رواية يمنى بقلم ايمان حجازى

موقع أيام نيوز


.. هو انتو لحقتو ! 
قاات مرام بود معلش يا طنط يدوب عشان عندي شغل كتير النهارده .. وكمان يا طنط انا حابه اعتذرلك شخصيا عن اليوم اللي ايمان نامت فيه عندي .. وقتها انا كنت تعبانه وهي كمان تعبت معايا في الشغل ونامت جنبي من غير ما تحس .. وكنت عايزاها تكمل الليله بس هي اللي أصرت تمشي وفي الليله دي انا وصلتها انا وعبدالله عشان منسبهاش لوحدها .. ايمان اختي


قبل ما تكون بتشتغل معايا واللي بيننا اكبر من الشغل وانا مقدرش استغني عنها .. 
مديحه وهي تربت علي كتفها انا عارفه يا دكتوره والله دا ايمان ملهاش سيره غيرك وعن الشغل معاكي واللي بينكم .. ربنا يديم المعروف 
مرام يارب يا طنط .. فين الاولاد
مديحه انا صحيتهم وهما نازلين اهوه مع صباح 
لم تكمل جملتها حتي اندفع دومي وتمارا داخل الغرفه .. اسرع ادم الي عبدالله في حين اسرعت تمارا الي مرام ..
عبدالله اكثر قائلا حقك عليا
يا صاحبي مش هسيبك تاني .. 
كاد ان يتحدق ادم اكثر فاسرع عبدالله نخلي كلامنا بقه لما نروح بيتنا ولا ايه !! وبعدين مش هتسلم علي ماما !
ادم بحب وانتي كمان يا ماما وحشتيني قوي 
قال عبدالله طب يلا يا حبايبي بقه عشان منتأخرش 
خرج كل من عبدالله ومرام والاولاد من فيلا عائله قطب بهدوء تاركين ذلك الذي لم يتردد بداخله سوي اخر ما اردفت به مرام عن تلك الليله التي قضتها ايمان بجوارها .. اعتصر قلبه ألما وهو يتطلع اليها .. لم تبالي هي به وصعدت الي غرفتها فأترك صامتا وهو لا يستوعب مطلقا ما فعله معها ..
يا ابني بقالي ساعه بنده عليك .. مالك!
وجه الحاج خليل ذلك الي عمر الذي كان شاردا فقال بتوهان نعم يا بابا .. مخدتش بالي 
الحاج خليل بقولك وصلني الشركه في سكتك عشان عربيتي في التوكيل 
اومأ عمر بالايجاب وهو يخرج من الفيلا وعقله يكاد ينفجر من التفكير والالم...
عبدالله .. انت ليه قلت لهم انك جوزي 
لم تستطع مرام منع نفسها من سؤاله هذا السؤال حين خرجا من الفيلا ..فنظر اليها عبدالله بهدوء وردد نظرات اللي اسمه عمر دي مريحتنيش .. فمحبيتش حد يبصلك بطريقه وحشه 
سالته في لهفه وخبث بس!! .. هو ده السبب !
اطرق عبدالله في ضيق وتمتم صدقيني مش عارف... 
قالت في اصرار يعني ايه مش عارف...
نظر اليها في عصبيه وانفعال يعني مش عارف يا مرام مش عارف.. احتمال عشان اني لحد دلوقت مش قادر اشوفك غير إنك....
امسكت بذراعه راجيه اني ايه يا عبده !!
اشاح بوجه جانبا فتشبثت بذراعه اكثر وهو تدير وجهه اليها بيدها عبده .. انت محتار ليه وليه مأجل الموضوع ده لحد دلوقت
