الشيطان شاهين الجزئين كامله
بحنق و هو يضع الكوب فوق المكتب متمتما بغيضلسه بيقولي اصبر طبعا ماهو مش اللي رجليه في المية يلا إكتبلي لو في دوا او تعليمات عشان عاوز أمشي من هنا انا کرهت ام المكان داه إبتسم الطبيب و هو يخفض رأسه ليدون بعض الملاحظات بسرعة في ملفه قائلا إنت حتستمر على الأدوية القديمة و إن شاء الله المرة الجاية حنسمع اخبار كويسة موعدنا كالعادة كمان أسبوعين صافحه عمر على مضض قائلاإن شاء الله تنهد بعمق و هو يغلق باب المكتب وراءه ليسير في البهو بخطوات متثاقلة و قد بدأ يتملكه اليأس من حالته فكلام الطبيب لاجديد فيه في كل مرة يلقي على مسامعه نفس التعليمات و النصائح توجه نحو إحدى الكراسي الموضوعة في إحدى الزوايا ليجلس عليه بعد أن أحس بثقل ساقيه و عدم إستطاعته إكمال السير ډفن رأسه بين كفيه و قد تهدلت أكتافه بعجز شعر بغصة في حلقه عندما تذكر هبة التي تنتظره ليهاتفها و يطمئنها ماذا سيقول لها الآن من أين سيأتي بالقوة و الصبر حتى يهدئها و يقنعها بقرب الڤرج إذا كان هو نفسه قد تعب و بدأ الياس يتسلل بداخله رويدا رويدا كيف سيواجه والدته و عائلته الذين لا يكفون عن طرح موضوع الأطفال أمامه دون مراعاة مشاعره او مشاعر زوجته التي تحاول دائما إخفاء ألمها و تجاهل إيحاءاتهم حول فشلها في أن تصبح أما و تحريضهم له أحيانا بالبحث عن زوجة أخرى تهب له أطفالا نزلت دموعه دون وعي منه و هو يناجي ربه في سره لييسر أمره و يفرج عنه أدار رأسه للجهة الأخرى ليمسح دموعه عندما شعر بيد أحدهم تربت على كتفه ثم تنحنح لينظف حلقه قليلا لا يريد لأحد أن يرى ضعفه و إنكساره الذي يخفيه عن الجميع رفع رأسه ليجد هبة تحدق فيه بصمت و عيونها تتفرسانه بلهفة ما إن رآها حتى إنهارت جميع حصونه الواهية ليجذبها نحوه معانقا إياها بقوة متشبثا فيها كطفل صغير يبكي في حضڼ أمه كتم صوت شهقاته بيده لكن هبة أحست باهتزاز جسده في أحضانها لتربت على ظهره بحنان محاولة مواساته بعد أن فهمت فحوى الحوار بينه و بين الطبيب في الداخل هو يجفف عبراته بيديه قبل أن يردف بصوت مخټنقانا آسف يا بيبة مش عارف إيه
يحاول رسم إبتسامة خفيفة على وجهه لتقول هبة بصوت هادئ متحملش نفسك أكثر من طاقتها و بعدين انا مليش دعوة بكلام الدكاترة الفارغ داه أنا أملي في ربنا كثير و انا كل يوم بدعي عشان يحقق حلمنا و انا متأكدة إنه مش حيخيب ظننا دي آخر مرة تيجي فيها المكان داه من النهاردة مفيش لا أدوية و لا تحاليل حنسيب كل حاجة لربنا لو قدر لينا إننا نخلف فالحمد لله و لو مقدرش نقول بردو الحمد لله ضمت يديه بين يديها و هي تضيف بنبرة عاشقة حنونةمش قلتلي إنك حتعتبرني بنوتك الكبيرة و مش عايز من الدنيا حاجة غيري و إلا إنت غيرت رأيك بقى تخرجه في كل مرة من ضيق أحزانه و تعوضه عن شعوره التقصير ناحيتها طوال سنوات زواجها به لم تحسسه و لو مرة واحدة بالنقص تواجه كل إهانات عائلته بصبر و لاتشتكي له ابدا هذه هبة التي عشقها و إختارها من بين آلاف الفتيات يوما بعد يوم تثبت له أنه لم يخطئ ابدا بحبك يا أحلى حاجة في حياتي بحبك و مش عايز غيرك في الدنيا أجابته هبة و انا كمان يا قلب هبة بعد اسبوع مساء في مستشفى البحيري فركت ليليان عنقها بتعب و هي تنحني برأسها قليلا لتستند بجبينها على سطح المكتب تنهدت و هي تغمض عينيها بارهاق من احداث الاسبوع الماضي عملها الذي إستمر في المستشفى بعد أن رفض أيهم إستلام الإدارة و إكتفائه بالعمل بالشركة بعد إنسحاب سيف و عودته للعمل مع
نحوه ليحمله و يقف منتظرا ليليان التي لم تستطع معارضته فهي فعلا متعبة جدا تشعر بأنه سيغمى عليها في أي لحظة خلعت معطفها الطبي ثم وضعته على الاريكة قبل أن تسير باتجاه الباب و تخرج بعد أن أشار لها أيهم بأن تسبقه أطفأ الانوار و أحكم إغلاق الباب بالرقم السري ثم توجها معا نحو الخارج وافقت ليليان على مرافقته في سيارته دون جدال بسبب عدم قدرتها على القيادة راقبت أيهم من مرآة السيارة و هو يضع الصغير في كرسيه المخصص له في الخلف ثم دلوفه بجانبها على مقعد السائق أشار لها لتضع حزام الأمان الذي نسيته لتومئ له بالايجاب ثم تلتف إلى جانبها لتخرجه من وراء المقعد و تضعه حولها راقب أيهم ملامحها المتعبة بقلق مؤنبا نفسه للمرة الالف ففي كل مرة يكون هو السبب في ألمها و تعبها سألها بصوت خاڤت بعد أن لاحظ أنها تغلق عينيها من حين إلى آخر إنت كويسة أجابته ليليان دون أن تلتفت إليه دماغي مصدعة وزع نظراته الخاطفة بينها و بين الطريق و هو يهتف مطمئناداه من قلة النوم اول مانوصل تعشي و نامي على طول أومأت له قبل أن تجيبه لا انا حنام على طول مش عاوزة عشاء ممكن تنيم أيسم معاك الليلة دي لو وسمحت أخفي أيهم إبتسامته المستهزءة على آخر كلماتها ليردف طبعا متقلقيش عليه داه إبني بردو تابع قيادته بهدوء و من حين لآخر يلقي نظرة على المرآة التي تعكس صورة الصغير