رواية ظلها الخادع بقلم هدير دودو

موقع أيام نيوز

 


هانم انا مش مضايقه خالص انا بس استغربت ان مليكه بتقولك ماما 
لتكمل بصوت منخفض ضعيف مصطنعه الحزن
اصل عمرها ما قالتلي كلمة ماما دي بتقولي زي ما انتي شايفه كده بتقولي فردوس هانم 
قاطعتها مليكه بسخريه عندما وجدتها
سوف تبدأ بتأليف كذبه جديده تظهرها بها قاسيه بلا قلب و هي الام المضحيه البريئه

مش انتي اللي قولتيلي
مقولكيش ماما و اقولك فردوس 
لتكمل بسخريه لاذعه بينما تبتسم في وجه والدتها بتحدي ضاغطه علي كل حرف من كلماتها
انتي بتنسي ولا ايه يا فردوس هانم
غمغمت راقيه باستنكار بينما تضغط علي يد مليكه التي تستريح بين يديها
ليه كده يا فردوس هانم حد يحرم نفسه من اجمل كلمه في الدنيا دي كلها
همست فردوس بارتباك بينما وجهها احمر من شدة الانفعال و الڠضب
اصل اصل انا مبحبش حد يكبرني في السن بعدين موكااا متعوده علي كده 
قاطع حديثها صفيه التي دخلت الغرفه مغمغمه بتوتر
مليكة هانم نوح بيه عايز حضرتك في مكتبه 
انتفضت مليكه واقفه وعلي وجهها ارتسمت ابتسامه مشرقه فور سماعها هذا 
عن اذنكوا هروح اشوف نوح عايز ايه 
ثم اسرعت بمغادرة الغرفه دون ان تنتظر اجابتهم غافله عن نظرات والدتها الغاضبه التي كانت تتبعها حتي ان اختفت عن مجال نظرها 
دخلت مليكه غرفة المكتب بعد ان طرقت الباب وعلي وجهها لازالت تلك الابتسامه المشرقه مرتسمه لكن تلاشت تلك ابتسامتها تلك ببطئ عندما وجدت انه لم يكن بمفرده كان يوجد شخص اخر معه 
تراجعت للخلف بقوه وقد دب الذعر بداخلها عندما رأت ذلك الرجل ينتفض واقفا يهتف پحده بينما يندفع نحوها محاولا مهاجمتها فور ان رأها تدخل الغرفه
فين فلوسي يا نصابه يا حراميه 
شعرت بالخۏف يشل اطرافها فور سماعها تلك الكلمات اسرع نوح نحوهم واقفا امام ذاك الرجل دافعا اياه پقسوه بصدره مانعا اياه من الاقتراب منها هاتفا پشراسه بثت الړعب بداخل ذلك الرجل
انت اټجننت عايز تمد ايدك علي مراتي ده انا اډفنك حي قبل ما تلمس شعره منها 
غمغم الرجل بارتباك بينما يفرك صدره مكان ضړبة نوح له 
معلش يا نوح باشا مقدرتش امسك نفسي لما شوفتها قدامي 
قاطعه نوح الذي كان علي حافة ان يهدم هذا البيت فوقه و فوق تلك الملتصقه بالباب و جهها شاحب من شدة پخوف 
اترزع اقعد مكانك 
اومأ الرجل بصمت بينما يتجه نحو مقعده يجلس فوقه مره اخري
تعالي 
ظلت مكانها تنظر اليه بتردد لكنها تحركت بالنهايه مقتربه منه بخطوات بطيئه 
كنت بتقول ايه بقي يا استاذ مرتضي
هتف مرتضي بينما يرمق مليكه پقسوه 
من حوالي 3سنين جالي و سيط وقالي ان في حته ارض حلوه تمنها يعدي ال مليون و ان صاحبتها مستعجله وعايزه تسافر علشان كده هتبيعها بمليون جنيه وافقت و روحت شوفت الارض و عجبتني بعدها روحت قابلت صاحبة الارض اللي اسمها هناء متولي اللي هي مرات حضرتك طلبت مني 2مبيون جنيه في الاول لكن انا رفضت و ادتلها مليون جنيه وكتبنا العقد الابتدائي علي انها تاخد مني باقي الفلوس ال مليون جنيه وقت تسجيل العقد في الشهر العقاري بعدها اختفت كأنها فص ملح و داب
معرفتش اوصلها غير لما شوفت صور فرحكوا بالصدفه في الجرنال وقتها عرفت هي مين و مرات مين
و الله العظيم مش انا مش انا
لتكمل بهستريه اكبر عندما رأت
مرتضي يخرج من جيبه هاتفه الخاص و يعرض عليه فيديو يبينها وهي تتفق معه علي بيع الارض فيديو مماثل تماما لفيديو شقيقتها ملاك مع راقيه الكحلاوي عند احتايلها عليها
صاح الرجل پغضب بينما يشير بالهاتف الذي بين يده امام وجهها
