مره واحده في العمر بقلم فاطمه الالفي

موقع أيام نيوز

 


يقسو زوجها على طفلها لماذا لم تتدخل وتحول بينهم وتضم صغيرها لاحضانها الدافئه لتشعره بالأمان اين كانت مشاعرها بتلك اللحظات التى قساه طفلها 
ظلت تبكى بحرقه الى ان خمدت ثوره دموعها وغغلت مكانها ...
ترك مكتبه ليصعد الى غرفته وقف امام الباب قليلا ثم ابتعد عنه ليبدل وجهته ويسير الى حيث غرفه والدته تسمر مكانه لعده ثواني ولكن حسم امره ودق الباب برفق ثم دلف يبحث بعيناه عنها لتستقر عيناه اعلى الفراش .

وجدها نائمه اتاه القلق ليقترب منها رويدا رويد ويقف امامها يتطلع لوجهها الشاحب والتجاعيد التى اظهرت عمرها مد يده بهدوء ليضع كفه اعلى جبينها يتحسس حراره جسدها ليتنفس الصعداء فلم تكن تعاني من الحراره ظل يتأمل ملامحها ولاحت نصف ابتسامه اعلى ثغره ثم زفر انفاسه بهدوء وهو يهمس بصوت خاڤت 
واحشني اوي مش فاكر اخر مره حسيت فيها بالأمان كانت امتى 
انسابت دمعه هاربه اعلى وجنته مسحها بقوه وابتعد ليغادر الغرفه بجسد بلا روح فقد كانت الآم روحه اقوي من اي ألم جسدي يشعر به الان ...........
بالساحل ...
تركها نائمه وبعد ان انعش جسده وابدل ثيابه التقط هاتفه وغادر الغرفه بهدوء بعد أن ارتدي تيشرت ابيض بنصف كم وبنطال قصير زيتي يصل الى ركبتيه .....
بعد مرور ساعه كان خارج الشاليه 
عد طاوله امام البحر ووضع الطعام اعلاها واحضر كل شي من اجل العشاء وعندما أنتهى القى نظره اخيره على الطاولة والبحر الثائر امامه ثم دلف لداخل الشاليه ثانيا صعد الى الغرفه لييقظ زوجته ..
اقترب منها برفق وظل يداعب وجنتها 
فيروزتي حبيبتي قومي يلا عشان فى مفاجاه مستنياكي على البحر 
فتحت عيناها بتكاسل هو احنا امته 
نظر لساعه يده الساعة 12بالليل ياقلبي يلا عشان العشا منتظرنا على البحر قومي خدي شاور وحصليني 
قبل وجنتها ثم غادر الغرفه لينتظرها امام الشاليه ...
وقف نديم فى استقبالها بابتسامته العذبه ومد يده لتعانق يديها وانظاره متعلقه بانظارها 
ايه ده حوريه البحر دي ولا ايه زي القمرايه يا فيروزتي 
ابتسمت بخجل وتوردت وجنتيها بلاش احراج بقى عشان بتكسف 
قبل كفيها بحب قلبي يا ناس 
اجلسها برفق امام الطاوله اتفضلي يا سمو الاميره فيروزه حبيبك طلب الاكل وظبط الدنيا هناكل على البحر بقى وعلى ضي القمر الجو حكايه 
نظرت حولها لتتطلع لزرقه البحر وصفاء السماء والقمر الذي يزين السماء والنجوم حوله ثم تعود النظر لوجه زوجها الحبيب الذي يشع بالسعاده وتشرد بجمال عيناه الزرقاء بحرها الخاص التى تبحر به ولا ينتابها القلق ولا الخۏف مثلما تخشي البحر الهائج امامها تعلم بانه يعشقها عشق يفوق عشقها ماذا أن علم بكذبها لماذا لم تستطيع ان تخبره بما حدث معها من قبل شقيقه تخشى خسارته فلم تتحمل فقده ماذا تفعل حقا لا تعرف 
مسد على كفيها برفق حبيبي مايسرحش غير فيه أنا وبس يلا بقى اكليني من ايديكي الجميله دي 
نظرت للأكل پصدمه اسماك وجمبري دلوقتي 
ابتسم بخفه السي فود يتاكل في أي وقت وانا بعشق المؤكلات البحريه .
لم تستطيع التفوه بشي امام اصراره على تلك الوجبه التى تتحسس منها تذكرت عندما اتاها فضولها لتتذؤق الاسماك لينتهى اليوم بوجودها بالمشفى على فراش ابيض وموضع بيدها ابره التغذيه .
فاقت من شرودها على صوته الحاني وهو يمد يده ويطعمها بنفسه قطعه الجمبري تذوقتها ثم ابتسمت له وبادلته اطعامه أيضا ..
لم يتحمل جسدها باصبح مثل الجمره التى تحترق تحولت بشرتها البيضاء الى لون الډماء وشعرت بالحكه داخل جسدها الى ان اتاها الاختناق وادمعت عينيها وبدءت تسعل بشده .
نهض نديم بقلق وعلم بانها ټصارع نوبه اختناق اخرج من جيب بنطاله القصير البخاخ الخاص بها فهو داىما يحتفظ به منذ أن اتتها النوبه السابقه وهو قرر أن يحتفظ بدواءها .
أسرع إليها يساعدها على اخذ انفاسها بهدوء وقرب البخاخ من فمها لتستنشقه ببطى وتخمد ثوره صدرها ولكن جحظت عيناه عندما وجد احمرار وجها تحسس بشرتها برفق 
حبيبتي وشك أحمر ليه كده انتي كويسه لسه حاسه پخنقه فى نفسك 
هزت رأسها لا الحمدلله بتنفس كويس 
تحدث بقلق امال ايه ده وليه الدموع فى عنيكي قومي معايا نروح اي مستشفي 
