قصه بقلم نرمين محمود

موقع أيام نيوز

اكتر من مكان وساعتها بقي خلوني مدمن..
قصته وبطريقة ما تشبه خاصتها فهي لم تعرف طريقا لتلك السمۏم يوما ..
_ وبطلت ازاي...
لمعت عينا الطبيب ثم هتف بنبرة رقيقة للغاية...
_ خطيبتي...فضلوا يدوروا عليا لغاية م لقوني وكنت ضايع ..وهي اخدتني وعالجتني..
_ وازاي مارست مهنتك عادي...
_ مش قولتلك الواد كان من ناس تقيلة..وانا عملت كل ده عشان أنقذه يعني كانت تعويض..بس رجعت هنا بقي خطيبتي أصرت نرجع..
بللت شفتيها بطرف لسانها وهتفت بصوت متوتر..
_

هو..هو اانت بطلت ف أد ايه..
كتم الطبيب ابتسامة من الظهور على شفتيه بصعوبة فقد استطاع جذب انتباهها إليه كاملا...
_ بطلت ف سنة..قصدي يعني طول السنة ديه كنت بدور طبعا ع السم ده واهرب ويجبوني فيييين بقي لما هديت وانا قررت من جوايا اني اتعالج مهما اتوجعت...
اتخذت قرارها هي تريد أن تسحب ذلك السم من جسدها ...تريد التمتع بحياة طبيعية كأي شخص..كما أنها تريد رؤية شقيقتيها...
_ انا عاوزة اتعالج..
ابتسم الطبيب هذه المرة ثم هتف...
_ تمام...هتبدأي من النهاردة...بصي يا ستي..برنامج العلاج بتاعي مختلف والدكاترة هنا بتنتقده..بس انا مكمل فيه بردوا...هتتكلمي ف التليفون...هتنزلي الجنينة تحت...شهر بالظبط وهفكك من السرير ...كل ده بشروط طبعا...
زهرة بتلهف..
_ موافقة عليها...
_لازم تسمعيها بردو...اول اسبوع حاولي تسيطري علي نفسك وعلي غضبك كويس جداا..ده الشرط الاسبوع بدأ من النهاردة...
اومأت برأسها موافقة ..اسبوع فقط يفصلها عن محادثة شقيقتيها ...
بذلك الاسبوع كانت تمارا بدأت تعود لشخصيتها القديمة قبل زواجها من عابد ...رسائل تصلها علي الهاتف تدغدغ مشاعرها قليلا...لم ترد عليها ولن تفعلها ...لكن تلك الكلمات أعادت ثقتها بنفسها وأنها مرغوب فيها من الچنس الآخر...
لذلك أن تسعد نفسها بقراءة تلك الكلمات التي ترضي غرورها الأنثوي لن تضيرها في شئ...
دلف عابد الي المنزل وراح يبحث عنها حتي وجدها تقف بالمطبخ ..
_ تمارا...
انتبهت له تمارا اخيرا ...
_ نعم..
_ ايه امال بنادي عليكي من بدري كل ده عشان تردي..
_ مسمعتكش يا عابد...كنت عاوز حاجه..
_ اه...عاوز اتغدي ..ياريت عقبال م اغير هدومي تكوني حضرتي الاكل...
_ حاضر...
بعد قليل كانا يجلسان علي طاولة الطعام ...نظر إليها عابد وهتف باستغراب...
_ مبتاكليش ليه ..
_ باكل اهو..
_ لا مبتاكليش الا من الطبق اللي قدامك ده..
_ اه ده اكل الرچيم ..خضار سوتيه من غير زيت عادي يعني..
شرد قليلا في هيئتها ..خصلاتها البنية التي تصل إلي منتصف ظهرها تركتها اليوم ولم تربطها كعادتها...قميص بيتي قصير نهايته قبل ركبتيها تماما...يظهر ذراعيها ورقبتها كاملين ..
متزوجان منذ ثلاث سنوات تقريبا ولم يراها تجلس معه وبهذا القرب منه وهي ترتدي ملابس ڤاضحة كالآن ..
_ بتحبيني يا تمارا...
توقفت عن مضغ الطعام واخفضت رأسها للأسفل ...حركتها كانت كفيلة بأن يعرف جوابها..
صړخ عابد پغضب..
_ مبتحبنيش...ولا عمرك هتحبيني..تلت سنين جواز محبتنيش فيهم ولا هتحبيني...تلت سنين جواز بشحت منك حقوقي ..حقوقي ف كل حاجة..تقابليني بابتسامة تلبسيلي ووتزوقي عشان انا جاي...خلفتي مني ڠصب عنك...عايشة معايا ڠصب عنك...
طول م انا عايش معاكي بتكوي..بمۏت بالبطئ..
تركها وخرج من المنزل بأكمله لا تعلم حتي اين سيذهب ...ليس بيدها شئ لم تكن مشاعر له يوما ولم يحدث ...هي لا تملك راحته ولا راحة نفسها لذلك من الجيد لكليهما ترك الأمور كما هي عليه..
مساءا..بقصر النوساني..كان الحفل يسير كما خططت له شيما فوالدة زوجها كانت تأخذها هي وابنها حتي ترحب بالمدعوين 
ومنها تتعرف عليهم ويتعرفوا علي صفتها هنا بدلا من تلك المعاقة التي حسبت زوجة علي ابنها بفترة من الفترات ..
علي الجانب الآخر تقف سيلين برفقة زمزم التي وصلت الي الحفل للتو ...
كان وقاص يبحث عنها بعينيه حتي وجدها تقف مع شقيقته ...براءتها وبساطتها في كل شئ أصبحت تلفت أنظاره ..بحركة عادية قارن بين فستانها وفستان زوجته...شيما أصرت أن يكون زيها في الحفل من مصمم ازياء غالي الثمن وضعت مساحيق تجميل..
أما الأخري فارتدت فستان رمادي اللون طويل اكمامه شفافة وطويلة لم تضع أي من مساحيق التجميل فقط احمر شفاه صارخ هو ما زينت به كامل وجهها...وعكصت شعرها البرتقالي ...طلتها كانت كفيلة بخطڤ أنفاسه ..
_ سيلا انا هروح اجيب حاجة اشربها..عاوزة حاجة!!..
_ لا يا قلبي روحي انت...
اومأت زمزم برأسها وسارت الي وجهتها بعد رحيلها جاء ذلك الشاب شقيق سارة وطلب منها رؤية والدها في موضوع هام...لم تكترث سيلين له وأشارت إلي والدها ..
اقترب عز الدين من قدري ..
_ احم..حضرتك استاذ قدري النوساني.
قطب قدري جبينه وهتف مجيبا..
_ أيوة انا يا ابني...خير..
رغم توتره إلا أنه أثر الدخول في صلب الموضوع مباشرة...
_ انا عز الدين غانم...انا طالب ايد الآنسة زمزم بنت اخو حضرتك...
اتسعت عينا قدري بدهشة ثم هتف ..
_ طالب ايد مين...
أعادها عز الدين بصوت اقوي ظنا منه أنه لم يسمعه..
_ الآنسة زمزم بنت اخو حضرتك...
علي الجهة الأخري كانت زمزم تقف أمام البار الموجود به المشروبات والعصائر ...
اخذت كأس من العصير والتفتت حتي تغادر وتعود الي سيلين مرة أخري لكنها شهقت پعنف وسقط منها الكأس وهي تنظر إلي ذلك الرجل أمامها ...وهتفت بصوت مسموع ومشدوه...
_ بابا...
الفصل الحادي عشر...
انتهي الحفل بعد ساعتان تقريبا..لم تهتم شيما بزوجها مطلقا بل انشغلت في التعرف الي المدعوين بعيد ميلادها...بالأساس هذا ما كانت تريده..أن تكون نجمة ساطعة في الحفل وساعدها في ذلك السيدة نجاة...ولكن بالطبع هدف كلتيهما يختلف عن الأخري بمرااااااحل...
رحب قدري بشقيقه ناصر كثيرا عندما شاهده يذهب وراء زمزم ..خاصة وأنه وجد ابنته تنظر له بجفاء وجمود حتي انها لم ترحب