تحاشا النظر النظر اليها وهو يقول في ارتباك قصدك ايه !!
قالت في اصرار والدموع تجمعت بعينيها انت فاهم قصدي يا عبده 
نظر اليها في صرامه شديده ليخفي مشاعره الحقيقيه قائلا لا مش فاهم يا مرام .. وياريت بلاش كلام كتير ملوش لازمه عشان منتأخرش 
بعد مرور ساعه وصلو الي الفيلا فهبطت مرام من السياره مسرعه داخل الفيلا ثم الي غرفتها وهي تشعر ببوادر الالم الذي لاحظها مسعد فاسرع الي عبدالله قائلا علي فكره شكها هتبدأ تتعب 
عبدالله مسرعا طيب وانت فكرت في حل ولا بتوترني وخلاص 
مسعد بتوتر وهو يحمحم احم احم .. عيب عليك .. هو انا اي حد ولا ايه !!.. متخافش لاقيت الحل 
عبدالله بفرح طب الحمدلله الحق بقه شوف هتديها ايه قبل ما تفقد وعيها ومنعرفش نعمل حاجه 
اسرع مسعد وهو يدعو ربه بأن ينجح ما فعله ..
صعد عبدالله الي غرفته كي يستعد لذلك اليوم في حين صعد مسعد بصحبه زوجته التي تحمل كوبا من مشروب غريب الشكل الي غرفه مرام .. طرق مسعد ببطئ الباب فأذنت له مرام بالدخول ..
دلف هو وزوجته ليجد مرام ممسكه برأسها في الم وقالت ممكن يا مسعد لو مفيهاش ازعاج تجيبلي حاجه مسكنه لاني حاسه اني همدانه ودماغي هيتفرتك واليوم طويل مش هقدر اكمل بالشكل ده 
قال مسعد وهو يلكز زوجته كي تقدم لها المشروب بينما اردف هو اه طبعا من عنيا .. لحظه واجيبلك مسكن
بينما اسرعت زهره بتوتر اليها قائله طيب اشربي العصير ده يا مرام هيفوقك شويه لحد ما تاخدي المسكن 
كانت تشعر بالعطش الشديد فقامت بتناول العصير دفعه واحده دون
ان تتذوق طعمه الا في النهايه .. وما انتهاء الكوب شعرت مرام بمزازته قليلا ولكن طعمه يفوق الوصف فقالت ممكن كمان واحد لو مش هتعبك معايا !
برقت زهره عينيها وكتمت ضحكاتها وقالت متمته نهاار اسود .. انا قلت لمسعد بلاش 
فقالت وهي تتصنع الحزن معلش والله يا مرام دي كانت اخر كوبايه سايباها ليكي والفاكهه اللي عاملاها منه خلصت .. هبقي اعملك منه تاني بالليل لما تخلصو وانا اكون اشتريت فاكهه تانيه
مرام بأمتنان تسلم ايدك هو فعلا طعمه حلو اوي 
زهره بضحك مكتوم تسلميلي يا قمر 
في حين دلف مسعد وبيده حقنه طبيه قائلا معلش ملقتش حبوب فجبت لك الحقنه دي بس مفعولها قوي .. تاخديها وعشر دقايق بس هتبقي كويسه 
اومأت له مرام بالايجاب وهي تشمر ذراعها لا عادي كتر خيرك 
تناولت مرام الحقنه ومددت قليلا علي الفراش في حين غادر مسعد وزوجته التي قالت قبل خروجها متناميش يا مرام وقومي خدي دش كده وفوقي عشان متتأخريش 
بعد