لا لا مش عاوزه مستشفي أنا هبقي كويسه ماتقلفش 
بدءت تفرك كفيها بقوه نظر لها بشك ثم تحدث پصدمه فيروزه انتي عندك حساسيه من الاكل ده صح 
هزت رأسها بالايجاب ليزفر بضيق وهو يتكئ على ركبتيه امام مقعدها وينظر لها بعتاب 
ليه ماقولتيش انك بتتحسسي من الاسماك وازاي اصلا تاكلي منها
نظرت له بحنيه انت ماكنتش بتاكل ورق العنب وقتها واكلته عشان انا اللى طلبته عرفت من تيته بعدين انك مابتكلوش اصلا .
عقد جبينه وهو ينظر لها پحده بس أنا ماكنش عندي مشكله لم أكلته لكن انتي بتهزري بتاذي نفسك عشان ايه .
ثم اكمل حديثه بهدوء 
ده اسمه جنان أنا كنت هخسرك عارفه يعني ايه أنا ماقبلش انك تتاذي أنا بجد آسف ماكنتش اعرف انك عندك حساسيه منه 
خلاص بقى أنا كويسه وبعدين بصراحه كنت حابه ادوقه هههه 
بتضحكي على ايه العمل ايه دلوقتي فى شكلك اللى اتحول وبقى أحمر 
هو شكلي وبس أنا حاسه ان جربانه وعايزه اهرش فى جسمي كله 
ضحك بقوه عندما شاهدها تقاوم احتياج جسدها لانامله لكي تعبث به وتهدئ من الحكه التى تشعر بها الان .
فجأة حملها وركض بها اتجاه الامواج الثائره وبروده المياه فى هذا الوقت من الليل ليجعل جسدها يهدئ من ذلك التحسس الذي اصابها ..
مافيش غير المايه دلوقتي تهدى الحساسيه بس ايه رايك دلوقتي مش احسن 
تاهت بين ذراعيه ووجدت نفسها تؤمي بالايجاب ...
بعد فتره حملها ليغادرون الشاطى والعوده الى الشاليه صعد بها الى الغرفه وطلب منها الاستحمام لتزيل المياه المالحه وتبدل ثيابها اما هو فبعد ان ابدل ملابسه المبتله اخرج هاتفه وإجراء اتصالا باحدي الصيدليات وطلب دواء خاص للحساسيه بعد أن شرح للطبيب حالتها وما شعرت به اثر تناولها السمك ثم أغلق الهاتف معه لينتظر عامل التوصيل الذي سوف يجلب له الدواء ..
دارت وجهها اليه ليبتعد هو عن عنقها انت مالكش ذنب وأنا كنت فاكره أن كبرت على موضوع الحساسيه دي وقولت اجرب ههه 
اخرج حقيبه بلاستيكية بها حقنه مضاده للحساسيه اتصلت بصيدليه وشرحتلهم الحاله وبعتولي الحقنه دي 
نظرت له بقلق حقنه .. ومين بقى اللى هيدهالي 
ابتسم بخفه أنا طبعا يلا 
بتعرف 
_ طبعا جوزك بيعرف يعمل حاجات كتير شاوري انتي بس وتلاقي ههه
مر اليومين سريعا بتلك العطله وجاء موعد العوده الى منزلهم فقد اتفق مع زوجته على متابعه العمل من الغد وعلم من سكرتيرته بان شقيقه عاد لمتابعه أعمال الشركه بغيابه وهذا من اسعده بان شقيقه يهتم بأمر الشركه بغيابه .....
......
عادو بوقت متأخر من الليل وجد نبيل مازال مستيقظا ..
كان مرهق بسبب القياده ازيك يا نبيل انت صاحي لوحدك 
حمدلله على السلامه لم عرفت انك جاي استنيت اطمن عليك 
نظر نديم لزوجته اسبقيني انتي يا حبيبتي وأنا شويا واحصلك
هزت رأسها بالايجاب ثم صعدت إلى جناحها الخاص ...
جلس نديم بجانب شقيقه قولي عامل ايه فى الشغل رنا بلغتني انك نزلت الشركه 
والله كويس انها بلغتك اطمن الشغل ماشي تمام ولا مش واثق فى اخوك 
ربت على كتفه لا ازاى يا حبيبي أنا عارف انك قدها قولي صحيح انت سحبت من الفيزا ٠٠٥ ألف 
اجابه ببرود اه فعلا 
ليه عملت ايه بالمبلغ ده 
انت بتحاسبني ولا ايه مش فلوسي وحقي ولا ايه 
أكيد يا بني حقك وفلوسك بس بطمن بس صرفت المبلغ فى ايه 
جبت عربيه لمراتي 
ماشي يا حبيبي أنا كنت خاېف يكون فى مشاكل ولا حاجه بخصوص الشغل طيب أنا راجع من طريق طويل محتاج اطلع انام 
هم بمغادره الصالون ولكن استوقفه نبيل ماقولتليش على المصنع الجديد اللى انت اشتريته وكتبته باسم مراتك وكمان المنتج الجديد باسمها 
وقف نديم مكانه ثم نظر لشقيقه الذي شعر بشئ يخفيه وراء حديثه ولكن اجابه بهدوء 
فعلا اشتريت مصنع جديد وهنعمل منتج جديد غير انتاج مصانعنا وعلى فكره المصنع باسمي لكن المنتج اسمه الفيروز وأعتقد ان اسمه حلو مش وحش وكمان اعلانات المصنع بنفس الاسم تقدر تسأل المحامي هو اللى خلص كل حاجه وتتاكد من كلامي فى حاجه تانيه عايز تعرفها 
ايوه عاوز افصل حسابنا المشترك 
نظر له پصدمه ثم أومي براسه حاضر بكره ابلغ المحامي يقعد معاك ويعمل اللى انت عاوزه تصبح على خير عشان محتاج ارتاح 
صعد الدرج سريعا وتوجه الى غرفته بضيق لم يبدل ثيابه ولم يخلد للنوم رغم ارهاقه وحاجته للنوم وقف بشرفة

