رواية وبقي منها حطام أنثى بقلم منال سالم و ياسمين عادل

موقع أيام نيوز


الکابوس ثم رددت ب 
إيثار عن أذنك عندي امتحان
مالك بلهجة معاتبة يغزوها الحنو مكنتيش بتيجي ليه
إيثار مجاهدة لتمالك فيضان المشاعر التي بدأت في تبدو عليها اا م مكنتش فاضية قصدي كنت بذاكر
مالك وهو يزفر بضيق
مبتعرفيش تكدبي أكيد هما اللي كانوا منعينك صح !
إيثار وهي تتحاشى النظر إليه 
مالك وقد شعر بالندم لما تسبب به إليها انا أسف والله ما كان قصدي يحصلك إي حاجة ولا كنت أعرف أنهم ممكن يتعاملو مع كائن زيك بالشكل ده

مالك أوعدك اني هعمل المستحيل عشان أصلح اللي حصل وانا قد كلمتي وقريب مش هنقف الوقفة دي وأحنا باصين على عيون الناس اللي مبترحمش ولسانهم اللي
مبيسكتش هقف بيكي قدامهم وأنا بقول أن دي اللي ربنا عوضني بيها وبعتهالي هدية
 استشعرت الأمان على أثر كلماته وإزداد تأملها في الحياة الوردية التي ستبنيها معه فإبتسمت بهدوء ثم سحبت كفها وهي تردد 
إيثار عن أذنك بقى
مالك خلي بالك من نفسك وركزي في الأمتحان
إيثار وهي تومئ رأسها بحركة خفيفة حاضر
ياالله أنت الأقدر والأعلم وعلى تبديل الظروف وحدك تقدر وتعلم 
 بعد مرور أسبوعين كاملين أنهمك فيهما بطلانا للتخلص من عبئ هذه السنة الدراسية كان أخر أمتحان تخوضه إيثار وقد شعرت بالراحة أثناء عودتها للمنزل وبينما هي في طريقها لعبور البوابة الخاصة بصحبة أخيها بالعقار تفاجئت بهبوط سارة للدرج ثم رمقتها بنظرات شامتة والسعادة تتقافذ من عينيها فبادرتها بلهجة ساخرة
سارة ازيكوا عاملين إي
إيثار بجمود الحمد لله
عمرو بإيجاز كويسين انتوا عاملين إي وعمي عامل اي
سارة وهي تنظر لإيثار بمغزي الحمدلله كلهم بخير إلا قوليلي ياإيثار انتي ليه مبقتيش تنزلي غير مع عمرو في حاجة لاقدر الله وأنا معرفش!
 علقت الكلمات بفمها ولم تقوى على التفوه في حين شعر عمرو بما أصاب شقيقته فقرر تدارك الموقف لأخراجها من هذا الذي تتعمده إبنة عمهم ولا يعلم له تسمية و 
عمرو بلهجة حازمة المواصلات بقت زي الزفت ياسارة وإيثار بتضايق من الزحمة عشان كده طلبت مني أوصلها وأجيبها انا عارف انك واخده على الزحمة والناس الكتير عشان كده مش هتفهمي كلامي انما إيثار غيرك
 أشار عمرو لشقيقته التي عادت الحيوية لملامحها لكي تتقدم هي الدرج في حين وقفت سارة بمكانها والنيران تشتعل بأم رأسها غيظا وعندما وصل عمرو وإيثار أمام باب المنزل نظرت له إيثار نظرة شاكرة ممتنة ثم هتفت 
إيثار شكرا ياعمرو
عمرو وقد أنعقد مابين حاجبيه على اي! إيثار انتي اختي يعني دمي ولحمي لو بقسى عليكي يبقى عشان مصلحتك ولأني خاېف عليكي بس ده مش معناه اني مش في ضهرك
إيثار وقد أطرقت رأسها بحرج 
 قضت ماتبقى من ساعات اليوم في راحة للتخلص من آلام جسدها وأرهاقه وعندما حل الظلام بحالكه أستمعت إيثار لطرقات على باب المنزل فقامت بسحب الوشاح الحريري ولثمت به رأسها ثم تقدمت لفتح الباب وإذ بها تقف مصډومة برؤيته أمامها ألتفتت يمينا ويسارا لترى هل من أحد غيرها قد رأه ثم ألتفتت إليه لتردد بلهجة مرتبكة يشوبها التوتر 
إيثار أنت جاي تعمل إيه هنا!!