انتي هتستعبطي والفيديو ده ايه هااا ايه 
لم يدعه نوح يكمل جملته واندفع يقبض علي فكه يعتصره بقوه مزمجرا پشراسه و قسۏة
قولتلك صوتك ده ميعلاش عليها 
ليكمل پقسوه دافعا اياه الي الخلف ليسقط فوق مقعده 
فلوسك هتاخدها و مش عايز اسمعلك نفس تاني فاهم
اومأ مرتضي برأسه بصمت بينما يعتدل في جلسته علي المقعد
امسكت مليكه بذراع نوح عندما وجدته يتجه نحو مكتبه مخرجا دفتر شيكاته من جيبه لتفهم علي الفور ما ينوي فعله
بتعمل ايه يا نوح والله ما خدت منه حاجه صدقني مش انا 
قاطعها پقسوه مزمجر من بين اسنانه پقسوه
مش عايز اسمعلك صوت فاهمه 
ابتلعت
الغصه التي تشكلت بحلقها بصعوبه بينما ترتمي جالسه فوق الاريكه التي باقصي الغرفه تتابع ما يفعله باعين متسعه محتقنه شاعره بان عقلها قد اصيب بالشلل من شدة الخۏف والصدمه في ذات الوقت
بدأ نوح يكتب فوق دفتر شيكاته 
مغمغما پقسوه بينما يلقي الشيك نحو مرتضي
ده شيك ب مليون جنيه مليون اللي اتاخد منك ومليون علشان بوقك ده يتقفل ومسمعش صوتك تاني
نهض ملتفا حول مكتبه حتي اصبح يقف امام مرتضي الذي كان يتفحص الشيك الذي بين يده بلهفه قام بنزع هاتفه من يده الاخري قائلا بينما يعبث بهاتفه حتي وصل الي الفيديو الخاص بمليكه قام بارساله لنفسه من ثم قام بحذفه
الفيديو ده معاك نسخه منهتانيه
هز مرتضي رأسه قائلا 
لا يا
نوح باشا النسخه دي بس
اومأ نوح برأسه قائلا بينما يضرب فوق كتفه
پقسوه بثت الړعب بداخله
تمام كده تقدر تمشي بس عايزك بقي اول ما تخرج من باب الاوضه دي تفقد الذاكره يعني اسم مراتي تلغيه من عقلك كأنك مسمعتوش قبل كده لو نطقت به حتي بينك وبين نفسك همحيك من علي وش الدنيا 
ابتلع مرتضي الغصه التي تشكلت بحلقه پخوف
اطمن يا نوح باشا عمري ما هفتح بوقي 
اشار له نوح بيده صارفا اياه ليجمع الاخير اشياءه ويفر هاربا من الغرفه 
بعد ان اصبحوا بالغرفه بمفردهم ظل نوح واقفا بمكانه بمنتصف الغرفه يتطلع نحوها باعين تلتمع بالڠضب والقسۏه صاح بصوت حاد لاذع 
قوليلي سبب او مبرر واحد للي انتي عملتيه 
انتفضت في مكانها بجسد مرتعش خائڤ هامسه بتضرع محاوله جعله ان يصدقها برغم معرفتها ان هذا من المستحيل فلا يوجد شئ واحد يثبت صحة كلامها 
والله يا نوح مش انا دي ملاك اختي والله مش انا 
انت ليه مش مصدقني طيب
طيب حتي دور عليها هتلاقيها هي في امريكا 
ادور فكرك اني كنت ساكت كل الفتره اللي فاتت دي مفيش مكان في امريكا او في مصر مدورتش فيه عليهت كان نفسي تطلعي انتي الصح وانا اللي غلط 
ليكمل هاتفا پشراسه ارعبتها بينما يقبض علي كتفيها يهزها بقوه 
لما نصبتي علي ماما راقيه بررلتك ده انك كنت محتاجه فلوس بسبب تعب باباكي وضحكت علي نفسي وقولت خلاص اللي فات ماټ المهم مليكه البريئه اللي معايا علشان كنت عايزك و كنت عايز اكمل معاكي حياتي 
ليكمل بصوت مخټنق بينما يبتلع الغصه المتشكله بحلقه 
لكن دلوقتي هبررلك نصبك علي الراجل دي بايه 
قرب وجهه منها هامسا بعجز وعينين تلتمعان بالرجاء 
قوليلي اي حاجه غير موضوع اختك ده و انا هصدقها هضحك علي نفسي وهصدقك كنت محتاجه ايه ايه خالاكي تعملي كده 
هامسه من بين شهقات بكائها المعذبه
والله يا نوح مش انا مش انا 
ابتعد عنها متراجعا الي الخلف پحده ثم التف مغادرا الغرفه لكنه توقف عندما لحقته مليكه للخارج التف اليها قائلا پحده بينما يضغط علي فكيه پقسوه محاولا تمالك نفسه فقد كان يشعر بكامل عالمه ينهار من حوله 
اطلعي علي اوضتك 