غرفته يزفر انفاسه بضيق وينظر امامه بشرود ...
كانت مستلقه بالفراش ولكن عندما دلف الغرفه شعرت به نهض من الفراش لتجده شارد امامها وهو يتطلع للفراغ ومازال بثيابه وضعت يدها برفق اعلى كتفه نديم مالك يا حبيبي مش هتغير هدومك وتنام ولا ايه 
تنهد بصوت قوي ادخلي نامي انتي يا حبيبتي 
وقفت امامه تهز رأسها بالرفض انام ازاى من غير مااعرف مالك ايه مضايقك بالشكل ده فى حاجه حصلت ولا ايه 
رفع انامله يربت على وجنتها بهدوء ماتقلقيش عليا أنا كويس 
طب قولي نبيل قالك حاجه ضايقتك 
زفر بضيق اول مره احس بطريقته البارده معايا فى الكلام اول مره احس انه عايز يحاسبني على تصرفاتي ولاول مره كمان بيطلب مني افصل حسابي البنكي عن حسابه احنا حسابنا مشترك ملاحظ طريقه غريبه فى كلامه ومش عجباني بس أنا قولت هنفذله بكره اللى هو طالبه بس خاېف تكون دي بدايه لانفصالنا عن بعض نهائي نبيل ده مش مجرد اخ اصغر مني وبس نبيل مسىؤليتي من يوم وفاه ماما وهو طفل عنده ست سنين على الرغم ان الفرق بينا اربع سنين بس هو ملزوم مني وابني وصاحبي مش بس اخويا الصغير بعد وفاه ماما بابا اټوفي بعدها كنا فى اولى جامعه وكان لازم أكون مسئؤل عن تيته وعن نبيل وعن شركات ابويا واتحملت المسئوليه
 

 

تم نسخ الرابط