت فقط بالملاحظه لانها تحمل خط يده كانت مجبره لانهاء بعض الاوراق قبل مغادرتها مع العائله للاحتفال لذلك اتجهت الي مبنى الموظفين لانهاء التوقيعات الضروريه ما ان خرجت من بوابة المبنى حتى فوجئت بعمر يستند علي سياره جديده فارهه لم تري مثلها من قبل وكان يبدو في كامل اناقته ووسامته يا الله كم اشتاقت اليه حمدت الله علي انها كانت تضع نظاراتها الشمسيه فما اقرب الدموع اليها اليوم انتبه اليها واعتدل علي الفور اما هى فترددت بين اكمال طريقها وتجاهله اوالتحدث اليه
لكنه انقذها من حيرتها وبادرها بلهجه خاليه من التعبير مبروك
اكثر ما تتمناه الان هو التحكم في دموعها فأخر ما تريده هو ان يري دموعها التى تهدد بالنزول في اي لحظه اجابته بحزن مبروك ليك انت كمان ارادت تهنئته بالخطوبه فهى بالفعل تتمنى له السعاده عمر هز رأسه بدون اهتمام كأنه ينهى الحديث الذي يبتلعه رغما عنه هى سترحل حالا وتتركه لكنها مدينة له علي الاقل بالشكر ان كانت مازالت لا تملك الجراءه وتعتذر عن سوء خلقها معه لسنوات لكنها علي الاقل تستطيع شكره هو ايضا كان يضع نظاراته الشمسيه لذلك لم تستشف تعبير وجهه وهى تستجمع الحروف لتنطق بجملة الشكر الواجبه قالت اخيرا عمر عمر شكرا علي تكفلك بمصاريف كلية رشا وكمان عشان العقد اللي انت وفرته لمحمد عمر تأملها مطولا ثم قال بسخريه وانت بتشكرينى ليه انت مش معنيه بالموضوع ده ابدا ده موضوع بينى وبين خالتى وعلي وجه الدقه ده كان وعد وعدته ليها وانا لايمكن اخلف وعدى ابدا لكن انت مش طرف ابدا فريده اطرقت برأسها ارضا عمر يواصل امام نفسها هو لم يكن يضعها في حسابه وهو يتكفل بإخوتها لكنه كان يفي بوعده الڠضب عاد اليه وكأنه كان يخفيه بصعوبه تحت قناع البرود كانت تدرك جيدا انه يضغط علي نفسه كى
يتحدث بهدوء يخالف ثورته المفاجئه قال پحده شديده اوعى تكونى فاكره انك تستاهلي المبالغ اللي انا دفعتها فيكى ولا تفتكري انى دفعت مصاريف كلية رشا عشان خاطر سواد عيونك للاسف انا مأخدتش منك غير جسمك ومظنش ان المرات اللي امتلكتك فيها تستاهل المبالغ اللي دفعتها
امثالك ليهم اسم لكن انا بحترم المكان اللي احنا فيه وصلة القرابه بينا ومش هقوله فجأه انهى هجومه وركب سيارته دموعها التى اطلقت لها العنان شكلت حاجز سميك منعها من رؤية طريقها لكنها لمحت فاطمه تراقبها من بعيد اثناء هروبها الذليل
عندما عادت الي المجلس الملحق بقاعة المناقشه بعد ان انهت اوراقها شاهدت فاطمه تتطفل علي جلسة العائله انها اصبحت
تكره رؤيتها عندما كان لديها الوقت لمراجعة الامور بعد طلاقها علمت ان فاطمه لم تنصحها باخلاص يوميا وانها كانت السبب المباشر في تنغيص حياتها لكنها لا تحملها الذنب فهى من كانت غبيه وضعيفه واستمعت الي سمها لكنها علي الرغم من ذلك لا تطيق رؤيتها الان ارادت طردها لكنها للاسف لا تملك الجراءه لفعل ذلك بعد لحظات من وصولها عمر انضم اليهم كان في ابهى صوره ملت عيونها من وجهه الوسيم كان يرتدى بدلة اخري تكاد تماثل في اناقتها تلك التى ارتداها يوم زفاف اسيل ولكن ما زلزل الارض تحت قدميها كان اعلانه الدرامى اعلن بصوت هادىء كأنه يقر امر عاديا جدا قال بهدوء يا جماعه نوف عازمه الجميع علي الغدا في مطعم الفندق اللي هى مقيمه فيه