مرور نصف ساعه ..
بعتذر جدا يا فندم .. كنت معتقد أن الدكتوره هنا!
فتح الباب مره اخري مسرعا ليجد مرام تقف امامه وهي تقول بتعجب 
كنت معتقد أن الدكتوره هنا... هو في دكتوره هنا غيري
قال بأنفعال وعصبيه وارتباك اه طبعا انا بس .. قصدي لا .. مرام لو سمحتي غيري اللي انتي عاملاه ده!
مرااام .. انتي في وعيك انتي شربتي ولا كلتي حاجه
ضحك عبدالله علي الرغم منه متهكما دا تفاح اصلي 
وقف عند باب الحمام واشار اليها قائلا في صرامه وحزم قدامك ربع ساعه
تغيري القرف اللي انتي لابساه ده وتلبسي حاجه محترمه وتداري شعرك ده .. والا وقسما بالله يا مرام لو لقيتك خارجه من باب أوضتك كده مالا مطربق الفيلا دي كلها علي دماغك 
ضاقت عينيه وهو يتوعد قائلا بصوت مرتفع مناديا عليه مما جعل مسعد يرتعد خوفا 
مسعد!!!!!
الفصل الخامس عشر 
الجزء الثاني
حلقه 15 
لربما اكون كل شئ عدا ان اكون امرأه مهزومه .. هذا الذي سأموت من اجل ان لا يحدث..
كانت تقف امام نافذه غرفتها شارده وعبراتها منسابه علي خديها .. لفحها الهواء فقشعر جسدها فجأه فجففت دموعها وهمت بغلق النافذه .. ما ان استدارت خلفها حتي وجدته ماثل امامها .. يتطلع اليها بنظرات مبهمه لم تستطع تفسيرها مطلقا عقدت ساعديها امامها ورددت ببرود افندم !! .. في حاجه تانيه لسه مقلتهاش وعايز تتهمني بيها !! .. ولا جاي تكمل اللي معرفتش تاخده مني يوميها بالليل .. قول يا...... يا ابن عمي 
تقدم عمر اليها ببطئ وهو ينظر اليها بأسف قائلا اليوم اللي جه ياخدك فيها بالليل .. كانت مراته معاه !! .. ليه طلبت منه ييجي !
ضحكت ايمان بسخريه قائله يعني انت كان قصدك علي الاستاذ عبدالله !! .. ده اللي انت قلت عني عاھره بسببه !! ..طب لحظه بس .. هل يا تري دا واحد من ضمن اللي انت شفتني معاهم ولا قصدك علي حد تاني كمان!! .. 
لم تتلقي منه ردا حيث شعر بفداحه غلطته فاكملت متهكمه ما هو اصل مش معقول تقول عني الكلمه دي الا لما تكون قفشتني مع واحد في السرير مثلا .. مش لمجرد ان حد يوديني ويجيبني ..فا ياريت بقه تكشف ورقك وتقولي انت قفشتني في شقه مين !
اغمض عمر عينيه بمراره قائلا ايمان جاوبيني ارجوكي 
ايمان بمهاوده اوك هجاوبك .. ايوه وقتها انا اللي كلمته لما فاض بيا عشان اروح عند مرام وفي المرتين كانت مرام معاه لاني عمري ما كنت هركب معاه لوحدي .. وعشان اريحك .. استاذ عبدالله ده بيعشق مرام .. يعني حب كده فريد من نوعه مستحيل يفكر يبصلي او يبص لأي حاجه تتقال عليها انثي غيرها اساسا وانا أقصي حاجه ممكن أوصلها معاه أنه يشوفني اخته ..فسيبك منه خالص لان ده اخر واحد ممكن تشك فيه !! .. هاا !! .. قولي بقه انت قفشتني في شقه مين ولا مع مين!!
اشاح عمر بوجهه بعيدا عنها وكأن احدا سكب دلوا بادرا علي رأسه ولم يستطيع النطق بحرف واحد .. ذهبت ايمان وتمثلت امامه قائله ما ترد .. خليني اعرف علي الاقل عشان اخد بالي بعد كده انك بتراقبني ومروحش شقق مفروشه 
طأطأ عمر رأسه ارضا في خذي مما اكد لها حديث ايمان .. نظر اليها عمر قائلا في الم امي .. انا ... 
لم يكمل حديثه حتي هوت والدته بصفعه قويه علي وجهه قائلا بره .. بره البيت ده متدخلوش تاني 
نظر اليها عمر دون اعتراض وتطلع الي ايمان بندم بينما هي لم تنظر اليه واشاحت بوجهها بعيدا ..
غادر عمر المنزل ونظراتها تلاحقه فالقت بنفسها بين احضان عمتها تبطي بمراره شديده وهي تربت عليا في حنو حقك عليا انا يا غاليه .. وحياتك عندي لأندمه عليكي طول عمره 
ما ان سمع مسعد هتاف صديقه بتلك النبره حتي ترك فنجان القهوه من يده وابتلع ريقه پخوف وهو ينظر الي زوجته التي كانت منفرطه في الضحك وقالت احسن .. تستاهل
نظر له مسعد بلوم وهو يضيق عينيه قائلا واطيه .. !
هبط عبدالله اليهم وتوجه الي مسعد الذي كان يقف بارتجاف فقال عبدالله پغضب انت عملت فيها ايه !! .. شربتها ايه !! 
مسعد بارتباك هكون يعني .. شربتها ايه !! .. خمره مثلا .. مستحيل طبعا .. 
عبدالله وهو يفتح فاه منصدما انت شربتها خمره !!
لا يدري مسعد بما يجيب فحاول الهرب من قبضته وقال مسرعا وهو ينظر بأتجاه السلم عبدالله .. الحق مرام نازله ازاي! 
تركه عبدالله بسرعه ظنا من ان مرام هبطت الي الاسفل بتلك الملابس ونظر باتجاه السلم ولم يجدها .. نظر الي مسعد مره اخري فلم يجده امامه .. نظر خلفه ووجده يقف امام دائره المقاعد بالردهه .. اسرع اليه عبدالله متوعدا انت بتستغفلني يا مسعد !!
لم يستطع عبدالله

الالحاق به حيث كان يلف حول الدائره قائلا
اعملك ايه !! .. مش انت قلت ضيف ماده ولا حط ماده .. انا فكرت وملقتش غير الحل ده 
عبدالله بدهشه تقوم تسقيها خمره !! .. الله
 

تم نسخ الرابط