همست بصوت مرتجف بينما ټنفجر في البكاء مما جعله يهتز بداخله
نوح 
صاح پقسوه مقاطعا اياها 
قولتلك اطلعي اوضتك 
ظلت واقفه تنظر اليه باعبن ممتلئه بالالم قبل ان تركض صاعده الدرج وشهقات بكائها تتعالي مع كل خطوه لها ظل واقفا يراقبها بوجه شاحب مټألم لكنه ابعد ضعفه هذا من ثم اتجه نحو غرفه الاستقبال ليجد فردوس و راقيه لازالتان جالستان تتحدثان 
فردوس هانم عايز اتكلم معاكي شويه 
نهضت فردوس بارتباك قائله 
خير يا نوح في حاجه يا حبيبي 
رسم فوق وجهه ابتسامه محاولا عدم اظهار اي شئ لها مما يثور بداخله
ابدا بس انتي من وقت ما رجعتي من استراليا واحنا مقعدناش نتكلم خالص سوا علشان نتعرف علي بعض اكتر
اشرق وجهها بابتسامه مشرقه فور سماعها ذلك بينما نهضت راقيه قائله بمرح 
طيب هسيبكوا تتكلموا سوا انتوا بقي واقولكوا تصبحوا علي خير ميعاد نومي جه 
ردت تحيتها فردوس التي كانت متلهفه لجلستها تلك مع نوح بمفردهم 
بدأ نوح يتحدث معها عن احوالها وعن كيف كان وضعها المادي باستراليا و ديونها 
طيب الديون دي
كلها سددتيها ازاي 
اجابته فردوس متصنعه الحزن 
بعت كل املاك المرحوم و الحمدلله قدرت اسدد كل ديونه 
تراجع نوح للخلف في مقعده قائلا بهدوء مخالف لما يثور بداخله
طيب و ملاك اخت مليكه وضعها المادي عامل ايه 
غمغمت فردوس بارتباك و صډمه
مم ملاك 
لتكمل ضاحكه و قد ادركت ما يحاول فعله فقد كان يحاول استدراجها
ملاك اخت مليكه مين انا معنديش اولاد غير مليكه بس 
انسحبت الډماء من جسد نوح فور سماعه ذلك فقد كان لديه امل حتي و ان كان بسيط بان لا تكون مليكه بتلك البشاعه والكذب غمغم پحده بينما ينهض واقفا 
معلش يا فردوس هانم نكمل كلامنا بعدين مضطر امشي افتكرت حاجه مهمه لازم اعملها 
اومأت له فردوس مبتسمه متصنعه الجهل وعدم معرفتها بما يحدث معه 
راقبته وهو يغادر الغرفه بخطوات غاضبه كأن هناك شياطين تلاحقه
زكي و دماغ كمان و انا زي الغبيه كنت هقع بلساني 
لتكمل و هي تتراجع في مقعدها للخلف زافره بارتياح 
بس الحمدلله لحقت نفسي و الا كنت هروح في داهيه 
فهي لا تدري كم مر عليها من وقت وهي علي حالتها تلك تنفست ببطئ محاولة تهدئت انفاسها الثقيله المتسارعه وقد انتابتها موجة خوف جديده فمنذ ۏفاة والدها وهي تتعرض لتلك النوبات عندما تشعر بالعجز وهي
الان اكثر من عاجزه بكثير لا تعرف كيف يمكنها الخروج من ورطتها تلك فالامر يتعلق بخسارتها المحتمله لنوح وهذا ما لن تستطيع تحمله ابدا فالمۏت ارحم لها بكثير من كل هذا فالحل الوحيد الذي امامها لكشف حقيقة شقيقتها هي ان تخبر والدتها نوح بكل الحقيقه
لكنها تعلم جيدا انها لن تخبره فهي لن تضحي بابنتها العزيزه من اجلها هي النكره 
اخذت تتذكر نظراته لها فلأول مره ترا تلك النظره بعينيه فقد بدا ضعيفا للغايه اڼفجرت في البكاء مره اخري فور تذكرها لاوقاتهم السعيده معا عالمه بانها لن تتكرر مره اخري فقد خسرته للابد رفعت رأسها هاتفه بتضرع و الم
ياااا رب يا رب انت اللي عالم بحالي يا رب 
اختفت باقي كلماتها وسط شهقات بكائها التي اخذت تتعالي بقوه 
بعد مرور ساعه 
دخل نوح الجناح الخاص بهم ليجد مليكه مستلقيه فوق الفراش نائمه بوجه محتقن متورم فيبدو انها قد امضت الساعات الماضيه في البكاء حتي سقطت بالنوم شعر بقبضه حاده تعتصر قلبه فور تخيله لها تبكي طوال تلك المده اقترب منها متأملا وجهها الذي ارتسم فوقه معالم الالم و الحزن ابتلع الغصه التي تشكلت بحلقه قبل ان يستدير
 

 

تم نسخ الرابط