غزال

موقع أيام نيوز


ماضيا كله و مش حخبي عليكي بعد كده.
أومأت ياسمين برأسها غير مصدقة كيف تحول آدم الحديدي بكل قسوته و جبروته الي طفل صغير يستجدي عطفها.. أما قلبها فقد بدأ يلين تحت وقع كلماته المؤثرة...أغمضت عينيها و لكن في قرارة نفسها كانت تشعر انه يستحق فرصة أخرى للبدأ من جديد...هي لن تخسر شيئا ستسمعه و ستقرر بعد ذلك... هذا ما نصحتها به والدتها طوال الايام الفارطة التي قضتها معها.

ارجوكي يا ياسمين خليني احس انك رجعتيلي من تاني.. عاوز اتأكد اني مش بحلم و انك معايا بجد...وحشتيني اوي... اوي يا حبيبتي....
في الحي الشعبي
نزلت غادة درج العمارة القديمة التي تسكنها مع والدتها و اخوتها... تأففت بضيق و هي تلمح جارتهم الفضولية فاطمة تفتح باب شقتها..
الجارة و هي تتفرس في ملابس غادة قائلة بتعجبصباح الخير يا بت يا غادة... أمال انت رايحة فين بالهدوم النظيفة دي.
غادة و هي تنزع نظارتها الشمسية صباح النور يا طنط... حكون رايحة فين غير الشغل....
شغل.. شغل ايه يا بت هو انت مش لسه بترسي.
غادة بضيقايوا يا طنط انا بدرس و بشتغل في نفس الوقت و دلوقتي عن إذنك عشان متأخرش على الشغل.
تجاهلت نداء الجارة لها لتنزل بخطوات سريعة على الدرج و هي تتمتم بتأفف و هو انا ناقصة ارف.. الولية الفتانة دي بقت مراقباني في الرايحة و الجاية و عمالة تسأل أسئلة رخمة زيها و هي مالها بيا ادرس و الا اهبب ايه....
فتحت باب السيارة المركونة أمام العمارة و هي تكمل تمتمتها پغضبماهو كله من حظي النحس لو كان الغبي اللي اسمه صفوان داه مفلسش كنت حخليه يشتريلي شقه في حتة نظيفة و اتنقل فيها انا عيليتي بدل الخړابة دي... ربنا يقرفك يا ولية يا بومة قلبتي مزاجي عالصبح... أما اروح اشوف الزفت دا وصل لفين...هو حيفلس و ينتهي عالاخر و الا حيقوم من تاني... آه ماهو انا كمان لازم الوحيد هو... إن تصبح من الطبقة الغنية بأي ثمن.
وضعت فاطمة يدها على ذقنها و حركت فمها بطريقة تدل على تعجبها و هي تتمتم هي مالها البت دي بتتكلمني من طراطيف مناخيرها زي ما اكون بشتغل عندها.. لا و ايه لبس شيك و نظيف زي بتوع التلفزيون لا و كمان عربية.. هي بتشتغل ايه بالظبط انا طول عمري مش برتحلها البت دي... متكبرة و شايفة نفسها... بس اقطع ذراعي من هنا أن ماكانش في وراها حكاية...و حكاية كبيرة كمان آه ماهو مافيش شغل بيجيب فلوس اد كده مرة واحدة... داه انا بنتي صفاء بقالها سنتين في الخليج و لسه مجمعتش ثمن توكتوك حتى... بس على مين دا انا فاطمة سيكة على سن و رمح و مفيش حاجة في الحارة كلها بتستخبى عليا ...و بكرة هعرف حكاية البت غادة دي إيه...
عادت الي داخل شقتها لاعداد فطور زوجها الذي استيقظ من نومه للتو....
في مستشفى زاهر مجدي
تجلس السيدة صفية على إحدى الكراسي الموجودة في قاعة الانتظار و بجانبها سهى التي تأففت للمرة العشرين بضيق ياماما ارجوكي كفاية كده انا عاوزة امشي... هو انت جايباني من الصبح على المستشفى ليه... انا مالي بالراجل داه هو كان قريبي مايعيش و الا ېموت في ستين .. انا
بعمل كده علشان سعد هو اللي صمم اني اجي هنا النهاردة و اجيبك معايا .
سهى پغضب هي اخت جوزك انت... انا مالي و بعدين انت مش جيتي هنا قبل كده .
صفية آه جيت الاسبوع اللي فات بس انا جيت لوحدي و المرة دي جبتك معايا... كان لازم اعمل كده عشان سعد ميزعلش منك و يسمعني كلمتين انا في غنى عنهم... متنسيش ان هو اللي بقى بيصرف عليكي دلوقتي فلازم تحترميه و تسمعي كلامه .
سهى باستهزاء انت بتسمي الملاليم اللي بيدهالك فلوس... و هو أصلا جوزك داه عنده فلوس عشان يبقى يصرف عليا...داه انا لو كان الغبي صفوان سمع كلامي و خطڤ البنت اللي اسمها ياسمين كنت دلوقتي متجوزة آدم و متمتعة بفلوسه...بس حقول ايه خليني ساكتة احسن .
صفية پغضببت انتي اتلمي احسنلك و متعمليش حاجة من دماغك...سعد لو سمع بالكلام اللي انت بتقوليه حيطلقني و حنترمي في الشارع من ثاني... متنسيش ان انا مليش مكان تاني اروحله و انت كمان ابوكي مش حيستقبلك في بيته بين مراته و عياله....اعقلي بلاش جنانك اللي حيودينا في داهية

قلتلك اصبري....
سهي بنفاذ صبر اصبر ايه يا ماما آدم بقاله يجي شهرين متجوز و مفيش حاجة حصلت معاهم حتى الخبر اللي اتنشر في الجرنال اتكذب و نزل بداله اعتذار...يعني هو مش حيسيب البنت دي و احنا بعد آخر مرة زرناهم مرجعناش القصر عشان نعرف في ايه جديد.
صفية لا اطمني انا عندي علم بكل حاجة بتحصل هناك...آدم و ياسمين لسه زعلانين من بعض و كمان هو
 

تم نسخ الرابط