مالك بلهجة مصره جاي أقابل أستاذ رحيم هو جوه
إيثار أمشي من هنا حالا احسن
اا ا 
 لم تستكمل عبارتها حتى أستمعت لصوت والدتها وهي تهتف بأسمها فصفقت الباب بوجهه دون أنذار ثم دلفت إليها ولكن قام مالك بطرق الباب مرة أخري ولكنها كانت طرقة أعلى من السابقة حضر على أثرها عمرو من الداخل وما أن فتح له الباب حتى أنقبضت عضلات وجهه ونطق بسفور
عمرو جاي هنا ليه يابجح
مالك بغلظة طفيفة انا جاي أقابل أستاذ رحيم صاحب البيت مش جاي عشانك أنت
عمرو بنظرات مستحقرة ميشرفناش واحد زيك يدخل ب 
 أنقطع صوته عندما
أستمع للهجة أبية الآمره وهو يأتي من الداخل نحوهم و يقول
رحيم ميصحش ياعمرو الراجل على عتبة بيتنا وان جالك عدوك لباب دارك قولو مرحبابك
عمرو وهو يكز على أسنانه بغيظ أيوة بس 
رحيم مفيش بس أتفضل ياأستاذ
 أشار له رحيم للداخل ثم قاده للمقعد التابع للصالون وجلسا قبالة بعضهم في الحين الذي أرتسمت فيه الجدية والحزم علي وجه رحيم كان عمرو قد رسم الحنق والأنزعاج على عكس مالك الذي وضع قناع الهدوء والرزانة على تقاسيمه تردد في بادئ الأمر ولكنه عزم على الحديث فلا وقت يهدره 
مالك بثبات يمكن حضرتك متعرفنيش كويس أو متعرفش عني غير تفاصيل قليلة أوي بس الأكيد ان حضرتك متعرفش اني راجل وقد كلمتي وعمري ما هلعب ببنات الناس على الأقل لأن عندي زيهم روان 
رحيم بنبرة حادة لو صحيح كنت راجل وبتراعي ربنا في بنات الناس مكنتش عملت اللي عملته مع بنتي كنت جيت خبطت على باب بيتي مش من ورايا
عمرو بتهكم مثير للڠضب شكله واخد على الشبابيك
مالك مبتلعا أهانته على مضض من فضلك أنا بكلم صاحب
البيت واللي ليه كلمة هنا
رحيم مشيرا بيده لأبنه أستني انت ياعمرو هات اللي عندك ومتضيعش الوقت
مالك بصوت جامد انا جاي أطلب أيد بنتك إيثار
رحيم متهكما وانت حيلتك اي عشان أديك بنتي!
مالك بثقة زائدة عندي شقتي في القاهرة ممكن ابيعها وأجيب شقة هنا بكل سهولة وخلصت سنة رابعه ومستني شهادة البكالوريوس وبشتغل في مكتب محاسبة كمتدرب وأول ما شهادتي تطلع وتعتمد من الهيئة العليا للجامعات هتثبت في شغلي وكمان بحضر نفسي عشان أقدم في معهد الكونسرفتوار متقلقش حضرتك أنا جاهز للأرتباط ده
عمرو وقد تخالج الرفض القاطع بلهجته بس معندكش أخلاق يبقى مالهوش لزوم كل اللي رصيته ده
مالك وقد هب واقفا من مكانه أنا مسمحلكش تهيني اعمل حساب اني في بيتك وقاعد مع والدك
رحيم وهو يلجم زمام الأمر عمرو سيبي مع مالك لوحدنا
عمرو 
 انصرف عمرو ليجد والدته تستمع لحديثهم وشقيقته تقف بوسط الرواق والقلق يسيطر على كيانها فحدجها پعنف ثم لكزها بكتفها
لتدلف إلي حجرتها في 
مالك بنفاذ صبر ياعمتي مفيش حاجة صدقيني
ميسرة وهي تشير بسبابتها لالالا في حاجة انا متأكدة انت مش على بعضك ليك فترة وانا مش خارجة من هنا إلا لما أعرف مالك
مالك وقد قبض علي جفنيه إيثار بتضيع مني
ميسرة بعدم فهم ليه كده! لو مټخانقين ولا حاجة عرفني و 
مالك مطرقا رأسه لأسفل الحكاية أكبر من كدة اهلها مش موافقين عليا لأنهم فكريني بلعب بيها
ميسرة وهي تتلوى بشفتيها متذمرة وهما هيلاقوا زيك فين !! وبعدين لو فاكرينك بتلعب أحنا ممكن نتقدملهم وساعتها هنثبت حسن نيتنا و 
 أضاء المصباح فوق عقله وكأن هالة أزيلت من فوق رأسه أملا جديدا ظهر بريقه أمام عينيه ثم أتسعت حدقتيه وحملق بها وهو يهتف
مالك عمتو أنتوا فعلا مستعدين تيجوا معايا ونتقدملهم
ميسرة وهي تمسح على وجهه بحنو طبعا ياحبيبي احنا نطول نفرح بيك
مالك وهو يقفذ من مكانه فرحا يبقى نحدد معاد ونروحلهم في أسرع وقت
ميسرة وهي تغمز له بعينيها سيب الحكاية دي على إبراهيم انا هكلم معاه وافهمه يعمل اي بالظبط
 كان ممددا على الأريكة يتناول ثمرات الفاكهة بشراهة وكأنه لم يتناول الفاكهة بحياته قط بينما على صوت هاتفه فرمقه بأستخفاف ثم أعتدل في جلسته وترك الصحن جانبا وضغط عليه ليقول
محسن الو أزيك ياصاحبي
عمرو وقد خالج
الأقتضاب نبرته الحمدلله يامحسن خير في حاجة ولا اي
محسن وهو يدس قطع الفاكهة بفمه هو لازم يكون في حاجة عشان أكلمك ياراجل
عمرو وقد قوس فمه بعدم أهتمام لأ عادي بس مش متعود تكلمني متأخر كده
محسن لأ أتعود ياأبو نسب المهم قولي هشوفك الساعة كام بكرة
 أنعقد ما بين حاجبيه عمرو عقب عبارته الأخيرة فقد فهم بديهيا ما يرمي إليه فأتسع مبسمه بحيوية وحماسة زائدة ثم هتف بعجالة 
عمرو هشوفك من النجمة ياشقيق
محسن وقد ظهر وميضا مثير للقلق بعينيه بالمرة عايزك في موضوع مهم جدا موضوع مصيري هيعجبك على الأخر
عمرو بفضول جلي موضوع إيه ده !