به ..
دلفت زمزم الي المنزل برفقة سيلين ...تركتها سيلين وذهبت نحو عمها فهي تحبه كثيرا رغم أنها غاضبة منه مما فعله بزمزم لكن بالتأكيد يوجد لديه سبب..
رفعت قدمها حتي تصعد الدرج نحو غرفتها عندما صدح صوت والدها ...
_ مش عاوزة تشوفي وشي للدرجادي يا زمزم..
اخذت نفسا عميقا والتفتت حتي تخرج ولو قليلا مما تحمله بداخلها تجاهه..
_ حضرتك قعدت اكتر من سنة مختفي...تقريبا سنتين من يوم ما لبست عروسة..مسألتش عليك ولا افتكرتك اصلا..وده يخلي وجود حضرتك دلوقتي زي عدمه...
لم يحيد بعينيه عنها يريد ارجاع زمزم الرقيقة التي تنتقي كلماتها بعناية حتي لا ټجرح احد ...
_يعني ايه..
ابتسمت ابتسامة صفراء قاسېة واردفت بصوت هادئ..
_ يعني حضرتك بالنسبالي ضيف...صاحب ابويا اللي قاعد ده..غير كده لا..
قالتها مشيرة إلي عمها الذي ادمعت عيناه بلحظة وهو يتذكر ما مضي ...
كان وقاص وسيلين ووالدتهم يتابعون الموقف بذهول ...لكن وقاص كان يتابعه پصدمة وذهول شديدين ..فقد استطاع الان وببضعة كلمات بسيطة معرفة ما حدث بالماضي بين عمه وابنته من خلال كلمتين فقط تفوهت بهم زمزم..
لما كنت لابسة عروسة...زمزم لم تكن تريده..لم يدق قلبها له يوما...حتي انها لم تتمني الزواج منه لاعاقتها..والدها أجبرها بطريقة ما....
تذرع الغرفة ذهابا وايابا ...منذ اخر مشاداة بينهم بوقت الغداء وحتي الان..الساعة تشير الان الي الثانية صباحا...
التقطت هاتفها حتي تعاود الاتصال به مرة أخري لربما يجيبها..
فتح الهاتف بعد قليل ...لم تعرف من الذي ضغط زر الايجاب فلم يصلها صوتا واضحا بالهاتف ...
ادمعت عيناها وقبضت على الهاتف بيدها عندما استمعت إلى تلك الحرباء ضرتها وهي تقول بميوعة...
_
تم نسخ الرابط