محسن متستعجلش بكرة تعرف و وتستريح 
الفصل الثاني عشر 
لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي
وللحب ما لم يبق مني وما بقي
ضړب كفا على الأخر وصر على أسنانه قائلا بحنق 
وده وقت تغيب فيه ! ده أنا كنت هاخد خطوتي وأنفذ المطلوب !
نفخ بصوت مسموع ثم فرك طرف ذقنه وهو يتابع قائلا 
كده أنا مضطر أفكر في حاجة تانية وأعرف الجماعة عندي بالجديد !!!
على الجانب الأخر وقف مالك أمام المرآة وارتسم على محياه ابتسامة سعيدة للغاية وطالع نفسه بنظرات متأملة  
كان اليوم مميزا بالنسبة له بل هو أفضل يوم في حياته على الإطلاق فقد تمكن زوج عمته من مقابلة الأستاذ رحيم وطلب منه تحديد موعد رسمي للتقدم لخطبة إيثار 
اعترض الأخير في البداية ولكنه وافق في النهاية بعد محاولات مقنعة على تلك الزيارة العائلية حتى توضع الأمور في نصابها الصحيح 
ايوه يا عم مين أدك !
ها ايه رأيك 
أرخت ساعديها واقتربت منه وأجابته بثقة 
مز الصراحة
حرك رأسه قليلا وسألها بإبتسامة عريضة 
ماشي يا روني يعني أعجب 
أجابته دون تردد
ده انت تعجب الباشا يا مالوك
تنهد بعمق وهو يتابع قائلا بتوتر 
ادعيلي ربنا يسرها معايا لأحسن مقلق أوي من أبوها !
يارب يتمهالك على خير !
أمين
صاحت ميسرة من الخارج بنبرة مرتفعة 
جاهز يا مالك
أجابها بصوت عال 
ايوه يا عمتو أنا جاهز 
طب يالا يا حبيبي 
حاضر
ظنت أنها تتوهم ما سمعته منها لكنها طمأنتها قائلة 
أبوكي بنفسه اللي وافق
فإرتدت فستانا طويلا من اللون الزيتي ولفت حجاب رأسها بطريقة جميلة ووضعت لمسات باهتة من مساحيق التجميل لتزيد من إشراقة وجهها 
كان عمرو هو الوحيد المعترض على تلك الخطبة فبدى متذمرا وغير راضي على الإطلاق
اضطر أن يوافق على الجلوس من أجل أبيه فهو لا يريد تصغيره أمام الغرباء بالإضافة إلى نيته في تعقيد الأمور عند مالك حتى لا يظن أنه فاز بأخته ببساطة 
سمع عمرو قرع الجرس فنفخ بضيق ثم اتجه ناحية الباب ليفتحه 
اقتربت من باب غرفتها وألصقت رأسها به لتستمع إلى صوت مالك وهو يلقي التحية على الجميع فتنهدت بحرارة كبيرة 
تراجعت بجسدها للخلف ورفعت كفيها وبصرها للسماء وهمست بتضرع 
يا رب كملها على خير يا رب !
استقبل الأستاذ رحيم عائلة مالك بترحاب رسمي وجلس الجميع في غرفة الصالون  
تنحنح رحيم بصوت خشن وهو يقول 
منورين يا جماعة
رد عليه ابراهيم بنبرة هادئة 
البيت منور بأصحابه ازيك يا حاج رحيم 
أجابه الأخير قائلا بنبرة شبه منهكة
الحمدلله في أحسن حال 
يدوم يا رب
راقبت روان عمرو بنظرات حادة فقد كانت تبغض وجوده وبادلها هو نفس الشعور بالإضافة إلى كرهه لوجود مالك لكن ما بيده حيلة  
بعد لحظات ولجت تحية وهي تحمل صينية كبيرة مليئة بالمشروبات تناولها منها ابنها عمرو وأسندها على الطاولة التي تنتصف
 

تم نسخ الرابط